الخميس ٢٠ مايو ٢٠٢١
هكذا دأب كل متخبط مفلس بائس، يائس، متوجس، نحس، برمي الآخرين بشرر لينفس عن عقدة دونية، ويرفع عن نفسه مركب نقص جثم على صدره كأنه الرمال المنثورة من عصف ونسف وخسف، وحرف ورجف. هكذا لمسنا من زبد وزير خارجية لبنان المستقيل عندما أطلق العنان لضواريه الشاردة، وصار مرتجفاً لا يلوي سوى على تشويه الجميل، وتسويف الأصيل، ودحض كل ماهو أرقى، من كلمات بينت بأن في لبنان الرائع هناك من يعبث بالطين، ويلعب في الوقت الضائع، ويمارس الغماية، وهو يفتش عن مهرب لفشله كسياسي ضيّع لبنان، وأباح مصير ذلك الشعب المسكين، وأوغل في العدمية إلى درجة سرقة دم اللبنانيين، ووضعه في ميزان المساومات، والسوق السوداء السياسية، وإحراق تاريخ هذا البلد العريق، وذر رماده في أنهار الأجندات الرمادية، والسعي حثيثاً في إطلاق رصاصات الغدر، والشتائم، والسباب، والألفاظ النابية، والكلمات البذيئة، وبسعرات حرارية عالية صار هؤلاء يغادرون موقع الحقيقة، ويهبطون عند محاضر اللغو، واللهو والإساءة للآخرين من دون وجه حق، حيث أصبح التهريج منطقة خصبة لهؤلاء، وتربة تنتشر فيها الأعشاب الشوكية، وتمارس الحشرات الضارة، أذاها لكل من صعد العلا، وكل من وصل إلى هامات النجوم. وزير خارجية لبنان المستقيل، وصف الخليجيين بالبدو، ويعتقد هذا المتهور بأن البداوة سبة، ويظن بأن الذين جاؤوا من صحراء الأحلام الزاهية يعانون شح البصيرة والتدبير، كما هو بلده…
الأحد ٠٩ مايو ٢٠٢١
دور مميز وجهد مقدر لنادي دبي للصحافة بتنظيمه، الأربعاء الماضي، الدورة السادسة من منتدى الإعلام الإماراتي الذي حظي منذ دورته الأولى في ديسمبر 2013 برعاية ودعم نصير الإعلام والإعلاميين وفارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ولئن حالت جائحة كورونا دون انعقاده العام الماضي، فإن تنظيمه حضورياً هذه المرة يجسد الإصرار والعزيمة التي تميز التعامل الإماراتي معها على طريق التعافي الكامل قريباً، وعبر عن مستوى تفاعل الإعلام الإماراتي بمختلف قطاعاته مع الجائحة تحديداً والأزمات والمستجدات إجمالاً. وهو امتداد لأداء الإعلام الوطني الذي كان ولا يزال شريكاً للمسيرة المباركة التي خطت حروفها مع إرهاصات قيام الدولة. الجلسات الثلاث للمنتدى -الذي عقد لأول مرة في المقر الجديد للنادي في «سنترال ون-مركز دبي التجاري العالمي»- تميزت بالصراحة والشفافية، وعبرت كذلك عن طموحات وتطلعات القطاع بما يواكب عام الخمسين والتحديات المقبلة. نقاشات تجاوزت عشق البعض لجلد الذات والتقليل من إنجازات إعلامنا الوطني، فهناك أدوار نهض بها في إطار الثوابت الوطنية التي يحرص على الالتزام بها وترسيخها، وهناك تطور لافت ونظرة تكاملية في التعامل مع الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي. وأقرب مثال أمامنا تعاملنا مع جائحة كورونا دون تهوين أو تهويل بما يدعم الاستراتيجية الوطنية للتصدي للجائحة، فمختلف قطاعاته كانت جنباً إلى…
الخميس ٠٦ مايو ٢٠٢١
يوم توحيد قواتنا المسلحة، يوم تضافر الأنامل كي تمسك بألباب الوطن، وتضع أرضه وسماءه بين الوريد والشريان. اليوم ونحن نتأمل اللوحة مرسوماً عليها تضاريس الوطن وبين كل حقل وجبل، تكمن قبضة الجندي المهيب، وبين كل هضبة ونجد، هناك عين تحرس وقلب ينبس بالحب، لأرض أعطت وما توانت، وأغدقت وما بخلت، وأجزلت وما شحت، ومنحت وما ضنت، وأهدت وما تقهقرت، وهذه الفسيفساء من نهل وبذل، كان لا بد لها من جدار يسند ظهرها، وسياج يحمي منجزها، وسور يحافظ على مكتسبها، كان لا بد من قوة تصون، العرض والأرض، جاءت فكرة التوحيد مكللة بالحب، مجللة بالود، متوجة بالصدق، محاطة بالثقة، منوطة بوضع الوطن بين الرمش والعين، وبين الوجنة والجبين اللجين. قواتنا المسلحة، في البر جواد، وفي البحر زناد، وفي الجو جناح يظلل، ويجلجل ويزلزل، في باطنه نسر آمن بأن الوطن عظم الربقة، وأن الدفاع عن حياضه، عقيدة وجهاد، وما الأرواح إلا موجات تزيح عن كاهله قشات العدا، وتمنع عنه كل غضاضة أو رضاضة، وتدفع عنه كل ما يحيق، وكل ما يحدق. قواتنا المسلحة، وجدت لتكون هي من وحي ذلك النبيل، طيب الله ثراه، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يحض الإنسان على هذه الأرض بالدفاع عن حق الوطن في العمل الجاد والتضحية في سبيل بناء وطن قوي، معافى، مشافى،…
الأحد ١٨ أبريل ٢٠٢١
هذا العام، مختلف عن كل الأعوام، وأجمل اختلافاته، أنه أبرز قدرة الإمارات الفائقة على تجاوز المحن، وكسر الصخور الصلبة، واكتساح العوائق بإرادة لها عظمة الغيمة ومهارة الموجة، وعبقرية القمر، وبلاغة النجوم، ونبوغ إنسان منذ أن بلغ سن التطلع إلى قمم الجبال، صارت له حرفة اسمها اختراق المستحيل، والولوج في قماشته بتحد، وصرامة وحزم، وجزم، ولا يمكن أن تتقوقع الإمارات، أو تتراجع، أو تمتنع عن المضي قدماً في كل المجالات، لأن القناعة راسخة بأن أبناء الإمارات قادرون على ترويض الصعاب، وتحييد الجوائح، وإزاحة الأشواك بعيداً عن الأقدام، وتوسيع الخطوات كلما انتصبت عائقة، وكلما ارتفع صوت عرقلة، هذه هي القيم، التي تشربها الإنسان هنا، وهذه هي المبادئ السامية التي تعلمها هذا الإنسان وسار على نهجها، واكتسى لونها وذائقتها. معرض الكتاب الذي هو الرئة التي تتنفس من خلالها ثقافة الإمارات، وهي الاحتفال المميز الذي تشتعل شموعه كل عام، والحشد المظفر من عشاق الكلمة، هذا المعرض في دورته الثلاثين، يتوج ثلاثة عقود من الزمن تألقت فيها أبوظبي، وتأنقت، ونقشت على صفحات التاريخ إرثاً ثقافياً، له في وجدان المثقفين في الوطن والعالم، شامة، وعلامة، له بصمة الشرف التي تحلت بها العاصمة الجميلة، وتجلت من خلالها جوهرة تشع ببريق الإبداع، وموجة ترتب وجدان الناس بالشعر الأصيل، والحكاية المروية عبر سطور لا تخفي مدى ما للرواية من…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
مثل نسمة تهطل من سماء صافية تلون أحلام الناس بالطمأنينة، مثل نثة تزيل عن الكواهل تعب الجفاف، والجفاء، مثل بثة تفتح مواسم البوح بانشراحة، وحبور، مثل تغريدة تجعل الكون نشيداً إنسانياً خالداً، مثل بحر يرتل آيات الانسجام ما بين الموجة والسواحل... هكذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في صلب الأزمات يكون الميسم، والبلسم، والاسم الذي يشهر نصل المودة ما بين الإنسان والإنسان، هكذا هو سموه في المحن، جدول العطاء الذي يتسرب وعياً، بين الضلوع، ويمنح القلوب أكسير الإرادة، والعزيمة الفائقة. في غضون الجائحة التي ضربت هوادج العالم، كان لسموه الموقف البطولي في التصدي، ودرء الخطر ليس عن الإمارات، بل وعن كل دول العالم التي وصلتها قوافل الخير، والإغاثة قادمة من بلد التعاضد، والتعاون، حاملة شعاراً واحداً، من المشرق حتى المغرب، الأمر الذي يوضح بأن محمد بن زايد، بوعيه، وثقته بما يقدمه للإنسانية جمعاء، قائد إنساني يطوي في جلباب قلبه الكبير، حساً لا يضاهى، ولا يوازى، بل هو النبع الفريد في بذخ المشاعر الطيبة، ورفاهية الروح الشفيفة، وهذا ما جعل العالم من كل نواصيه يرفع القبعة لزعيم تفرد في الكاريزمية، وتناهى في الاستثنائية، منطلقاً من جذور عائلية لها في سمات التفرد علامة، ولها في صفات التجرد شامة، وهو بذلك،…
الخميس ٠٤ مارس ٢٠٢١
صافح الحياة بقلب أصفى من عين الطير، وعانق مدهشاتها بأنفاس أنقى من النهر، فالوطن يمد لك يد العون، ويساهم بكل جزالة، وثراء في منحك الصحة، فلا تتردد وأنت بين الأيدي الأمينة، ولا تخشَ من ضيم، أو ضنك، لأنك في الأحضان الدفيئة، ولأنك تحت الجفون رمش، ولأنك في القلب نبض، وحض، فخذ قرارك لأنه لك، ولأجل مصلحتك، لأنه يسير بك إلى حيث تكمن العافية، لأنه يأخذك إلى حيث تصفو الحياة وتنمو أشجار اليفوع، وتترعرع زهيرات الفرح، خذ قرارك، لأنه ملك يديك، ولأنه يمنحك القدرة على السير نحو السعادة من دون كلل، أو جلل، إنه قرارك الذي تطالبك به الجهات الصحية، لأجل أن تهنأ أنت، ولأجل أن تمارس حياتك من دون خوف، من مرض، أو جزع من علة، وأنت في الإمارات، أنت في بلد وضع صحة الإنسان ومأكله من أولويات طموحاته، ومن بديهيات أمنياته، فلا تجفل، ولا تغفل، بل اسأل وسوف يأتيك الجواب من ذوي الخبرة، والعلم، إنهم يهدونك إلى أقرب مكان لتلقي اللقاح، وينصحونك بألا تؤجل، ولا تتعجل في إصدار الأحكام الباهتة، إنها لا تفيد، ولا تزيد، بل هي مجرد وهم زرعته أنت في رأسك، فأصبح مثل الأعشاب الشوكية، يعزلك عن الحقيقة، والحقيقة هي أن الإمارات تضع مواطنيها موضع القلب من الجسد، وتسعى دوماً لتسخير كافة الإمكانيات لإسعادهم، وتوفير إمكانيات الرفاهية…
السبت ٠٦ فبراير ٢٠٢١
في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية التي أنهكت، وفتتت صخرة الحلم الكوني، تبدو الإمارات كزهرة اللوتس التي خرجت من أحشاء الطين، لتفرد وريقات التألق، ولينتشي العالم بعطر هذه الزهرة، ولونها الخلاب، لأن من زرع هذه الزهرة، كان على وعي تام بأن الحياة جسر للوصول، وليس مكاناً للتوقف، والإنسان كما قال نيتشه: «حبل ممدود بين لا نهايتين»، وهي هكذا الإمارات تمتد في المدى، مداً أزلياً، تطور طاقتها ذاتياً، وبإرادة الأوفياء الذين تكاتفوا، ووقفوا جنباً بجنب، وفي مختلف المؤسسات والوزارات، والدوائر الحكومية، كما وتضافرت الجهود الرسمية الشعبية في عقد فريد واحد، ما أكد أن هذه الأرض هي أرض عناقيد النخل، تسند بعضها بعضاً، لتهب الحياة، أبدية البقاء. هكذا هي الإمارات، وهي في خضم الجائحة الصحية العالمية، تمضي قدماً في تسديد الخطوات، وتثبيت الأقدام على قاعدة راسخة، مضمونها أن نستمر في الحلم، ليبقى الطموح شجرة وارفة الظلال، ويبقى الإنسان هو ذلك الساقي الذي يروي الضمير بعذب المناهل، ولم يجد الإنسان المقيم على هذه الأرض، ما يعسر الحياة، أو يكدر الخاطر، أثناء ما كانت الجائحة في ذروة عنفوانها، لأن الإيمان بأن الإرادة، والتصميم هما طوق النجاة من هذا الوباء العظيم، الأمر الذي جعل التفاؤل طريق الوصول إلى مرافئ العافية، وأن وقفة العشاق بصفاء السريرة، ونقاء القريحة، هو ذلك الأكسير الذي ارتفع بالهامات عالياً، وهو الذي…
الأربعاء ٠٣ فبراير ٢٠٢١
في المدرسة تعلمنا أن أفريقيا سلة غذاء العالم الثالثة بعد كندا وأستراليا، ولكن لأن العالم ينسى دروسه، السابقة ويذهب لممارسة فن الباروك، الصاخب، والسعي قدماً نحو طي الصفحات، وفتح ثغرة واسعة للنسيان، وتجاهل الحقائق، والتغلب على حاجات العقل، باستجداء الفراغ لعله يفيض بشيء من ثمرات العيش. اليوم الإمارات وبفضل حكمة القيادة تبدأ من جديد بتقليب الصفحات، والنبش عن جملة الحياة الحقيقية، والبحث عن الفاصلة التي تضع العبارات الاقتصادية في مكانها الصحيح. تصريحات معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات حول التوجه لبناء علاقات متينة مع دول القارة الأفريقية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لهو الفتح المبهر، وهو اللمسة الحانية على مكمن التطور الاقتصادي، والانتماء إلى عالم يخرج من شرنقة العزلة، إلى باحة مزروعة بخير العالم، ورفاهه، وبذخ صعوبة وكم هي الحاجة ماسة اليوم إلى مثل هذا الوعي الإماراتي الذي يقود العالم إلى تنوير حقيقي في كافة الصعد، وأولها الصعيد الاقتصادي، والذي منه ومن خلاله تنمو شجرة المعرفة، وتكبر حدقة الشمس في عيون الشعوب، وتتسع محيطات الطموحات، وترتفع هامات الصواري الذاهبة إلى أقصى حالات الرقي، وهو ما يحفظ الود مع الطبيعة البكر في القارة السمراء التي تختزن قوت العالم المستقبلي، كما تحتفظ بكمية هائلة من البراءة الاقتصادية، والتي لم تنهش عظامها أنياب الثورة الصناعية المباغتة. تصريحات معاليه…
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١
لأنها الأكثر أماناً، فالإمارات شجرة على أغصانها ترفرف الأجنحة، بهجة وسروراً، وتصبو إليها الأفئدة، وترنو إليها العيون، وفق طيات ترابها تبدو الدرر كامنة، وفي الثنايا تغفو مناهل الحب، الأمر الذي يجعل الشهادات العالمية تتوالى إشادة وثناء، وإطراء على هذا البلد الذي أصبح قبلة العشاق، ومحور تجلي الخيال، وبريق الطموحات العالية الجودة. التقارير الدولية تقول إن الإمارات اليوم هي الأكثر أماناً بالنسبة للمسافرين، ومن أهم أدوات الأمان في بلادنا هو الحب، هذا الإكسير الذي يضم بشراشفه الحريرية مشاعر الناس أجمعين، ويلفهم بين خيوطه كآنهم إبر النسيج الجميل. اليوم عندما تتابع المشهد في الإمارات، وتمعن النظر بالصورة العملاقة لوطن يتشكل من ومضة حلم، ثم يكبر الحلم ليصير ميلاد نهضة باهرة، وتطور مذهل، وشروق شمس وعي مدهش، وهنا جياد الأمل تسرج إرادتها بقوة الإيمان، والثقة بالقدرات، والعزيمة القوية التي تتأزر بها المرأة والرجل معاً في طريق واحد نحو غايات، ورايات، تحقق الأمنيات، وتهزم كل ما يعرقل، وكل ما يصيب الذهن بالخمول. عندما يأتي الزائر إلى الإمارات، ويقف في شارع المدينة، ويتأمل المشهد، ويرقب ما يحدث، يشعر بأنه أمام لوحة تشكيلية، ذات أبعاد رباعية تشيع الفرح، وتنثر باقات السعادة، وتوسع من رؤية العقل قبل العين، وتضع في المقلتين شعاع وطن أصبح شعلة من نشاط بشري، يقف فيه المواطن والمقيم كتفاً بكتف من أجل غزل…
السبت ٢٣ يناير ٢٠٢١
جزيرة دلما طائر عملاق يحط بأجنحة الترف على بساط بحري يزهو بزرقته. هي قارب بمواصفات طبيعية ترسو عند وجدان البحر، في قلب الظفرة، وتطلق العنان للخيال كي يفيض في الاتجاهات الأربعة، متلامساً مع الغيمة، غائصاً في لجة الماء، منسكباً على الوجود بقائمة من جداول التاريخ الذي تحفظة طيات دفاتر الذاكرة. الظفرة في عهدها الجديد، تزهر في كل يوم بوردة، تلون بها بساتين الحياة، وفي كل يوم تتطرق مخيلة الناس الطيبين إلى منجز جديد يضيف إلى سابقه رونقاً، ونسقاً، ويمنح المواطن والمقيم والزائر فرص التأمل، في مشهد يكاد يكون كأنه دورة الليل والنهار، أو حركة النجوم في باطن السماء، وفي حركة التطور هذه التي تشهدها المنطقة برمتها، تبدو دلما الدرة التي تحظى باللون الأزهى، حيث وجودها في نحر الماء وفي صدر الأرض، يمنحها التألق الأوفر، كما يهبها الماء لمعة الخاطر، وشمعة الجواهر المتدفقة من أعماق البحر. في هذا السكون الشتائي اللبيب، في هذا الطقس المرصع بقطرات الندى الرهيف، في هذا المكان المدفأ بنسائم تهب على الوجنات كأنها رفيف الأجنحة الشفيفة، في هذا الكون الفسيح الذي يطلق عليه الإمارات، تبدو جزيرة دلما بخفقة القلب، ودفقة الحب، تمارس حقها الطبيعي في خلب لب الإنسان، بما تمتاز به من روعة في التصوير، وإبداع في صناعة المدن، ومهارة في صياغة الجملة السياحية، لتصبح هذه الجزيرة…
الأربعاء ١٣ يناير ٢٠٢١
في الأخوة الإنسانية لحظة فيها تتجلى الروح، وتصبح المرآة صافية كعين الطير، هي لحظة تصير فيها (الأنا) جدولاً يصب في عروق الأشجار من دون تمييز، ويصبح العالم غيمة ممطرة. في الأخوة الإنسانية يطيب للحب بأن يكون سحابة تظلل القلوب ويحق له بأن يخيط قماشة الحرير بإبرة الوعي ليذهب في العالم إلى واحات معشوشبة بالانسجام، ونسيان ما قد يحيق بالمشاعر أو يعكر صفوها، أو يختزل مساحتها الخضراء. في الأخوة الإنسانية تجتمع الأديان كما تأتلف الأشجار لتشكل حقلاً حافلاً بالغناء، رافلاً بأجنحة الطير الشفافة، لهذا المعنى فهمت الإمارات الهدف من الذهاب إلى العالم بقلوب كأنها الأنهار، ومشاعر كأنها أجنحة الفراشات، ووعي كأنه السماء الصافية، فهذا هو ديدن الإمارات، وهذا هو ناموسها، وهذا هو قاموسها، وهذا هو فانوسها الذي من خلاله تتهجى أبجدية الأحلام الزاهية، وتتلو للعالم كتاب الأخوة الإنسانية، وترفع النشيد عالياً لأجل صدى يصل إلى الأسماع، لأن الكراهية في القرن الواحد والعشرين بلغت منتهاها، الأمر الذي يتطلب الهبة الإنسانية من دون تردد أو تمهل لأن الأجيال القادمة سوف تسأل الجميع، ماذا فعلت الدول وكل سياسييها ومفكريها ومثقفيها، ورجال دينها بخصوص جائحة الحقد، وأصحاب الأجندات السوداء، وكل من يتبنى فكرة «أنا ومن بعدي الطوفان». الإمارات وعت لهذا الداء في وقت مبكر جداً، ولهذا فهي تستطيع بحكم التجربة، والخبرة في المواجهة، بأن تقود…
الإثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
العيون التي تنظر إلى ابتسامة الصباح، تجد منازلها عامرة في هذا المكان، تجد أشجارها وارفة، تجد أنهارها عذبة، وبحارها ملونة بزرقة العفوية. الإمارات الأجمل سياحياً، لأن أرضها اكتست بمعدن الذهب كما أفئدة أهلها، كما هي قلوب عشاقها، الإمارات نسجت خيوط المحبة من ثنايا تاريخ كانت خيمته يشد حبالها الناس الطيبون، ويرفع سقفها حب المدنفين بالتعاضد، واليوم تستمر الحكاية، تكتب هكذا بحبر من رضاب، ويراع من نخوة عشاق الحياة. منذ زمن ويوم كانت النخلة بحجم كلف الرابضين عند الجذع والسعفة، منذ ذلك الوقت والإمارات تمضي نحو جدول الماء، وتغسل اليدين من الغبار، وتصافح بلهفة، الضيف القادم من رحلة السفر، منذ ذلك الدهر والإمارات تسرد قصة لقاء الماء والصحراء، وتغرد بصوت يدوزن أوتاره على نغمات تشجي الغريب، وتطرب القريب، والناس مؤمنة بأن الحياة وتر عملاق والإنسان عازف حنون، والقصة تتلى في الصباح لتصبح في المساء أيقونة دروب ومسافات، تمحو الفوارق، وتزيح عن الكاهل الشعاب، والهضاب، وتزيل من الطريق أعقاب خطوات رسمت على الرمل الجاف، أثر أقدام مرت من هنا، وعبرت إلى هناك. الإمارات بعد كل هذا العناء في غضون الطبيعة، وفي ثناياها، وطواياها، تصبح اليوم المقصد، والموئل، لطيور حلقت طويلاً، ولم تحتويها سوى غصون شجرة امتلأت أعشاشاً حتى صارت الشمس لا تنبجس أشعتها إلا من خلال أجنحة أشف من أوراق التوت وأرهف…