حاتم الزهراني
حاتم الزهراني
شاعر، ناقد، وأكاديمي مدرس مشارك ومرشّح لنيل درجة الدكتوراة في الأدب العربي جامعة جورجتاون / واشنطن دي سي

إعراب لمساعد الرشيدي

آراء

«قلبي على الماء»

لكنْ في يدي عودي..

من امرئِ القيس حتى سـيِّـدِ البـِـيدِ…

وَبَـعْــدُ:

من قالَ لي:

(في الوقت مُـتَّـسَـعٌ حتى يجيءَ غدا.

وفي الكلامِ كلامٌ لَـمْ يـُـقَـلْ أبدا)

… وأنَّ كـافِـيَّـةً ظمأى ستشربنا

من أوّلِ الصومِ حتى آخرِ العيدِ…

عِـشْ ألَـقَــًا:

كُنـتَ سَيفَ العشق

فاندملتْ منك الجراح،

وفاض الليل

فاقـتـتـلتْ فيه القناني على حبر المواعيدِ…

عِشْ أفُـقًا:

في جدار الحيّ

ملحمةَ اليومـيّ/ مُـعرَبَـةَ المحكيّ

إذ تـتـبدَّى في التـغاريدِ…

فصيحةً كَـوُجوهِ الناسِ

عادلَةً يقاومون بها ظُـلْـمَ التجاعيدِ…

سُـجَّـادَةً لحميم الرقصِ

فوق لظى عيشٍ يعجِّـلُ تنكيدًا بتنكيدِ…

فتّـانة مثلَ بنتِ البُـنِّ

طالِعَـةً من الدِّلالِ لِـفنجالِ الأجاويدِ…

قُـصاصَـةً خلفَ مشطِ البنتِ

تقرأها مع المرايا

على فُـستانِـها العُـودي…

عصيرَ أحلامها

لَـمّـا تَـحولُ سقوفُ البيتِ

بين يديها والعناقيدِ:

(كُـنْ صاحبي الليلَ،

كُـنْ ما شاء موعودي..

ضفائري،

كفَّ محبوبي على كتفي،

قلائدي ربّما،

أو ربّما جيدي..

كُـنْ غايةَ اللطفِ،

أو كُـنْ آخِـرَ الجُـودِ..)

عِـشْ أرقًا لصبايا الشعرِ،

خائفةً من ظلمة الصفحات البيضِ،

حائرةً: متى المبيتُ على أضوائكِ السُّودِ؟

(كُـنْ صاحبي يا ليلُ،

كُـنْ عيدي..

قلائدي،

أو ربّما جيدي..

كُـنْ غايةَ الجُـودِ..)

قُـلْ هذهِ جَـنَّـةٌ أولى

لأغنيةٍ في عمرها شهدتْ عن غير مشهودِ…

هذي حياةٌ بلا موتٍ،

مناسَـبةٌ تخلّـد الفنَّ في فردوسِ مفقودِ…

هذا صدىً يتحاشى صوتَ صاحبهِ

نجا من الصوتِ كي نـنجو من الدودِ…

مددتَ ظِـلَّـكَ عالأوراقِ مشتعلاً

فَـصُـبَّـتِ الشمسُ ظلّاً غير ممدودِ…

وصارَ للطيرِ أن يشكو إليكَ ندى..

(هذا الجناحُ ثقيلٌ، والشتاء مدى)

فقلتَ للطيرِ: لاتحزن، معي لغتي.

فحرريه،

وطيري فيه،

ثم دعي قلبي على الماء،

لكن في يدي

عودي…

‏⁦‪https://soundcloud.com/hatemalzahrani/dnzi4jx8s9y7‬⁩