الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
لا يمكن الحديث عن نهضة حضارية، تشرق في مكان ما، إلا وتوجد شجرة سامقة باسقة، تظلل حاجة الناس، ورغبة الناس في أن يكونوا متحررين من سطوة الفاقة. إعلان هيئة أبوظبي للسلامة الغذائية عن موعد مع غد يرفل بأوراق الأمل ويزخر باكتفاء غذائي ذاتي، أنما هو التزامن مع الرغبة الملحة لحكومة الإمارات في جعل الوطن يطفو على موجة، ترتل مشاعره بالفرح، وتذهب به إلى مسارات بعيدة في النهوض الزراعي الذي يمنح الإنسان آية من آيات النمو الذاتي من دون الالتفات إلى موكب يأتي من بعيد كي يزف بشارة الكلأ. هذا الإعلان هو الطريق الذي تنتهجه بلادنا من أجل إبقاء الإمارات دائماً في منأى عن الحاجة، وفي مأمن من تطورات الزمن، واختلاف الظروف. فالدول يقاس تقدمها، بما توفره ذاتياً من غذاء وكساء، مما يجعلها تحكم نفسها بإرادتها، والإمارات بما تمتلكه من إمكانيات مادية وبشرية، وتقنية تستطيع أن تخصب الأرض، كما خصبت العقول، وأن تستحدث أرقى الابتكارات الزراعية العلمية وأن تتحول إلى دولة مصدرة، وليست مستوردة. وقد اثبتت الأدلة الموضوعية بأن الإمارات دولة الإبداع، والإرادة الصلبة، والعزيمة القوية، والأحداث التي نمر بها على الصعيد الصحي خير دليل وشاهد على قوة الإمارات، وارتفاع منسوب الذكاء لدى أبنائها، واتساع فيض عطائها في مجال العمل الوطني، وفي ميادينه المختلفة، والمتنوعة. إذن نحن أمام قافلة من الإنجازات…
الخميس ١٥ أكتوبر ٢٠٢٠
هكذا جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، واضحة، وجلية، ومن غير رتوش أو خدوش، بأن حياة الأبناء ومعلميهم أولوية قصوى، تحفظها لهم دولة آمنت بقيمة الإنسان، وحقه في العيش مكرماً منعماً بالصحة والعافية. كلمات صيغت من أحرف بللتها سحابة الشفافية والأحلام الزاهية، والحب الذي لا يقبل القسمة إلى نصفين، أنه الحب النابع من ثنايا قلوب ما عرفت في الحياة غير التمسك بالثوابت، والانتماء إلى الحقيقة كسمة، وشيمة، وقيمة، ولأن الإمارات قامت على سجايا الوفاء، والعطاء، فإنها أيضاً تنهض دائماً على أسس القناعة، بأن الإنسان هو سبب البيان والبنيان، وهو البنان الذي تشير به البوصلة إلى غدٍ مشرق، متألق، متدفق، مترقرق، محدق إلى عيني الإنسان قبل النظر إلى أي غاية أخرى. التربية بقيادتها الشابة تستطيع أن تعمل بهذه النظرية، وتستطيع أن تمضي بالقافلة نحو نتائج سليمة معافاة من الخلل والزلل، وتستطيع أن تحقق خلال الظرف الحالي الجودة المطلوبة في التعليم، وتستطيع أن تتجاوز المرحلة بكل جزالة، وسهولة، لأنها مدعومة من قيادة لا تدخر وسعاً في توفير كل ما يؤدي إلى النجاح، وكل ما ينجز المشروع التعليمي المطلوب، تستطيع التربية أن تكلل مجهوداتها بالظفر بكل ما يقنع وكل ما يفرح، وكل ما يضيف إلى مكتسبات الوطن من نجاحات،…
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠٢٠
يمتاز قادة فلسطين بفلسفة يندر أن تحدث في التاريخ، وهي التحوير، وتحولت منظمة التحرير إلى رغبة هائلة في تطوير التطلعات، من تحرير فلسطين إلى تسيير قافلة من المكتنزين بشعارات لا صلة لها بتخليص الفلسطيني (المعتر) من نقمة الاضطهاد والفقر، هذه القافلة المحملة بكتلة ضخمة من أساليب المراوغة، والاحتيال على الحقيقة والذود عن المصالح الشخصية، والدفاع بكل ما أمكن عن طموحات ذاتية بلغت مبلغ القهر في نفس الإنسان الفلسطيني الذي يصحو صباحاً ولا يجد بنيه، ولا صاحبته التي تؤويه، ولا أمه ولا أباه. هذه هي الطغمة التي تحكم الشعب الذي عانى الأمرين من ظلم الأقربين قبل الأبعدين. هذه هي الطغمة التي تحكمت، وطغت، وبغت، وتزمتت، وتعنتت وحولت الإنسان الفلسطيني إلى وقود نار، ولهب، وإلى معبد كهنوتي يتم من خلاله نثر البكائيات، والمرثيات، والتي أرقت الضمير العربي ولم تحل ولم تفل رباط المهزلة، إنها دوماً عقدة المرحلة، إنها ذائقة الذين يرقصون في أعقاب كل زلزلة، ويطرحون الأغاني وسيعة الأحداق، ويقولون إنها خير وسيلة للجلجلة، وهكذا، والفلسطيني لم يزل يلعق صديد أيامه السالفة، وكذلك المقبلة، لأن القادة (العظام) لا يشفي غليلهم، إلا بقاء فلسطين حبل غسيل، وحبل مشنقة، تعلق عليه ثياب الفقراء الرثة وكذلك رقابهم، وكلما صرخت ثكلى تداعت لها أصوات البلبلة ومن دون جدوى ولا حل، تبقى الفلسطينية أرملة، وثكلى، ما دامت…
الإثنين ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٠
ربما لأن الصدمة الحضارية التي أطلقتها الإمارات في وجه العقول الصدئة قد أحدثت خللاً في المفاهيم والقناعات، وأرجأت التفكير الصحيح إلى إشعار آخر. ما أعلنه مفتي القدس بتحريم صلاة الإماراتيين في الأقصى، يثير الشفقة على ثلة من البشر لم تعد تميز بين الأبيض والأسود، وبين الضوء والظلام، وبين الحقيقة والخيال. هذا الرجل يريد أن يمنح لنفسه دوراً في إدارة شؤون الأقصى، بينما الحقيقة تقول إنه لا يستطيع أن يحرك ساكناً باتجاه الأقصى من دون موافقة السلطات الإسرائيلية، فلا هو ولا سواه يملك الإرادة في السماح أو المنع، لأنه لم يزل تحت الاحتلال، وصلاته الرمزية في الأقصى لن تحل القضية إذا لم يقتنع هو وغيره ممن يتحكمون بالمصير الفلسطيني بأن تحرير فلسطين لن يتم بالشتائم والشجب والإدانة التي امتلأت بها حلوق قادة فلسطين، التحرير يحتاج إلى حسن النية أولاً، الإرادة القوية، وإلى الشجاعة في مواجهة النفس، وإلى التخلص أولاً من الأطماع الشخصية في موارد الإنسان الفلسطيني المسحوق، والذي تنهبه قيادته قبل غيرها، والذي يعيش منذ السنوات الأولى للاحتلال تحت بطش الأمنيات الوهمية، والذي لم يزل يعاني سوء التغذية الثقافية، ومن أنيميا الصدق، ومن روماتيزم في طرح الحقائق على الأرض. مسكين هذا المفتي، يعتقد أن العالم يعيش في قارة نائية ولا يعلم ماذا يدور على أرض فلسطين الحبيبة من تيارات هوائية جرفت…
الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٢٠
رغم ما يواجهه العالم من ضنك الجائحة البغيضة، ورغم ما حل بالاقتصاد العالمي من تشققات في البنية والبناء، نجد الإمارات تقف شامخة، راسخة، واثقة الخطوات باتجاه مستقبل واعد، وزاهر، ومثمر بالعطاء، بفضل ما يقوم به المخلصون من بني هذا الوطن من جهود صادقة لأجل إبقاء الإمارات دائماً في المقدمة، وفي قمة الهرم الاقتصادي العالمي، وشركة أدنوك الوطنية الذراع والشراع للاقتصاد الإماراتي، إلى جانب مؤسسات كثيرة تقوم على سقي الحديقة الغناء لهذا الوطن، والارتقاء بمنتوجه الاقتصادي، وتنقية ثوبه من كل دنس. أدنوك الوطنية.. تمتد شوقاً وعمقاً، وحدقاً، ونسقاً، لتأسيس علاقة مستدامة مع النهوض والرقي، وتوقع اتفاقيات مع شركات عالمية، وتساهم برفد اقتصاد الإمارات بمادة عضوية تعمل على مد الاقتصاد الجسور بقيم إضافية، تجعله الاقتصاد الأقوى في المنطقة، تجعله الجسد الأكثر صحة وعافية، والعبقرية في هذا الأمر تعود إلى الإيمان بأن العقل كفيل بأن يجعل الجسد صحيحاً، قوياً، على مواجهة الصعاب، وكبح الضعف والضعضعة، والسير قدماً بدولة آمنت قيادتها بأن الإنسان هو أساس البنيان. وفي شركة أدنوك التي يعمل فيها المواطن والمقيم على حد سواء، وبمهارة النجباء، أصبح الواقع الاقتصادي يمر عبر الأمواج بسفينة محملة بإرادة الأذكياء، وعزيمة الرجال الذين يعملون لأجل الحياة، وليس لأجل البقاء، الأمر الذي يجعل من الإمارات اليوم نموذجاً يحتذى به، وقدوة اقتصادية تحاول الدول السير على نهجها،…
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠
يبدو أن البعض من بني العروبة أدمن على الكذب، بل وصار الكذب حليب المراضع الصناعية، لأناس فقدوا أمومة الحقيقة، وصاروا يلهثون وراء كل ما هو وهمي، وكل ما هو خرافة. لقد تابعنا باهتمام بالغ ما رغت به إبل الشعارات الصفراء، وما ثغت به الأيديولوجيات المريضة، واستمعنا إلى كلام أشبه بالقيء، وأحاديث أقرب إلى الغثيان، والكل منهم يضرب على صدره، بعنفوان التاريخ الذي لوّن حياتهم بحجب السواد، ومرّغ أفكارهم بحثالة القهوة الباردة. هؤلاء يتباكون على القضية الفلسطينية، ويندبون كما تفعل الأرامل، والثكالى، ولكن لنسأل هؤلاء (الأشراف): لقد احتلت إسرائيل الأرض الفلسطينية، منذ الألف وتسعمئة وثمانٍ وأربعين، والعالم العربي من مشرقه إلى مغربه يندد، ويشجب، ويستنكر هذا الاحتلال، ولم ندع كلمة شتم، وسب في القاموس العربي إلا واستدعيناها، وأيقظناها، وطلبنا منها أن تعيننا على هزيمة إسرائيل، وكل ذلك لم يجدِ، ولم تحرك إسرائيل ساكناً، بل على العكس من ذلك، فهي تتمدد، لا تتحدد، وتهدد، وتتوعد، وتنتصر في حروبها، والبعض منّا لم يزل يتحدث عن الصمود، والقادة في غزة يختبئون في الخنادق، ويرسلون الأطفال في العراء ليواجهوا القوة العسكرية الإسرائيلية، وحتى الذي يكمن في جحور الجنوب اللبناني، فهو يتصدى لإسرائيل عبر تصريحات رنّانة، ويتغنّى في حرب الألف وتسعمئة واثنتين وثمانين، بينما الحقيقة تقول إن إسرائيل دمّرت لبنان برمّته في تلك الحرب، ولم يبق…
الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٢٠
ما يعجز عن تحقيقه الصغار، يتحمل مسؤوليته الكبار، هكذا هي القناعة الإماراتية في فتح ثقب ولو ضيق من أجل رؤية الشمس من خلاله. قد يشق على الآخرين اتباع الضوء لأنهم أغمضوا عيونهم، وساروا في الطريق، يتعثرون بعجزهم، وضعف إرادتهم، ولكن ما اتخذته الإمارات هو حل السلام مع الآخر، وإذا كانت الإمارات قد اتخذت قرارها من واقع إيمانها بوحدة الوجود، وأن هذا الوجود لا يستقيم إلا بالسلام مع النفس ومن ثم مع الآخر، فإن السلام مثل الإيمان لا يتجزأ، ولا يتلون، ولا يتشكل، ولا يصغر ولا يكبر، هو هكذا جملة واحدة، معقودة على الثقة، والثبات، وعدم التسويف أو التحريف أو التجريف، والذين يريدون تغيير لون الشمس، أو تحويل الدائرة إلى مثلث، والتوهم بأن أنصاف الحلول هي مبايعة للضمير، وتشويه الحقيقة، وتغيير مكان القمر، ليصبح على مقربة من أبعد كوكب في السماء، هذه تهويمات، تجعل من العقل ساحة لتربية الحشرات الضارة، وتنشئة كائنات غير مرئية على صفحة الجبين. يتحدث البعض عن السلام، وعن دين المحبة، ولكنه عندما يقف أمام المرآة وينظر إلى وجهه، ويحصي عدد الكدمات التي لحقت به جراء تصادمه مع ثقافة بزاوية حادة، يشعر بالعجز، وينتابه إحساس بأنه لو فعل ذلك، فسوف تؤذيه تلك الخدوش التي تعلو وجهه، ولذلك يتوجب عليه أن يصارع من أجل إخفاء تلك الثقوب السوداء، والهروب…
الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠٢٠
وجوه كفانا الله شرها، وغدرها، وكدرها، ومكرها، وسبرها، وجبرها، وكبرها، وسحرها، وضيرها، وبحرها، وبرها، وحذرها، وخدرها. وجوه تطلع عليك، مثل الأعشاب الشوكية، تعرقل سفرك، وتعيق طريقك، وتفرغك من إنسانيتك، وتكسر أغصان أشجارك، وتميت فيك السنابل والمفاصل، والفواصل والجداول، وتجعل الحياة في عينيك مثل الأرض الخراب، وتشيع في خاطرك الشؤم، واللؤم، والسقم، وتثلم أطباق لقمتك، وتجرح شفة سعيك، وكلما دهمتك شعرت أن نهاية العالم قد قربت، وأن الأرض تشققت، والسماء ادلهمت، والبحار سجرت، والجبال مادت، ومارت، والطيور نتفت ريشها، واقتعدت التراب تبحث عن مصيرها، والكائنات الوديعة برزت لها أنياب من شرور، وحرور. وجوه لو نظرت إليها غشت غمامة سوداء، واعترتك قشعريرة الرمق الأخير، وانتابتك رعشة نفخة الموت، وطوتك حشرجة الروح الزائلة. وجوه لا قدّر الله لو هيأ لها حكم العالم لنفخت في صوره، وعبثت في مصيره، وعصفت في دهره، ونسفت أصله وفصله، وخسفت في ملته وحلته، وأطاحت خيره وفضيلته. وجوه هكذا خلقت مثل الطحالب والطفيليات وظيفتها تشويه الحياة، والتسويف والإسفاف، والاستخفاف، بكل ما هو جميل في الحياة. وجوه نشأت على تحويل الأبيض إلى أسود، وتغيير لون سجادة الحياة الناصع إلى الفاقع، وجوه خلقت هكذا، وباء ينشر الكراهية، ويثير العدمية، ويبسط العبثية، ولا ينمو إلا في المناطق القذرة. وجوه وظيفتها تحويل الحلم الزاهي إلى وهم يتراكم على الأفئدة مثل غبار الأراضي السبخة،…
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠
مَن للطيبين، مَن لهذا العالم من نور تزهو به الدنا، وتزدهر الحياة؟ مَن.. مَن لفلسفة الحياة بابن رشد جديد يقول: (كل الأديان صحيحة إذا عمل الإنسان بفضائلها؟ من للإنسانية بروسو جديد يقول: «ينبغي أن نعلي من شأن العواطف السوية، وأن نعزز العلاقات الحميمية الصادقة المباشرة بين الناس، ودونما اعتبار للعرق والطبقة والجنس والدين». مَن لهذه الكتلة الصّلبة التي تحكّمت في النفوس، والرؤوس، غير هذه الأرض التي انطلقت منها وثيقة إنسانية محمّلة بكل العطر، والبوح السليم، وافية كافية، متعافية من درن أو شائبة، لا إيمان لها إلا بالخلاص، وتنقية الماء من الشوائب حتى تصفو الأرض، وتتعافى الزهرة من الغبار، وتسمق أغصان الشجرة. قال طاليس العظيم: «إذا كانت الأشياء جاءت من الماء، فلننق الماء.. وإذا كانت الحياة قد جاءت من الأفكار، فلننق الأفكار»، ولا حياة، ولا تطور، ولا رقي من دون التعافي من الأنا، وما شابها من تورّم، وتأزّم، وتمزّق، وتفرّق، وتشتّت، وتزمّت، وتعنّت. من هذه الأرض، نبتت نخلة السموق، غافة البسوق، ومن هذه الأرض ارتفع الصوت عالياً منادياً هيّا إلى فلاح القريحة، هيّا إلى صلاح الفكرة، ومن هذه الأرض اتسمت فكرة التصالح مع النفس أولاً، مع الآخر، وانطلقت السفينة عابرة البحار، وهي تخوض معركة المصير، بأن نكون أولاً نكون، ولا بد للنفرة بأن تؤتي ثمارها، طالما هناك القناعة بأنه لا مكان…
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠
ربما يشعر البعض بعقدة النقص والدونية، عندما يرتفع صوت الإمارات في منطقة ما من العالم، ليعلي صوت الحق، ويلامس شغاف الحقيقة. فهذه مسألة طبيعية، فكل شذاذ العالم، وكل المنحدرين من سفوح الضآلة ينتابهم هذا الشعور، ويؤذي أفئدتهم ويملؤها بالكدر، ويكابدون غصّة تحرق صدورهم، وتكوي قلوبهم، فنجدهم يصابون بالسّعار، ويبتلون بهستيريا تقض مضاجعهم، عصاب قهري يجعل أظافرهم لباناً تمضغه أضراسهم. مسألة طبيعية أن يعاني هؤلاء مرض الرعاش عندما يسمعون عن الإمارات بأنها حققت إنجازاً مهماً على الصعيد العلمي، أو الاقتصادي، أو السياسي، لأن الحواس الخمس لديهم تصاب بخلل في التوازن الحسي فتضيع منهم البصيرة، ويخسرون قدرتهم على تقدير الأمور، ويعتقدون أن النجاح في الإمارات هو انكسار لعصا الإشارات الدلالية التي تقودهم إلى منطقة التطور والتقدم. نحن نعلم ذلك، ولكننا لا نقدره، ولا نحترمه، لأنه إحساس بغيض، وأناني، ومجرد من أي حس سليم ولا يحمل في طيّاته سوى أحلام أشخاص فكّروا في لحظة غبش بأنهم كبار، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، والواقع أيضاً يقول إن الشخص، أو الدولة يكبران، بقدر ما يتسع الوعي في أذهانهم، بقدر ما تصبح صدورهم حقول أزهار، ونفوسهم منابع أنهار. لن يكبر الصغار لمجرد كابوس يسطو على رؤوسهم، لن يكبر هؤلاء لأنهم أخطأوا طريق الحقيقة، ولأنهم تحوّلوا إلى كتل من نار، والنار مهما اشتعلت، وعلت ألسنتها، وارتفعت فلابد…
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠
6 ملايين فحص «كورونا» في الدولة، نسبة عالية في الفحوص، وأعلى في الشفاء، تدل على ارتفاع هامة الوعي الصحي التي تقوم به الجهات الصحية في بلادنا مدعومة بقوة، وبأيدٍ صارمة من جهة القيادة الرشيدة، والتي وضعت صحة الإنسان في مقدمة اهتماماتها، وأولوية رؤاها التنموية، لبلد وضع نصب عينيه هامات النجوم، وسار يحلق بأجنحة الجد من أجل مجد، تتجدد به الطاقات، وتعمر الأمنيات، وتزدهر الطموحات، وتزهو الأحلام، وتنجح الرهانات على طاقم وطني يجوب ميادين الحياة في مختلف مؤسساتها، ويثبت أنه الأجدر، والأقدر على تبوء مواقع المرحلة والذهاب، بعيداً بالمكتسبات الوطنية لتصبح في مواقع الشمس المضيئة، وعند وجه اللجين، وقامة السحاب، متحدّين بذلك كل الصعاب، وكل ما يكدر ويعوق، مؤكدين أنهم مثل الموجة، كلما عتت الرياح، علا هديرها، وازداد زئيرها، وابيضت نواصيها، وأمتعت سواحل القلوب ببهجة النجاح، وفرحة تعقب كل ما يزعج، ودحره، والانتصار عليه بكل ثقة وثبات، وحزم، وجزم. هذه هي جهاتنا الصحية الممثلة في وزارة الصحة، والدائرة الصحية في أبوظبي، تقومان كتفاً بكتف، وساعداً بساعد، على مساحة الجغرافيا الإماراتية، متحزّمتان بأدق تفاصيل التقنيات العلمية في الفحوص، متأزّرتان بالتصميم على تنظيف الصدور من الغث والرث، وفي إصرار لا مثيل له، قامت المؤسستان الوطنيتان، بإدارة الظرف الاستثنائي، بحنكة ومهارة، فطنة ومثابرة، من أجل أن تصبح الإمارات خالية من هذا الداء الوباء، ومن…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠٢٠
القماشة العالمية بفعل ريح الجائحة، إلا أن قارب الإمارات ظل مطمئناً ويعبر المحيطات بشهامة الأوفياء للإنسانية، وكرامة النبلاء الذين لا تعيقهم جائحة ولا يعرقلهم وباء، في الوصول إلى الحقيقة. منذ أن انتشر الوباء في أصقاع العالم والإمارات تضمد الجروح، وتساند المجروح بالدواء والأطباء، وتعمل جاهدة لأجل أن يستعيد العالم عافيته، وأن تكسب الشعوب صحتها، وأن تتخلص الأسرة البيضاء من رائحة المرض اللعين. بالأمس، واليوم، وغداً، وإلى ما لا نهاية، الإمارات تبذل ما بالوسع من أجل تخفيف الآلام، وتهدئة النفوس، وترطيب القارب بلقاح الحب، مشفوعاً بالمساعدات، والمساهمات التي لم تكف عن التواصل، والوصول إلى المحتاجين والذين يواجهون الفاقة، وأذى الوباء، وطائرات تحمل اسم الإمارات ترفع راية السلام، وفي أحشائها تضم ما يشبع ويقنع ويمنع الجوع والمرض، ويدفع الخطب عن الذين عجزت قدراتهم عن مواجهة أخطر وباء مر على الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وإلى جانب الكفاح المستمر الذي يقوم به أبطال الإمارات في الصفوف الأولى، على صعيد الداخل، فإن أيدٍ أخرى بروح التفاني والتضحيات تقوم بأداء واجبها الإنساني وتعمل ليل نهار في سبيل إضاءة خيوط الأمل في عيون الذين أسغبهم الداء الوبال، والذين أتعبهم المرض العضال، والإمارات في هذا الظرف، في هذه المحنة العالمية شدت الرحال إلى الأقصى والأدنى، وحملت على عاتقها مسؤولية حماية أعين الضعفاء من دمعة فراق لعزيز، وتحملت…