علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

غزة.. بين “الجزيرة” ومجاهدي تويتر

الإثنين ١٤ يوليو ٢٠١٤

ومع إدراكي مسبقاً أن أي صوت عاقل حكيم يذهب ولو "همساً" إلى الإخوة في "حماس" غزة سيوصف بالخذلان والتصهين والعمالة، وبالطرد من صحف العرب وصحاريهم ومن جزرهم الصفراء الواسعة. كل هذا لن يمنعني من قول كلمة صادقة، ولو من باب المواساة لعوائل أكثر من 120 قتيلاً شهيداً من أهلنا في غزة، فيما لم يثبت بأي دليل ولو قطعا ثانويا ليهودي واحد في عبث هذه الحرب غير المتكافئة. ولإخوتي في حماس: لا تجعلوا من هذا الشعب المحاصر الضعيف المسكين ضحية تلقائية لجعجعة قناة الجزيرة التي تنفخ في نصر كاذب أو تغريدات عشرات طلاب العلم ودعاته وأدعيائه. يكفيكم من هؤلاء الأدعياء مباهاة واحد من أشهرهم بأن له نصف مليون متابع من غزة الصمود من بين الملايين من متابعيه، وفخره الصامد أنه من بيته المخملي وثروته الطائلة يتضامن معهم برسائل "التغريد" من حياته المترفة. سأقول لإخوتي في حماس: إن هؤلاء الذين ينامون على ريش النعام لن يقدموا لكم ريشة حمامة، وإنهم يدفعونكم إلى مزيد من مغامرات الهلاك في حروب رمضانية معتادة بين قوتين غير متكافئتين. هؤلاء المترفون من "مجاهدي تويتر" لن يشعروا أبداً بمعاناة شعب تحت الحصار الصهيوني، ولن يتلمسوا آهات وأنات النساء والأطفال والمعاقين والعجزة. هؤلاء الأدعياء من "مجاهدي تويتر" لن يفعلوا بأرقامهم الآلافية ولو حتى عشر "دفقة" من تبرعات "بيل جيتس"…

الموجة الثانية من “خراج” الإرهاب

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

ثلاثة من بين "أربعة" غزوة شرورة هم من خريجي برنامج المناصحة. ما يقرب من ألفي شاب سعودي من بين ما يقال إنهم ثمانية آلاف قاعدي في اليمن. سورية والعراق بدواعشها وجبهات خذلانها ونصرتها تعج أيضا بالآلاف من أبنائنا الذين نكرر معهم ذات التجربة الأفغانية حذو القذة بالقذة. سيصبح من الكذبة الكبرى ومن خداع أنفسنا ألا نعترف بأن هذه الآلاف هم من ضحايا مدارسنا ومناهجنا ومعلمينا ومنابرنا وأساتذة جامعاتنا وكتابنا ووعاظنا ومخيماتنا المنتشرة بالآلاف تحت عناوين "الظاهر" التي لا نعرف منها إلا هذا الخراج الكبير من "الباطن". لا توجد في رؤوس جبالنا غابة، ولا توجد أيضا على أطراف صحاريها واحة مسؤولة عن تخريج هذه الكوادر الإرهابية. هؤلاء لم يهبطوا على شرورة "بالبراشوت"، ولم يسافروا إلى طالبان وداعش مثل أسراب الجراد أو رحلة طيور النورس بين المواسم. هؤلاء هم خريجو كل ما سكتنا عنه أو لم نستطع مواجهته، هم خريجو الخيمة والمحاضرة والفصل والكتاب، وهم خريجو عنتريات "تويتر" حتى أصبح اختراق العقل السعودي سهلا لمجرد 140 حرفا. هؤلاء حتى، هم خريجو برنامج المناصحة مثلما هم خريجو كل دورات الحوار الوطني التي تحولت مع الزمن إلى أكياس ورق وقاعات فنادق من النجوم الخمسة. خذوا هذه المقاربة التي قد يكون لبعض أرقامها أشياء من الدلالة: تقول بعض الأرقام ـ وأنا لست متأكدا ـ إن…

إخوانية فهد العرابي الحارثي

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤

هي "نكتة" فكرية كبرى، تلك التي استمتع بها الصديق العزيز الدكتور فهد العرابي الحارثي وهو يناور محاكمات "علي العلياني" في انتمائه من عدمه لجماعة الإخوان المسلمين. وإذا ما أراد لنا سعادة الدكتور، أن نصدق "سقطة" انتمائه لجماعة الإخوان فإن عليه أن يثبت لنا أيضاً "نجاعة" تنك صواريخ "بازوكا" حماس تجاه الأراضي العربية المحتلة لأن إخوانية فهد الحارثي لا تشبه إلا صواريخ التنك: جعجعة بلا طحن. وكل عتبي اليوم على مثل هذا المثقف السعودي الضخم، صاحب "أسبار" وخريج "السربون" أنني أربأ بمن مثله أن يظن أننا بمثل هذه السذاجة والغباء حتى بلغ به الجنون أن يعتقد أننا سنصدق إخوانيته. كل عتبي الشديد على هذا الفرد "المدرسة" ليس بأكثر من مفاجأتنا به وهو يظن أن جماعة الإخوان المسلمين مجرد "دكان" على ناصية الشارع العام، تدخل إليه وتخرج منه متى وكيفما شئت، وهو أول من يعلم صرامة التنظيم وهرميته وشروطه القاسية جداً للانضمام إليه. هو أول من يعلم بالبحث المنهجي أن جنود الإخوان الجدد يدخلون التنظيم قبل سن العشرين ويقفزون من المركب مع السنة الخمسين، ولهذا شعرت بالحزن الشديد على هذا المثقف الضخم حين يظن أن بضع "تغريدات" تويترية ستفتح له أبواب الدكان بعد سبعين سنة من المشوار الفكري النقيض. كان بودي لو أنني قابلت هذا المثقف التنويري الرائد في المؤتمر الصحافي في…

عن قينان وطاريه: حرية التعبير

الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠١٤

لا أعرف سبباً لركضي الدائم إلى القلم والورقة كلما تابعت مقابلة مع الصديق الغالي، قينان الغامدي. ربما كان السبب "طاريه" وطواريه، وربما كان أيضاً حجم الأحجار التي يلقيها في البحيرة. ربما كان السبب دافع الحب وربما كان الرغبة في سداد شيء من ديون قديمة تحملتها من أبي عبدالله من يوم معرفتنا الأولى حتى اللحظة. لكن أبا عبدالله مع الصديق المشترك، علي العلياني، تجاوز كل أسئلة المحاكمة وسأعتب عليه أنه اضطر إلى "الدبل" وهو يجامل السؤال الأخطر عن قياسات حرية التعبير، وكأنه يهرب إلى الأمام بحجج لم تبدُ لي مقنعة كصديق أولاً وثانياً ككاتب أعرف فوارق المسطرة والسقف ما بين زمنين. وجميل جداً صديقي الأثير أننا نناقش مصطلحاً كحرية التعبير، وسقف الحرية علناً وفي الهواء الطلق مثلما أنت تتحدث عنه في التلفزيون وأنا أكتب "حالته" اليوم بشفافية ووضوح. ومع هذا أبا عبدالله فنقاشنا المفتوح العلني حول "الحرية وسقفها" يشبه نقاش عائلتنا الجبلية في قصتها الأسطورية عن "لحمة العيد" وهل تطبخها في القدر أو "التنور" لكنها عندما صعدت إلى سطح المنزل لم تجد من اللحمة إلا ما تبقى من العظام: بقي لها من الأسئلة: من هو الفاعل، وكيف ولماذا؟ يعرف الصديق الغالي قينان الغامدي أنه يحمل لقب صاحب السعادة "رؤساء" التحرير مثلما ضرب رقماً قياسياً وهو يتنقل بين خمس وسائط إعلامية في…

وزير من نجران

الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤

تعيين صاحب المعالي، محمد بن فيصل أبوساق، وزيرا للدولة يبعث رسالة اطمئنان من الوالد القائد، مفادها بأن الشراكة الوطنية هي الانتماء والهوية. ولكل المرضى المصابين بأورام الإقصاء والفئوية والتخدير والتحذير نقول إن "مطرقة" أبي متعب لن يوقفها "هاشتاق" ينضح بالبغض والكراهية. وفي ظرف إقليمي مضطرب، تحيط بنا الحرائق من كل اتجاهات بوصلة الخريطة الأربعة، ومازلنا ـ ولله الحمد ـ في مربع الأمان بين جمهوريات الخوف، فما السبب الجوهري؟ السبب أن القيادة الراشدة وضعت نفسها مظلة مرتفعة فوق خطابات التحريض وأدبيات الإقصاء والكراهية. في إيران، يرزح شعب كامل تحت "قسورة" الملالي في بلد تجمد مكانه منذ أكثر من ثلاثين سنة. في العراق لا شيء يعمل في بلد بأكمله إلا "عداد القتل" تحت الأجندة الطائفية والمذهبية. في سورية، يصومون عامهم الثالث، وثلث الشعب بأكمله إما لاجئ أو نازح بدفع خمسين عاما مضت من النفخ في العرق والديانة والمذهب. في اليمن، لا يعرف "من" يقاتل من ولماذا وكيف؟ حين وصلت خطابات الإقصاء حتى إلى داخل العرق والفصيل والمذهب. لبنان وليبيا أيضا قصص دامية، ومثلهم أيضا لا يختلف الوضع في مصر. بلغ من الخيال أن تقول مجلة رصينة مثل "الإيكونوست" في استطلاع منشور: إن ثلثي سكان سبع دول عربية لا يعترفون بقيادة ولا يشعرون أبدا بوجود دولة. 86% من شعوب هذا الخراب العربي لا…

السعودية بعيون أميركية

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

سرقت هذا الكتاب من أرفف صديق كي أضعه على رأس العناوين التي سترافق قراءاتي في شهر رمضان المبارك، ولكن إغراءه المثير للدهشة يحبسني الآن للمتعة مع كل قصة وورقة وسطر. هو كتاب "أصدقاء وذكريات" من إصدارات دارة الملك عبدالعزيز وهو يسجل انطباعات وصورا لعشرات الأميركيين، الذين عملوا في البواكير الأولى لبناء اقتصاد هذه المملكة. وكم أتمنى أن تتحول فكرة هذا الكتاب إلى معرض أو برنامج عمل لتسويق صورة هذا الشعب العظيم مجتمعا وثقافة وقيما أخلاقية، وأنا أضع هذا المقترح بين يدي الأمير سلطان بن سلمان بوصفه الشخصية الأكثر اهتماما بتسويق الصورة الوطنية مع الثقافات المختلفة. خذوا مثلا هذه القصة: يقول ديفيد بنهام: "كنت طفلا في التاسعة عندما أخذنا والدي في رحلة عمل بصحبة أختي ووالدتي لنكتشف معه دهشة الصحراء، وهو يؤدي عمله في مشروع "التابلاين"، اهتدينا إلى خيمة بدوي من "شمر" قبيل المغرب على أطراف "حزم الجلاميد"، وبتنا في ضيافته. كان والدي يتقن كثيرا من العربية وكنت أسمعه مع الصباح يجادل البدوي، الذي كان يرفض بشدة مغامرة أطفال وأم بعبور النفود الكبير لكل أهواله ومخاطره. ذهب والدي وتركنا في ضيافة هذا البدوي النبيل لثلاثة أسابيع، وكنا ننام في خيمته المقفلة بينما كانت عائلته تنام في الهواء الطلق. وحين عاد والدي أعطاه حفنة جنيهات ذهبية فردها إليه غاضبا وهو يقول: العربي…

من جميل الذيابي إلى الأمير خالد الفيصل

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

باختصار: يريد الصديق العزيز، جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة الحياة، في مقاله بالأمس تحذير سمو وزير التربية من الوقوع في براثن خندقين: خندق كتاب الرأي وهم يملؤون الورق بالتنظير والهرطقة، وخندق الاستماع إلى رجيع الوزارة ومستودعها الإداري وهم يأتونه زرافات ووحداناً بنظريات طوباوية فشلوا في تطبيقها على الواقع لخمسين سنة. هو يقول لسمو الوزير "هرول إلى كوريا" فلديها رأس خيط الحلول وبدء توصيف المشكلة. تقول معرفتي الشخصية الخاصة بالأمير خالد الفيصل أنه من القلائل جداً الذين عرفتهم في حياتي من أولئك الذين يفكرون "خارج الصندوق" وبأفكار وحلول مدهشة. ولكن كل ما أخشاه أن الصندوق الذي وضع فيه اليوم أعقد فهو مختوم بالمسامير الصلبة من الجهات الست. كوريا التي تتصدر منظومة الدنيا التربوية هذا الصباح هي ذاتها التي هرولت قبل ثلاثين سنة كي تتعرف على ملامح المتر الأخير من السباق، فماذا فعلت؟ أرسلت ثلاثين نابغةً كورياً لدراسة نظم التعليم في اليابان وبريطانيا وأميركا لعامين، حددت بعده باليوم والساعة موعداً لغداء عمل لعصف الأفكار. اكتشف الوفد الكوري في هذه الدول، أولاً، أن المدرسة مهمتها محو الأمية وتعليم الطفل القراءة والكتابة، وهذا ممكن في أول ثلاثة أعوام، وثانياً أن الطفل الكوري يدرس 12 مادة دراسية مقابل نصفها فقط في تلك الدول الثلاث. وحين أرسلت كوريا 30 نابغة إلى ثلاث دول، فنحن نقلنا مئات…

قتيلة بريطانيا وإعلام الإلكترون “الأصفر”

السبت ٢١ يونيو ٢٠١٤

يعلم الإخوة الفضلاء الكرام من كوادر تحرير الزميلة صحيفة "سبق" الإلكترونية ما أكنه لهم من اعتداد ومودة، مثلما يعلم الجميع أن هذه الصحيفة بالتحديد كانت نواة الانتشار، وبذرة ولادة الصحافة الإلكترونية الحقيقية. وجمل المصارحة والمكاشفة مع إخوتي هناك تبدأ بتحذيرهم من خطورة الوعي المجتمعي لعواقب التسرع في نشر أخبار يثبت فيما بعد أن "السبق" رديف لغوي للعجلة. قبل عامين أو أكثر، سارعت صحيفة "سبق" بنشر خبر عن انتحار طالب جامعي بجامعة الملك خالد، بعيد وفاته مباشرة بعشرين دقيقة، ثم سحبت الخبر من موقعها بعد سبع دقائق، ولكن "العجلة" كلفتها مرافعة قانونية دفعت لها ثمنا باهظا، وهم يعرفون كل التفاصيل، التي بقي منها ذلك الجرح الغائر لأهل شاب فتحوا قلبه في حياته ثلاث مرات تحت مبضع الرحمة. قبل عام أيضا نشرت نفس الصحيفة قصة "جدِّ" سعودي ثمانيني قالت إنه اغتصب شابة في مونتريال، بينما كان يحمي أطفاله من عبث مراهقة في ذات المسبح كما أكدت إدارة الفندق، وبشهادة البوليس الكندي، فأين يضع هذا "الجد" الشريف وجهه من "سبق" متعجل؟ هي نفسها أول صحيفة تنشر خبرا عن "سعودي" مشتبه به في تفجير ماراثون بوسطن، وكلنا يعرف تلك النهايات. هي ذاتها "سبق" التي نشرت خبرا غامضا جدا عن مقتل الشريفة الكريمة ناهد المانع، في بريطانيا، ثم قالت في ذات الخبر، "إن جامعة الجوف…

“داعش وأخواتها”: أين ولدت ونشأت؟

الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤

سأستعير اليوم من الصديق المفكر، محمد زايد الألمعي تغريدته الساخرة ما قبل الأمس وهو يقول: "إن "داعش و بوكوحرام" وغيرها تبقى مجرد (تطبيقات) يمكن أن تنتهي صلاحية استخدامها ويظهر سواها، المشكلة في نظام التشغيل". وحتى على مستوى الذائقة اللغوية وجرس الكلمة تبدو هذه البرامج الرديئة جدا من تشويه صورة هذا الدين العظيم نشازا ركيك البناء الحرفي. كأنها أسماء "هاكرز" أو كلمات طفولية أولية على لسان رضيع يبدأ صف الحروف. العلة إذاً هي في "نظام التشغيل" وأنا أزيد أيضا في هذا التخزين الممنهج للمصنع. نحن مع هذه المحركات السياسية بطيفها الواسع الطويل نتعامل مع المنتج ولكن أحدا لم يقترب من أسرار وأسوار المصنع. في اليمن ابتدأت فكرة "الشباب المؤمن" عبر ناد مدرسي صيفي في محافظة مهملة قبل أن يستيقظ الشعب بأكمله على خمسة ملايين طالب تابع للفكرة. في أفغانستان انتشرت كوادر "القاعدة" تحت إلهام كتاب صغير عن كرامات الأفغان، وما زال كل العالم اليوم يحارب ملايين النسخ المضروبة من هذه البرامج ولكنه لم يقترب أبدا من "أنظمة التشغيل"، ولم يحرك ساكنا ضد المصنع. في نيجيريا، ابتدأت "بوكوحرام" على يد طالبين كانا يدرسان في جامعة واحدة وآخر ضحايا هذا البرنامج الرديء 20 قتيلا مساء البارحة، وهم يتابعون مباراة ربما لأنهم قرأوا الفتوى التي تحرم متابعة "المونديال" بسبب النظر إلى أجسام "النصارى" وهم…

خارطة الإسلام.. بين الاعتقاد والتطبيق

الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤

وزبدة مقال اليوم، لمن أراد أن يهرب بعد قراءة الجملة الأولى، أن جمهورية أيرلندا تتصدر الدول الغربية العشر الأول في تطبيقها مفاهيم القيم الإسلامية والتعاليم الإنسانية السامية لسلة مختارة من نصوص القرآن الكريم، ولا توجد في الدول الثلاثين الأول على المؤشر ذاته دولة إسلامية واحدة، وأيضاً اكتفت كل منظومة دول العالم الإسلامي بدولتين فقط ضمن الدول الخمسين الأول في سلم "أكثر الدول تماشيا وتماهيا مع قيم الإسلام وتعاليم كتابه المقدس". ولولا أنني أكتب اليوم في صفحة "الرأي" لاتخذت مبادرة بالاكتفاء بالترجمة الحرفية لهذا البحث الأكاديمي المثير للدهشة، وهو الذي كان الأسبوع الماضي، تقريرا مكتملا على الصفحة الرابعة "الشهيرة" لصحيفة "التلجراف" البريطانية. والقصة المكتملة في الصورة الفوقية العليا، أن عدة باحثين من جامعة جورج واشنطن يواصلون للعام الثالث على التوالي إصدار ترتيب مؤشرهم العولمي السنوي عن أكثر الشعوب والدول تطبيقا لقيم هذا الدين العظيم وتعاليم الكتاب الكريم في سلة الخيارات المجتمعية للآداب والقيم. في العام الأول تم إجراء هذا البحث على 54 دولة، وتم رفع العدد في العام الثاني إلى 132 دولة، وفي التقرير الثالث الأخير الصادر مطلع هذا الشهر تم المسح الاستقصائي على "208" دول. ولتطبيق المعيارية على معاملات هذا البحث ومدى اقترابها أو بعدها عن القيم الإسلامية وتعاليم القرآن الكريم، اختارت المجموعة سلة من القيم والتعاليم تعتمد على نقاط…

حين رفعت جواز سفري في وجه جمهوريات الخوف

الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤

على كراسي انتظار رحلة السفر، وأمام البوابة "B20" في مطار فرانكفورت وجدت نفسي أمام، أو في مواجهة ثلاثة من إخوتي من "عرب الشمال"، من العراق وسورية ولبنان، ينتظرون بوابة أخرى للسفر إلى بيروت. وكعادة بني يعرب عندما يلتقون في المهاجر والمطارات يبدأ السؤال: "من وين الأخ؟"، وكعادتهم أيضا عندما يلتقون خارج الحدود، تبدأ حوارات السب والشتم في الأنظمة وفي الشعوب، ويبدأ ترديد القصص النمطية والانطباعات الكاذبة عن حياة الشعوب مع الأنظمة. وحسبي أنني وحيد أمام ثلاثة عرب قادمين من "كاراكاس الفنزويلية"، حيث القدوة هو "هوجو تشافيز"، ونوري المالكي، وبشار وحسن نصر الله. وحين ودعتهم "واقفا" أخرجت جواز سفري الأخضر من جيبي، ورفعته بأعلى ما يمكن أن تصل به اليمين إلى فوق، وبصوت يملأ المكان: هذا هو (الجواز) الذي حملني حرا كريما مرفوع الرأس إلى كل جهات الدنيا، فلن يجبرني مثلكم دخول بلدانكم خفية وتسللا من بوابة بيروت. كان أخي اللبناني المغرم حد الهيام بالسيد حسن نصر الله، يقول لي فيما أتذكر: ولكن أخبرنا فيما بعد كم ساعة سيستغرق بك هذا الجواز مع مخابرات بلدك عندما تصل إليه بعد ست ساعات؟، كان يقولها غاضبا محتقنا من صوتي المرتفع وأنا أرفع جواز سفري في قاعة سفر مكتظة. وفي الصورة الخفية، قد لا يعلم هؤلاء أنني كنت على طاولة معالي الوزير، ومعالي سفيرنا…

وزارات.. أم شركات عائلية؟

الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤

اضطر معالي وزير الصحة المكلف، المهندس عادل فقيه لأن يلجأ إلى "تويتر" لينفي الإشاعة الملتهبة عن تعيينه "زوج ابنته" على هرم واحدة من أهم الإدارات المستحدثة في برنامج معالي الوزير. معالي الوزير لم يحم نفسه فقط بتفنيد هذه الإشاعة، بل حمانا جميعاً من الاندفاع لنقد خطوة إدارية لم تقع. كنت على وشك أن يكون عنواني هذا الصباح: معالي الوزير: إدارة التغيير لا تبدأ بتعيين الأقارب. بقي من حقوق معاليه في الأمانة والمصارحة أن نقول له إنهم، أيضاً "يشيعون" أنك لم تزر سبع مناطق سعودية مكتملة خلال سنين وزارة العمل. لو أنك فعلت هذا، معالي الوزير لاكتشفت أن في وطنك "ألف باشا" تستطيع الاعتماد عليه. وعودة إلى العنوان بعاليه: بين يدي قبل أشهر، وضع أحد رؤساء التحرير الصاعدين لصحيفة صاعدة تحقيقاً جريئاً جداً عن الشبكات العائلية المتغلغلة في وزارات وهيئات حكومية وشركات وطنية عملاقة. تحقيق صحافي بالأسماء والوثائق ومع هذا لم يستطع "صاحبي" نشره على الملأ حتى اللحظة. كان من الممكن لهذا التحقيق الصحافي أن يكون "قنبلة" العام بأكمله ومع هذا لم يستطع "صاحبي" أن يأخذ من استشارتي إلا العنوان. قلت له: وزارات... أم شركات عائلية؟. وسأقول لكم إن من بين الأسباب التي اضطرت رئيس التحرير إلى وضع هذا التحقيق في الأدراج ليس إلا "حركة الإعلان" وإلا.. فهو جريء جداً ومتفهم…