فرسان التسامح

آراء

تنطلق وزارة التسامح خلال هذه الأيام بحزمة قيم إنسانية رفيعة المستوى، قوية المعنى، جسورة المغزى، من أجل ترسيخ واقع إنساني معبّق بشذى التسامح، معطّر برائحة الحب، مضمخ بعبير الحياة من دون مركبات نقص، ولا عقد دونية تعترض طريق الوصول إلى الفرح، والتسامح مع الآخر، ومن دون أفكار مسبقة.

سوف يكون المشروع مندمجاً مع إدارة المؤسسة الشرطية، وهي المؤسسة التي يقع على عاتقها تلوين اللوحة التشكيلية، بمنمنمات تزيح عن كاهل العلاقة مع الآخر، الغبار، والسعار.

وزارة التسامح دأبت منذ نشوئها على العمل بجد وجهد لا تنطفئ فيهما الأنوار، ومن أجل أن يذهب الإنسان إلى منابع الحياة من دون مسوغات الكلف، أو التلف، ومن دون مبررات العناء والشقاء، هي هكذا أرادت وزارة التسامح بأن يتمحور دورها حول بناء شريعة إنسانية سمحة تنطلق من الإمارات كون الإمارات أرضاً نمت على تربتها أشجار الولاء للإنسانية جمعاء، وترعرعت، وتفرعت وأسدلت أغصاناً، وأشجاناً، وتوسعت أحداق الوجدان بحيث أصبح قلب الإمارات هو جغرافيا الود، وتاريخ الورد، وحياة السد، ونهار الجد، وليل لا يسود.

هذه هي فكرة أن تتعاضد كل جهات الوطن ومؤسساته من أجل تشييد أعمدة البناء على أسس راسخة وصارمة، وصلبة، لا تحركها ريح ولا تكسرها تباريح.

معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، يقود فريقاً من شباب الوطن، والمقيمين بكل نجاحة، ورجاحة ويعمل الجميع على زراعة سنابل التسامح في كل مكان، لأجل زمان يتحرر من الضغينة، وولائم الألم، ومن أجل حصون رفيعة تمنع عن الناس أجمعين الضيم والضنك، وترفع عن الضمير العالمي النعيق والنقيق، وتذهب بالحياة نحو مواكب التضامن، والتكاتف، والتعاون، والانسجام، والالتئام، والتناغم كما هي دوزنات الأوتار الجميلة.

تدريب، وتأهيل فئة من رجالنا في السلك الشرطي على التعامل مع طرائق العمل الإنساني لهو فكرة إماراتية متفردة لم يسبقها طرف من أطراف الحياة، وهذه بدورها تؤكد ما لدينا من مهارات قد تصعب على غيرنا، والشرطي في بلادنا هو قوة ناعمة بلباس عسكري، لديه سلطة الضبط كما لديه قوة التناغم مع أفراد المجتمع، والشرطي في بلادنا هو الغصن الذي تألف على عوده كل متنوعات المجتمع من شرائح وفئات، الشرطي في بلادنا، صديق، ومعلم، وحبيب بأنامل ترسم صورة الأمان في كل موقع ومكان، ولهذا اختارت وزارة التسامح هذه الشريحة الاجتماعية لأنها خير من يمثل علاقة الإنسان بالإنسان.

المصدر: الاتحاد