سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

ضع على فكرتك «تتش»!

آراء

«النوعية أكثر أهمية من الكمية، ضربة مثالية أفضل بكثير من ضربتين».. ستيف جوبز.

الأفكار الملونة: المؤسسة التي أعمل فيها تهتم كثيراً بموضوع الأفكار، لذا عملنا على تطوير برنامج متكامل للاقتراحات، وذاتَ يوم طرح علينا المدير مبادرة «الأفكار الملونة»، بأن نوضح «الموضوع» الذي نريد تطويره، ونخصص لكل إدارة فرعية «استيكرات» بلون محدد، يتم وضعها على لوحة حائط، مع تحديد فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعاً لتقديم الاقتراحات التطويرية، وبعد ذلك ينطلق السباق، وفي نهايته نكافئ الموظف الأكثر اقتراحاً بإجازة (يوم). طبّقنا هذه المبادرة ثلاث مرات في العام الجاري، وكان التفاعل مذهلاً، حيث تضاعف عدد الأفكار بشكل مثير للإعجاب.

Salt: أعترفُ بأنني لم أزُرْ Salt إطلاقاً، على الرغم من شهرته، لكنني ـ والحقّ يُقال ـ معجب بتسويقهم الجميل، من شاحنة تبيع، إلى حملة على «إنستغرام» @findsalt، حيث يتفاعل معهم الجميع لمعرفة في أي إمارة ستقف الشاحنة لبيع الهامبورغر. نجاح هذا المشروع رأيناه في وجود كبار الشخصيات للاستمتاع بأجواء هذا المكان. مَنْ ذهب إليهم ومَنْ يعرفهم حقّ المعرفة يقول: هم الأفضل في دبي، هنيئاً لأصحاب هذا النجاح.

الدفاع المدني بدبي خرج لنا بفكرة مبتكرة جداً في توصيل رسائل التوعية للمجتمع، فمن يصدق أن إدارةً محسوبة على الأجهزة «العسكرية» تقوم باستضافة حفلات أعياد الميلاد في مراكزها! هذا في الواقع هو ما فعلوه، ولكم أن تتصوروا كيف كانت فرحة الأطفال وهم يرتدون الزي الخاص برجال المطافئ، مع جرعات التوعية التي تصاحبهم لحفظ أنفسهم من المخاطر. ساعة احتفالية واحدة أفضل بكثير من أموال تصرف في زيارات إلى مدارس وجامعات، وبروشورات قد تلقى في سلة المهملات!

«ذيع موهبتك»: برنامج هدفه اكتشاف «المواهب الغنائية»، فالناس لا تأتي إليه، بل هو الذي يذهب إليهم، كشك صغير يلف محافظات مصر من القاهرة حتى المحلة، لا تعرضه أي قناة، لكنه وُضِعَ على «يوتيوب»، ومع أول حلقة عُرضت بدأ الناس يتساءلون: مِنْ أي قناة أنتم؟! ومع الحلقة الثانية جاءت الرعاية الأولى من «كوكاكولا»، وبعدها توالت الرعايات من كبرى الشركات! ليست استديوهات فخمة، بل في الشارع، لا لجنة تحكيم بأموال ضخمة، بل مع الناس، وهنا البساطة، وهنا مفتاح النجاح.

في كل مؤسسة هناك برنامج للاقتراحات، والكثير من المطاعم تقدم الهامبورغر وجبة رئيسة، وفي كل يوم نرى «حملات التوعية»، وفي كل قناة تقريباً هناك برنامج للمواهب.

ما سردته هنا ليس «ابتكاراً»، بل هي أفكار متكررة، تفوقت بسبب «Touch» بسيط جعلها مختلفة!

المصدر: الإمارات اليوم