علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

أجمل شتاء.. لأجمل شعب (2)

الإثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠

العيون التي تنظر إلى ابتسامة الصباح، تجد منازلها عامرة في هذا المكان، تجد أشجارها وارفة، تجد أنهارها عذبة، وبحارها ملونة بزرقة العفوية. الإمارات الأجمل سياحياً، لأن أرضها اكتست بمعدن الذهب كما أفئدة أهلها، كما هي قلوب عشاقها، الإمارات نسجت خيوط المحبة من ثنايا تاريخ كانت خيمته يشد حبالها الناس الطيبون، ويرفع سقفها حب المدنفين بالتعاضد، واليوم تستمر الحكاية، تكتب هكذا بحبر من رضاب، ويراع من نخوة عشاق الحياة. منذ زمن ويوم كانت النخلة بحجم كلف الرابضين عند الجذع والسعفة، منذ ذلك الوقت والإمارات تمضي نحو جدول الماء، وتغسل اليدين من الغبار، وتصافح بلهفة، الضيف القادم من رحلة السفر، منذ ذلك الدهر والإمارات تسرد قصة لقاء الماء والصحراء، وتغرد بصوت يدوزن أوتاره على نغمات تشجي الغريب، وتطرب القريب، والناس مؤمنة بأن الحياة وتر عملاق والإنسان عازف حنون، والقصة تتلى في الصباح لتصبح في المساء أيقونة دروب ومسافات، تمحو الفوارق، وتزيح عن الكاهل الشعاب، والهضاب، وتزيل من الطريق أعقاب خطوات رسمت على الرمل الجاف، أثر أقدام مرت من هنا، وعبرت إلى هناك. الإمارات بعد كل هذا العناء في غضون الطبيعة، وفي ثناياها، وطواياها، تصبح اليوم المقصد، والموئل، لطيور حلقت طويلاً، ولم تحتويها سوى غصون شجرة امتلأت أعشاشاً حتى صارت الشمس لا تنبجس أشعتها إلا من خلال أجنحة أشف من أوراق التوت وأرهف…

حقوق الإنسان أولوية

الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠

في بلد يصبح الإنسان محور الجدلية في تطوره، ورقيه، ونهوضه، وصعوده إلى هامات النجوم، وفي قلب الغيمة الممطرة، هذا الديدن، وهو مهماز العطاء الذي يميز الإمارات عن بقية الدول، وعندما يوضع الإنسان، مواطناً أو مقيماً في صميم العلاقات المتساوية والمتوازنة، والمتناغمة، والمنسجمة، ضمن سياق ثقافي، يختزن في أحشائه القناعة بأن وحدة الهدف، تقع في الثنايا، وأن الغاية هي صناعة مجتمع تتعانق في المشاعر كما هي أغصان الشجرة الواحدة، وكما هي أجنحة الطير التي تحلق في السماء لتلون وجه الأرض بزرقة سماوية صافية، نقية، شجية، ثرية، أثيرية، غنية بمعدن الحب، وتمضي في الحياة، كما هي قطرات الندى على وريقات اللوز. هذا هو معنى الحقوق، ولكن تبقى الواجبات هي النهر الذي يغذي أشجار الحقوق ويمنحها خضرتها، وينوعها، ويفوعها، ولدانتها، ونضوجها، وتأثيرها المباشر في البناء، والتطور، والنشوء والارتقاء. على كل من يمشي على عشب هذه الأرض تقع الواجبات، كما يستلهم الحقوق، ولا يمكن لكيان اجتماعي أن يحظى بالنضارة، البريق، الأنيق دون أن تتحد الحقوق والواجبات، وتسير جميعها في طريق واحد وهو تحقيق، الأمن الاجتماعي، وتوفير الأرض الخصبة التي من خلالها تنمو أزهار الحلم، وتترعرع، وتزهو، وتزدهر، وتتفتح وتنثر عبير أكمامها، من دون تمييز، أو تحيز. الذين يعيشون هنا، هم أبناء هذه الأرض، وثقافتهم مزيج من نسيج تاريخي وفرته للجميع قيادة حكيمة، استيقظت فجراً،…

علمنا «كورونا»

الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠

كل ما أنتجه مرض «كورونا» يدعو إلى المقت والألم، ولكن في طيات هذا الوباء، وفيما تحت ملاءته الساخنة، تعلمنا كم هي بلادنا رائعة وهي تفرش شرشف الحرية أمامنا، وكم كنا نرغد براحة واسعة لا تسعها الدنيا، وكم هي الحرية في بلاد تنعم بكل مقومات الحياة الباذخة، المترفة، الثرية بكل ما تهفو إليه النفس وتتمناه. بلاد تفيض بمعاني الحياة الرائعة، وتطفو على موجة من المدهشات، المذهلات، ما يجعلك تشعر بأنك ضيعت عمراً، والأشياء الجميلة كانت تفلت من بين رموشك، كما تنزلق الأجنحة نحو منخفضات سحيقة. اليوم وأنت في ظل مخاوف «كورونا»، وما يتبعها من احترازات، تحس بأنك خنت حريتك، وأنك بعت عمرك بثمن بخس، عندما انكفأت في مكانك، أو أجلت مواعيد السياحة الداخلية، تشعر أن الحياة في بلدك سلبت منك، وعندما أهملت النظر إلى كل مكان من هذه المساحة الجغرافية المطوقة بقلائد من جمال، وأساور من رونق لا مثيل له إلا هنا في الإمارات، هذه الحرية التي تتوخاها اليوم، تبدو مثل جوهرة معلقة عند شغاف الغيمة، وأنت تنظر، وتنتظر متى تتفتح الأزاهير؟ ومتى تعلن الجائحة عن هزيمتها، وهي قريبة، بإذن الله، ولكن ما يحدث داخلك هي زلزلة العمر، والزمن يطارده، كما هي العلاقة بين الفرائس والمفترسات، أنه عمرك، وأنه زمنك، وأنها الجائحة التي غيرت فيك أشياء، كما سلبت منك أشياء، ولكنك…

مخدر من نوع آخر

الأحد ١٣ ديسمبر ٢٠٢٠

لفترة من الزمن، تمكن المتزمتون من التوغل، في أعماق البحيرة العقلية، وشوهوا الوعي وأطاحوا بعزيمة الإنسانية، وهدموا أعشاش الطير، ورموا في الطريق أحجاراً تعثرت بها أقدام الذين ينوون السفر إلى الأحلام الزاهية. من يقرأ التاريخ يعرف جيداً ما للدين من أهمية في حياة الناس وفي تدبير شؤونهم، الأمر الذي وجد فيه المتزمتون الفرصة في الاحتيال، واحتلال مساحة واسعة من وجدان الناس، وبسط نفوذهم على الإرادة الشعبية، بعدوانية بغيضة، مغلفة بقشرة سميكة من النفاق، والدجل، والجدل العقيم، والصور الهلامية التي كانوا يشيعونها عمن يختلف معهم، أو يقف مسنوداً بعلامة استفهام ضخمة حول ما يسوقه هؤلاء المرابون، والساعون إلى اختطاف الأوطان، والذهاب بها إلى المجهول. نحن نفهم أن الأديان السماوية جلها جاءت نقية طاهرة مثل ماء المطر، ولكن عند نزولها الأرض، وعندما أمسك بها الضمير البشري، أحط بها وأسف، وتعسف، وسفسف، وخسف، وأرجف، لأن الأرض البشرية مليئة بطين (الأنا) مزدحمة بالحثالة، الأمر الذي حول الدين إلى عبد للدنيا، وصار المهاترون سادة يجوبون البقاع، حاملين معهم تجارتهم الفاسدة، مزينة ببهارات تمنع بروز الرائحة النتنة من تلك البضاعة السيئة. اليوم أصبح العالم على بينة مما يفعله هؤلاء، والشواهد على أفعالهم باتت صريحة، وفاقعة اللون ولا حاجة للتأويل، أو التدليل، أو حتى الكثير من الأقاويل، فنحن أمام ظاهرة تسفر عن أخطائها الفادحة، عن طريق الممارسات…

مكتشفو القمر

الإثنين ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠

للقمر عيون ترصد جبلته، وتتبع خطواته، وتقف عند رونقه، لتقول للناس أجمعين هنا تكمن حقيقة من يعشق الحياة، ومن يسرد للعالم قصة الوصول إلى المجد، بشواهد وقواعد العقل الذاهب إلى العلا بأجنحة الوعي مسترسلاً الجملة المعرفية من فيض الإرادة وقوة العزيمة، وحب الحياة. عندما تلتقي الأقمار في حياض الوجود تصبح الأرض مخضرة بعشب الرؤية المجللة بالتصميم، والإصرار على اقتحام كل ما هو عال ومجلل بالرفعة، يصبح الإنسان قمراً يزاحم قمراً، وبريقاً يضاهي بريقاً، وخلوداً يوازي خلوداً، ويصبح الإنسان على هذه الأرض الشمس التي تضيء دائرة القمر وتبحث من خلاله عن سر، وسبر، وغور، وأشياء تكمن في المضمون لا يعلمها إلا من أسرج خيول المعرفة، لكي تستقصي، وتمضي في استفتاء العقل، وتحمل على عاتقها مسؤولية مشاغبة النجوم، والاندماج مع الوجود بشغف العشاق، وشعراء القصيدة المجللة بالوجد العفوي، وفطرية البحث عن المكنون في ضمير الأشياء الخالدة، من وطن طموحه لا تحده حدود، وقائد يفيض بالبصيرة، ممتلئ بحب الحياة، كما هو حبه للناس أجمعين، كما هو توقه إلى ولوج اللج، بإرادة لا تكل ولا يتوقف جدولها عن بث العذوبة في قلب الوجود، والذود عن قيم الإنسان، بعزيمة الأوفياء، والناس النبلاء. هكذا يمضي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهو ينظر إلى السماء، فيرى…

بالسلام تطمئن النفوس

الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠

تقبل الإمارات كما ينبجس الفجر، من بين طيات الوجود، ليسفر وجه العالم بلجين وضاء، لا تشوبه شائبة غبار، ولا ضباب، في القمة العالمية لرواد التغيير أدلت الإمارات بدلو الحقيقة، وأعلنت من وازع قلب مطمئن، ونفس تواقة إلى الذهاب في جدول الحياة كما هي السيولة المعبقة بعطر الطبيعة النبيلة. بالأمل تخيط الإمارات قميص النجابة، وبروح صافية تلون الإمارات قماشة الأحلام الزاهية، وبالحب تزف الإمارات خبر الوصول إلى مرفأ التعايش بحيوية، وسلام، ووئام، وانسجام، وبقدرة فائقة على التوهج والاندماج مع الآخر، من دون توجس، أو ريبة، أو حيرة. هكذا تبدو في محيط العالم، طائر يرفرف بجناحين، يفردان ريش التلاقح ما بين الشرق والغرب، ويذهبان بالفكرة كأنها النجمة المضيئة، والغيمة الممطرة، والموجة الصارمة، تحيي السواحل بأبيض الفطرة، ونصوع الغريزة. هكذا تقدم الإمارات نفسها للعالم، فياضة بالحب، ريانة بالشوق إلى وجود تتحد أطرافه، وتتوحد نواصيه، وتلتحم مشاعره لتصبح السماء سقفه، والأرض سجادته، والجهات الأربع سياجه المنيع. هكذا يفكر قادة الإمارات، وهكذا يفيضون توقاً، واشتياقاً، وعشقاً، لأرض لا تعرقل جداولها كأداء، ولا تعيق أشجارها هوجاء. هكذا الإمارات، نسجت خيوط طموحاتها بإبرة الوعي المكلل بأخلاق الصحراء النبيلة، والتوج بقيم النخلة الأصيلة، هكذا هي في التاريخ عنوان محبة، وفي الجغرافيا نهر عطاء، وفي الرواية ثيمة الصدق، والإخلاص. هكذا هي الإمارات وجدت في الكون، أكسير نجاة للعالم، وترياق…

باريس للسلام

السبت ٢١ نوفمبر ٢٠٢٠

باريس للسلام، خطوة نحو الأرض، خطوة نحو سلام مستدام، واستدامة تنمية من أجل عالم لا تشوبه «الأنا» المتغطرسة، ولا تعكر صفوه كراهية متربصة. في كل تجمع إنساني، في كل محفل دولي، في كل نبس من أجل رقي الإنسانية، نجد الإمارات حاضرة بقوة، فاعلة بصرامة، متفاعلة بحزم، تعمل بكل جزم على تأسيس بشرية تفهم معنى وجودها وتعي كيف تحافظ على هذا الوجود من شر ما حقد، وحسد، وتجسد في روح شيطان رجيم، ومعتد أثيم، ومشاء بنميم. هذه هي الإمارات في سياستها، بقوتها الناعمة تمشي بقوة الضمير، وصلابة المبدأ، وعزيمة المؤمنين بأنه لا حياة إلا للذين وضعوا سلامة العقل من غش المعتقدات الزائفة، موضع الحاجب من الجبين، وموضع الرمش من العين. في هذا المنتدى الباريسي، وفي أجواء فرنسية تطل على شتاء الأبيض الناصع، وقطر الندى الشهم، أجمع المنتدون على رفض الإرهاب بكل أشكاله، ورفض إلصاق هذا العمل المشين بأي دين أو ملة، بل هو من عمل الشيطان البشري الذي تربص، وتلصص، واستطاع أن يضرب بمخالبه الرثة البلد الجميل، كما طالت أنيابه الصفراء النمسا، وبلداناً أخرى في الشرق والغرب على حد سواء. منتدى باريس خطوة عالمية باتجاه درء الخطر، وتوجيه النظر إلى عالم يجب أن يتسلح بالوعي، ويخرج من شرنقة تسديد الطلقات ضد الأبرياء، هو منتدى أطلق صرخة مدوية في وجه الإرهاب، وأعلن…

في التسامح (1)

الخميس ١٩ نوفمبر ٢٠٢٠

في التسامح تبدو القلوب مثل محيط يحتضن سفن السفر البعيد، فيجعلها تسبح كطيور باذخة، في التسامح تبدو العقول مثل أزهار متفتحة، تنثر عطرها للناس أجمعين من دون تمزق، أو تعرق، أو تفرق. في التسامح تبدو الأرواح، كقطنة الجروح تضمد، وتعضد، وتسرد قصة الحياة من دون ضغائن، يؤكد ذلك الفيلسوف والروائي الفرنسي الوجودي في قوله: (من المؤسف أن أكون سعيداً بمفردي). في التسامح يصبح العالم نهراً يغذي السير نحو العشب لتصبح الحقول، خضراء يانعة بالحب والتألق، والتدفق، هكذا هي الحياة تصير بلا تجاعيد، ولا تغضنات، ولا تجاويف، ولا منخفضات تعكر صفو النمو، وتكدر مشاعر الناس، ولا تقتل جينات الوراثة التي طبعها الله في خليقته. في التسامح يتحول كسوف الشمس إلى ضوء مشع يشمل الوجود بأكمله، ويصبح خسوف القمر، لوجيناً وضاء، يسفر في الأرض، فتصير بساطاً من لآلئ فضية ناصعة، ساطعة، تضيء دروب الناس، وتمنحهم الاستنارة. في التسامح تختفي الألوان، وتفصح السماء عن بهاء بلون الذهب، وتبدو الأرض مساحة واسعة من دون تضاريس تحجب الأوطان عن بعضها، وتهزم الكراهية، وتبيد عنصر الكآبة عن الوجوه. في التسامح تمطر الغيمة حباً، وعلى أثره تترعرع غزلان الحياة، جذلى بما امتحن الإنسان نفسه، وما أبداه من شفافية أرق من قماشة الحرير، في التسامح تتحرر الشعوب من (الأنا) والتي تذوب، وتتلاشى في بوتقة الانسجام، وتلاحم السواعد لتصبح…

عصاب الجائحة

الجمعة ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٠

أصبح العالم على مشارف أمل كبير في تحدي جائحة كورونا، والعثور على اللقاح الذي سيزيل الجراح، ويخفي النواح، ليشرق الصباح بأحسن ما نتوقعه وننتظره. ولكن ما يشغل البال الآن هي تلك الصورة السوداوية والمأساوية التي سيخلفها هذا الوباء، وما سيلاحق الناس من أشباح وسواسية ستقض مضاجعهم، وتسرب إلى صدورهم أوهاماً، ومجسمات خرافية لمرض أزعج، وأحرج، وغيّر معالم حياة وطرق معيشة، وأسلوب عمل، وفرق، ومزق، وأحرق، واخترق، وسرق، ومرق، وفسق، وأغرق الناس في بحيرات ضحلة وجعلهم يسترقون السمع لأي بارقة أمل، ويبحثون عن الفرح من خلف جدر، وحجب، وجعل الصغار قبل الكبار يحفظون هذا المصطلح الطبي، لكثرة تكراره وعجنه، وسحنه بين الألسن، أصبح العالم لا يصبح إلا على مشاهد تفري الروح، وتشخب النفس، وتذهب العقل، وتسلب البصيرة، وتجلب الخوف والذعر في النفوس. كل هذا الزلزال الرهيب الذي حل في العالم، ووطأ أرضهم، وأغبش سماءهم، لن يختفي بهذه السهولة دون ردات وتوابع نفسية، تحتاج منا أن نكون على استعداد تام للقادم من جهة النوايا السيئة لهذا الوباء، علينا أن نهيئ أنفسنا لحماية شبابنا، وأطفالنا من الأبعاد النفسية التي ستترتب على الآثار التي سيلقيها هذا الوباء في طريق صغار البشر بالذات، هؤلاء الذين سوف يجدون أنفسهم في مغبة صور خيالية، وأجسام وهمية ستحوم من حولهم، وتزعج مقامهم، وتقلق حياتهم، وهو الأمر الطبيعي الذي…

Mbz-sat

الإثنين ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٠

تنتسب الأقمار للأقمار، فتضاء الحياة بالأعمار، وتصبح العلاقة ما بين الضوء والاسم الذي يضمه، كما هي العلاقة ما بين الشمس وأهدابها المشعة على أرض البسيطة. قمر اصطناعي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهو التزامن ما بين الزهرة وأشواق الطبيعة للعطر، وهو التتابع ما بين الموجة وسرعة المراكب نحو السفر الطويل، وهو التعاقب ما بين الحلم، وواقع الازدهار. إطلاق اسم (mbz-sat) لهو انطلاقة الأجنحة باتجاه الأفق، وهو وثبة الفكرة المجللة بالبريق نحو نهار أبيض، مضاء بعقول نيرة، اتخذت من لحظة التنوير بداية لصناعة حضارة تتألق بالشفافية، وأحلام الورد، وطموحات النجوم، ومسعى الأقمار في تحقيق أقصى لحظات الاستنارة. ونحن في الإمارات اليوم، نستتب عند لحظة التألق، ونقف عند ناصية طفرة حضارية فريدة، لا تضاهى، ولا تبارى، لأن الشمس بزغت من هنا ولأن نهر العطاء، مد جداوله بسخاء، ولأن الشجرة أعطت كل ما لديها من ثمر، ولم تزل تشغف بالعطاء، وتهتف باسم الوطن، ومن يضفرون جدائل المجد، وينسجون حرير المعرفة لأجل جيل إماراتي استثنائي، يدون فرادته بلغة الصحراء، ورفيف الغاف، ونبل النخلة المباركة. الإمارات في زمنها، انفتحت على العالم، كما انفتحت على الفضاء، وما بين الفضاءين نحن نقبع شجرة وارفة الظلال، ونهراً يسيل بعذوبة التلاقي والتساقي، نحن اليوم في اللحن…

الإمارات شريك محوري في دعم نساء العالم

السبت ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠

تصريح يدل على إيمان بمحورية المرأة في البناء، وسر النهضة في العالم. هو هذا البوح الذي دائماً ما تؤكده، وترسخ جذوره سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، تأكيد يضع المرأة في جوهر الفكرة البنائية وفي محور التداول ما بين خيط النمو، وإبرة الوعي. يقول فولتير «خلقت المرأة لتشعرنا بمعنى الحياة، فهي مثال الكمال»، ويقول أيضاً «النساء أشجع مما نتوهم». منذ البدء والتاريخ يمسك بضلع المرأة، ببطش وضراوة، فيحنيه، ويثنيه، ويلويه، حتى أصبحت في نظر المتزمتين جزءاً ضامراً من واسع العضلات. واليوم، وقد تبوأت الإمارات الدور الشاسع في الإضاءات الناصعة، واتخذت من قضية المرأة جوهر اهتمامها، ومحور قيادتها للتنوير في العالم. وما تصريحات سمو الشيخة فاطمة، إلا الصدى والصوت والصيت لموقف الإمارات من أهمية دور المرأة في صناعة النسيج الاجتماعي، وصياغة المثل الإنسانية الرفيعة. فالمرأة في الحياة، هي كل الحياة، لأنها مانحة الحياة لجيل يتهجى أبجدية الحياة من خلال ابتسامة شفيفة، تتبعها يد لطيفة، وتعقبها فكرة رهيفة، ثم إرادة تدفع إلى الأمام، ثم تصميم من أجل البقاء، من دون هنات أو أنات أو آهات، هي هذه المرأة التي تتحدث عنها سمو الشيخة فاطمة، المرأة الشريكة في كل طرائق الحياة، وحدائقها، ومساراتها، وانعطافاتها، وخيراتها، ومسراتها، هي في…

التوطين

الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠

94% التوطين في دوائر حكومة الفجيرة.. رقم يوسع من حدقة العينين، وتنصت له الأذنان، ويرتفع له الجبين، ويصفق له الخافقان ويجعل كل من يقرأ هذا الخبر، يملأ اليدين بخضاب الفرح، ويقول لكل المخلصين عافاكم الله وسدد خطاكم، وأنتم تزرعون الوطن بجلابيب بيض، وعقال يطوق الرأس بأحلام النجوم، وأنتم تفسحون الطريق للقادم من أعماق الوطن، كي يمضي والإشارات الخضراء تنثر ضوءها الوضاء، كي تسير القوافل من دون رياح تعصف، ولا عقبات تقصف، فكل الوطن باحة تفرد أجنحة التحليق من أجل نهوض تلمع له النواصي، وترتفع الرايات، وتشمخ الأشرعة، ويسمق النخيل، وتمتد الأعناق إلى حيث تسكن السحابات الممطرة. رقم يسكن النياط فتزهر، وتزدهر، وتزهو بوطن يضع النجوم بين الأيدي، ويفترش المشاعر مخملاً بلون الصحراء الإماراتية، وأهداب العيون تبدو حريراً مبرقشاً بلون الشمس وهي تتجلى وعداً كونياً يزخرف الوجود بفرح إماراتي استثنائي، فريداً، عتيداً لا يشبهه إلا هو. رقم يزين المهج بتفاؤل يجعل الحياة في العيون مثل جدول هطيل، يحدب من القمم الشم، ليسكب العذوبة في القرار المكين. رقم ونحن في حضرة جائحة بغيضة، يزيح عن الكواهل الغبار، والسعار، ويجعلنا نفتح النوافذ على نسائم تهفهف لها أشجار القلوب، ويطرب طير النفس ونحن نقرأ، ونستعيد القراءة، ثم نرفع رؤوسنا فرحين فخورين، ويملأنا الاعتزاز والتقدير لهذه العقول التي تبني، وتبذل، وتجتهد من أجل راية الإمارات،…