ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

لماذا لا زالت العالمية عصية على السعودي؟

آراء

لماذا لازالت العالمية عصية على السعودي؟ ولماذا ورغم ما يروج له بأن لدينا أفضل نظام تربوي لا زال السعودي غير قادر على لفت الأنظار في المحافل الدولية أو المسابقات الأممية أو حتى المسابقات الرياضية؟

الأزمة الأهم في بناء الإنجاز السعودي ترتكز في انحصار الأمل في تكرار الماضي واختزال الإنجاز في القدرة على الحفظ، على الرغم أن العالم اليوم لم يعد يتحرك وفق ديناميكية التاريخ وما يحمله من مشاهد مضيئة.

هل يعقل أن تستطيع الصومال أن تخرج للعالم ممثلا ينافس في أكبر مسابقة للأوسكار ونحن لم نستطع بعد حسم السبب المنطقي لمنع السينما في بلادنا!، كيف سينظر “برخاد عبدي” الذي رشح لهذه الجائزة الراقية عن فيلمه “كابتن فيليبس” بعد أن استطاع أن يتحول من سائق تاكسي بسيط في مينيسوتا الأميركية إلى نجم ناجح بكل المقاييس؟ أقول كيف سينظر لمجتمع لازال يرى في بشرته وجنسيته أنه من عالم سفلي لا يستحق إلا الخدمة في بيوت ذوي الأصول؟

كيف يمكننا أن نستمر في المكابرة ولم تسجل لنا كتب التاريخ الحديث إلا بعض الإنجازات الخجولة التي كثير منها صناعة إعلامية أو طبخة تسويقية بمذاق الاستعراض السريع الزوال.

لدينا أزمة في تربية العقول على الإنجاز الفردي فأصبحنا لا نستطيع تحقيق أي إنجاز جماعي، فنحن مختلفون كأفراد ومتعددو التفكير كجماعات، لا نتحرك إلا بدافع الحاجة، وتلك الحاجة عطلت لعقود بسبب الطفرات والتركيز على الإسهامات الثانوية.

سيعتقد أنه رد علي من سيبدأ بسرد إنجازات يراها هو عظيمة بينما في حقيقتها ليست أكثر من طموح العصافير، فإن لم تحقق الاعتراف العالمي والتأثير الدولي وتسطر كتب التاريخ التفاصيل فإن كل ما تقوم به لا يعدو أن يكون عملا جيدا لا أكثر.

جائزة نوبل وجوائز الأوسكار وكأس العالم و”جائزة البو لتزار” وغيرها كثير لم يحقق فيها أي سعودي ذكرا أو جائزة تشجيعية، في وقت نمضي مسرعين لتأسيس جوائز إقليمية لنغطي شيئا من عقدة النقص التي فينا. إن لم يكن الإسهام معترفا به عالميا فسيبقى محليا لا تأثير له خارج الحدود، وما دام التركيز في تربية النشء على مبدأ (الموت مع الجماعة رحمة) فلن يكون لمجتمعنا أي إسهام فردي يستحق التفاخر به، فصناعة أمجاد الأمم تبدأ بصناعة أفراد يسعون للمجد الذاتي وهذه حقيقة لا تقبل الجدال.

المصدر: الوطن أون لاين