عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

سمعت، وقالوا ويقولون

آراء

«القمة وسيلة للوصول إلى بقية القمم» – يرددها دائماً سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله، فهو يؤمن بأن طريق النجاح لا نهاية له، ومن يظن أنه قد حقق كل شيء في هذه الحياة، فلقد قضى على نفسه وطموحاته. فالنجاح رحلة طويلة، كلما وصلت فيها إلى قمة، تطلعت للقمة التي تليها.

نرى هذا التوجه من قبل القيادة الرشيدة، وطموح وجهود بعض الأفراد الذين تُرفع لهم القبعات، ولكن هل نذهل لسطحية تفكير البعض الآخر، الذي قد يتسبب بضرر كبير بحقه وحق جهة العمل. بعض الموظفين كابوس مزعج يهدد بيئة العمل، لأنه يثبط عزيمة بقية الموظفين، ويشكل عقبة ليس بالإمكان التغلب عليها، فتهدد الطاقات البشرية، ما يؤدي إلى خسارة الكثيرين للثقة الوظيفية، التي تعّد من أهم ركائز التميز المؤسسي.

في بيئة العمل، يتم الالتقاء بأشخاص من ثقافات مختلفة، حيث يحمل الموظفون قناعات وأمزجة مختلفة، قد تثري المكان وتجعله على قدر كبير من التنافس والإبداع. ولكن هذه الاختلافات قد تكون مزعجة، حين يتمسك البعض برأيه فيصعّب التعامل والعمل معه.

التمسك الشديد بالرأي الشخصي، يجعل الفرد عاجزاً عن التقدم، بسبب ما يحمله من أفكار سلبية عن زملائه، وهي قد تكون ناتجه عن حالة الشللية في العمل، والتي تضرب سياسة ومصلحة العمل والموظفين في عرض الحائط.

يردد أحدهم «يقولون فلان بتيه ترقية، وليش مب أنت؟»، بمنح البعض الترقيات ومحاولتهم النهوض بأفكار جديدة، قد يتم التعرض لهجوم ساخر، لأن المجموعة لا تحب أن يكون أحداً أفضل منها. ولكن ما العمل؟.

لا بد من الإقرار بوجود بعض الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم في بيئات العمل المختلفة، لنتمكن من إيجاد طرق مناسبة للتعامل معهم، ولنفرض أن كل شخص منا يحب الخير لغيره، ويتمنى الهِداية لأعدائه بدلاً من الحقد عليهم، فيسعد حين يرى زميله يحاول أن يحقق أي إنجاز في حياته، ويساعده ولو بكلمة طيبة، كالثناء والتقدير، حتى يتمكن من الاستمرار.

انشغال الناس بغيرهم بشكل سلبي، هو أكبر سبب لتراجع المجتمعات، فالبعض لا يرون عيوب أنفسهم، لأنهم مشغولون بعيوب غيرهم، وهكذا تضيع الجهود على توافه الأمور، التي لا يجدر بالإنسان الواعي أن يلقي لها بالاً.

من الضروري أن يتم تحديد المشكلة ومعرفة طبيعتها لدى بعض الموظفين، حتى يتم إيقاف الذم والتأشير بإصبع الاتهام على الزملاء، فهذه المشاعر لا تكمن في عدم الصبر والتمتع بالمرونة، وحسب. ولكن قد تكون مشكلة تصادف زملاء آخرين في العمل، أو تجربة سابقة أدت إلى تعامل غير منصف مع نمط معين من الشخصيات.

في قاموس سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ليس هناك خط نهاية في سباق التميز، ما يجعل أبصارنا شاخصة للقمم.

كن على يقين، أن «البليد ينتظر الفرصة والشاطر يصنعها»، اصنع نجاحك وتجاهل ثلاثاً «سمعت، وقالوا، ويقولون».

المصدر: صحيفة البيان