فضيلة الجفال
فضيلة الجفال
كاتبة سعودية

عن مشاريع التعليم والتنمية

آراء

تابعت بإعجاب مشروع “وظيفتك وبعثتك” الذي تبنته وزارة التعليم. هي بلا شك أول وأهم خطة استراتيجية تتعلق ببرنامج الابتعاث الخارجي منذ نشأته. المشروع الذي أطلقه الوزير عزام الدخيل هو مشروع تنموي متنامي الأثر يتعلق بالتنمية الوطنية عامة. إنه من ناحية يعبر عن طموحات الدولة في التخطيط إضافة إلى متطلبات سوق العمل القادم، ما يضع حدا لتزايد نسبة العاطلين من خريجي الابتعاث. من ناحية أخرى مهمة هي أن هذا المشروع يأتي في مرحلة فاصلة وحاسمة تتطلب مصادر متنوعة تتجاوز الاعتماد على المصدر التقليدي الرئيس؛ النفط. هذا ما يمكن أن نسميه التخطيط للتنمية الاقتصادية من خلال التنمية البشرية. وقَّع الوزير عزام خلال أسبوع اتفاقيات مختلفة تتضح منها نوعية التخصصات التنافسية التي تعكس رؤية محددة للسياسة المستقبلية، منها توقيع اتفاقية مع “الخطوط السعودية”، ومؤسسة النقد العربي السعودي، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، وغيرها. ويبقى التساؤل في إمكانية أن تشمل هذه الخطة المبتعثين الحاليين وممن هم على وشك التخرج، بوضع خطة لاستيعابهم. ليس فقط في مجال التوظيف، بل في مجال الصناعات والأعمال وتطوير فكرة العمل التقليدي للتخصصات المختلفة.

قرأت أخيرا دراسة وتوقعات منشورة على مجلة “فوربس” الاقتصادية، تقول إنه بحلول 2020 سيكون 50 في المائة من الأمريكيين قد اتجهوا لعالم الأعمال “بزنس”. وأن الشركات ستتجه للإدارة الحرة والموظفين المستقلين والأحرار من العمل المكتبي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك حاليا ما يزيد على 53 مليون أمريكي مستقل، ما يعني 34 في المائة من القوى العاملة الأمريكية “وهذا ما يفتح الأسئلة أمام وزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة العمل حول توافر مثل هذه الإحصائيات لدينا”.

تنامي عالم الأعمال الخاصة والصناعات يصب بلا شك في المصلحة الاقتصادية الأمريكية، ويقلل من الاعتماد الكلي على الوظيفة، وينوع اقتصاد البلاد. فوق ذلك فهو يخفض من نسبة البطالة ويرفع نسبة الدخل والاستثمارات والأموال في المصارف الأمريكية.

كنت قد كتبت سابقا عن فكرة دعم وتسهيل وترويج فكرة المشاريع المتوسطة، لا سيما ما يخدم الخطط العامة للدولة مثل التصنيع والتجارة على سبيل المثال ومن ذلك المصانع، حتى الصغيرة منها، لتشجيع الصناعات الداخلية. قد تخدم هذه المصانع أولئك المبتكرين والمخترعين المبتعثين الذين تميزوا باختراعات متنوعة منها صحية وطبية. وهي اختراعات لمبتعثين تطالعنا بها الصحف المحلية باعتزاز من حين لآخر، لكن لا يبدو أن هناك خطة لاستغلالها أو العمل على تطويرها. سيكون من الملائم أن تكون هناك دراسة لمشروع نشط بتوجيه نسبة من المبتعثين والخريجين الحاليين إلى مشاريع صناعية مقترحة جديدة، كما من المهم أن نضع في الحسبان أن هناك قفزة عالمية قادمة في مسألة طبيعة التوظيف، في كل القطاعات. ولربما من الملائم أن تأخذ أجهزة الحكومة، في أجندة التخطيط، هذا الأمر بجدية فيما يرتبط بها من أعمال، وذلك بعيدا عن الوظائف الكلاسيكية المكتبية، مثل أعمال تقنية المعلومات، وهندسة الكمبيوتر، وأعمال خدمة العملاء وما يتعلق بها. إن تأسيس الموارد البشرية هو أيضا إعداد لتأسيس جديد يعتمد على التكنولوجيا الحديثة القادمة بقوة.

المصدر: الإقتصادية