الخميس ١٩ نوفمبر ٢٠٢٠
في التسامح تبدو القلوب مثل محيط يحتضن سفن السفر البعيد، فيجعلها تسبح كطيور باذخة، في التسامح تبدو العقول مثل أزهار متفتحة، تنثر عطرها للناس أجمعين من دون تمزق، أو تعرق، أو تفرق. في التسامح تبدو الأرواح، كقطنة الجروح تضمد، وتعضد، وتسرد قصة الحياة من دون ضغائن، يؤكد ذلك الفيلسوف والروائي الفرنسي الوجودي في قوله: (من المؤسف أن أكون سعيداً بمفردي). في التسامح يصبح العالم نهراً يغذي السير نحو العشب لتصبح الحقول، خضراء يانعة بالحب والتألق، والتدفق، هكذا هي الحياة تصير بلا تجاعيد، ولا تغضنات، ولا تجاويف، ولا منخفضات تعكر صفو النمو، وتكدر مشاعر الناس، ولا تقتل جينات الوراثة التي طبعها الله في خليقته. في التسامح يتحول كسوف الشمس إلى ضوء مشع يشمل الوجود بأكمله، ويصبح خسوف القمر، لوجيناً وضاء، يسفر في الأرض، فتصير بساطاً من لآلئ فضية ناصعة، ساطعة، تضيء دروب الناس، وتمنحهم الاستنارة. في التسامح تختفي الألوان، وتفصح السماء عن بهاء بلون الذهب، وتبدو الأرض مساحة واسعة من دون تضاريس تحجب الأوطان عن بعضها، وتهزم الكراهية، وتبيد عنصر الكآبة عن الوجوه. في التسامح تمطر الغيمة حباً، وعلى أثره تترعرع غزلان الحياة، جذلى بما امتحن الإنسان نفسه، وما أبداه من شفافية أرق من قماشة الحرير، في التسامح تتحرر الشعوب من (الأنا) والتي تذوب، وتتلاشى في بوتقة الانسجام، وتلاحم السواعد لتصبح…
الجمعة ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٠
أصبح العالم على مشارف أمل كبير في تحدي جائحة كورونا، والعثور على اللقاح الذي سيزيل الجراح، ويخفي النواح، ليشرق الصباح بأحسن ما نتوقعه وننتظره. ولكن ما يشغل البال الآن هي تلك الصورة السوداوية والمأساوية التي سيخلفها هذا الوباء، وما سيلاحق الناس من أشباح وسواسية ستقض مضاجعهم، وتسرب إلى صدورهم أوهاماً، ومجسمات خرافية لمرض أزعج، وأحرج، وغيّر معالم حياة وطرق معيشة، وأسلوب عمل، وفرق، ومزق، وأحرق، واخترق، وسرق، ومرق، وفسق، وأغرق الناس في بحيرات ضحلة وجعلهم يسترقون السمع لأي بارقة أمل، ويبحثون عن الفرح من خلف جدر، وحجب، وجعل الصغار قبل الكبار يحفظون هذا المصطلح الطبي، لكثرة تكراره وعجنه، وسحنه بين الألسن، أصبح العالم لا يصبح إلا على مشاهد تفري الروح، وتشخب النفس، وتذهب العقل، وتسلب البصيرة، وتجلب الخوف والذعر في النفوس. كل هذا الزلزال الرهيب الذي حل في العالم، ووطأ أرضهم، وأغبش سماءهم، لن يختفي بهذه السهولة دون ردات وتوابع نفسية، تحتاج منا أن نكون على استعداد تام للقادم من جهة النوايا السيئة لهذا الوباء، علينا أن نهيئ أنفسنا لحماية شبابنا، وأطفالنا من الأبعاد النفسية التي ستترتب على الآثار التي سيلقيها هذا الوباء في طريق صغار البشر بالذات، هؤلاء الذين سوف يجدون أنفسهم في مغبة صور خيالية، وأجسام وهمية ستحوم من حولهم، وتزعج مقامهم، وتقلق حياتهم، وهو الأمر الطبيعي الذي…
الإثنين ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٠
تنتسب الأقمار للأقمار، فتضاء الحياة بالأعمار، وتصبح العلاقة ما بين الضوء والاسم الذي يضمه، كما هي العلاقة ما بين الشمس وأهدابها المشعة على أرض البسيطة. قمر اصطناعي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهو التزامن ما بين الزهرة وأشواق الطبيعة للعطر، وهو التتابع ما بين الموجة وسرعة المراكب نحو السفر الطويل، وهو التعاقب ما بين الحلم، وواقع الازدهار. إطلاق اسم (mbz-sat) لهو انطلاقة الأجنحة باتجاه الأفق، وهو وثبة الفكرة المجللة بالبريق نحو نهار أبيض، مضاء بعقول نيرة، اتخذت من لحظة التنوير بداية لصناعة حضارة تتألق بالشفافية، وأحلام الورد، وطموحات النجوم، ومسعى الأقمار في تحقيق أقصى لحظات الاستنارة. ونحن في الإمارات اليوم، نستتب عند لحظة التألق، ونقف عند ناصية طفرة حضارية فريدة، لا تضاهى، ولا تبارى، لأن الشمس بزغت من هنا ولأن نهر العطاء، مد جداوله بسخاء، ولأن الشجرة أعطت كل ما لديها من ثمر، ولم تزل تشغف بالعطاء، وتهتف باسم الوطن، ومن يضفرون جدائل المجد، وينسجون حرير المعرفة لأجل جيل إماراتي استثنائي، يدون فرادته بلغة الصحراء، ورفيف الغاف، ونبل النخلة المباركة. الإمارات في زمنها، انفتحت على العالم، كما انفتحت على الفضاء، وما بين الفضاءين نحن نقبع شجرة وارفة الظلال، ونهراً يسيل بعذوبة التلاقي والتساقي، نحن اليوم في اللحن…
السبت ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠
تصريح يدل على إيمان بمحورية المرأة في البناء، وسر النهضة في العالم. هو هذا البوح الذي دائماً ما تؤكده، وترسخ جذوره سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، تأكيد يضع المرأة في جوهر الفكرة البنائية وفي محور التداول ما بين خيط النمو، وإبرة الوعي. يقول فولتير «خلقت المرأة لتشعرنا بمعنى الحياة، فهي مثال الكمال»، ويقول أيضاً «النساء أشجع مما نتوهم». منذ البدء والتاريخ يمسك بضلع المرأة، ببطش وضراوة، فيحنيه، ويثنيه، ويلويه، حتى أصبحت في نظر المتزمتين جزءاً ضامراً من واسع العضلات. واليوم، وقد تبوأت الإمارات الدور الشاسع في الإضاءات الناصعة، واتخذت من قضية المرأة جوهر اهتمامها، ومحور قيادتها للتنوير في العالم. وما تصريحات سمو الشيخة فاطمة، إلا الصدى والصوت والصيت لموقف الإمارات من أهمية دور المرأة في صناعة النسيج الاجتماعي، وصياغة المثل الإنسانية الرفيعة. فالمرأة في الحياة، هي كل الحياة، لأنها مانحة الحياة لجيل يتهجى أبجدية الحياة من خلال ابتسامة شفيفة، تتبعها يد لطيفة، وتعقبها فكرة رهيفة، ثم إرادة تدفع إلى الأمام، ثم تصميم من أجل البقاء، من دون هنات أو أنات أو آهات، هي هذه المرأة التي تتحدث عنها سمو الشيخة فاطمة، المرأة الشريكة في كل طرائق الحياة، وحدائقها، ومساراتها، وانعطافاتها، وخيراتها، ومسراتها، هي في…
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠
94% التوطين في دوائر حكومة الفجيرة.. رقم يوسع من حدقة العينين، وتنصت له الأذنان، ويرتفع له الجبين، ويصفق له الخافقان ويجعل كل من يقرأ هذا الخبر، يملأ اليدين بخضاب الفرح، ويقول لكل المخلصين عافاكم الله وسدد خطاكم، وأنتم تزرعون الوطن بجلابيب بيض، وعقال يطوق الرأس بأحلام النجوم، وأنتم تفسحون الطريق للقادم من أعماق الوطن، كي يمضي والإشارات الخضراء تنثر ضوءها الوضاء، كي تسير القوافل من دون رياح تعصف، ولا عقبات تقصف، فكل الوطن باحة تفرد أجنحة التحليق من أجل نهوض تلمع له النواصي، وترتفع الرايات، وتشمخ الأشرعة، ويسمق النخيل، وتمتد الأعناق إلى حيث تسكن السحابات الممطرة. رقم يسكن النياط فتزهر، وتزدهر، وتزهو بوطن يضع النجوم بين الأيدي، ويفترش المشاعر مخملاً بلون الصحراء الإماراتية، وأهداب العيون تبدو حريراً مبرقشاً بلون الشمس وهي تتجلى وعداً كونياً يزخرف الوجود بفرح إماراتي استثنائي، فريداً، عتيداً لا يشبهه إلا هو. رقم يزين المهج بتفاؤل يجعل الحياة في العيون مثل جدول هطيل، يحدب من القمم الشم، ليسكب العذوبة في القرار المكين. رقم ونحن في حضرة جائحة بغيضة، يزيح عن الكواهل الغبار، والسعار، ويجعلنا نفتح النوافذ على نسائم تهفهف لها أشجار القلوب، ويطرب طير النفس ونحن نقرأ، ونستعيد القراءة، ثم نرفع رؤوسنا فرحين فخورين، ويملأنا الاعتزاز والتقدير لهذه العقول التي تبني، وتبذل، وتجتهد من أجل راية الإمارات،…
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
لا يمكن الحديث عن نهضة حضارية، تشرق في مكان ما، إلا وتوجد شجرة سامقة باسقة، تظلل حاجة الناس، ورغبة الناس في أن يكونوا متحررين من سطوة الفاقة. إعلان هيئة أبوظبي للسلامة الغذائية عن موعد مع غد يرفل بأوراق الأمل ويزخر باكتفاء غذائي ذاتي، أنما هو التزامن مع الرغبة الملحة لحكومة الإمارات في جعل الوطن يطفو على موجة، ترتل مشاعره بالفرح، وتذهب به إلى مسارات بعيدة في النهوض الزراعي الذي يمنح الإنسان آية من آيات النمو الذاتي من دون الالتفات إلى موكب يأتي من بعيد كي يزف بشارة الكلأ. هذا الإعلان هو الطريق الذي تنتهجه بلادنا من أجل إبقاء الإمارات دائماً في منأى عن الحاجة، وفي مأمن من تطورات الزمن، واختلاف الظروف. فالدول يقاس تقدمها، بما توفره ذاتياً من غذاء وكساء، مما يجعلها تحكم نفسها بإرادتها، والإمارات بما تمتلكه من إمكانيات مادية وبشرية، وتقنية تستطيع أن تخصب الأرض، كما خصبت العقول، وأن تستحدث أرقى الابتكارات الزراعية العلمية وأن تتحول إلى دولة مصدرة، وليست مستوردة. وقد اثبتت الأدلة الموضوعية بأن الإمارات دولة الإبداع، والإرادة الصلبة، والعزيمة القوية، والأحداث التي نمر بها على الصعيد الصحي خير دليل وشاهد على قوة الإمارات، وارتفاع منسوب الذكاء لدى أبنائها، واتساع فيض عطائها في مجال العمل الوطني، وفي ميادينه المختلفة، والمتنوعة. إذن نحن أمام قافلة من الإنجازات…
الخميس ١٥ أكتوبر ٢٠٢٠
هكذا جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، واضحة، وجلية، ومن غير رتوش أو خدوش، بأن حياة الأبناء ومعلميهم أولوية قصوى، تحفظها لهم دولة آمنت بقيمة الإنسان، وحقه في العيش مكرماً منعماً بالصحة والعافية. كلمات صيغت من أحرف بللتها سحابة الشفافية والأحلام الزاهية، والحب الذي لا يقبل القسمة إلى نصفين، أنه الحب النابع من ثنايا قلوب ما عرفت في الحياة غير التمسك بالثوابت، والانتماء إلى الحقيقة كسمة، وشيمة، وقيمة، ولأن الإمارات قامت على سجايا الوفاء، والعطاء، فإنها أيضاً تنهض دائماً على أسس القناعة، بأن الإنسان هو سبب البيان والبنيان، وهو البنان الذي تشير به البوصلة إلى غدٍ مشرق، متألق، متدفق، مترقرق، محدق إلى عيني الإنسان قبل النظر إلى أي غاية أخرى. التربية بقيادتها الشابة تستطيع أن تعمل بهذه النظرية، وتستطيع أن تمضي بالقافلة نحو نتائج سليمة معافاة من الخلل والزلل، وتستطيع أن تحقق خلال الظرف الحالي الجودة المطلوبة في التعليم، وتستطيع أن تتجاوز المرحلة بكل جزالة، وسهولة، لأنها مدعومة من قيادة لا تدخر وسعاً في توفير كل ما يؤدي إلى النجاح، وكل ما ينجز المشروع التعليمي المطلوب، تستطيع التربية أن تكلل مجهوداتها بالظفر بكل ما يقنع وكل ما يفرح، وكل ما يضيف إلى مكتسبات الوطن من نجاحات،…
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠٢٠
يمتاز قادة فلسطين بفلسفة يندر أن تحدث في التاريخ، وهي التحوير، وتحولت منظمة التحرير إلى رغبة هائلة في تطوير التطلعات، من تحرير فلسطين إلى تسيير قافلة من المكتنزين بشعارات لا صلة لها بتخليص الفلسطيني (المعتر) من نقمة الاضطهاد والفقر، هذه القافلة المحملة بكتلة ضخمة من أساليب المراوغة، والاحتيال على الحقيقة والذود عن المصالح الشخصية، والدفاع بكل ما أمكن عن طموحات ذاتية بلغت مبلغ القهر في نفس الإنسان الفلسطيني الذي يصحو صباحاً ولا يجد بنيه، ولا صاحبته التي تؤويه، ولا أمه ولا أباه. هذه هي الطغمة التي تحكم الشعب الذي عانى الأمرين من ظلم الأقربين قبل الأبعدين. هذه هي الطغمة التي تحكمت، وطغت، وبغت، وتزمتت، وتعنتت وحولت الإنسان الفلسطيني إلى وقود نار، ولهب، وإلى معبد كهنوتي يتم من خلاله نثر البكائيات، والمرثيات، والتي أرقت الضمير العربي ولم تحل ولم تفل رباط المهزلة، إنها دوماً عقدة المرحلة، إنها ذائقة الذين يرقصون في أعقاب كل زلزلة، ويطرحون الأغاني وسيعة الأحداق، ويقولون إنها خير وسيلة للجلجلة، وهكذا، والفلسطيني لم يزل يلعق صديد أيامه السالفة، وكذلك المقبلة، لأن القادة (العظام) لا يشفي غليلهم، إلا بقاء فلسطين حبل غسيل، وحبل مشنقة، تعلق عليه ثياب الفقراء الرثة وكذلك رقابهم، وكلما صرخت ثكلى تداعت لها أصوات البلبلة ومن دون جدوى ولا حل، تبقى الفلسطينية أرملة، وثكلى، ما دامت…
الإثنين ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٠
ربما لأن الصدمة الحضارية التي أطلقتها الإمارات في وجه العقول الصدئة قد أحدثت خللاً في المفاهيم والقناعات، وأرجأت التفكير الصحيح إلى إشعار آخر. ما أعلنه مفتي القدس بتحريم صلاة الإماراتيين في الأقصى، يثير الشفقة على ثلة من البشر لم تعد تميز بين الأبيض والأسود، وبين الضوء والظلام، وبين الحقيقة والخيال. هذا الرجل يريد أن يمنح لنفسه دوراً في إدارة شؤون الأقصى، بينما الحقيقة تقول إنه لا يستطيع أن يحرك ساكناً باتجاه الأقصى من دون موافقة السلطات الإسرائيلية، فلا هو ولا سواه يملك الإرادة في السماح أو المنع، لأنه لم يزل تحت الاحتلال، وصلاته الرمزية في الأقصى لن تحل القضية إذا لم يقتنع هو وغيره ممن يتحكمون بالمصير الفلسطيني بأن تحرير فلسطين لن يتم بالشتائم والشجب والإدانة التي امتلأت بها حلوق قادة فلسطين، التحرير يحتاج إلى حسن النية أولاً، الإرادة القوية، وإلى الشجاعة في مواجهة النفس، وإلى التخلص أولاً من الأطماع الشخصية في موارد الإنسان الفلسطيني المسحوق، والذي تنهبه قيادته قبل غيرها، والذي يعيش منذ السنوات الأولى للاحتلال تحت بطش الأمنيات الوهمية، والذي لم يزل يعاني سوء التغذية الثقافية، ومن أنيميا الصدق، ومن روماتيزم في طرح الحقائق على الأرض. مسكين هذا المفتي، يعتقد أن العالم يعيش في قارة نائية ولا يعلم ماذا يدور على أرض فلسطين الحبيبة من تيارات هوائية جرفت…
الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٢٠
رغم ما يواجهه العالم من ضنك الجائحة البغيضة، ورغم ما حل بالاقتصاد العالمي من تشققات في البنية والبناء، نجد الإمارات تقف شامخة، راسخة، واثقة الخطوات باتجاه مستقبل واعد، وزاهر، ومثمر بالعطاء، بفضل ما يقوم به المخلصون من بني هذا الوطن من جهود صادقة لأجل إبقاء الإمارات دائماً في المقدمة، وفي قمة الهرم الاقتصادي العالمي، وشركة أدنوك الوطنية الذراع والشراع للاقتصاد الإماراتي، إلى جانب مؤسسات كثيرة تقوم على سقي الحديقة الغناء لهذا الوطن، والارتقاء بمنتوجه الاقتصادي، وتنقية ثوبه من كل دنس. أدنوك الوطنية.. تمتد شوقاً وعمقاً، وحدقاً، ونسقاً، لتأسيس علاقة مستدامة مع النهوض والرقي، وتوقع اتفاقيات مع شركات عالمية، وتساهم برفد اقتصاد الإمارات بمادة عضوية تعمل على مد الاقتصاد الجسور بقيم إضافية، تجعله الاقتصاد الأقوى في المنطقة، تجعله الجسد الأكثر صحة وعافية، والعبقرية في هذا الأمر تعود إلى الإيمان بأن العقل كفيل بأن يجعل الجسد صحيحاً، قوياً، على مواجهة الصعاب، وكبح الضعف والضعضعة، والسير قدماً بدولة آمنت قيادتها بأن الإنسان هو أساس البنيان. وفي شركة أدنوك التي يعمل فيها المواطن والمقيم على حد سواء، وبمهارة النجباء، أصبح الواقع الاقتصادي يمر عبر الأمواج بسفينة محملة بإرادة الأذكياء، وعزيمة الرجال الذين يعملون لأجل الحياة، وليس لأجل البقاء، الأمر الذي يجعل من الإمارات اليوم نموذجاً يحتذى به، وقدوة اقتصادية تحاول الدول السير على نهجها،…
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠
يبدو أن البعض من بني العروبة أدمن على الكذب، بل وصار الكذب حليب المراضع الصناعية، لأناس فقدوا أمومة الحقيقة، وصاروا يلهثون وراء كل ما هو وهمي، وكل ما هو خرافة. لقد تابعنا باهتمام بالغ ما رغت به إبل الشعارات الصفراء، وما ثغت به الأيديولوجيات المريضة، واستمعنا إلى كلام أشبه بالقيء، وأحاديث أقرب إلى الغثيان، والكل منهم يضرب على صدره، بعنفوان التاريخ الذي لوّن حياتهم بحجب السواد، ومرّغ أفكارهم بحثالة القهوة الباردة. هؤلاء يتباكون على القضية الفلسطينية، ويندبون كما تفعل الأرامل، والثكالى، ولكن لنسأل هؤلاء (الأشراف): لقد احتلت إسرائيل الأرض الفلسطينية، منذ الألف وتسعمئة وثمانٍ وأربعين، والعالم العربي من مشرقه إلى مغربه يندد، ويشجب، ويستنكر هذا الاحتلال، ولم ندع كلمة شتم، وسب في القاموس العربي إلا واستدعيناها، وأيقظناها، وطلبنا منها أن تعيننا على هزيمة إسرائيل، وكل ذلك لم يجدِ، ولم تحرك إسرائيل ساكناً، بل على العكس من ذلك، فهي تتمدد، لا تتحدد، وتهدد، وتتوعد، وتنتصر في حروبها، والبعض منّا لم يزل يتحدث عن الصمود، والقادة في غزة يختبئون في الخنادق، ويرسلون الأطفال في العراء ليواجهوا القوة العسكرية الإسرائيلية، وحتى الذي يكمن في جحور الجنوب اللبناني، فهو يتصدى لإسرائيل عبر تصريحات رنّانة، ويتغنّى في حرب الألف وتسعمئة واثنتين وثمانين، بينما الحقيقة تقول إن إسرائيل دمّرت لبنان برمّته في تلك الحرب، ولم يبق…
الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٢٠
ما يعجز عن تحقيقه الصغار، يتحمل مسؤوليته الكبار، هكذا هي القناعة الإماراتية في فتح ثقب ولو ضيق من أجل رؤية الشمس من خلاله. قد يشق على الآخرين اتباع الضوء لأنهم أغمضوا عيونهم، وساروا في الطريق، يتعثرون بعجزهم، وضعف إرادتهم، ولكن ما اتخذته الإمارات هو حل السلام مع الآخر، وإذا كانت الإمارات قد اتخذت قرارها من واقع إيمانها بوحدة الوجود، وأن هذا الوجود لا يستقيم إلا بالسلام مع النفس ومن ثم مع الآخر، فإن السلام مثل الإيمان لا يتجزأ، ولا يتلون، ولا يتشكل، ولا يصغر ولا يكبر، هو هكذا جملة واحدة، معقودة على الثقة، والثبات، وعدم التسويف أو التحريف أو التجريف، والذين يريدون تغيير لون الشمس، أو تحويل الدائرة إلى مثلث، والتوهم بأن أنصاف الحلول هي مبايعة للضمير، وتشويه الحقيقة، وتغيير مكان القمر، ليصبح على مقربة من أبعد كوكب في السماء، هذه تهويمات، تجعل من العقل ساحة لتربية الحشرات الضارة، وتنشئة كائنات غير مرئية على صفحة الجبين. يتحدث البعض عن السلام، وعن دين المحبة، ولكنه عندما يقف أمام المرآة وينظر إلى وجهه، ويحصي عدد الكدمات التي لحقت به جراء تصادمه مع ثقافة بزاوية حادة، يشعر بالعجز، وينتابه إحساس بأنه لو فعل ذلك، فسوف تؤذيه تلك الخدوش التي تعلو وجهه، ولذلك يتوجب عليه أن يصارع من أجل إخفاء تلك الثقوب السوداء، والهروب…