الإمارات: التطرف والإرهاب والطائفية آفة عالمية

أخبار

بدأ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول أمس الثلاثاء، اجتماعهم التحضيري للدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية التي تعقد بعنوان «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام»، وتستضيفها تركيا خلال يومي 14 و15 إبريل/نيسان الجاري.

شارك الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الاجتماع الوزاري. وأكد قرقاش في كلمته أهمية القمة الإسلامية التي تعقد في ظروف حرجة وبالغة الدقة يمر بها العالم الإسلامي فالتطرف والإرهاب والطائفية أصبحت آفة عالمية تقوض بناء الدولة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق المجتمعي وتهدد الأمن الوطني والأمن الإقليمي وتنذر بتهديد السلم والأمن الدوليين.

وأضاف أنه إيماناً من دولة الإمارات بأهمية الجانب الفكري في تبديد إلصاق طابع العنف للإسلام، فقد أنشأت مع شركائها الدوليين في أبوظبي مركزاً لمكافحة التطرف العنيف – «مركز هداية» -.. كما استضافت منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إضافة إلى إنشائها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية «مركز صواب» لاستخدام شبكة التواصل الاجتماعي لتفنيد الدعايات المغرضة للمنظمات الإرهابية وخاصة تنظيم «داعش» والرد على فتاويه المغرضة وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يروجونها عن الإسلام.

وأوضح قرقاش أن دول منظمة التعاون الإسلامي بامتدادها الجغرافي وتنوعها الثقافي أحوج ما تكون للتأكيد على هذه المبادئ لخلق علاقات سوية فيما بينها.. وانطلاقاً من هذه العقيدة فإن دولة الإمارات العربية تحرص كل الحرص على التمسك بهذه المبادئ في احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وانتهاج سياسة حسن الجوار.. كما أنها تؤكد من ناحية أخرى على رفضها المطلق القاطع للتدخل في شؤونها الداخلية أو في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لاسيما إذا كان من شأن هذا التدخل إثارة النعرات الطائفية وإشعال القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد.. داعياً كافة أعضاء المنظمة إلى انتهاج سياسة تستند إلى احترام القانون الدولي ونبذ أوهام الهيمنة على الآخرين، والكف عن دعم الميليشيات المسلحة ومنع العبث بمكونات الدولة الوطنية.

وقال إنه وإيماناً من دولة الإمارات العربية بسيادة القانون وبالحلول السلمية لكافة المنازعات الدولية، فإنها تجدد الدعوة من هذا المنبر لجمهورية إيران الإسلامية للرد الإيجابي على الدعوة المتكررة لدولة الإمارات العربية، للتوصل إلى حل سلمي يؤدي إلى إنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من خلال التفاوض المباشر، أو من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولي ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي. إذ إن من شأن حل هذا النزاع الذي طال أمده أن يبني جسور الثقة ودعم سياسة حسن الجوار في مرحلة تاريخية تقتضي التضامن وتحقيق المصلحة المشتركة، وصولاً للاستقرار في منطقتنا التي تحفها القلاقل والاضطرابات.

وأضاف أن الوضع في اليمن يتطلب عملاً جاداً ومتواصلاً لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية من استكمال العملية الانتقالية والعبور بالشعب اليمني إلى بر الأمان. ودعا إلى دعم الشرعية الدستورية في اليمن ورفض التدخل في شؤونه الداخلية. 

وأكد قرقاش أن التوصل إلى تسوية سلمية في منطقة الشرق الأوسط مسألة حيوية لمواجهة التوترات في المنطقة.

وقال إن الإمارات العربية المتحدة إذ تؤيد الوصول إلى تسوية سلمية قائمة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية فإنها تدعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية وتدعو إلى مساندتها في حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في المنظمات والمعاهدات الدولية.

وحول الوضع في سوريا دعا قرقاش إلى تضافر الجهود لوضع حد للمأساة الخطيرة المتفاقمة التي يتعرض لها الشعب السوري جراء استمرار العنف والقتل من دون أفق سياسي للخروج من هذه الأزمة.

وقال إن الإمارات تدعم حلاً سياسياً للأزمة في سوريا قائماً على أساس متطلبات بيان جنيف الأول بشأن الأزمة السورية وما يحقق تطلعات الشعب في تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة تدير انتقالاً للسلطة ينهي دوامة القتل والعنف والتدمير ويوفر أرضية وطنية شاملة لبناء سوريا تستوعب كل مكوناتها الوطنية وتحارب الإرهاب.

وأكد قرقاش في كلمته أمام المؤتمر الوزاري التحضيري لمنظمة التعاون الإسلامي، أن دولة الإمارات تؤكد على ضرورة الالتزام باحترام الوحدة والسيادة الإقليمية لليبيا والحفاظ على استقلالها السياسي. وأكد ترحيب الإمارات العربية بوصول رئيس حكومة الوفاق الوطني المعين والمجلس الرئاسي إلى طرابلس، ودعا مجلس النواب إلى المصادقة على حكومة الوفاق.

وعبر قرقاش عن القلق الشديد لما يتعرض له اللاجئون في الروهنجا. وعبر في ختام كلمته عن الأمل في أن تنشئ منظمة التعاون الإسلامي منبراً مفتوحاً للتعبير عن دور الإسلام والدول الإسلامية في إرساء علاقات دولية قوامها التواصل مع العالم. 

من ناحيته أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني 

أهمية التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف التي تصب في مخزون خطاب الكراهية للإسلام والمسلمين «الإسلاموفوبيا».. متطرقاً إلى واقع القضية الفلسطينية والمعاناة المستمرة للاجئين والوضع في أفغانستان وسوريا والصومال واليمن، علاوة على الانقسام الطائفي والأزمات الاقتصادية.

عقب ذلك ألقى وزير الخارجية التركي رئيس الاجتماع مولود جاويش كلمة بين فيها أن عنوان الدورة الحالية لمؤتمر القمة الإسلامي يعبر عن حاجة العالم الإسلامي إلى الوحدة والتضامن.

وأضاف أنه سيتم في ختام القمة الإسلامية إعلان وثيقة مهمة خاصة بالقضية الفلسطينية، كما سيجري اعتماد برنامج الخطة العشرية لمنظمة التعاون الإسلامي.

ويناقش الاجتماع على مدى يومين مشروعي جدول الأعمال وبرنامج عمل الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي التي ستعقد خلال يومي 14 و15 إبريل الحالي.

ويبحث وزراء الخارجية الوثائق الختامية المقدمة للقمة الإسلامية والخاصة بكل من قضية فلسطين والصراع العربي – «الإسرائيلي»، وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

المصدر: صحيفة الخليج