صالح الغنام
صالح الغنام
كاتب صحافي - جريدة السياسة الكويتية

مختبر الإبداع الحكومي!

آراء

لا حول ولا قوة إلا بالله… وهل ستصبح دولة الإمارات الشقيقة, وما يدور فيها من إبداع ونمو وتطور هو شغلنا الشاغل؟ هل المطلوب منا ترك ما وراءنا ودوننا لنتحول إلى موظفي إحصاء, كل همنا عد ورصد الإنجازات التي تحققها الإمارات وشعبها في كل يوم – عفوا – أقصد في كل ساعة من ساعات اليوم؟ خلاص يا جماعة, أنا “فاض بي ومليت”, ولـ “الصبر حدود”, و”تعبت أداري” ولم يعد هناك مجال لاحتمال وقف الحال التي تعيشه البلاد منذ أعوام عدة. ومسألة التعذر بالتأزيم السياسي كشماعة وسبب لغياب الإنجاز, فقد أضحى هذا العذر أتفه من أن يصدقه عاقل, أو حتى نصف عاقل, فالخراب منكم وفيكم, والتأزيم سببه أنتم, فأنتم من يتسلى بضرب هذا بذاك, وتحريض هذا ضد ذاك, والله ما فعلتم هذا, إلا مداراة لعجزكم عن تقديم أي إنجاز.

أما ذاك الذي يتفاخر بديمقراطيتنا, فأقول له, خيب الله فخرك, فحتى هذه – على ما فيها من حسنات – فشلنا فيها فكرا وعملا وتطبيقا, فعلى ماذا وبماذا تفخرون؟ استحوا – بارك الله فيكم – من ترديد هذا القول, فأنا أربأ بكم أن تتباهوا بشيء فشلنا فيه… المهم, وقبل الولوج في موضوع المقالة, فإنني أرجوكم – نظرا إلى ضيق المساحة – وضع العنوان كما هو في محرك البحث “غوغل”, والتمعن جيدا في ما يفعله أهلنا الإماراتيون لتطوير خدمات بلادهم. لقد ابتدع سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم, مفهوم “الخلوة الوزارية” منذ العام 2007 للتركيز على قضايا معينة تحتاج إلى تطوير, وذلك بتشكيل كيان باسم “مختبر الإبداع الحكومي” تنبثق عنه مجموعات تقودها شخصيات بارزة, مهمتها النظر في آلاف الأفكار والمقترحات التي نتجت عما يسمى جلسات “العصف الذهني الإماراتي”!

في “الخلوة الوزارية” الأخيرة التي خصصت لتطوير القطاع الطبي, تم تقسيم الحضور من وزراء, وأطباء, وممرضين, وإداريين إلى خمس مجموعات, كل منها يختص بمحور معين, وقد ترأس وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد المجموعة الأولى, وهي خاصة بـ “تطوير جودة الخدمات الصحية”. أما المجموعة الثانية المسؤولة عن “رفع كفاءة الكوادر الطبية”, فقد ترأسها وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد. وترأس وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد, المجموعة الثالثة الخاصة بـ “تطوير الخدمات الطبية التخصصية”. بينما ترأس وزير المالية الشيخ حمدان بن راشد المجموعة الرابعة وهي المسؤولة عن “تغيير الأنماط الصحية”. أما المجموعة الخامسة الخاصة بـ “الإجراءات الوقائية” فقد ترأسها وزير التعليم الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان.

عفوا, هل لاحظتم أسماء ومناصب رؤساء المجموعات والمهمات الموكلة إليهم؟ ألم تستغربوا ذلك؟ ألم تسألوا أنفسكم ما علاقة وزراء الداخلية وشؤون الرئاسة والخارجية والتعليم والمالية بالصحة, حتى يترأس كل منهم مجموعة تناقش مسائل طبية؟ ألا يكشف لكم هذا, أن سر النهضة الشاملة في الإمارات سببه التكامل بين الوزارات جميعاً.

بالله عليكم, ألا تشعرون بالإحراج من إنجازاتنا التي لا يتعدى سقفها تحديد الأولويات, ومن ثم عصرها إلى خلاصة الأولويات, وأخيرا اختصارها إلى أولوية خلاصة الأولويات؟ “اعنبوكم… وجوهكم ما تقطر عرق, وانتوا من 24 سنة, بس فالحين بتحديد الأولويات؟”

المصدر: السياسه الكويتية