المفاهيم الغربية المتحورة

الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠٢٢

مرّ العالم في العقد الأخير بالعديد من الأحداث والمتغيرات والتحولات وحتى التحورات، ولا تزال عدد من الدول العربية تعاني حتى اليوم آثار وتبعات ما يسمى بالربيع العربي «المشؤوم» الذي عاثت فيه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فساداً وتدميراً في تلك الدول، وانتشرت الجماعات الإرهابية كداعش والنصرة والقاعدة والحوثي في مناطق مختلفة كالعراق وسوريا واليمن، كما عانى العالم بعض الأزمات الاقتصادية، وواجه أكبر أزمة وبائية لم يتوقعها العالم أجمع وحطت تداعيات الوباء «كورونا» على البشر والحكومات والاقتصاديات. وما إن بدأ العالم يتعافى من أزمته الصحية إلا وقد بدأ يواجه أزمة أخرى «الحرب الروسية- الأوكرانية» التي ألقت بتداعياتها على العالم وليس فقط على الدول المتصارعة. للحرب آثار مدمرة على الإنسان والمجتمعات والاقتصاد والبيئة وتؤثر آثارها السلبية على الجميع فالعالم مترابط ومعتمد على بعضه البعض. الحرب الروسية- الأوكرانية منذ بدايتها، تسابق للحديث عنها وتحليلها ووضع السيناريوهات المستقبلية لها العديد من الخبراء والمحللين والمستشرفين السياسيين والمفكرين، فمنهم من يرى أنها نهاية نظام عالمي وبداية نظام جديد ومنهم من يرى أنها استنزاف ومستنقع للدب الروسي وغيرها الكثير من السيناريوهات والتوقعات. كما كان 2019 و2021 عامي تحورات كورونا فربما 2022 عام تحورات المفاهيم الغربية هنا لن أتطرق للوضع الحالي ولا للسيناريوهات المستقبلية المتوقعة للحرب، بل هنا أطرح تساؤلات لكم: هل نحن في مرحلة كشف حقيقة واختبار مصداقية…

وقفة إماراتية مع سوريا

الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠٢٢

أيام معدودة وقليلة، ما بين تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي طرح فيها تساؤلاً بسيطاً ولكن بوزن استراتيجي أقتطف منه جزئية بسيطة: (ألم يحن للعرب أن يتقاربوا؟!)، وبين أن يتفاجأ العالم كله بالإعلان عن وصول الرئيس السوري بشار الأسد، بداية هذا الأسبوع، إلى دولة الإمارات وكأن سموه بذلك يؤشر إلى أن أفعال القيادة السياسية الإماراتية هي الرد العملي لما يقولونه. 11 عاماً من تهميش دولة عربية مركزية مثل سوريا، رغم أن أغلب تحديات إقليمنا في الجوار السوري وربما في قلبها، حيث واحد من أخطر التنظيمات الإرهابية العالمية «داعش» التي تجد في أراضيها بيئة آمنة لمنطلقاتها التخريبية، وحيث لبنان الذي يعاني فراغاً سياسياً، ولا يمكن نسيان العراق حيث ترتع فيه الميليشيات، وبالتالي ألّا يكون هذا محفزاً للاستعانة بسوريا وتفعيل دورها، هذا غير أن العمل العربي الجماعي من خلال الجامعة العربية أصابه «الشلل» حتى لم يستطع أن يعقد دورته الاعتيادية المقررة هذا الشهر، وتم تأجيلها إلى نوفمبر المقبل.. كل هذا يحدث في الوقت الذي يعمل فيه الجميع على إعادة صياغة المشهد الإقليمي بما يتوافق ومصالحه الوطنية. هي الإمارات دولة لديها تقدير استراتيجي ورؤية واقعية في التحولات التي ينبغي التحرك بموازاتها لا أحد لديه شك في محبة دولة الإمارات لشقيقاتها العربيات،…

سيكولوجية الجماهير.. وشراسة الحرب الإعلامية

الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢

كُتبت الكثير من التحليلات عن الحرب الروسية - الأوكرانية حتى قبل بدايتها وتحدث عنها المحللون في كافة وسائل الإعلام بدءاً من أسبابها وتطوراتها وحتى النهايات والسيناريوهات المتوقعة لها. في الأزمات والحروب كل يدلي بدلوه، منذ بدء الأزمة الأوكرانية والعالم يترقب ويتابع، وبما أن الأحداث السياسة مغرية خاصة للشعوب العربية نجد أن الكل يحلل حسب ما يراه، وهنا مربط الفرس، التحليل السياسي يحتاج من المحلل امتلاك المعلومة أو جزء منها أو المهارة والقدرة على رصد المؤشرات والمتابعة الدقيقة للأحداث ليبني عليها تحليله ورأيه بواقعية علمية بعيداً عن العاطفة والأهواء الشخصية والرغبات والتمنيات. إن المتابع لما ينشر في وسائل الإعلام عن تطورات الأزمة الأوكرانية يرى أن الحرب الإعلامية أكثر حدة وشراسة من ميدان المعركة، فأحياناً يلعب الإعلام دور المعلق الرياضي في مباراة كرة القدم فيجعلها مباراة حماسية ولو تابعتها من دون تعليق لسببت لك النعاس من بطء رتمها. حقيقة أننا نتلقى المعلومات والتحليلات من وسائل الإعلام وبناء على ما نستقبله منها تتكون آراؤنا وربما توجهاتنا وعقائدنا، لذا لا بد من الحرص والوعي وعدم الانجرار خلفها حتى لا نصبح مجرد مرددين لقناعات غيرنا، وحتى لا ينطبق علينا ما ذكره «غوستاف لوبون» في كتابه سيكولوجية الجماهير حيث يتم التأثير على الجماهير باستخدام وسائل وتقنيات إعلامية من خلال فهم نفسياتها وطرق التأثير عليها، بحيث يكون…

الإمارات – الإنسان.. الحقوق والرغبة السياسية

الأربعاء ٠٥ يناير ٢٠٢٢

ليس في نيتي التطرق في هذه الكلمات إلى الإنجازات الإنسانية التي حققتها دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية، حتى باتت بيئة جاذبة للعيش فيها لكل الجنسيات في العالم. وموقفي من عدم التطرق ليس فقط لأن المساحة المخصصة للكتابة لا تتسع لهذا العمود بل لا توجد أي مساحات لحصرها في كيفيتها أو كميتها ولكن أسعى فقط إلى تقديم قراءة استشرافية لخطة الإمارات للخمسين السنة المقبلة، انطلاقاً من المحور الرئيسي لنجاحاتها الماضية وهو الاهتمام بالإنسان والتركيز عليه. من أجمل السياسات التي تدشن بها الإمارات الخمسين السنة اللاحقة الإعلان عن إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في إشارة صريحة إلى أنها متمسكة بنهجها ورؤيتها التقليدية، التي وضعها مؤسس الدولة قبل خمسين عاماً بأن الاستثمار الحقيقي للأوطان هو التركيز على الإنسان، لذا كانت الإمارات دولة استثنائية خلال الفترة الماضية. ولو وسعنا دائرة الإعجاب بقرار تأسيس الهيئة، فإن منهجية عملها تواكب الأساليب والممارسات العالمية باعتبارها قضية عالمية ولها طرقها في التعامل والمعروفة بـ«مبادئ باريس» وليست شأناً داخلياً لكل دولة، لذا جاء الإعلان متضمناً تشكيل مجلس الأمناء وهو ما يحول الاهتمام بالشأن الإنساني ليكون عبارة عن عمل مؤسسي تتابعه جهة مخصصة في الدولة بكل تفاصيلها. لا تحدث نقلة الاهتمام بالإنسان في الإمارات دون أن تكون هناك رغبة من القيادة السياسية المؤكد أن مسألة اهتمام الإمارات بالإنسان ليست…

تفجير بيروت وتشويش الأفكار

الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠

تحتاج بعض تعليقات المثقفين والأكاديميين العرب التي رافقت عملية تفجير مرفأ بيروت خلال الأسبوع الماضي، إلى الوقوف أمامها والتمعن فيها وتصويبها إن احتاج الأمر لذلك، وبشكل خاص فيما يتعلق بالمفاهيم المطروحة خلال تلك التعليقات من قبيل مفهوم الدولة الوطنية خاصة لدى تلك الدول التي تعاني من التشتت والتفكك منذ أن ظهر ما يعرف بالولاءات الطائفية العابرة للحدود خاصة تلك التي لها علاقة بـ “إيران” التي تجيد لعبة التدمير وإضعاف الدول الوطنية التي عانت منها مجتمعاتنا المتسامحة والمتعايشة على مدى قرون مضت وهي لا تفوت فرصة لنشر أجندة تدميرية وزرع الأدوات اللازمة عندما تجد منفذاً لأي دولة. إن أكثر ما يقلقنا مع كل كارثة تصيب إحدى الدول العربية هو ظهور أصوات عربية يُفترض أن لها ثقلها الأكاديمي في الشارع العربي نتيجة لمكانتها الثقافية المفترضة ولما تتمتع به من وجود مساحة كبيرة لحرية التعبير ولها علاقتها مع عدد من المؤسسات الثقافية العالمية مما يتيح لها القدرة على التأثير وتشكيل الرأي العام العربي تجاه عدد من قضاياه المصيرية والمهمة بأفكار خاطئة، وآخر مثال على ذلك حادثة تفجير مرفأ بيروت التي أظنها واحدة من الكوارث العربية الكبرى التي تحتاج إلى كل الأصوات العربية المنددة بمختلف شرائحها، حيث إنه لفت انتباهي وأنا أقرأ إحدى الحوارات مع أكاديمي عربي يتم تقديمه على أنه متخصص في النظم…