خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

أثر توحش «داعش»

آراء

عمل “داعش” والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيون وأشياعهم على تقديم خطاب ديني متطرف، وجد له سوقا لدى المأزومين.

في مقابل ذلك كان هناك أناس في مجتمعاتنا العربية، يفهمون الحضارة بشكل خاطئ، ونشأت أجيال، تعتقد أن الحرية تتعارض مع الدين، وأن التقدم والتطور ينبغي ألا يصحبه ممارسات دينية.

وبعض من ركبوا موجة الليبرالية وسواها من أفكار، يتصورون أن هذه الممارسة تبدأ بقطيعة المسجد. هذه الأفكار حتما لا علاقة لها بالواقع، فأينما اتجهت شرقا أو غربا، شمالا أو جنوبا، تجد أن الدين عامل مهم في الفعل الإنساني.

ومن يتابع جولات البابا الحالية واهتمام وسائل الإعلام الغربية بها، والمضامين الدينية التي يتم ضخها عبر التقارير الإخبارية، لا بد أن يقتنع أن ممارسة الحرية لدى البعض في مجتمعاتنا، يشوبها خلل. ولذلك هم قد يخجلون حتى من القول إنهم يؤدون الصلاة ويرتادون المساجد.

وفي المقابل فإن الأسوياء من الطيفين السني والشيعي يترددون أيضا في الإفصاح عن مذاهبهم لبعضهم بعضا، خشية الخوض في نقاشات ومحاكمات تستحضر الخطاب المتطرف لدى الطيفين.

غياب الاعتدال، وخفوت أصوات المعتدلين، جعل التعصب والتطرف والغلو والتشدد يصوغ خطابات شيعية وسنية تصدرت المشهد لوقت طويل.

إن الطبيعي أن يكون للإنسان دين ومذهب ينتمي إليه، هذه هي المحاضن التي تحفظ المجتمع.

بعض ضحايا فكر “داعش”، هم نتاج حالة اغتراب وعزلة لم يتم معالجتها بذهنية حاضرة، وهذا دور الأسرة والمسجد ومؤسسات المجتمع التي ينبغي أن تصوغ خطابا دينيا واضحا، رحبا تتصدره أركان الإسلام الخمسة وتتسيد فيه قراءة واضحة للإنسان وعمارة الأرض بعيدا عن أي تلويث حركي مؤدلج.

لقد شهدنا أخيرا أناسا يتلكؤون في إدانة تطرف متطرفي الشيعة والسنة وممارساتهم في المجتمعات، وهذا يكشف سطوة الازدواج والأدلجة وتغليبها حتى على الدين وعلى الوطن ومصالحه العليا.

المصدر: الاقتصادية