جودة الحياة (3)

آراء

شاركتُ قبل أيام بجلسة الحوكمة البيئية والمسؤولية المجتمعية، بدعوة من وزارة تنمية المجتمع، ضمن مبادرة لقاء عبر الأجيال التي تجمع كبار المواطنين والخبرات مع الشباب وأصحاب الهمم تحت مظلة حوار مجتمعي بناء وثري، حول مجالات الاستدامة المختلفة تزامناً مع عام الاستدامة 2023، بهدف نقل أفضل التجارب والممارسات وتبادل الخبرات والمعارف وطرح التحديات على طاولة النقاش المستديرة.

‏ وجاءت المشاركة من نخبة متخصصة مثل راشد الشريقي، العضو السابق في المجلس الوطني الاتحادي، وأحد كبار رواد الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي والتنوع البيئي والحياة الفطرية.

كما شارك عضو المجلس الوطني الاتحادي وأحد رواد العمل الاجتماعي، سالم بن ركاض العامري، وعميد كلية الزراعة بجامعة الإمارات، الأستاذ الدكتور محمد اليافعي، ومدير المسؤولية المجتمعية في مجموعة شركات طاقة، جواهر السويدي، ومندوبة الشباب في (COP28)، ‏حور أهلي، حيث ركزت الفعالية على مناقشة محاور بيئية مهمة، كدور الحوكمة البيئية في تحقيق الاستدامة، وكيف يمكن للأنظمة والسياسات البيئية تعزيز الاستدامة في مجتمعنا، وما هي الأمثلة الناجحة في تطبيق الحوكمة البيئية لتعزيز الاستدامة في العالم وأفضل الممارسات الدولية بهذا الصدد.

‏كما تم مناقشة دور المسؤولية المجتمعية في حماية البيئة، وكيف يمكن للشركات والمؤسسات تحمل المسؤولية المجتمعية تجاه البيئة، وما هي التحديات والعقبات التي تواجه المسؤولية المجتمعية في حماية البيئة. والأنظمة المؤسسية القائمة أو التي تتطلب التطوير.

‏ كما تم التطرق للتحديات المستقبلية للحوكمة البيئية والمسؤولية المجتمعية، والتوجهات المستقبلية المتوقعة للحوكمة البيئية والمسؤولية المجتمعية، وسبل تعزيز التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمعات لمواجهة التحديات البيئية المستقبلية. ‏إن استمرار الحوار المجتمعي بين كل الفئات المعنية، والاقتداء بمثل هذه الفعالية، ودعوة كل شرائح المجتمع لطرح مرئياتها بشفافية ‏وبعيداً عن الرسميات، هو النموذج المثالي للاستفادة من النقاش الجماعي لبحث موضوع محدد.

‏هل سنرى نماذج مماثلة مستدامة بإطار مؤسسي لبحث محاور أخرى ترتبط بجودة حياة المجتمع والتحديات التي تواجه بعض الفئات؟ ‏هذا ما نثق بأن القيادات الشابة ستحققه. وهو الأمر الذي أكدته ثقة القيادة بالشباب، متمثلة بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بدعوته شباب الإمارات للترشح والتقدم بسيرهم الذاتية لمكتب سموه. ‫إن‬ سنة الحياة هي التغيير، والاستثمار في الشباب وتمكينهم من تحقيق طموحات القيادة بما يواكب مرئيات المئوية، لتعزيز مكانة الدولة بين الأمم والمحافظة على ريادتها وتنافسيتها هو الطموح.

‏إن جودة الحياة في الإمارات جعلتها مصدر إلهام ونموذجاً، خصوصاً أثناء وبعد جائحة (Covid-19). والمحافظة على هذه المكانة تتطلب استدامة الجهود وتكاتفها، وإشراك كل فئات المجتمع في هذا المجهود أقل مساهمة متوقعة.

المصدر: الامارات اليوم