مها سليمان الوابل
مها سليمان الوابل
إعلامية سعودية

السعودية والتقنية

آراء

انطلق الأسبوع الماضي “أضخم إطلاق تقني في السعودية”، وهو بتوجيهات القيادة الرشيدة، وبإشراف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وشراكة مميزة بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وعدد من القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، والذي أعلن عنه معالي الوزير عبدالله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات خلال فعالية “إطلاق” التي أقيمت في مدينة الرياض، ويعد أكبر إطلاق تقني من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أعلن فيه عن حزمة من المبادرات النوعية والبرامج التقنية بقيمة إجمالية تناهز أربعة مليارات ريال، بالتعاون مع عدد من أهم عمالقة التكنولوجيا في العالم، جاء ذلك نتيجة توجيهات الملهم الأول لنا جميعاً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في اغتنام فرص الاقتصاد الرقمي، وتحقيق مستهدف مبرمج من كل 100 سعودي بحلول العام 2030 وتشجيع الابتكار والإبداع وتحقيق الريادة العالمية.

المبادرات الثلاث الرئيسة (طويق، همة، قمة)، والتي أعلن عنها معالي الوزير السواحة تهدف في مجملها إلى رفع القدرات الرقمية للشباب والشابات في مجالات البرمجة، وتعزيز الثقة بين الشركات التقنية والجهات التمويلية، وتشجيع الابتكار والإبداع من خلال التجمعات والمنصات المركزية، حيث إن الابتكار هو الممكن للاقتصاد الرقمي واقتصاد الفضاء، وأساس هذه الاقتصادات يعود للتقنية والبرمجة.

إن الشريحة التي حملها معالي الوزير السواحة خلال فعالية “إطلاق” ما هي إلا رقائق ذكية بأيدٍ سعودية، والتي تستخدم في التطبيقات العسكرية والمدنية والتجارية، حيث تمتاز الرقائق الذكية السعودية بقدرتها المعالجية التى تتفوق على نظيراتها المستخدمة في رحلة الإنسان إلى سطح القمر بـ60 ألف ضعف، وهي تعد إنجازاً سعودياً يفتخر به كل من ينتمي إلى هذا الوطن السعودي، ونكرر مقولة سيدي ولي العهد حين قال: إن أعظم ما تملكه المملكة العربية السعودية هو الإنسان السعودي. هذا العمل الاستراتيجي المهم سوف يكون الأساس لصناعات تقنية مقبلة، حيث إن الرقائق تعتبر قوة تقنية واقتصادية الآن، وأصحاب الشأن يعلمون التنافس القائم الآن بين الدول الكبرى للسيطرة على هذا المجال.

لغة التقنية ولغة الأرقام التي تحدث بهما معالي الوزير هما لغتان بالغتا الدقة والأهمية لمستقبل المملكة ومكانتها كمركز تقني إقليمي لأهم الرياديين والمبتكرين والمبرمجين من المنطقة والعالم، كما تأتيان ثمرة للتعاون بين القطاعات التقنية الحكومية في المملكة، وهذا هو النتيجة الفعلية للتكامل الذي تشهده المملكة ما بين قطاعاته التي تتشارك وهي تسير وفق خطوط متوازية لا متقاطعة، ومن هنا نشيد بالعمل المهني الاحترافي الذي يقود إلى طرق توصلنا إلى نتائج باهرة على المستوى المحلي والإقليمي بل والعالمي.

إن الكلمات التي قالها الأمير محمد بن سلمان واستلهم منها معالي الوزير خطابه في فعالية “إطلاق” هي ذاتها التي تلهمنا جميعاً ونرددها مع كل إنجاز جديد “بناء مستقبل عظيم لوطن عظيم لشعب عظيم”.

المصدر: الرياض