بدرية الشمري
بدرية الشمري
كاتبة سعودية

عندما تبني النساء قرية ..!

الثلاثاء ٢٥ أغسطس ٢٠١٥

( ناشطة كينيه في حقوق المرأة تبني قرية لنساء المعنفات فقط بعد أن حصلت على حماية من منظمات دولية ). خبر قرأته وبعدها غادرت بعيداً عن محيط الجريدة والمكان الذي كان يحتويني وأحلامي الصغيرة كيف لنساء أن يفعلن مايراه البعض مستحيلاً بمجرد أن تضرب إحداهن بقدمها على الأرض احتجاجاً..! (النساء شقائق الرجال ) حديث صحيح يخبرنا أنه لا فرق بين الرجل والمرأة غير ما استثناه الشرع . إذاً هي قادرة على ما يفعله الرجل وأكثر وأن لا حدود لإمكانياتها . عندما لم تتمكن تلك الناشطة ولا غيرها من النساء التعايش مع مجتمع لم يراعي أبسط حقوقهن وهو احترام ذاتهن و وجودهن قررنا أن يخلقن مكان لحياة أفضل بشراء قطعة أرض صغيرة وبناء بيوت بسيطة تكون لهن أمان بعد أن فقدن كل أمان. لن تكون ذاتك قادرة على حمايتك عندما تهملها وتكون أنت غير قادر حتى على أن تضع حد لعنف يمارس عليها من شخص من المفترض أن يكون مسؤول عنك ولكنه بدل الإهتمام يفرغ كل نقص يشعر به من خلالك لأنك بكل بساطة لم ترسم خطوطاً حمراء لوجود الآخرين في حياتك . بناء الذات تجسد في تلك القرية الصغيرة والنساء العاجزات من وجهة نظر مجتمعهن عن صنع أي شيء ولكن الاستقلالية التي صنعها الوجع لهن لم يقدر عليها شعب ثائر…

ويقولون “الراتب لا يكفي الحاجة”!

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

قبل إجازة الصيف بأشهر يرتب الشخص لإجازته ووجهته يقوم بحجز الطيران وترتيب الإقامة والتنقلات وفي اليوم المحدد ينطلق بحفظ الله لقضاء وقت يغيب فيه عن الجميع إلا عن نفسه لأنه بعد أشهر من التعب والأشغال اليومية يستحق فعلاً مكافأة لترويح عن نفسه ولراحة . مفهوم السفر جميل ومعناه أعمق ويتجاوز كل مظاهر العبث الحاصلة هذة الأيام من أشخاص يفترض بهم وبعائلاتهم أن يكونوا سفراء لبلاد إسلامية يحملون هم دينهم وتحسين صورته في وقت طغى عليه السواد بسبب تصرفات شاذة من متطرفين يسعون لسلطة والحكم بأسم دين هو منهم بريء . ما تنقله لنا وسائل التواصل الإجتماعي وخصوصاً خلال هذة الإجازة يؤلم كل شخص يفهم ويعي ما معنى السياحة والإنتقال من بلد لأخرى . هناك ثوابت وهناك عادات ولكن للأسف سفراء السياحة تخلوا عن الثوابت وتمسكوا بالعادات وحدث خلل كبير في ميزان تفاعلهم مع من حولهم ؟! هل يعقل أن تشاهد مراهقين يدخلون لوبي فندق بدراجاتهم او أن يقوم مجموعة شباب بالطبخ أمام برج إيڤل ؟! وغيره من مظاهر العبث ليصل المواطن الأوربي لفكرة أننا شعب محب للأكل والفوضى.! هل هو تحدي ومحاولة لتعويض النقص ؟ او أنها الفوضى التي تسبب بها غياب النظام عندنا ؟! هل تحول السفر لمظهر إجتماعي لتفاخر ونحن كما يقال ( عيال قرية كلن يعرف أخيه…

حذاء لذاكرة ..!‎

الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠١٥

لن أتكلم عن حذاء ذكرى وأشرح لكم قصته لأنكم جميعاً تعرفونه ولأنه منذ لحظة وصوله لحضن ( الجاني ) لم يصبح غريباً علينا وقد يتحول إلى موروث كحكاية سندريلا وحذاؤها ولكن مع اختلاف الثقافة والفكرة. قد يقول البعض أن ذكرى وحذاؤها واقع ولكن سندريلا من وحي الخيال مثلما سيقول من سيأتي بعدنا بأكثر من مائة عام ليعتقد أن ذكرى من وحي خيالنا .! ولكنني مؤمنة أن قصة سندريلا ليست نسج خيال لأنها من الممكن أن تحدث ولكن دون أن يتحول اليقطين إلى عربة والفئران إلى خيول .! ذكرى قررت أن يكون لأسمها نصيب منها او العكس ختمت على ذاكرة الجميع بحذائها لتخبر كم كانت ومازالت المرأة قادرة على قلب الطاولة والخروج عن هدوء أنوثتها لتتحول إلى مدفعية او سلاح رشاش لا يتوقف إلا عندما ينتهي مخزون ثورته ، ولو تحدثنا عن أنوثتها لعرفنا أن الرجل قبل أن يتأمل وجه المرأة يقتنص نظرة إلى حذائها ليختبر هل خلف قوامها الجذاب حذاء يعلو عن الأرض ليرتقي بها ليصلها ام أنها عالية دون تزييف وإرتفاع مسروق .! ذكرى وسندريلا حكايتان لإنتصار الحق على الظلم مهما كانت أسبابه . ماكانت ترتديه ذكرى لراحة قدمها تحول إلى سياسة وسلاح يريح ثورة قلبها وما صنع فقط لسندريلا كان طريق عودتها لحبها . كم كنا نحتاج لهذا…

مسافرة ..!

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

في كل سطر لي حكاية تعاقبت فصولها وشكلت لي بدايات من نهايات ووقفت على عتبة الأربعين لأكتبها! لا يأتي الوقت المناسب بل نحن من يصنعه . عندما جمعني كنت قبلها قد استجمعت نفسي وعندما وصلني كنت قد وصلت للمكان قبله . في حياتنا الكثير من المواقف , الناس وحتى الدموع المخبأة في المناديل تنتظر فقط من يخرجها ! ولكننا نتجاوز هذا الماء المسمى دمع لنرتشف من جفاف الأيام أعذبها . قبل ولادتي كنت في خيال أمي (حنان )وبعد ولادتي حاول والدي أن يلبسني صفة ( العنود ) ولكن كانت كلمة جدتي هي الفاصلة واصبحت ( بدرية ) وبعد أن خطوت أول خطواتي قالوا عني ( بدور ). لكنني عرفت نفسي ( مسافرة ) بلا حقائب وتذاكر وجوازات او حتى معابر!. حملت نفسي وحلمي وسافرت في وجوه البشر دموعهم أفراحهم وحتى صمتهم . لم يكن لي من عيونهم غير الوجع ومن ملامحهم إلا التعب . عندما كنت طفلة كان لي أمنية عجيبة أن لا أرى أحد حزين ولا أن أسمع بكاء طفل ..! في مراهقتي بكيت كثيراً عندما كان طفل الجيران يبكي ولا أحد يجيبه لم أنم ليلتها كنت بجانب الجدار أحاول تهدأته..! وأمي تقول لي : قلبك هذا لا بد أن يكبر ..! كبرت يا أمي وكبر قلبي وأصبح مساحة…

أُكتب ليقرأ التاريخ لك ..!

السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥

في الكتابة مالا يعلمون هي حياة آخرى نعيشها تمضي موازية لحياتنا الطبيعية ولكنها تفوقها بصناعة اللحظة التي نتمنى الوصول إليها. نخلق في لحظة عوالم نريدها ، نتحدث مع من نحب نحاوره نشتكي منه وعليه ، نسافر ننتقل من مكان لآخر بحرف لا نحتاج معه لجوازات مرور وأختام سفارات ومطارات . في الكتابة رئة ثالثة او أنها بالأصح الهواء الذي نتنفس وتمنحنا أنفاس تزيد بنسبة أكسجين حبرها لتمنحنا متنفس أكبر ومجالات أرحب لطيران والتحليق بحرية ولكن للأسف البعض تصور الكتابة طريقاً يصل به إلى شهرة زائفة ليصنع لنفسه أسم يتداوله الناس ولا يتذكرون مايكتب .! الكتابة تحولت إلى إكسسوار يتجمل به البعض ويضيفه إلى سلسلة معرفات تسبق أسمه. أغتيلت الحروف والمشاعر لتتحول إلى إطار يجمل صورة وليس إلى نبض يسكن القلب والذاكرة . تنافست دور النشر على طباعة الورق فكلما كثر عدد المطبوع زاد دخلهم وزاد الورق الأصفر هم على هم وهو يحمل سطوراً تقتفي آثار الشهرة وتنسى أن ما يكتب عليها بصدق يبقى إلى بعد حين. البعض يفكر أن يكتب ولكنه عندما يقرر الكتابة يتوقف خجلاً من الحرف عندما يريد تكوينه فالصورة البلاغية المركبة بعد جهد وتحوير وتفكيك وتركيب تجهد القارىء ويلوك لسانه أكثر من مرة لينطقها ويستقيم معناها ،غير تلك الكلمات التي تكتب على سطور المباهاة والتباهي وكذب المشاعر.…

شبكات التناحر الإجتماعي ..!

الأحد ١٩ يوليو ٢٠١٥

كانت جدتي رحمها الله تردد ( عسى من صنع لنا التلفون بالجنة ) وكنا نردد آمين ونحن نهمس لبعضنا ما أجمل دعاء الكبار كل شيء يفرحهم يربطونه بالجنة ولم نخبرها يوماً أن من أخترع الهاتف غير مسلم لأنه كان مصدر فرح لها تسمع من خلاله أصوات أبنائها وأحفادها تعرف أخبارهم وتطمئن عليهم وهم كذلك . كنا نعيش مع الهاتف قصص جميلة لا تعدو كونها راحة لنفس رغم ماتحمله لنا أحياناً من خبر وفاة قريب او حبيب ولكن كان ( التلفون ) هو قناة وصل الأحباب بداية من الكبائن إلى جوال إريكسون وموتوريلا . تلاشى الصوت تدريجياً وتحول إلى رسائل نصية تختصر الحديث والوقت والنقود كذلك . كان صوت الرسالة او ضوء شاشة الجوال عندما يخبر عن ( رسالة جديدة ) بمثابة فرح أيضاً إلا تلك الرسالة التي تخبرنا عن صدور الفاتورة .! كتبنا المعايدات والتعزية وحتى الحب والعتب وتخلينا عن الصوت بالتدريج حتى وصلنا إلى شبكات ( التناحر ) الإجتماعي التي قطعت كل لسان واشغلت الأصابع بالكتابة . سهلت علينا النسخ واللصق والرسائل الجماعية تكونت مجموعات تحمل أسم البيت الكبير ، المدرسة ، الجيران ، صديقات العمر وغيرها ولكنها مجموعات تحتوي على أرقام وحروف خالية من أي مشاعر . وصلنا للفيس بوك وتويتر والباث وغيرهم الكثير مما أجهل وتفرقت الشعوب…

وماذا بعد رمضان ؟

الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥

أيام قليلة وينتهي رمضان ونقول مثلما تعودنا في السنوات السابقة أسرع رمضان مر علينا .! بماذا خرجنا منه وماذا قدمنا له وماذا أعطانا وعلمنا ..؟ رمضان شهر كامل من الدروس اليومية والحصص التي حاول أن يمتعنا بها ويمارس فيها كل أساليب الجذب حتى نفهم من هو ولماذا وجد . حاول أن يقول لنا أنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، حاول أن يكسر شهوتنا ويخضعنا لقانون الموازنة لنتعلم أن إشباع الحاجات بالكامل هي عبودية للجسد ونسيان لروح وحاول أن نستشعر حجم النعمة التي نعيشها عندما نجتمع على السفرة وكل ما تشتهي أنفسنا يوجد عليها وغيرنا طبق واحد به نصف ما نضع يكون له قوت يوم كامل وربما أيام ..! مابين مسلسلات وحكايات ومابين اجتماعات ليلية لشباب ومنافسة على الإفطار في فندق راقي او حتى الخروج بعد التاسعة لمقاهي وأسواق مزدحمة بكل شيء إلا رمضان ضاع منا شهر كان من المفترض أن نعيش به ولادة عمر لأيام جديدة لنامع الله . هو لا يحتاجنا بل نحن من يجب أن نبحث عنه ونتمسك به من أول شعاع نور إلى أخر أنفاس الشمس ومن ليالي التراويح إلى نسمات التهجد . اشتغلنا عنه بغيره فمضى حزيناً يقول لعلي في عام قادم أجدهم أجمل ولكن للأسف مازلنا نغوص في مستنقع البعد عنه وكسر هيبة…