عمرو مجدي
عمرو مجدي
باحث علوم سياسية في جامعة لوند بالسويد

يوم اختفى الإخوان من شوارع مصر

الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣

سيذكر التاريخ أن الإخوان المسلمين عاشوا ثمانين عاماً ونيفًا يحلمون بالوصول للسلطة كبوابة محلية لـ«أستاذية العالم» والانتشار في الكون والمجرات، لكنهم في عام واحد من وصولهم إليها كانوا بالكاد يتحسسون موطئ قدم لهم في شوارع مصر، متاورين في ميدان واحد، بعد أن فاضت بالغاضبين المتوعدين. (1) عن 30 يونيو ومظاهراته المتوقعة - والمُفاجئة في ذات الوقت - أتحدث، في هذا اليوم فضلت الابتعاد عن المسيرات الضخمة والسير في الشوارع لمراقبة أحوال الناس، وعلى الأقدام في شارع الهرم صادفت العديد من المسيرات العفوية التي لم أشاهد مثلها منذ 28 يناير 2011 وحتى ميدان الجيزة، أغلب هؤلاء كانوا بسطاء الناس الذين لم ألحظ عليهم أي مظاهر «تسييس»، مسيراتهم كانت صغيرة وعفوية، حتى هتافاتهم كانت بسيطة ومختصرة دون أي قيادة أو تنظيم. مظاهر الاحتشاد الأخرى ضد الإخوان كانت متعددة، سائقو السيارات والميكروباصات، وفي محطة مترو الدقي كان الناس إما متجهاً للمظاهرات حول الاتحادية أو عائداً منها. لم أشهد طوال الرحلة شخصاً أو لافتة واحدة تؤيد الإخوان. كان العثور على ذلك ضرباً من المستحيل. وفي ظني أن أي مؤيد للإخوان في تلك الظروف كان في حال من ثلاثة: إما متوارياً في رابعة العدوية أو في بيته، أو مؤثراً الصمت خوفاً على سلامته الشخصية (وهو ملمح غير صحيّ بالمناسبة). من محطة سراي القبة وحتى قصر…