الأحد ٠٢ مارس ٢٠٢٥
لي أمنية في رمضان، لا غير، بأن ينتهي الشهر، وقد خمدت نار الحروب، ليعيش العالم في سلام ووئام. أمنية مبعثها الإيمان أنه في الحروب التي مرت، والتي يخطط لها أن تكون، التي لم تزل في جعبة تجار السلاح، والتي تعشش في أذهان عشاق العبثية والتدمير، وخراب ديار العباد، حروب مرت على التاريخ أكثر مما مرت على العالم من كلمة حب لفظها كائن ما عرف غير الانتماء إلى السكينة، والبحث عن الدفء، والتفكير بالحياة من طرف مشاعر ضفرت، ووضعت على المتون خصلات تداعب الهواء، تغني للهوى. أتمنى أن يفكر كل مخلوف يخفي نوايا، باتت تحرقه، وتحرضه لمص دماء الحقائق، وارتكاب جرائم، وإشعال حرائق، في كبد الطبيعة، هذه الطبيعة التي باتت تئن من ويلات الكراهية والأحقاد، والبغضاء، والشحناء، أتمنى أن يتحرر البشر من عقدة التفوق، وأن يتخلصوا من دونية الأنا، ووهم معالجة مركبات النقص، بالاعتداء على الغير، وسلبه، ونهبه، اغتصاب حقوقه، وتشريد أهله، وإشاعة الكذبة بحجم الكرة الأرضية، والإيمان بقانون القوة، وليس بقوة القانون. أتمنى أن يعاد ترتيب أبجدية الأحلام، وجعلها بيضاء من غير سوء، ملساء كأنها خد أهيف، وجيد منيف. أتمنى أن يفكر كل محتدم، وكل عتل زنيم، قبل أن يقدم على شن حرب، على الآخر، أن يفكر بأن الحروب لا ترمم الجدران الداخلية الواهنة، بل تزيدها وهنا، وتزيد الحياة تداعيات…
السبت ٢٢ فبراير ٢٠٢٥
في السماء تتربع كأنها الشمس، وفي الأرض تشع كأنها البريق، وفي العالم تكتب سيرة حضارة قادمة من عمق الصحراء، وفي الحياة ترتب مشاعر الذاهبين في العشق توقاً إلى المجد. هذه هي الإمارات، خلال خمسة عقود لا أكثر، رسمت صورة الوطن الذي مد للمدى مداد التألق، وانبثق من وجدان شعب آمن بأن الحياة كفاح من أجل التداخل، وإنتاج شجرة الخلد على صفحات التاريخ، والعالم يصفق، مبهوراً بهذا الرونق، هذا النسق، المتدفق وادياً ذا زرع، سنابله من وهج الحلم الأزلي. منذ النشأة، كان للمؤسس، طيب الله ثراه، حلم الوردة في تلوين الصحراء بأجمل الألوان، وبث العطر على الأرجاء كي يصبح العالم في تمام العافية، ويصبح الكون مزهراً بعلامات الفرح. واليوم تحضر الإمارات في العالم علامة فارقة، وشامة، وشهامة، ونخوة النجباء ترتع في بساتين التألق، ولا يمر يوم إلا ونصحو على ولادة منجز، وانبثاق مشروع يسعد الناس أجمعين، ولأن الإمارات ترعرعت على مبادئ الواحد، والكل واحد، فإن ما يبزغ على هذه الأرض، نسمع صداه في العالم، والنخلة التي ترفرف سعفاتها هنا، ينتشر فحواها في الجهات الأربع، وها هي الحشود تمر من هنا، تسكن في قلب الحدث الإماراتي، ها هي الجموع تسعى للوصول إلى أرض الولادات المدهشة، والإبداعات المذهلة، والكل يريد أن ينهل من نهر الإمارات، الكل يحذو حذوها، الكل يقتدي بمسارها، والكل يدور…
الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٥
بحكمةٍ وسعةِ أفقٍ، وبفطنةٍ ورحابةِ رؤيةٍ، استطاعت القيادة الرشيدة، أن تستشرف المستقبل وأن تمسك بزمامه، وتذهب بالإمارات إلى غايات أوسع من نبض النجمة، وطموحات سارت بالحياة على صهوات جياد فارعة، وكأنها الجبال الشم، واليوم ونحن نقرأ ونشاهد ونتابع، نرى العالم يحضر هنا، إلى هذه الأرض الطيبة، وكأنه يشارك في حفل كوني تتخلق فيه الكائنات من جديد، في عصر إماراتي بفرادة المعطيات، واستثنائية العطاء الجزيل، فهذه العقول التي استلهمت من وحي النظرات واسعة الظلال، استطاعت خلال خمسة عقود أن تغير من الوجه واللسان، حيث أصبحت الإمارات بوجه كأنه بريق النجوم، ولسان عربي إنساني تحتفي به الشعوب، وتنصت لترنيماته بقوة الإيمان بما تقدمه الإمارات من إبداعات في مختلف الأصعدة والميادين، في آيدكس مثلت القوة الناعمة الصورة الجلية للعقل عندما يصبح في الأنام منطقة خضراء يانعة، فيها البساتين تزخر بزهور البلاغة الذهنية، وما تنتجه من وسائل دفاع عن الحقيقة، وتقنيات مبهرة، تدل على أن الدفاع خير وسيلة لتحقيق السلام، وإنجاز الطمأنينة، وتثبيت الاستقرار ليس في الإمارات فحسب، بل في العالم أجمع، وهذا ما عملت عليه قيادتنا الرشيدة، وهذا ما شيدته من صرح، وهو أحد قلاع القوة الناعمة في الدفاع عن المنجزات، وحفظ التوازن بين السلم والعلم. في آيدكس أثبت العقل الإماراتي، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه…
السبت ١٥ فبراير ٢٠٢٥
يخرجون من حقول المحبة، مزدهرين بأزهار السلام، يفصحون عن جبلة الأولين، الذين جابوا البحار، وعلى أشرعتهم كتبوا (السلام عليكم) بحثوا عن لآلئ الازدهار، وحثّوا الموجة كي تسفر عن مكان آمن للوصول إلى مواقع الفرح. هؤلاء اليوم سفراؤنا يتتبعون خطا السالفين، وينهلون من عذب فراتهم، يرتشفون من وصايا القيادة الرشيدة، بألا يكونوا سوى رسل محبة، ينثرون ورود الخير في المكان والزمان، ويعبقون الصورة الجلية للإمارات بعطر تاريخ، مرّ من هنا، وملأ الفضاءات صيتاً وصوتاً لدولة ولدت من رحم قيم غرسها الباني المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وشبّت على وعي بأهمية أن نكون والعالم معاً، نحو المدى، ونحو غايات تملأ وجدان الناس جميعاً بالسعادة، واليوم ونحن نشهد هذا العرس الكبير، نرى العالم يجتمع على أرض نبتت فيها أزهار التطور من وحي قيادة، رؤيتها مبنية على العلم، والعمل، وبذل الجهد لكي يصبح العالم جميلاً، وتصبح عيون الأجيال تلمع ببريق الفرح، ووجوههم باحة مكللة بابتسامات الأمل، والتفاؤل سيرة ذاتية لكل إنسان امتلأ قلبه بمعطيات واقع يعمل أهله على بناء الجسور، لكي يصل الجميع إلى الغايات، ويحقق الأهداف، وينجز ما تمليه عليه الطموحات، وما تتطلبه تطلعاته. اليوم عندما تسافر إلى أي بقعة من هذا العالم المترامي الأطراف، وترى علَم الإمارات يخفق بألوانه البراقة تشعر بالدفء، لأنك على ثقة من أنه…
السبت ٠٨ فبراير ٢٠٢٥
في اللقاءات تحدث الحميمية، وفي الدفء تنشر المشاعر أوراقها الخضراء، وتزدهر حقول الحياة، كما تزهر قلوب المواطنين عندما تهلّ على بيوتهم وجوه كأنها المصابيح تنير قلوب من أحبُّوا هذا الوطن، كما أحبُّوا شيوخهم، الذين يمثلون بالنسبة لهم، الحنان في تجسده في زيارات تفتح آفاق الحلم، وتشرع أبواب الطمأنينة في قلوب من أحبوا، ومن ألفوا مثل هذه الاستهلالات المهيبة. في الإمارات التواصل ثيمة الحكاية الاجتماعية، وفي تفاصيلها تشهد تلك الابتسامات المرسومة على وجه الوجود، وتلك الوسامة التاريخية التي يتمتع بها هذا الوطن، متخذاً من موروث زايد الخير، طيب الله ثراه، الثيمة، والقيمة، وشيمة الأخلاق التي تربّت عليها أجيال من هذا الوطن، وترعرعت في بساتينها، ونشأت على الحب؛ مما جعل هذا الوطن، ينسج خيوط الحرير في كل تطلعاته، ويبني طموحاته على أسس التآلف، والتضامن، والتسامح، وما يحدث هنا، على هذه الأرض، هو الجملة الفريدة في بناء رواية وطنية تتناقلها الأجيال، وتقرأ في تفاصيلها ما يجعل الفكرة في الأصل، فكرة أننا جسد واحد، ورواية ملحمية تتداولها الأيام والسنون، وتستمر القافلة، مجدها وشأنها، تستمر في مسيرتها المكللة بهوى العلاقات الإنسانية ذات الفرادة والتميز، والاستثنائية. تستمر والإنسان في هذا الوطن لا يشعر أنه وحيد في وجه العواصف الزمنية، بل هو محمول مكفول، متوج بأمنيات تتنازل عن عقباتها، لتصبح في الحياة سلسال ذهب يطوق الأعناق. تصبح…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٥
بفضل وفضيلة «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تواصل المرأة الإماراتية حضورها البارز، ودورها الأبرز في تلوين الحياة بالأخضر الندي، خضاب الأرض، ورونقها الزاهي. المرأة عندما تزرع، إنما ترسم الصورة الخضراء على صفحة الأرض، وتنقش حناء الفرح على كف التراب الأبي، لتمنح الحياة استدامة، وعلامة، وشامة، وابتسامة لها في الزمان بهجة وأمان، لها في التاريخ روح وريحان، وجملة مستفيضة بالجمال، والتحنان، ولأنها جبلت على العطاء، كان لدى قيادة الوطن أهمية لجدارتها، وقدرتها، ونباهتها، وعطائها، وسخائها، وبذلها، وكدها وجدها، الأمر الذي جعل الإمارات في العالم نجمة تتألق بوميض الكفوف اليانعة، ولمسة الأنامل المفعمة بعرق اللاتي وهبن العمر من أجل وطن يزهو بالحرائر، ويفتخر بالقواسم المشتركة بين المرأة والرجل، رافدان لنهر واحد، يذهبان إلى الحياة فيملآنها بزخم تبادل الأدوار، والتشارك في زراعة الفرح، بين طيات وطن هكذا صنعته الطبيعة كي يكون ملاذ عشاق الأمل، وموئل التطلعات إلى المستقبل، بعيون كحلها إثمد التجلي، وخاتم خنصرها من ذهب الولاء إلى مجتمع تتعانق فيه الإرادات، وتذهب إلى العلا برؤية لا غشاوة فيها، ونظرة لا شوائب تعرقلها، والتصميم، شيمة الأوفياء، والإصرار ملح القلوب المحبة للمشي على أرض، حبات رملها مغسولة بأثر الأقدام الجسورة، واليوم إذ تصدر الرعاية الشاملة من لدن قيادة…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥
عندما ترفع الثقافة مشاعل النبوغ في مضارب الناس الأوفياء، وعندما تبدو الثقافة قناديل وعي بين زقاق أهلها، وعندما تخرج الثقافة من بين ثنيات وجدان عشاق الفن، وعندما تمد الثقافة للمدى خيوط التواصل بين مراحل التاريخ، وتصبح في الزمان أغنية على لسان الطير، وعندما تتمتع الثقافة بحلي الازدهار، مرصعة على النحور، والصدور، وعندما تصير الثقافة مناهل لعذوبة الأحلام، وعندما يتكئ الإنسان على عصا الوعي المنسوج من أهداب الثقافة، عندما يحدث كل ذلك، تزدهر حقول الأوطان بالعشب القشيب، وترتفع قامات أهلها، وتسمو جباههم، وتشمخ رؤوسهم، وتصبح أعناقهم جذوعاً لنخيل التطور، والنمو. وفي الإمارات بفضل العشاق.. عشاق الحياة أصبحت الدولة اليوم واحة خضراء يانعة أغصان أشجارها، رائعة ثمارها، لأن الوعي بأهمية الثقافة، هو سر ذلك النهوض المبجل، وهو سبر هذه السماوات المرصعة بالنجوم، وهذا المدى الممتد بين سين السياسة الثقافية، وصاد الصيرورة، التنموية، واستدامتها، وعلو كعبها، وصفاء أجوائها. الثقافة في الإمارات، ليست ترفاً اجتماعياً، وإنما هي ملاءة مخملية، تخبئ تحت قماشتها طموحات، يبلغ مداها الجهات الأربع، لإدراك القيادة الرشيدة أن للثقافة لسان صدق، وللإبداع سحره في تقديم ما يلزم من مهارات تساند القافلة الاقتصادية، لتأدية واجبها النهضوي، بحكم أن الثقافة تنبثق من وجدان أمة لها في العطاء ما يتشكل بين اتحاد العقل الاقتصادي، والروح الإبداعية، ولا قامة، ولا مقامة، ولا قوامة للنهضة الاقتصادية…
الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥
للعام التاسع على التوالي، ومنذ 2017، تتصدر عاصمتنا الجميلة قائمة المدن الأكثر أماناً، فالشارع في أبوظبي سجادة من حرير، تسير عليها الأقدام بسلاسة، دون تعثر، والأماكن العامة تبسط جناح اللطف، والعطف، وترف المشاعر، وبذخ الوجوه التي تنعم بابتسامات، كأنها أجنحة الفراشات، وكل ذلك يحدث، لأن الحب الذي بنى عرشه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبح اليوم سماء صافية، الناس العشاق نجومها، والفرح يلون زرقتها. وكذلك في دبي، هذه الأيقونة، هذه السيمفونية، التي تترنم بألحان النقاء، ونغم إماراتي صرف، لا يشبه إلا نفسه. ولم تزل القيادة الرشيدة تنمق اللوحة التشكيلية وتعمّق الجمال فيها، برونق المشاعر الصحراوية البهيّة، لم تزل القيادة الرشيدة تدوزن أوتار الجمال في هذا البلد، والذي تتعاظم منمنماته في مختلف المجالات، وتكبر أشجار الطموحات، حتى بدت اليوم إماراتنا، أغنية على لسان الطير، وصارت أنشودة ترددها حمامات الحنان، كل ذلك يحدث، والناس أجمعون يرون هذا البلد الأكثر أماناً ونظافة، يسبقهما نقاء القيم، والخلق الرفيع. ومن يتأمل المشهد الإماراتي، يرى ما يدهش، وما يجعل الفؤاد يفترش شرشف السعادة، ويسترخي على وسادة النعيم الإماراتي، يرى هذا المآل الطيب على غرار ما يحدث في القصص السحرية، والحكايات التاريخية، لأن العالم افتقد هذه المشاهد في الواقع، ولا يراها إلا هنا، في قلب الصحراء حيث بزغت شمس الأصيل، ومدت…
الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥
عندما يمسك بزمام البيئة الإعلامية أهلها، يخضر عشب الإعلام، وتزهر الأغصان، وتسمق الأشجار، وترتع غزلان الإعلام في بساتين الحياة، وتصبح العلاقة بين القلم، وتراب الأرض، كما هي العلاقة بين السماء والنجوم، كما هي العلاقة بين الغيمة، وأحلام الطير. إنها فاتحة أمل، تشرق بأخبار تمنح الصورة الإعلامية بهاءً، وعمقاً، وأثراً، وقوة، تعبر عن التصميم في بناء منظومة إعلامية مرتبطة بالشأن الإماراتي، منسجمة مع تطلعات القيادة الرشيدة في تأكيد الدور الإعلامي في ترسيخ مفاهيم علمية، تمسك بزمام العمل الوطني، وتدفع بالطموحات نحو غايات أولية لتحقيق الأهداف السامية المرتبطة برؤية القيادة، ملتزمة بأخلاق المهنة، وما تتطلبه المرحلة الحاضرة، والمستقبلية من تضافر الجهود، وتكاتف الإمكانيات، للنهوض بالعملية التنموية، والتي تنشدها الدولة، وتقدم من أجلها كل ما تحتاجه التنمية المجتمعية. والإعلام في عصرنا الحالي هو الوجه واللسان، هو السد والرد هو البيان، هو المنع والردع، هو روح الكيان، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالفرح، لما قرره المكتب الوطني للإعلام، بقيادته الشابة، المتألقة، الممسكة بزمام اللحظة، الذاهبة إلى المعنى الإعلامي بخطوات ثابتة، وواثقة، والملتزمة بروح العلاقة بين المهنة، وبأصحابها، حين أطلق مبادرة «خبراء الإعلام» لتعزيز العلاقة مع الرعيل الأول من الإعلاميين، وهو شأن كان يشغل عقول المنتمين إلى هذه القافلة. كما يحدونا الأمل، بأن يلتف الجميع، وكل من لديهم هذا الشغف حول قيادة المكتب الوطني للإعلام، تأكيداً،…
السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥
ألا يكفي خدع بصرية؟ ألا يكفي ألعاب نارية على رموش العين، فتحترق المقل، وتغيب الشمس عن لب في القلب، وتضيع المرايا في حشر مصاصي الدماء، ونشر القلوب التي في كامنها غي، وصهد، وحشرجات الذين باعوا حطب النار ليشتروا به جمرات تفسد الحقائق، وتفشي أسرار الضمير الغائب. اليوم وفي هذه الجغرافيا تتخلع مسامير الرعي وتتناثر ألواح الأبواب، والنوافذ تطل على حشود رأت في المنام أنها أمسكت بالحقيقة، وما هي بالحقيقة بل أضغاث أحلام تسللت إلى العيون فلم ترَ غير التعصب، وسيلة لتمرير نوايا، وخفايا، وشظايا، ومرايا يكسوها الغبار، وجزر عقائدية غيرت كل شطآن البهجة، فاستولت عليها مخالب الشيطان، فاستباحت أسساً، وتغطرست، وتفجرت طغياناً، وفجوراً، وكل ذلك يأتي تحت ذرائع الدين، والدين براء من خفايا كأنها نفايات من زمن عاد وثمود، وكأنها بقايا عظام نخرة، رمتها نائبات الدهر، وقذفتها في أتون أخلاق فقدت شيمها، وخسرت قيمها، وأصبحت مثل نشارة الخشب الضائعة في صحراء قاحلة. التطرف فكرة شيطان رجيم، وكائن أثيم، ومعتد زنيم، وأفاق، ملفق، متدفق كأنه الحثالة في جسد مريض. التطرف مشاعر تجاوزت أبجدية الحب، واحتمت بغابة من الكراهية، فانتهى الأمر بالتطرف ليصبح في الزمان قيحاً، من أفكار تخندقت عند أوهام شعثاء، شعواء، عشواء، فادحة في سوداويتها، كالحة في مشهدها، جارحة حتى الإدماء في سيرتها، قاتمة في مظهرها، وجوهرها، الأمر الذي يجعل…
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤
دبلوماسية الإمارات، في العالم، جناح الخير والسلام، وابتسامة الوردة، وشفافية الفراشات، وهي في البعد السياسي، علاقة الشجرة بالأغصان، وهي وشائج الجداول في ضمير الجذور، هي سمة القيم الرفيعة وأخلاق النجوم، وهي ملحمة التلاحم بين السماء والغيمة، وبين الموجة والشطآن، سياسة شبت على ريق البلاغة في التعاطي مع الذات، والآخر، هي نبوغ العقل في بناء العلاقات بين الإنسان والإنسان، حتى باتت نجمة البريق في شجون، وشؤون، مما جعل هذا الوطن موئلاً للفرح، وملاذاً للسعادة، وحقلاً ترتع طيوره بأحلام أزهى من النجمة، وأرق من الغيمة. فأينما تبرق سماء بحرية الإنسان، تجد سحابة الإمارات تفرش شالها الفضي على القلوب، وأينما يشع النور في بلد ما، تجد أمطار الإمارات تهل بنداها اللدن، تجد دبلوماسيتها ترفرف بالتضامن مع الآخر. منذ نشوء الدولة الاتحادية، ومنذ بزوغ أقمارها المنيرة، شعت كواكبها بالنور المبين، وسعت سياستها إلى بسط رفاهية التواصل، وتأثيث العلاقة مع الآخر، بحرير العفوية، ولا تدخر الإمارات وسعاً في بناء علاقة الود مع الشقيق، والصديق دون فواصل، ولا نقاط آخر السطر، لأن القناعة لدى القيادة الرشيدة، أنه ما من سلام يعم في بلد، إلا ويخص الإمارات كما يخص ذلك البلد لأن الإيمان هنا، في الإمارات، بأن السلام سماء لا تتجزأ نجومها، ولا تنفرد كواكبها، بل كل ما يحدث من وئام في بلد، تشعر به الإمارات بأنه…
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤
كطائر عملاق، يتوسع في الفضاء سحابة فضية، مبللة بالعذوبة، كفكرة ضالعة في الوشائج، تمضي الإمارات في علاقاتها مع الدول، فلا ذرات تراب تغبش المرآة، ولا ضبابية تعيق الرؤية، فكل الطرق مفتوحة على المدى، كل المشاعر منسجمة مع الأهداف، وكل النسق ترتب شالها، بحيث لا يبقى في القماشة ما يضيق الصدر. منذ البدء والإمارات تتلمس وجودها في علاقاتها المميزة بالآخر، ومنذ النشوء والإمارات ترتقي إلى السماء وفي يدها نجمة تضيء الطموحات، وفي اليد الأخرى سحابة ترطب الوجدان، ومنذ بزوغ فجر الاتحاد المجيد، والإمارات تفتح النوافذ على آخرها، وتصغي إلى ترنيمة الطير وهو يلحن أبجدية التواصل مع الكواكب، والنجوم، ومن دون تصنيف، أو تحديد، سوى حدود الاحترام المتبادل بين الدول، والمصالح المشتركة، والقواسم التي تؤدي إلى التعاضد والتلاحم. هكذا رسم الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، الطريق إلى أمن الذات وأمن الآخر، وهكذا آمن بأن الحياة جسر للوصول وليست مكاناً للتوقف، وخير وسيلة للوصول الحب، هو ذلك الترياق الذي يقوي مناعة المشاعر، وهو ذلك الجسر الوسيع الذي يأخذ الدول إلى منارات واسعة الظلال، وإلى حقول خضراء، لا تسقط الشمس الحارقة أوراق أشجارها، ولا تعصف الرياح بأغصانها. واليوم نرى قيادتنا الرشيدة تمسك بذلك الإرث، في التزام قيمي وأخلاقي لا مناص من الالتزام به، لأنه يشكل…