علي عبدالله موسى
علي عبدالله موسى
أستاذ التعليم الدولي المقارن

السعودية عام 2020.. كلها دكاترة

الإثنين ٠٣ فبراير ٢٠١٤

هل تصبح السعودية عام 2020 أول دولة في العالم بنسبة الحاصلين على شهادة الدكتوراه، مقارنة بعدد السكان المحليين بدون الوافدين؟ وهل يتحول هؤلاء الدكاترة في المستقبل إلى أصحاب دكاكين تعليمية للتدريب والتأهيل وعقد الدورات؟ أم أنهم سوف يصبحون مثل الأطباء لديهم عيادات في كل ناصية، وفي كل شارع، لاستقبال الزبائن ممن يرغب في الحصول على الدكتوراه؟ مرض الدكتوراه المعدي يدخل في كل بيت ويتسلل إلى مكاتب المؤسسات الحكومية بالشهادات الوهمية والمشتراة والممنوحة زورا وبهتانا لكل من هب ودب. الدكتوراه مرض خطير ولكنه سوف يرفع من نوعية البطالة، فبدلا من أن يكون العاطل من المتسربين من الجامعات، نتيجة فشل الجامعات في الإرشاد الأكاديمي، سيكون عاطلا بالدكتوراه، وسوف ترفع نسبة الدكتوراه مستوى عدم الرضى والتذمر من الوضع العام وعدم القناعة بالعمل بأقل من أجر أستاذ الجامعة في أي قطاع، ولن يقبل حملة الدكتوراه المضروبون علميا العمل في الكثير من الوظائف لعدم مناسبة الوظائف لشهاداتهم. وسوف ينعكس ذلك سلبا على عملهم، بل ستضطر الدولة في المرحلة القادمة لاستقدام عمالة لشغل الوظائف الدنيا في الدولة لقلة الخريجين بشهادات جامعية أو عليا محدودة حسب الاحتياج. آلاف الشهادات المزورة الوافدة من الخارج عبر البريد الممتاز أو من خلال الوسطاء وبعضها من خلال الأصدقاء والزملاء، بل أصبحت هناك برامج خاصة لمنح شهادات الزور. ومثلها أيضا الشهادات الفخرية…