السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٤
رسالة أخلاقية يحملها طلبة الإمارات في الخارج، تعبر عن مدى اهتمام الدولة بالقيم الأخلاقية التي تسبق كل معطيات العقل، لأن الأخلاق بيت الحكمة، وهي طريق الود الذي يفتح آفاقه أمام العلاقات السوية مع الآخر. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. فالطالب عندما يخرج من بلده ويذهب إلى فضاءات العالم، فإنه مكلف بمسؤولية أخلاقية قبل كل شيء، وقبل التحصيل العلمي، لأنه ما من جدوى ولا قيمة ولا فائدة من العلم إذا لم يعزز التحصيل العلمي بحزمة أخلاقية تحميه، وتعتني بقدرات الطالب عندما ينتهي من دراسته ويدخل في حياض العمل، كما أن هذا الطالب، هذا الرسول، هذا المبعوث إلى ديار جديدة، يكون خير أداة تحصن الوطن من الصور الشائهة، وأفضل وسيلة تجعل منه وطناً يخلد في الذاكرة الإنسانية صوراً زاهية وجميلة، وروعة في التمثيل، وبراعة في تأصيل العلاقة مع الآخر. فالطالب عندما ينزل منازل الآخر، تكون الأعين مسلطة على كل نبضة من نبضاته، وأي خفقة في السلوك إنما هي ضربة قاصمة في العمود الفقري لسمعة البلد، وسماته، وصفاته، وأخلاق أهله. لهذا السبب، فإن القيادة الرشيدة تصر دوماً على أن يحمل الطالب الإماراتي علم الإمارات، ويجعله دائماً يرفرف بعلامات النزاهة، والقيم الرفيعة، وأخلاق الآباء، والأمهات، الذين تحملوا غربة أبنائهم ليجنوا بعدها شهادة حسن السيرة والسلوك، ويقطفوا من ثمرات علمهم…
الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٤
العظماء لا غيمة تغطي هاماتهم، ولا نجمة تسبق ضوءهم، بل على الأرض مطر، وفي السماء قمر، وفي وعي الناس ذاكرة مخضبة بحناء الفرح، وكتاب مسطر بمفردات النماء والانتماء، ومنمنمات تلون العقل بأحلام أزهى من الشمس، وأبهى من الورد، هم في الحياة أيقونة ترسخ الحب مثالاً ونموذجاً، هم في الحياة قيثارة أوتارها مشاعر عشاق التأمت أرواحهم على تاريخ من التلاحم، وتلك شخصية تلهم، وتفتح للوعي مدارك مستقبل، تفتح نوافذ للمدى، تفتح أسئلة للحياة، إجاباتها معطيات لا تعد ولا تحصى، وجملتها تتعمق في القلوب كأنها الجذور في أتون الأرض. رحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن العيون، وظل في الصدور آية من آيات الخلود، ظل في وجدان الناس صورة من صور التاريخ المضيئة، وظل في الوطن أثراً ومآثر تحكي قصة رجل من هذا الزمان، ملك القلوب بشخصيته الكاريزمية الفذة، وهالته المطوقة لوجود الناس، وأحلامهم، ظل هذا الزعيم علماً بارزاً ليس في الإمارات فحسب، وإنما في العالم، فعندما يذكر العظماء، تبرز صورة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، على لوحة العقل، متألقة برونق الزعامة، متدفقة بمهارة الفخامة، واليوم وبعد عشرين عاماً من الرحيل، نقرأ على سبورة الوطن، محيا الشيخ الجليل، وعلامات المجد المجيد تسطع على جبين من أحب الله، فحبب الناس فيه، الشيخ زايد وهب لنا أعظم منجز،…
السبت ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٤
في جمعية «المرأة سند الوطن» هناك بلبل يغرد، وشدو يعلو قامة الجبال، هناك أناشيد تلون حياة المرأة، وترسم صورتها في المرآة، بزينة القيم الإماراتية وأخلاق النبيلات. في هذه الجمعية الموقرة، تمشي الأحلام بقلائد تعانق مجد المرأة، وتبني عروشها، وتشيد قصورها، وتعمر جسورها، وهي في الطريق إلى حياة زوجية مفعمة بالوعي بأهمية أن تكون المرأة محور الكون، وجوهر الوجود، وطوق الياسمين، ونطاق العنق الأمين. جمعية المرأة سند الوطن، هي جذر الشجرة المروي بماء العذوبة من أجل نمو الأغصان وتفرعها كي تصبح الأعشاش في سكينة وأمان، فلا عصف ولا خسف يعرقل مسيرة القافلة ويعيق الطيور عن التحليق. فاليوم تحتاج الإمارات إلى هذه الثقافة، ثقافة المؤسسات التي ترعى شؤون الأسرة، وفي لبها المرأة كونها الضلع الأهم في بناء أسرة تتقاسم رغيف الحياة، وتتشارك في بناء السفينة ورفع الشراع، حيث يكون الأفق مداره، ومساره. اليوم الإمارات تحتاج إلى هذه المشاريع العملاقة التي تتوازى مع التوجه الحكومي في بناء أسرة ذات قواسم مشتركة، وأهداف محددة وواضحة وطموحات تبلغ عنان السماء، لأنه من دون امرأة بثقافة الأحلام الزاهية، ومن دون امرأة تحمل على عاتقها طفولة وطن له في المعاني ما يغدق القلب حبوراً، وله في ملاحم الفرادة ما يجعل الإنسان يشعر أنه يعيش على بساط نسيم يحمل في طياته عطر النخلة النبيلة، وشموخ الجبال الراسخة. اليوم…
السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٤
في غابة من الجدران المدمرة، والعراء يطوقها، ويخنقها، كانت الطفلة قمر، تحمل على كتفيها الضئيلتين شقيقتها المُقعدة، وفي قلبها لوعة الحرمان، وشقاء الحروب، وعواصف البغض، قمر الطفلة الغزية المرابطة، تعثرت كثيراً، بمعضلات زمن الحياة السائلة، وتبعثرت أشواقها بين قصف ونسف، وذلك البيت المدمر الذي تركت فيه ألعابها، وسريرها الذي حلمت على وسادته، بصباح غير صباحات غزة المنكوبة، حلمت قمر بقمر مستقبلي، وصبح يشرق بابتسامة أمل، حلمت برائحة الأم والأب اللذين غيبهما الزمان خلف ضبابية العالم، وانهيار أسس الحداثة وعدالة الأيام، وحقوقها المسلوبة، وكثير من الدموع التي انهالت على تراب داست على أحجاره المتناثرة، خفاف ركاب ضيعت البوصلة ولم تزل قمر تبحث عن قمرها السماوي، وعن صبح يفصل جدائل الصباح، ويمشط الضفائر، سعياً للوصول إلى مدرستها، ومدرساتها. ولكن اليوم، تنظر قمر إلى قمرها، فلا ترى غير الدخان يتساقط على رموشها البيضاء من أثر المشي على تراب لونه بلون الموجات العارمة، اليوم قمر تسأل الله، والعالم، كيف لطفولة تصبح بلا عفوية، ولا ابتسامة تلون حياتها بالبياض المزدهر فرحاً. وبحكمة من دار زايد، طيب الله ثراه، وجدت قمر قمرها، وسعدت بصباحها، واستراحت نفسها تحت ظلال الخير الإماراتي، وطيبات قيادته، وأهله الخيرين. قمر، وغيرها من الأقمار في غزة يمضغون الفقر والقهر، وعثرات الزمن، ويمضون في العراء باحثين عن قمر بلا غشاوة، وصبح مؤدلج بالفرح،…
الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤
في هذا اليوم من تاريخ القراءة، يطل علينا أربعاء دبي برونق التساقي، ومهارة التلاقي، وبراعة الأشواق حين تكون الأشواق كلمات تتهجى مشاعر العشاق، هؤلاء الذين جعلوا من الكلمات خطوات تتبع قطرات لأجل بلل يمد الأفئدة بماء السلسبيل، ولأجل طموحات تملأ الجعب بما تشتهيه القلوب، وما تهواه النفوس، وما يسكن في العقل من كل ما هو مرتبط بحضارة الإنسان وتطلعاته وإرثه وقوة بصيرته وصلابة عزيمته وصرامة إرادته، وجعل القراءة طريقاً ممهداً لمعرفة قال عنها الفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بيكون «المعرفة قوة»، وهي الحقيقة الدامغة عندما يكون للمعرفة لجام عقل يحدد معنى الوصول للأهداف، وكيفية تحقيقها، ومدى أهميتها في ترويض الإنسان «السائل». في «تحدي القراءة العربي»، وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الخطوط العريضة لخطوات تبدأ من الأبجدية، ولا حدود لها سوى المدى، هو ذلك الاتساع في العقل، هو ذلك الامتداد في الروح، هو ذلك الوعي في التاريخ. عدد المتنافسين بلغ 28 مليون طالب على مستوى الوطن العربي، وهذه النتيجة، تدحض بشكل جلي وصريح كل الافتراء على الإنسان العربي واتهامه بأنه كائن لا يقرأ. إنه رقم قد لا يتناسب مع تعداد البشر على صفحات التضاريس في الوطن العربي، ولكن ونحن في زمن الجري حفاة على أرض حصوية، يصبح هذا العدد…
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤
في كثير من الأحيان، توقف رابطة الأمومة والأبوة أصحاب العظام الغضة لمنعهم من المجازفة ولا نعلم أن هذا الكبح قد يكون سبباً في لجم الإرادة، وسد قنوات المياه العذبة من الوصول إلى أشجار التألق، ما يجعل المشي في كثير من المواقف محفوفاً بإحباطات ومثبطات يتخرج في معاهدها جيل مكبل بأصفاد لا تنفك عقدها مهما حاول الطفل الكبير ومهما تم حثه ودفعه وتشجيعه، لأنه في كل محاولة يصطدم بصخرة الطفولة المكبوتة، وفي كل رغبة للقفز فوق تلك الصخرة، تعتريه قشعريرة الخوف من الخطر المتوهم، لذلك حث علم النفس الآباء والأمهات على فتح الطريق، وترك النوافذ مشرعة، والأخذ فقط بالحيطة والحذر، واعتماد المراقبة عن بعد، دون تبرير المشاعر المتخيلة، ودون تحويل الحب إلى قيود من سلاسل حديدية، متقنة في تقييد الحرية، وترك الأعناق مصفدة بأفكار أشبه بعتمة الليل البهيم. فالإنسان لو ترك لمشاعر التعلق العاطفية المخزونة في مضغة القلب لما تحركت القدرات العقلية قيد أنملة، ولما استطاعت الحضارة فتح دفاتر القيم الأخلاقية، وقراءة ما وراء المخبأ في الطبيعة ودراسته وتمحيصه وتلخيصه في أشكال مختلفة من الإبداعات. فالإنسان مدعو لأن يكتشف نفسه، كما أنه مطالب بأن يكتشف العالم من حوله ليروض ما توحش في الطبيعة، وليظهر ما تعقد في الحياة، وليتحكم بمصيره، ويلتزم بأخلاق الخلق والإبداع. اليوم نجد هذه النبرات الحية والواعية تبرز…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤
لا يستطيع العقل أن يطلق أجنحة إبداعه، إلا إذا خرج من قفص الكبت، وتحرر من شيطان القنوط، وتخلص من براثن الإحساس بالعجز. هذا ما يفعله صندوق الوطن، وهذا ما يكرِّسه، وهذا ما يحرسه، وهذا ما يسهر على غرسه في ضمير الطالب المدرسي والجامعي، وهذا ما يفكر فيه القائمون على صندوق الوطن برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن. اليوم في الإمارات بلغت العقول الذكية ذروتها، وعانقت السماء متكاتفة مع النجوم، متضامنة مع الأقمار في إضاءة العالم، وبث روح التفاؤل في ضمير الناس جميعاً، وجعل الإمارات دوماً عند هامة الغيمة الممطرة. صندوق الوطن، وبرعاية من أهل الطموحات العالية، استطاع أن يرسم صورة زاهية على تضاريس الإمارات، بما يبذله من جهود في ترسيخ آيات النبوغ، وصور الطموحات الكبيرة، إيماناً وتثبيتاً لقناعات القيادة الحكيمة، بأن الإنسان هو الأول، في رؤية حكومة الإبداعات الإنسان هو جذر الشجرة، وهو غصنها، وهو فرعها، وأصلها، الأمر الذي يجعل من صندوق الوطن الركيزة المهمة في بناء الجسور بين الإنسان -ونخص هنا الطالب المدرسي والجامعي- وبين الوطن كونه الحضن، والحصن، والسكن، والشجن، وهو الغاية في حضرة العقل، لبناء حضارة تتفرد بقيم صحرائنا، وإرث باني نهضتنا، وأهداف حكومتنا الرشيدة. إطلاق «مبتكر الذكاء الاصطناعي» و«كأس التخيل والإبداع» هو انطلاقة حقيقية لأجنحة العقل،…
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤
في الطريق إلى ملاءة حياة بفسيفساء الأحلام الزاهية، تذهب الإمارات ومصر بحكمة العلاقات السامية، وتاج الود المنعم بطموحات أعذب من مياه النيل، وأرق من موجات الخليج العربي، ومشاريع النمو تزدهر وتسخر بمعطيات كالمطر، وتجليات كالبروق، وقطوف كثمرات النخلة المباركة، وانسيابات كجداول السهول السخية. رأس الحكمة مشروع قاسم مشترك بين الإمارات ومصر، كما هي القواسم المشتركة في السياسة والتاريخ والجغرافيا والمصير، رأس الحكمة، الطريق الأخضر يعبر الإمارات إلى مصر، حيث هناك النيل العظيم يصافح رؤى أهل الخير، والأيدي المضاءة ببياض النوايا، وأخلاق العشاق الذين نشأوا على بناء الجسور من قيم، لا تزل ولا تخل، بل هي مساحة وضاءة، ومسافة معبدة بأهداف أبعد من الأفق، وأوسع من المحيط، وأعلى من الجبال، وأنعم من الوردة، وأجمل من بريق النجوم. في لقاء بين الأشقاء، تنعم الإمارات ومصر، بفيض من المنجزات يثري وجدان الحياة، ويملأ قلوب الملايين بالاطمئنان على مستقبل بلدين قدرهما أن يكونا مركز الدائرة في محيط عربي وإقليمي يعج بأمواج الغضب، ولكن تقول الإمارات وكذلك مصر ها نحن جاهزون لزراعة التضاريس المضطربة بورود الحب، وسقيها بأحلام السلام، ليبقى العالم رياناً بعذب العلاقات، علاقات التسامح والتضامن وتقاسم ابتسامة الفرح بإيمان راسخ بأنه لا يمكن لأمّنا الأرض أن تبتهج، إلا وأبناؤها ينعمون بسلام ووئام، وانسجام، ويتقاسمون خيرات الأرض بأفئدة لا تقبل الضغينة، ولا ترافق الضنك،…
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤
الثقافة كالسماء، إن غشاها غبار الانغلاق أسودت وتكدرت، وإن غسلتها أمطار الانفتاح صفت وأصبحت كالمرآة. فما من حضارة دامت واستدامت وتطورت وعظمت مناحيها إلا ووراءها ثراء ثقافي مكتنز برؤية تنويرية زاهية كأنها الشمس. فوظيفة المال خدمة الثقافة، ودور الثقافة كسقف حماية للمنجز المالي، وحفظه ورعايته والعناية به من التعثر والزلل. هكذا نجد العلاقة الثلاثية الحتمية بين السياسة والثقافة والمال. فعندما تتوفر السياسة التي تقف رقيباً منصفاً على العلاقة بين الثقافة والمال تصبح الحياة كأنها القافلة المتجهة إلى مضارب العشب القشيب، فتنمو أشجار الحضارة وتترعرع غزلانها، وتظفر المجتمعات بمنجزات أبعد من الخيال، وأقرب من رموش العين، والإنسان في هذا الوسط الرخي ينعم برخاء المشاعر وتصبح علاقته بالآخر كعلاقة الماء بالأرواح وعلاقة الأقمار بعيون الغيد النواعس، وتجمع كل الأضداد في حقل التنامي بعفوية وشفافية تزينها أحلام المستقبل، وترصعها بقلائد الفرح وتطوقها بعقود الجمال. كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن دور الثقافة المنفتحة في إتمام عقد التطور والحفاظ على رونقه والعناية بريعان نموه وثراء فصوله وحقوله وبذخ العناقيد في جذوع نخيله. كلمات سموه مفردات تؤرخ لحضارة إماراتية تربعت على عرش الازدهار واحدة من حضارات الدنيا زانها وعي حكومي يقود المرحلة إلى حيث تكمن النجوم، وحيث تكون أسرار التطور منبعثة من سبر الرؤية الواضحة والصريحة ومسرات الإنجازات المذهلة ومسيرات الركاب…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤
الإمارات في أميركا، كأنها السحابة طافت فضاءات سياسية واقتصادية وثقافية، في هذا البلد القاري الكبير، وأمطرت في الذاكرة الأميركية، لقاءات لامست جذور العلاقة التاريخية بين البلدين، ورسخت في السياسة معنى العلاقات بين الدول، علاقات فياضة بدبلوماسية شفافة كأنها الغيمة، زاهية كأنها النجمة، منسوجة بأهداب الشمس، فلا فيها لغط ولا شطط، بل هي سيرة بلد تنعم بإرث الباني المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أثره الطيب، تذهب القيادة الرشيدة بحكمة الأفذاذ وشكيمة النجباء وفطنة النبلاء، مؤزرة بقناعات واثقة الخطى، ثابتة القيم، راسخة المبادئ، واضحة الأهداف، صريحة التطلعات تدخل في صميم التواصل مع الآخر بروح الإنسان العفوي المشبع بسير الحضارات العريقة والتقاليد المنيفة، وعادات الإنسان المؤدلج بالحب، حب الحياة، وحب الآخر، متصالحاً مع الدنيا، وبلا رواسب، ولا نواكب، ولا خرائب، إنه الإنسان الإماراتي الذي لا يشبه إلا نفسه، إنها سياسة الإمارات الريانة بحكمة المنطق، ومنطق الحكمة، الأمر الذي جعل الإمارات اليوم تقف في المنصات الدولية، شامخة كنخلة التاريخ، سامقة كجذر الأفكار العريقة، مؤسسة بذلك صلات لا ينقطع رباطها، وعلاقات لا ينفك وثاقها، وأحلاماً تمشي على الأرض كأنها الجداول تروي أشجار الحياة. في أميركا تمت لقاءات، واحتشدت مشاعر، وارتفعت رايات، وتدفقت أمطار، وكانت السحابة دولة في هذا الزمان، أسست للإنسان منهجاً، وبنت للحياة نهجاً، وسارت في…
السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤
الإنسان بكل جبروته وعنجهيته وعبقريته أيضاً التي تفتقت من خوفه الفطري، هو من أجبن المخلوقات على الأرض، وتحت السماء. منذ فجر التاريخ والإنسان يخوض حروباً شعواء ضد بني جنسه، كما يخوضها ضد الطبيعة بشكل عام، لأنه خائف من عدوان وهمي يصوره له عقله، وهو العقل الذي قاد الإنسان لصناعة الأسلحة الفتاكة، بدءاً من المسدس بحجم كف اليد، وانتهاءً بالأسلحة النووية. خاف الإنسان في البدء من الزلازل والبراكين والسيول، ولجأ إلى الأشباح والجن والشياطين كي يحمي نفسه من بطش الطبيعة كما تصور وتوهم، ولكن بعد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وبعد أن بلغ الإنسان مبلغاً يجعله يعي أنه تجاوز الخوف من طوفان الطبيعة، بدأ يصطنع أعداءه من بني جنسه، وصار يتحزم بالسلاح الأعظم كي يتقي شر الآخر كما يدعي ويتخيل ويرسم من صور قاتمة ومحزنة ومؤلمة. فهذا الخيال البشري الذي انبثق من العقل الجبار، لم يحرر الإنسان من الخوف بعد أن انتصر على الكثير من محدثات الطبيعة، بل على العكس انقلب الصراع من صراع مع الطبيعة إلى صراع أكثر دموية بين الإنسان والإنسان متخذاً صوراً وأشكالاً مختلفة وذرائع وحجج، ومبررات حول العرق والدين واللون وغيرها من إشكاليات مصطنعة وزائفة ولكنها احتلت مساحات واسعة في وعي الإنسان، والخوف لم يستقر في مكانه في الوعي عند الصراعات بين الأمم، بل إنه انتقل…
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤
تعبر سفينة الخليج العربي من عُمان مروراً بدولة الإمارات ثم قطر فالسعودية والبحرين حتى تحط رحالها في الكويت. وبحر الخليج يحرس شراعها، وأمواجه بيضاء من غير سوء، وفي الأعماق تكمن لؤلؤة الفيض الإلهي، هناك تسكن مهجة الغواص، وهناك تداعب أنامله محارة العمر، «والسيب» ينتظر شد الحبل حتى تصبح قفة النور على سطح سفينة الخير. عندما تشرق الشمس ويصحو الخليج على نهمة البحار، تصبح أمواج الخليج جبالاً شماً تحرس مشاعر المغادرين إلى هناك، حيث اللجة الزرقاء والأشواق ووله القابضين على نجمة الليل، تناجيهم بروح الكائنات العفوية، وترفع النشيد عالياً، هيا نسكن أجنحة الريح، هيا نسكب الأغنيات فرحاً بعودة ميمونة إلى أحضان اليافعات اليانعات الرابضات خلف الأفق في انتظار مجيء الغيث السماوي، وحضور الغيمة النبيلة، واستتباب الأفئدة بعد شغف ولهف، هنا في هذا الخليج الأنعم، هذا الأنعم الأعم، هذا الأعم الأدهم، سكنت مهج وارتاحت ركاب على صهوات الفكرة الأزلية، وسارت جياد تبحث عن أمل، عن نبقة في خضم السدرة العملاقة، هنا سواعد جرت مراكب الفحولة واندمجت مع الوجود، في رحلة الكون المديد في المدى مدت أشرعة، وفي قلب السحابات ملأت ثغوراً بقبلات اللقاء بعد بعاد، هنا ترتبط الأواصر وتلتحم الدماء في نهر الخليج، منسجمة مع الأصول والفصول والتاريخ والجغرافيا، هنا الحب يكبر وتنمو خصلات سواحله، وعلى سفوح المجد والسؤدد والسد والود، ولا…