عسكرة الاِقتصاد الإيراني!

آراء

يحتكر الحرس الثوري الإيراني أكبر المشاريع الاِقتصاديَّة في البلاد دون منازع، وأكَّد رئيس مؤسسة خاتم الأنبياء الاقتصاديَّة العملاقة التابعة للحرس مضاعفة هيمنته على المشاريع الاِقتصاديَّة خلال فترتي رئاسة نجاد. ومنذ بداية القرن السادس عشر مع تأسيس الدولة الصفويَّة، اقترب التجَّار من الطبقة السياسيَّة الحاكمة في بلاد فارس، ويوعز كثيرون أن أحد أبرز عوامل سقوط حكم الأسرة البهلويَّة يعود لمحاربة محمد رضا طبقة التجَّار والفتك بعشرات الآلاف بين القتل والنفي. ولا شك أن هيمنة الحرس على كافة المشاريع والممرَّات الاقتصاديَّة المشروعة والسريَّة، تسبَّبت في قطع أرزاق طبقة التجَّار وتنامي حقدهم على النظام الحاكم، الأمر الذي يؤكِّد إمكانيَّة دعم هذه الطبقة لأي ثورة قادمة في إيران.

وساهمت العقوبات في زيادة أرباح قادة الحرس لسيطرته على أعمال التهريب عبر عشرات الأرصفة السريَّة، إذ بلغ اعتماد الاِقتصاد الإيراني على التهريب في العام الماضي نسبة 35% وبمعدَّل 19 مليار دولار، ناهيك عن الأرقام غير المعلنة لتجارة الحرس بالمخدرات على المستويين الداخلي والدولي. ويهيمن الحرس على غالبيَّة منشآت النفط والغاز والسدود والطرقات والمصارف والفنادق والاتصالات والبتروكيماويات. وعمليَّة المقاومة الأحوازيَّة الأخيرة التي استهدفت أهم خطوط الغاز والنفط في الأحواز، شكَّلت ضربة موجعة لعصب مؤسسات الحرس إذ كبَّدت الاحتلال خسائر قدِّرت بمليارات الدولارات نتيجة شلِّ العمليَّة الإنتاجيَّة لأكثر من 150 شركة بتروكيماويات في مدينة معشور وحدها.

المصدر: صحيفة الشرق