الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢
استفزتني حالة البرود والهدوء لدى بعض زملائي في العمل الذين يخططون لإجازتهم السنوية من غير مراعاة لمشاعرالآخرين من أصحاب دول "الربيع العربي"... وما استفزني أكثر هو حدة النقاش بينهم، فالبعض يفضّل أستراليا لبعدها عن الأحداث... والبعض الآخر لا يخجل من التصريح بأنه ذاهب لأوروبا للاستمتاع بالحريات هناك. ولكن مجموعة ثالثة قاطعت بأن الحريات الحقيقية والمتعة في دول الشرق الآسيوي حيث المساج وأشياء أخرى! انقطع هذا الحوار المستفز فجأة على صوت أحد الزملاء السوريين وهو يصرخ في التليفون "شلون الأهل؟ هل القصف قريب منكم؟ اهربوا بسرعة بسرعة".. ثم أخذ ينتحب ويبكي بصوت عال.... حالة من الوجوم أصابت الجميع، وتوقف بي الزمن، لا أدري ماذا أفعل مع هذا الصديق العزيز. أحسست أننا جميعا معرضون لأن نكون في موقفه. ياألله... أناس يبحثون عن المتعة في الشرق والغرب، وأناس لا يستطيعون حتى الوصول إلى أهلهم الذين يتعرضون للقصف والقتل بأفتك الأسلحة التي من المفروض أن توجه إلى العدو الإسرائيلي، وليس إلى صدورالأطفال والنساء العزل... حاولنا التخفيف قدر المستطاع عن زميلنا الذي انهار تماما بعد انقطاع الاتصالات تماماً مع أهله، فقرر الاستقالة والسفر لبلاده للدفاع عما تبقى من أهله ضد ممن يفترض بهم أن يكونوا أهله... لم أخرج من حالة الحزن إلا عندما اتصلت بي والدتي تسألني عن موعد إجازتي وهل حجزت تذاكر السفر أم…