أطلق رئيس الوزراء الإرلندي إندا كيني قبل أسابيع قليلة، مرحلة ثانية من مشروع «فكّر في المستقبل». ويمثّل المشروع مبادرة لحض الناس على التخطيط لخاتمة حياتهم عبر تسجيل رغباتهم استعداداً لحال طوارئ أو وفاة أو مرض مستعصٍ.
طُور المبادرة «منتدى إرلندا لنهاية الحياة» وهو أحد مشاريع «المؤسسة الإرلندية للأمراض المستعصية». ويحض «فكّر في المستقبل» الناس على أن يفكروا ويتحدثوا ويُبلغوا عن أفضلياتهم الشخصيّة لمستقبل العناية بهم طبيّاً وماليّاً، إضافة إلى شؤون تتعلّق بحياتهم الخاصة.
وبالتزامن مع ذلك، اتّفقت المؤسسة مع موقع «بيشنتس نو بست.كوم»Patients Know Best.com المتخصّص في إنشاء سجلات طبيّة رقميّة يديرها المريض عبر الإنترنت، على عمل مشترك بينهما في سياق تنفيذ مبادرة «فكّر في المستقبل عبر الإنترنت» ، وهي جزء من المرحلة الثانية من المشروع عينه.
وتفتح الإتفاقيّة مجالاً أمام المستخدمين لتسجيل خياراتهم وأولوياتهم حول الموت، مع إمكان حفظها واسترجاعها وإضافتها إلى سجلاّتهم الرقميّة الطبيّة عبر الشبكة العنكبوتية.
وتموّل منظمة «العمر الثالث» تجربة «فكّر في المستقبل عبر الإنترنت» وهي منظمة مدنيّة تهدف الى تعزيز موارد كبار السن.
ورحّب رئيس الوزراء الإرلندي بالمرحلة القادمة لـ «فكّر في المستقبل» مشيراً إلى أن أهم ميزة للمشروع يتمثّل في قدرته على تمكين الأفراد من تخطيط لحظات حرجة في حياتهم.
وأوضح أن الحكومة ملتزمة بتوفير إطارٍ يلبّي حاجات الناس بشأن العناية بهم عند نهاية الحياة. كما تسعى الحكومة الى توفير تشريعات بشأن ذلك النمط من العناية.
ولا تقتصر أعمال مشروع «فكّر في المستقبل على خيارات العناية، بل يغطي أيضاً قضايا أخرى كالشؤون القانونية والماليّة، والتبرّع بالأعضاء وترتيبات الجنازات وغيرها.
وفي سياق مشابِه، صرّحت القاضية كاثرين مكجينس، وهي رئيسة «منتدى إرلندا لنهاية الحياة»، أن الموت والوفاة يشكلان موضوعين صعبين ومخيفين، لكن العناية بخاتمة الحياة لا تزال قضية شائكة.
وكذلك صرّحت شارون فولي، المديرة التنفيذيّة لـ «منتدى إرلندا لنهاية الحياة»، بأن لكل شخص الحقّ في تقرير مسار عنايته، بما فيها المرحلة المتّصلة بأواخر العمر. واعتبرت أن مشروع «فكّر في المستقبل عبر الإنترنت» يمثّل تطوراً مثيراً للغاية.
الأمان المعلوماتي و «بيشنت نو بيست».
تذكيراً، أطلق رئيس الوزراء الإرلندي المرحلة الأولى من «فكّر في المستقبل» في 2011. وتشكل المرحلة الثانية نسخة أكثر حداثة وتطوّراً.
وشملت المصادر التي اعتمدت في مراجعة مشروع «فكّر في المستقبل»، بحثاً للدكتور برندان أوشيا عن استخدام «فكِّر في المستقبل» في الطب العام. ونشر البحث في «المجلة الطبيّة الإرلندية» في أيار (مايو) 2014.
وعلى صعيد عملي، أجرى الدكتور محمد العبيدلي، الرئيس التنفيذي لشركة «بيشنتس نو بست»، تجربة عبر الإنترنت لاستخدام «فكّر في المستقبل» في إرلندا. وبيّن أن «بيشنتس نو بست» صنعت نسخة رقمية بهدف إدراج برنامج «فكّر في المستقبل» ضمن عمل موقع «بيشنتس نو بيست.كوم» الذي يتميّز بالأمان التام معلوماتيّاً.
وأشار العبيدلي إلى أن استمارات التخطيط للعناية عند نهاية الحياة، تتميّز بالبساطة والسهولة، كما تساعد المرضى وعائلاتهم ليكونوا أكثر استعداداً في مواجهة المرحلة الأخيرة من العمر.
ويتكامل عمل «بيشنتس نو بست» مع شبكة الخدمات الصحية الوطنية الآمنة في بريطانيا. كما يتوافق مع متطلبات حماية قواعد البيانات في «الاتحاد الأوروبي» وتشريعات الولايات المتحدة عن استخدام قواعد البيانات الطبيّة.
المصدر: الحياة