خليل علي حيدر
خليل علي حيدر
كاتب كويتي

«الإخوان».. تسييس الإسلام و«تقديس» المرشد!

الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤

كان اغتيال المرشد حسن البنّا في فبراير 1949 كارثة كبرى لجماعة «الإخوان». فكما يقول طارق البشري، «لم تفقد الجماعة باغتيال البنّا منظمها فقط، بل فقدت مفكرها وراسم سياستها». (الحركة السياسية في مصر، ص 368). والواقع أننا عندما ندرس شخصية البنّا من مختلف الإفادات نجدها شخصية تنظيمية حزبية أكثر منها شخصية مثقف نهضوي منظر، منهمك بالفكر حتى في أعماق الثقافة الإسلامية نفسها. وتدل انطباعات كل من كتب عنه ورافقه من مقربيه، أنه كان يعطي الأولوية لبناء الجماعة وتوسيع نفوذها وتعميق الولاء لأفكارها وشعاراتها والاهتمام الوثيق بتنفيذها في مختلف المجالات والمناطق. وقد جاءت هذه السمة العملية والتنفيذية، التي تنحو تجاه التنظيم والنشاط الحركي على حساب عمق الثقافة وأصالة الفكر والإبداع الأدبي والثقافي والفني، من ملامح جماعات «الإخوان» في كل مكان. وما أن يجد عضو نفسه متعمقاً في أي مجال ثقافي أو إبداعي حتى يرى نفسه على هامش الجماعة في أحيان كثيرة. خصص أحد أوائل الباحثين العرب الذين اهتموا بدراسة جماعة «الإخوان»، وهو د. إسحاق موسى الحسيني، فصلاً كاملاً من كتابه المعروف «الإخوان المسلمون: كبرى الحركات الإسلامية الحديثة»، بيروت 1952، لدراسة شخصية المرشد حسن البنّا (1906 - 1949). ويلاحظ د. الحسيني «أن البنا لم يشتغل في الدراسات الدينية شارحاً أو مفسراً أو مدافعاً على الطريقة الأزهرية ولم يكن رجل دين بالمعنى الصحيح. وثقافته…

حقوق المرأة العربية

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤

وقعت دول الجامعة العربية الثلاث والعشرون عام 1981 على معاهدة إلغاء جميع أشكال التمييز، إلا أن غالبيتها العظمى تحفظت على المادة الثانية المتعلقة بالنساء والمادة التاسعة الخاصة بنقل الجنسية إلى الأولاد. ومنذ عام 2011، باتت نساء دولة الإمارات قادرات على منح الجنسية لأولادهن من زواج مختلط، أي زواج إماراتية من رجل غير إماراتي. وتقول «وردة محمد» في تقرير صحفي، «إنها سابقة في دولة خليجية». ففي سن الثامنة عشرة يتقدم الأولاد بطلب، كما في السعودية، للحصول على الجنسية هناك. غير أن التشريع الإماراتي أكثر ليونة، فللأولاد منذ ولادتهم حقوق الإماراتيين نفسها. نُشر خلال عام 2013 «تقرير رويترز» عن حقوق المرأة في العالم العربي، الذي أثار ما أثار من جدل وتضارب آراء. وقد اعتبر هذا التقرير كلاً من مصر والعراق والسعودية وسوريا واليمن أسوأ الدول للمرأة سياسياً، في حين أشار إلى أن أفضل الدول العربية من هذه الزاوية هي جزر القمر وسلطنة عُمان والكويت والأردن وقطر. وعلى الصعيد الاجتماعي، ما يتعلق بالتعليم وسن الزواج وتقاسم المسؤوليات في المنزل والاستقلال المالي، اعتبر التقرير مملكة البحرين ودولة قطر ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة وسوريا وسلطنة عُمان، الأكثر إنصافاً للمرأة، فيما كانت كل من العراق وسوريا والسودان واليمن والصومال في الكفة السلبية. وفي مجال الاقتصاد، أي عدم وجود عوائق قانونية ودينية واجتماعية في طريق…

النساء… قادمات!

الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠١٣

النساء يشكلن حالياً أكثر من نصف طلاب الجامعات في العالم، والنساء الثريات ضعف الرجال في الميل إلى التبرع ودعم الأعمال الخيرية خليل علي حيدر تشير كتب تاريخ الفن عادة إلى الرسوم على جدران الكهوف من العصر الحجري القديم في دول عدة، بينها فرنسا وإسبانيا، باعتبارها أولى إبداعات الإنسان الفنية، كما افترض الكثيرون أن من رسمها كان بعض الرجال الموهوبين، وقيل الكثير في تفسيره وأسباب رسمها على هذه الجدران في تلك العصور السحيقة، غير أن البحوث التاريخية أثبتت اليوم فيما يبدو، أن المرأة كانت مظلومة في هذا المجال. ذلك أن موقع «ناشونال جيوجرافيك» أورد مؤخراً كما جاء في الصحف، أن عالم الآثار في جامعة بنسلفانيا «دين سنو»، قد درس بصمات الأيدي على هذه الجدران لمدة عشر سنوات، ولاحظ أن آثار اليدين قرب رسوم الحيوانات وغيرها من الأشياء في هذه «الجداريات»، تتطابق مع وصف يدي المرأة، كما وُجدت آثار لليدين في كهوف عدة، حيث كان الرسام يضع يده على الجدار وينفخ الطلاء فوقها. وقال «سنو» إن أبحاثه «تشير إلى أن 75 في المئة من عينات رسوم الأيدي كانت لنساء، ما يتناقض مع الاعتقاد السائد بأن رجال الكهف هم من وضعوا تلك الرسوم، لأن معظمها كانت لحيوانات يتم اصطيادها، وهو نشاط كان من اختصاص الرجل في المجتمعات القائمة على الصيد». والأرجح في اعتقادي…

ماذا لو انسحبت أميركا!

الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣

من المستبعد تماماً أن تنسحب أميركا من العالم العربي، وبخاصة المنطقة الخليجية ودول مجلس التعاون، ولكن من الممكن وربما المرجح أن تتغير أولوياتها أو تعيد ترتيب قواتها أو صياغة استراتيجيتها. ومما يؤكد هذا، انقسام ساسة الولايات المتحدة أنفسهم ومفكروها حول هذا القرار الخطير، إذ لا يعقل لقوة عالمية كالولايات المتحدة أن تدير ظهرها لمنطقة مهمة حساسة غنية ثرية، ومنتجة إلى جانب النفط، وتتركها لكل أشكال وألوان التعصب الديني والإرهاب المحلي والدولي! "تخيلوا محاربة القاعدة.. بلا أميركا"! كتب عبدالرحمن الراشد، وقال: إن "القاعدة" أخطر حتى من النازية، لأنها اليوم تستخدم الدين في رفض الغير ومعاداة العالم"، وأضاف: "لحسن حظ الجميع أن القاعدة استهدفت عدداً من حكومات العالم التي تحولت لمحاربتها، وإلا لو بقيت كما بدأت تستهدف دولاً محدودة مثل السعودية ومصر، ربما كان الوضع أكثر خطورة. حالياً، "القاعدة" لا تمثل أبداً تهديداً لنظام بعينه، لكنها قادرة على إلحاق الأذى في كل مكان. وثبت أنها قادرة على البقاء والاختباء وتجديد خلاياها مهما لوحقت، وقادرة على الإنجاب مهما أبيدت أو جرت تصفية قياداتها" "ويل مارشال"، يقول في مجلة "السياسة الخارجية" الأميركية، إن مثل هذا الانسحاب العالمي سبق وأن قامت به بريطانيا أواخر ستينات القرن العشرين، ولكن بريطانيا كانت امبراطورية والولايات المتحدة ليست كذلك رغم آراء اليسار الأميركي وجدال "نعوم تشومسكي"، و"جلين جرينوالد"، والزعم…

وظائف.. للسعوديات فقط!

الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣

"28 ألف امرأة تقدمت للبيع في ملابس النساء الداخلية ومستلزمات التجميل، بعضهن جامعيات، براتب لا يتجاوز 3000 ريال أي ما يعادل 800 دولار، وبينما اعتبر البعض أن هذا خطأ تم تصحيحه أي أن بيع الرجل للملابس الداخلية للمرأة كان هو الخطأ، اعتبر آخرون إنه إنجاز كبير في مسيرة عمل النساء لأنه تجاوز مقاومة شرسة. ويعود السبب لوصفه بالإنجاز لأن القرار الذي صدر منذ عام 2004 لقى مقاومة شديدة من المؤسسة الدينية". هكذا تحدثت الكاتبة السعودية البارزة بدرية البشر في مطلع سنة 2012 عن بدء السلطات السعودية، تنفيذ مراحل أهم قرار يمس عمل قطاعات نسوية واسعة في المملكة العربية السعودية بعد صراعات وطول ترقب. بدأ تنفيذ قرار "تأنيث" بيع الملابس والاكسسوارات وسط اهتمام حكومي وشعبي واسع لارتباط مستقبل آلاف الفتيات بتولي مراحل تطبيقه، حيث نفى وكيل وزارة العمل، أن يتم تأجيل قرار تأنيث المحال الداخلية والتجميل، وقال لصحيفة الشرق الأوسط 4-1-2012، إن فرق وزارة العمل ستقوم بدءاً من الغد بزيارات ميدانية للمحال والبالغ عددها 7353 محلاً، ولن يستثني القرار أي شركة أو مؤسسة تعمل في جميع المدن والقرى، وكانت وزارة العمل قد حسمت مسألة الاختلاط باشتراط توظيف ثلاث فتيات داخل أي محل في الوردية الواحدة، كما فرضت قوانين محافظة أخرى في نفس المجال بشأن الملبس والمظهر، وحظرت على صاحب المنشأة توظيف…

المرأة السعودية… في الصناعة والتجارة

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

منحت «شركة آرنست أنديونج» عام 2008، السيدة «نادية خالد الدوسري»، جائزة تفوق على مستوى الشرق الأوسط، بعد أن أجرت دراسة عن المملكة العربية السعودية آنذاك، واختارت «شركة السيل الشرقية للحديد والصلب» التي ترأس سيدة الأعمال السعودية مجلس إدارتها، كنموذج لتحفيز الاقتصاد الوطني. وتقول الإعلامية «سهام حرب» في مقابلة أجرتها معها لصحيفة "القبس" الكويتية، إن السيدة السعودية، «كانت المرأة الوحيدة بين عدد من رجال الأعمال الذين نالوا تلك الجائزة، حتى أن إحدى المجلات أطلقت على الدوسري لقب المرأة الحديدية». والواقع أن الدوسري كانت في المقابلة أبعد ما تكون عن الحديد بسبب هواياتها الفنية في مجال الرسم والموسيقى، و«اقتحامي عالم الأعمال جاء مصادفة وليس بناء على تخطيط مسبق». فقد تعرض زوجها لحادث أدى إلى دخوله في غيبوبة استمرت ثلاثة أشهر تلتها سنتان تأهيل. «مما اضطرني إلى أن استلم مقود القيادة في الشركة». انحدرت السيدة الدوسري من أسرة في مجال الأعمال والاستثمار ووجدت نفسها باستمرار أمام قرارات مفصلية في مجال عملها، ولاشك أن هذه الشريحة من نساء المملكة أمام مسؤوليات اجتماعية واقتصادية كبيرة، مع كل هذه التحولات الجارية هناك، وبخاصة دخول المرأة السعودية الحياة العملية والإنتاجية على نطاق عريض: «المرأة السعودية من أقوى النساء في المنطقة، نظراً إلى كل ما تتعرض له من ضغوط اجتماعية، حيث لكل فعل رد فعل له مساو له…

العرب… بين ثلاثة تيارات

الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٣

تنازعت آمال الشعوب العربية على امتداد القرن العشرين، وبخاصة بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، بين ثلاثة اتجاهات ومطامع: «الدولة الوطنية القطرية»، «الوحدة العربية»، «والجامعة أو الاتحاد الإسلامي»، وإعادة بناء الخلافة إن تيسر ذلك. وتحكمت هذه التطلعات «الثلاثية الأبعاد» بالفكر السياسي العربي السائد، وأثّرت بقوة في الثقافة السائدة والأحزاب والمفكرين والعقل السياسي العام للجمهور، إلى ستينيات القرن، عندما تراجعت الطموحات القومية بعد فشل الوحدة المصرية السورية (1958-1961)، وانتكاسة يونيو 1967، ورحيل عبدالناصر 1970، فتراجع التيار القومي لصالح التيار الديني من جانب، والواقعية السياسية من جانب آخر، وإن كانت المطالبة بعودة الخلافة غير مطروحة اليوم بشكل جاد حتى من قبل الإسلاميين وأحزابهم. وفي مصر، حيث كان التيار القومي في أضعف حالاته مقارنة بالتيار الديني، وحيث شهدت البلاد انتشار دعوة «الإخوان المسلمين»، قدمت أفكار «حسن البنّا» إطاراً للبعض في فهم العلاقة بين الوطن، والوحدة العربية القومية، ووحدة الأمة الإسلامية. فالوطن «في عرف الإسلام يشمل القطر الخاص، ثم يمتد إلى الأقطار الإسلامية الأخرى، فكلها للمسلم وطن ودار، ثم يرقى إلى الدولة الإسلامية الأولى التي شادها الأسلاف بدمائهم ولاتزال آثارهم فيها، وكل هذه الأقاليم يُسأل المسلم عنها بين يدي الله إذا لم يعمل على استعادتها، ثم يسمو وطن المسلم بعد ذلك كله حتى يشمل الدنيا جميعاً». وفي رسالة أخرى من رسائله يقول: «المصرية…

«حزب الله» و«الإخوان»… ضياع مصر ولبنان

الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٣

من النادر أن تجد على الساحة الدولية، نحو 22 دولة مثل الدول العربية، متجاورة حدوداً، متقاربة أو متحدة في اللغة والتاريخ والتراث والدين، متخبطة حائرة شبه يائسة رغم ذلك، بسبب التجارب المريرة للخروج من متاهة الوطن، القومية، الدين، والرسو الكامل قلباً وقالباً في هذه الموانئ، وحل مشكلة الهوية المشتركة إلى الأبد. أزمة هوية مجتمعات العالم العربي اليوم تتجدد في كل مكان من المحيط إلى الخليج، بعد قرابة قرن من ثورة الشريف حسين في الحجاز لبناء أول مملكة عربية حديثة، وبعد اجتياح شامل للمد القومي العروبي انحسرت المشاعر الجياشة، وعادت نخب وجماهير العالم العربي، تكاد تردد ما قاله د. شفيق ناظم الغبرا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عندما تساءل حائراً عن «معنى أن نكون عرباً»؟ وملاحظاً، مثل الكثرين منا، أن «في الشخصية العربية اليوم تداخلات كبيرة، وعوامل قلق متواصلة يشعر بها كل عربي، كما يعيشها كل مسلم، فمن نحن في بلداننا العربية؟ في المرحلة القومية، تبين مع الوقت أن وحدة العرب السياسية ليست ممكنة في المدى المنظور، وأن ما يفرقهم هو الآخر كبير، بغض النظر عن أسبابه المحلية والخارجية، بل تبين أن الوحدة التي تقوم على العصبية ورفض الآخرين من سكان المنطقة، سواء أكانوا أكراداً أم بربراً أم إيرانيين أم شركساً أم آشوريين، هو الآخر يضعف القومية العربية بصفتها الجامعة».…

في السعودية.. محاسبات و”كاشيرات”

الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣

للأستاذة المحامية، والوزيرة الكويتية الحالية "ذكرى الرشيدي"، إنجاز نسائي خليجي لا يتذكره الكثيرون! فقد كانت أول امرأة تترافع أمام المحاكم السعودية، بين المحامين الذين "كانوا يستمعون ويشاهدون مرافعة امرأة محامية لأول مرة". وقالت المحامية المعروفة للصحيفة: "نعم استطعت أن أحضر أمام المحاكم السعودية من خلال ثلاث جلسات متتالية، وبدأت في تقييد قضية أمام المحكمة الإدارية، الدائرة التجارية في ديوان المظالم ــ المحكمة التجارية، بالمنطقة الشرقية بالدمام، بصفتي موكلة عن إحدى الشركات الكويتية هناك". ونوهت المحامية الكويتية بالمساعدات التي قدمها القاضي والموظفون بالمحكمة، وقالت: "بحسب علمي لا يوجد أي محامية في السعودية، ولم تحضر أي امرأة أمام المحاكم للمرافعة، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأت الجامعات بتخريج العنصر النسائي". وأشارت إلى أنها تقوم بتدريب أول دفعة من خريجات كلية الحقوق في جدة، وقد تم إعطاؤهن محاضرات عن كيفية القيام بالمرافعة أمام المحاكم السعودية، وأوضحت لهن كيفية تكوين شخصية للمحامين وأهمية السمعة والمبدأ، وتم التطرق إلى الصعوبات التي تواجه المحامية". وقد بينت دراسة سعودية سنة 2011، أن ما يتعلق بقضايا المرأة عامة "تشكل قرابة 60 في المئة من مجمل القضايا المنظورة في السلك القضائي السعودي". وتضمنت تلك الدراسة ضرورة مشاركة المرأة في مهنة المحاماة. وأضاف الشيخ الدكتور صالح اللحيدان صاحب الدراسة، متحدثاً عن ضرورة أن تكون المرأة محامية، "في إطار اختصاصها الأنثوي…

المرأة السعودية… والسيارة

الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣

قلة منا، رجالاً ونساء، تدرك المصاعب المعيشية والوظيفية التي تعاني منها المرأة السعودية، رغم التسهيلات التي تقدمها السلطات الرسمية ووزارات كالتربية والعمل، ورغم جهود النساء في المملكة، وما يحاول عامة مؤيدي حقوق المرأة تقديمها لنساء المملكة. إذ تبقى ممنوعات دينية ومحاذير اجتماعية لا حصر لها تلاحقها في المنزل والشارع ومجال العمل. منها مثلاً منع كل ما يمكن منعه من صور "الاختلاط"، مهما كان عفوياً وضرورياً أحياناً. ومنها مستلزمات الملبس والمظهر والكلام والتصرف، والتي تبدو طبيعية للنساء في مجتمعات كثيرة أخرى. قيادة المرأة للسيارة اليوم، من أعقد القضايا التي تحاول سلطات المملكة حلها، بعد أن أصبح عمل المرأة واسع الانتشار، وأصبح من حتميات رفع المستوى المعيشي للأسرة السعودية في الطبقة المتوسطة والمثقفة خاصة، ومجابهة الغلاء وكثرة مصاريف الحياة كما في كل دول مجلس التعاون وبقية البلدان العربية، وبعد أن تزايد عدد الخريجات والنساء العاملات وتضاعفت مسؤوليات المرأة. فالسعودية دولة كبرى مترامية الأطراف متناثرة القرى والمدن، بل إن بعض مدنها كالرياض، أو مناطقها الحضرية والصناعية باتت من الامتداد والضخامة وتعقد الحياة، مما لا يمكن معه تطبيق أيَّة حلول للعمل والوصول لمقر الوظيفة وحضور الاجتماعات والانتقال من إدارة إلى أخرى، دون السماح للمرأة الموظفة خصوصاً، ولعموم النساء، بقيادة سياراتهن. وتحاول مدرسات وموظفات كثيرات في الوقت الراهن الاعتماد على النقل الجماعي الخاص كالباصات الصغيرة…

المسيحيون العرب… أمام زحف الإرهاب

الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣

عاش المسيحيون في العالم العربي وبأعداد كبيرة وصغيرة، قروناً مديدة بسلام ووئام، دون أن يطالهم التضييق والتهديد بالقتل والتهجير الجماعي، كالذي يحاصرهم اليوم في دول عربية عديدة، ومنها العراق وسوريا ومصر ولبنان، حيث ترك الآلاف منهم هذه البلاد وهاجروا منها إلى أوروبا والولايات المتحدة. ويأتي التعصب الديني والتمييز الطائفي، في مقدمة أشكال التضييق والتهديد، والذي يصل في أكثر من دولة ومن مناسبة، إلى حرق الكنائس ونهب المحال وقتل الأشخاص واختطاف رجال الدين. ولكن إنْ كان بعض المسلمين كثيراً ما يفعلون مثل هذا، وما هو أفظع بمسلمين مثلهم، لاختلاف سياسي أو مذهبي، ويفتي فيه بعض شيوخ الإرهاب أن من يقتل فرداً أو فريقاً من المغضوب عليهم، ينال الأجر العظيم، ويظفر بالشهادة والنعيم، فكيف ينجو المسيحي وبقية «أهل الكتاب»؟ فها هو العراق مثلاً، منذ أن خرج من كابوس صدام، يقترب من «سنة عاشرة تفجير»، حيث دارت عجلة التفخيخ والقتل يومياً منذ عام 2003، والتي اعتبرها بعض العرب وكثير من الإعلاميين من صور «المقاومة الوطنية الشريفة» ضد الاحتلال الأميركي، والتي حصدت من أرواح المسلمين العراقيين. وها هم كذلك أتباع جماعات الإرهاب ومن يواليهم في سيناء بمصر مثلاً، يقتلون الناس ويفجرون المركبات، ويُنزلون الجنود من الحافلات ويقتلونهم على الرصيف بدم بارد ودون رحمة، فيما يقول لهم فقهاء إبليس الذين يجيزون لهم هذه الفظائع إن…

«القذافي»… لن يسقط بالثورة!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

احتمال إسقاط نظام القذافي عن طريق الثورة الشعبية العامة على غرار الثورة الإيرانية عام 1979 مثلاً، "احتمال غير وارد للأسف"، كتب أحد الباحثين الإسلاميين في مجلة "السُّنة" في أبريل 1999، فالمشاركة الشعبية الليبية في الأحداث دائماً محدودة مفقودة، والدليل على ذلك أن أحداث باب العزيزية، مايو 89، كانت المحاولة فيها مقتصرة على مخططي ومنفذي العملية، كذلك في أحداث الغارة الأميركية، أبريل 1986، عندما غابت سلطة القذافي لعدة أيام، "فقد كانت درجة المشاركة، أو التفاعل الشعبي مع هذين الحدثين الخطيرين ضعيفة". ربما كان هذا المقال المطول الذي نشرته المجلة المذكورة تحت اسم باحث يدعى "محمد علي محمد" بعنوان "ماذا بعد القذافي؟!"، أولى محاولات الإسلاميين الليبيين لدراسة احتمالات إطاحة القذافي وما قد يعقب ذلك. حيث إن حكم القذافي، كما كتب "سيُنزع قريباً، وأن القذافي الظالم لن يفلت من عقاب الله". ونظر الباحث في حجج المشككين في أي احتمال لسقوط نظام الطاغية فقال: "ربما يقول البعض: لقد قارب، بل أشرف النظام المجرم على الموت عدة مرات، مثل محاولة انقلاب الرائد عمر المحيشي عام 1975، وفي محاولة النقيب ادريس الشهيي عام 1980، وأحداث باب العزيزية 1984، ومحاولة أكتوبر 1993، ولكنه في كل مرة يخرج سليماً معافى.. لكن مبشرات سقوط نظام القذافي في الآونة الأخيرة أكثر احتمالاً من المرات السابقة". ما الذي يعانيه القذافي ونظامه…