الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤
في كثير من الأحيان، توقف رابطة الأمومة والأبوة أصحاب العظام الغضة لمنعهم من المجازفة ولا نعلم أن هذا الكبح قد يكون سبباً في لجم الإرادة، وسد قنوات المياه العذبة من الوصول إلى أشجار التألق، ما يجعل المشي في كثير من المواقف محفوفاً بإحباطات ومثبطات يتخرج في معاهدها جيل مكبل بأصفاد لا تنفك عقدها مهما حاول الطفل الكبير ومهما تم حثه ودفعه وتشجيعه، لأنه في كل محاولة يصطدم بصخرة الطفولة المكبوتة، وفي كل رغبة للقفز فوق تلك الصخرة، تعتريه قشعريرة الخوف من الخطر المتوهم، لذلك حث علم النفس الآباء والأمهات على فتح الطريق، وترك النوافذ مشرعة، والأخذ فقط بالحيطة والحذر، واعتماد المراقبة عن بعد، دون تبرير المشاعر المتخيلة، ودون تحويل الحب إلى قيود من سلاسل حديدية، متقنة في تقييد الحرية، وترك الأعناق مصفدة بأفكار أشبه بعتمة الليل البهيم. فالإنسان لو ترك لمشاعر التعلق العاطفية المخزونة في مضغة القلب لما تحركت القدرات العقلية قيد أنملة، ولما استطاعت الحضارة فتح دفاتر القيم الأخلاقية، وقراءة ما وراء المخبأ في الطبيعة ودراسته وتمحيصه وتلخيصه في أشكال مختلفة من الإبداعات. فالإنسان مدعو لأن يكتشف نفسه، كما أنه مطالب بأن يكتشف العالم من حوله ليروض ما توحش في الطبيعة، وليظهر ما تعقد في الحياة، وليتحكم بمصيره، ويلتزم بأخلاق الخلق والإبداع. اليوم نجد هذه النبرات الحية والواعية تبرز…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤
لا يستطيع العقل أن يطلق أجنحة إبداعه، إلا إذا خرج من قفص الكبت، وتحرر من شيطان القنوط، وتخلص من براثن الإحساس بالعجز. هذا ما يفعله صندوق الوطن، وهذا ما يكرِّسه، وهذا ما يحرسه، وهذا ما يسهر على غرسه في ضمير الطالب المدرسي والجامعي، وهذا ما يفكر فيه القائمون على صندوق الوطن برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن. اليوم في الإمارات بلغت العقول الذكية ذروتها، وعانقت السماء متكاتفة مع النجوم، متضامنة مع الأقمار في إضاءة العالم، وبث روح التفاؤل في ضمير الناس جميعاً، وجعل الإمارات دوماً عند هامة الغيمة الممطرة. صندوق الوطن، وبرعاية من أهل الطموحات العالية، استطاع أن يرسم صورة زاهية على تضاريس الإمارات، بما يبذله من جهود في ترسيخ آيات النبوغ، وصور الطموحات الكبيرة، إيماناً وتثبيتاً لقناعات القيادة الحكيمة، بأن الإنسان هو الأول، في رؤية حكومة الإبداعات الإنسان هو جذر الشجرة، وهو غصنها، وهو فرعها، وأصلها، الأمر الذي يجعل من صندوق الوطن الركيزة المهمة في بناء الجسور بين الإنسان -ونخص هنا الطالب المدرسي والجامعي- وبين الوطن كونه الحضن، والحصن، والسكن، والشجن، وهو الغاية في حضرة العقل، لبناء حضارة تتفرد بقيم صحرائنا، وإرث باني نهضتنا، وأهداف حكومتنا الرشيدة. إطلاق «مبتكر الذكاء الاصطناعي» و«كأس التخيل والإبداع» هو انطلاقة حقيقية لأجنحة العقل،…
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤
في الطريق إلى ملاءة حياة بفسيفساء الأحلام الزاهية، تذهب الإمارات ومصر بحكمة العلاقات السامية، وتاج الود المنعم بطموحات أعذب من مياه النيل، وأرق من موجات الخليج العربي، ومشاريع النمو تزدهر وتسخر بمعطيات كالمطر، وتجليات كالبروق، وقطوف كثمرات النخلة المباركة، وانسيابات كجداول السهول السخية. رأس الحكمة مشروع قاسم مشترك بين الإمارات ومصر، كما هي القواسم المشتركة في السياسة والتاريخ والجغرافيا والمصير، رأس الحكمة، الطريق الأخضر يعبر الإمارات إلى مصر، حيث هناك النيل العظيم يصافح رؤى أهل الخير، والأيدي المضاءة ببياض النوايا، وأخلاق العشاق الذين نشأوا على بناء الجسور من قيم، لا تزل ولا تخل، بل هي مساحة وضاءة، ومسافة معبدة بأهداف أبعد من الأفق، وأوسع من المحيط، وأعلى من الجبال، وأنعم من الوردة، وأجمل من بريق النجوم. في لقاء بين الأشقاء، تنعم الإمارات ومصر، بفيض من المنجزات يثري وجدان الحياة، ويملأ قلوب الملايين بالاطمئنان على مستقبل بلدين قدرهما أن يكونا مركز الدائرة في محيط عربي وإقليمي يعج بأمواج الغضب، ولكن تقول الإمارات وكذلك مصر ها نحن جاهزون لزراعة التضاريس المضطربة بورود الحب، وسقيها بأحلام السلام، ليبقى العالم رياناً بعذب العلاقات، علاقات التسامح والتضامن وتقاسم ابتسامة الفرح بإيمان راسخ بأنه لا يمكن لأمّنا الأرض أن تبتهج، إلا وأبناؤها ينعمون بسلام ووئام، وانسجام، ويتقاسمون خيرات الأرض بأفئدة لا تقبل الضغينة، ولا ترافق الضنك،…
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤
الثقافة كالسماء، إن غشاها غبار الانغلاق أسودت وتكدرت، وإن غسلتها أمطار الانفتاح صفت وأصبحت كالمرآة. فما من حضارة دامت واستدامت وتطورت وعظمت مناحيها إلا ووراءها ثراء ثقافي مكتنز برؤية تنويرية زاهية كأنها الشمس. فوظيفة المال خدمة الثقافة، ودور الثقافة كسقف حماية للمنجز المالي، وحفظه ورعايته والعناية به من التعثر والزلل. هكذا نجد العلاقة الثلاثية الحتمية بين السياسة والثقافة والمال. فعندما تتوفر السياسة التي تقف رقيباً منصفاً على العلاقة بين الثقافة والمال تصبح الحياة كأنها القافلة المتجهة إلى مضارب العشب القشيب، فتنمو أشجار الحضارة وتترعرع غزلانها، وتظفر المجتمعات بمنجزات أبعد من الخيال، وأقرب من رموش العين، والإنسان في هذا الوسط الرخي ينعم برخاء المشاعر وتصبح علاقته بالآخر كعلاقة الماء بالأرواح وعلاقة الأقمار بعيون الغيد النواعس، وتجمع كل الأضداد في حقل التنامي بعفوية وشفافية تزينها أحلام المستقبل، وترصعها بقلائد الفرح وتطوقها بعقود الجمال. كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن دور الثقافة المنفتحة في إتمام عقد التطور والحفاظ على رونقه والعناية بريعان نموه وثراء فصوله وحقوله وبذخ العناقيد في جذوع نخيله. كلمات سموه مفردات تؤرخ لحضارة إماراتية تربعت على عرش الازدهار واحدة من حضارات الدنيا زانها وعي حكومي يقود المرحلة إلى حيث تكمن النجوم، وحيث تكون أسرار التطور منبعثة من سبر الرؤية الواضحة والصريحة ومسرات الإنجازات المذهلة ومسيرات الركاب…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤
الإمارات في أميركا، كأنها السحابة طافت فضاءات سياسية واقتصادية وثقافية، في هذا البلد القاري الكبير، وأمطرت في الذاكرة الأميركية، لقاءات لامست جذور العلاقة التاريخية بين البلدين، ورسخت في السياسة معنى العلاقات بين الدول، علاقات فياضة بدبلوماسية شفافة كأنها الغيمة، زاهية كأنها النجمة، منسوجة بأهداب الشمس، فلا فيها لغط ولا شطط، بل هي سيرة بلد تنعم بإرث الباني المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أثره الطيب، تذهب القيادة الرشيدة بحكمة الأفذاذ وشكيمة النجباء وفطنة النبلاء، مؤزرة بقناعات واثقة الخطى، ثابتة القيم، راسخة المبادئ، واضحة الأهداف، صريحة التطلعات تدخل في صميم التواصل مع الآخر بروح الإنسان العفوي المشبع بسير الحضارات العريقة والتقاليد المنيفة، وعادات الإنسان المؤدلج بالحب، حب الحياة، وحب الآخر، متصالحاً مع الدنيا، وبلا رواسب، ولا نواكب، ولا خرائب، إنه الإنسان الإماراتي الذي لا يشبه إلا نفسه، إنها سياسة الإمارات الريانة بحكمة المنطق، ومنطق الحكمة، الأمر الذي جعل الإمارات اليوم تقف في المنصات الدولية، شامخة كنخلة التاريخ، سامقة كجذر الأفكار العريقة، مؤسسة بذلك صلات لا ينقطع رباطها، وعلاقات لا ينفك وثاقها، وأحلاماً تمشي على الأرض كأنها الجداول تروي أشجار الحياة. في أميركا تمت لقاءات، واحتشدت مشاعر، وارتفعت رايات، وتدفقت أمطار، وكانت السحابة دولة في هذا الزمان، أسست للإنسان منهجاً، وبنت للحياة نهجاً، وسارت في…
السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤
الإنسان بكل جبروته وعنجهيته وعبقريته أيضاً التي تفتقت من خوفه الفطري، هو من أجبن المخلوقات على الأرض، وتحت السماء. منذ فجر التاريخ والإنسان يخوض حروباً شعواء ضد بني جنسه، كما يخوضها ضد الطبيعة بشكل عام، لأنه خائف من عدوان وهمي يصوره له عقله، وهو العقل الذي قاد الإنسان لصناعة الأسلحة الفتاكة، بدءاً من المسدس بحجم كف اليد، وانتهاءً بالأسلحة النووية. خاف الإنسان في البدء من الزلازل والبراكين والسيول، ولجأ إلى الأشباح والجن والشياطين كي يحمي نفسه من بطش الطبيعة كما تصور وتوهم، ولكن بعد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وبعد أن بلغ الإنسان مبلغاً يجعله يعي أنه تجاوز الخوف من طوفان الطبيعة، بدأ يصطنع أعداءه من بني جنسه، وصار يتحزم بالسلاح الأعظم كي يتقي شر الآخر كما يدعي ويتخيل ويرسم من صور قاتمة ومحزنة ومؤلمة. فهذا الخيال البشري الذي انبثق من العقل الجبار، لم يحرر الإنسان من الخوف بعد أن انتصر على الكثير من محدثات الطبيعة، بل على العكس انقلب الصراع من صراع مع الطبيعة إلى صراع أكثر دموية بين الإنسان والإنسان متخذاً صوراً وأشكالاً مختلفة وذرائع وحجج، ومبررات حول العرق والدين واللون وغيرها من إشكاليات مصطنعة وزائفة ولكنها احتلت مساحات واسعة في وعي الإنسان، والخوف لم يستقر في مكانه في الوعي عند الصراعات بين الأمم، بل إنه انتقل…
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤
تعبر سفينة الخليج العربي من عُمان مروراً بدولة الإمارات ثم قطر فالسعودية والبحرين حتى تحط رحالها في الكويت. وبحر الخليج يحرس شراعها، وأمواجه بيضاء من غير سوء، وفي الأعماق تكمن لؤلؤة الفيض الإلهي، هناك تسكن مهجة الغواص، وهناك تداعب أنامله محارة العمر، «والسيب» ينتظر شد الحبل حتى تصبح قفة النور على سطح سفينة الخير. عندما تشرق الشمس ويصحو الخليج على نهمة البحار، تصبح أمواج الخليج جبالاً شماً تحرس مشاعر المغادرين إلى هناك، حيث اللجة الزرقاء والأشواق ووله القابضين على نجمة الليل، تناجيهم بروح الكائنات العفوية، وترفع النشيد عالياً، هيا نسكن أجنحة الريح، هيا نسكب الأغنيات فرحاً بعودة ميمونة إلى أحضان اليافعات اليانعات الرابضات خلف الأفق في انتظار مجيء الغيث السماوي، وحضور الغيمة النبيلة، واستتباب الأفئدة بعد شغف ولهف، هنا في هذا الخليج الأنعم، هذا الأنعم الأعم، هذا الأعم الأدهم، سكنت مهج وارتاحت ركاب على صهوات الفكرة الأزلية، وسارت جياد تبحث عن أمل، عن نبقة في خضم السدرة العملاقة، هنا سواعد جرت مراكب الفحولة واندمجت مع الوجود، في رحلة الكون المديد في المدى مدت أشرعة، وفي قلب السحابات ملأت ثغوراً بقبلات اللقاء بعد بعاد، هنا ترتبط الأواصر وتلتحم الدماء في نهر الخليج، منسجمة مع الأصول والفصول والتاريخ والجغرافيا، هنا الحب يكبر وتنمو خصلات سواحله، وعلى سفوح المجد والسؤدد والسد والود، ولا…
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٤
بينما يعج العالم بغبار الطاقة التقليدية، ودخان النفايات التاريخية، يثب جواد الإمارات ببركة براكة النظيفة، بقدرة قيادة حكيمة آمنت بحب الأرض التي نمشي عليها، فسارت العجلة مندمجة مع الحياة بأفكار أنقى من عيون الطير، ورؤى أرق من الوردة، ونهج أدق من حد الرمش، وسياسة أرقى من شغاف الغيمة، وأحلام أوسع من المحيط، وطموحات أرفع من الجبال الشم، وأهداف أوضح من النهار. هكذا هي الإمارات تعمل جاهدة بفضل السياسة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لجعل الإمارات دوماً في استدامة تاريخية، محملة على أكتاف طاقة إيجابية، أنعم من النسيم، طاقة أنظف من الشهد. الإمارات اليوم أصبحت في العالم أيقونة الاستدامة، وفعل الخير للناس أجمعين، تنعم بسياسة لها في الوجود كل ما يبشر بالخير، وكل ما يسطع بنور الأفكار النيرة، الإمارات اليوم تذهب للمستقبل بعقول منقاة من الدنس، وتنهض بإرادة أشف من عيون الماء. الإمارات ببركة براكة، تقوم بدور الريادة في صناعة الطاقة الأنيقة، وتتجلى بأهداف سامية أسمى من القصيدة العصماء، وأرفع من أبجدية الذائقة الحرة. جهود، وبذل، وعطاء لا يكفي، ولا يجف رحيقه، لأن القيادة الرشيدة، تتطلع دوماً لخير الوطن، ورفاه الإنسانية، وسلام العالم، ونقاء الأرض، وصفاء السماء. الإمارات اليوم في مراحل ذروتها النجاح الباهر في مختلف ميادين الحياة، وتأتي الطاقة، كمحرك لعجلة النمو…
الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٤
لا تتوقف النخلة عن العطاء، لأنها وجدت لتعطي، ولا يتوقف النهر عن حلم البذل، ولا تتوقف الغيمة عن التبلل، كما لا تتوقف الإمارات عن السخاء، لأنها ولدت من مشيمة التفاني من أجل الآخر، لأنها تعمل دوماً بشيمة الأوفياء، لأنها تبوأت دور المساندة والتضامن إيماناً من القيادة الرشيدة، بالوقوف كتفاً بكتف مع الشقيق، والصديق، وعلى حد سواء، لأن التاريخ.. تاريخ الإمارات مبني على أسس القيم عالية المنسوب، وأخلاق الوفاء لكل ما هو حي ويعيش تحت سقف السماء، فوق الأرض. لمجرد أن تحدث أزمة، أو تلم ملمة بدولة أو شعب من شعوب العالم قاطبة، نجد الإمارات حاضرة تلبي النداء وتعمل بكل جهد لأجل رفع الضيم وكشف الغمة، ومنع الكدر من أن يحيق بالأخ في الإنسانية، ومن دون تصنيف أو اصطفاف، فقط هي الروح الإنسانية التي تدفع بالعجلة الإماراتية كي تذهب إلى هناك أو هنا، تبذل الأيادي البيضاء في مسح العرق عن الجباه المتعبة، وإزالة الغبار عن الوجوه الكدرة، وترتيب مشاعر الناس جميعاً، وتهذيب قلوبهم كي يبقى الفرح موطناً أصيلاً في القلوب، ويبقى الحلم الزاهي طائر الشوق التاريخي يداعب الجفون. هذه هي سجية النبلاء، وهذه هي أخلاق النجباء في بلد نشأ على أخلاق زايد الخير، طيب الله ثراه، والقيادة الحكيمة تحذو حذو هذا النعيم الأخلاقي الذي نشره المغفور له في أرجاء القلوب، وأنعم…
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤
كم من وردة تفتحت، وكم من دمعة ذرفت، وكم من ابتسامة افترشت شرشفها على المباسم، وكم من كف امتدت كي تلامس جدائل بلون الليل منسحبة حتى المنكبين، وكم من عباءة تعطرت بزجاجة الصباح البهي، وكم من روح خفقت متذكرة أياماً خوالي كانت تحمل في الطيات مشاهد لمستقبل وصوراً بلون البحر، وكم من مشاعر تدفقت كأنها الجداول تسبح على تراب مخيلة ذاقت طعم الألفة في أيام كانت فيها العلاقة مع المدرسة كما هي العلاقة مع محاريب العبادة. في هذا اليوم تستدعي الذاكرة، ونستدرج الماضي ندعوه للحضور حالاً، كي يحكي لنا قصة اليوم الأول في زمن كانت فيه المدرسة، ساحة اندماج مع قميص المدرسة الأبيض، والبنطال الرمادي، وربما يكون هذا الملبس أضيق، أو أوسع من المقاس الطبيعي لجسم الطالب، ولكن كانت له فرحته المميزة، كانت له لهفته وهو يمسك على الأجساد الصغيرة ببشرى غد أكثر إشراقاً، وأكثر طموحات، ولم يكن ذلك اليوم في زمام العين، وإنما كان مجرد حلم، واليوم عندما نطالع دفتر الأيام، عندما نقلب الصفحات ونقرأ عن طبيب أبدع في فن الجراحة، أو مهندس برع في اختراع طريقة لبناء جسر يربط بين ضفتين في مدينة من مدننا العامرة بأهلها وعشاقها، والقائمة تطول لمبدعين كانوا صغاراً بقمصان مترهلة، واليوم يعكفون على الحاضر، بعلامات مميزة في درجاتهم العالية، وهم يطرقون أبواب الحياة…
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤
في الإمارات، يزرع الإنسان في كل صباح زهرة الولوج إلى الحياة، مستدعياً الأثر الطيب في العلاقة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان وهذه الأرض التي هي الخيمة، وهي النعمة، وهي الغيمة، وهي النجمة التي تضيء فناء القلب بمصابيح الحب، وتجعل من الحياة باحة خضراء مزروعة بالفرح، تترعرع في حقولها غزلان الأمل والتفاؤل برحلة طويلة تمتد إلى الأفق، مشفوعة بتلاحم الناس أجمعين، وتضامن يحوِّل الحياة إلى مغزل قماشة الحرير، والأيدي عناقيد ترفع الثمار الطيبة، ويدلي الطير بتصريح صريح، بأن هذا البلد، هذه الإمارات، المكان الأوفر حظاً لانتماء الإنسان لإنسانيته والزمان الأجدر بأن يحفظ الود بين التاريخ ومن يكتبون سطوره على صفحات تضاريس وطن، استمد مكانته من تمكينه للإنسان بأن يأخذ بزمام الطموحات ويذهب بعيداً نحو بيت المستقبل، ويطرق أبوابه بجرأة وجدارة، ويقول، هذا أنا أحببت الناس جميعاً، فأحبوني ووضعوني بين الرمش والرمش، وصرت في العالمين العلامة المميزة لرخاء المشاعر وثراء المعاني وغنى الإرادة. هكذا استطاعت الإمارات أن تصنع غد الإنسان، مكللاً بقدرات عقلية ونفسية فائقة، عندما نقرأ السطور وما بينها نجد أن لهذه الفرادة تاريخاً ممتداً منذ البناء الأول لدولة الاتحاد وحلم الباني المؤسس، رحمه الله، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وعلى أثره ومآثره تمضي القيادة الرشيدة مؤزرة بكم هائل من القيم الأخلاقية،…
الأحد ١٨ أغسطس ٢٠٢٤
الهلال الإماراتي تهب واقفة لإشفاء الطفلة اليمنية إمارات محمد، وبترياق المحبة ونخوة أهل هذا الوطن، استطاعت الطفلة إمارات محمد أن تتعافى من المرض الخبيث الذي ألم بساقها، وتتمكن من التفاؤل بطفولة سعيدة لا يعرقلها المرض، ولا تعيقها الحاجة، ولا تعكر صفو عفويتها عازة. هذه وثبة إماراتية من وثبات على مستوى العالم تحققها دولة الإمارات إيماناً من القيادة الرشيدة بأن للعون صوناً، وأن لوثبات الخير شعاع أمل واسع الحدقات، يعم الشقيق والصديق، وهي جينة إماراتية فريدة تتمتع بها سياسة دولة قامت على نشر الفضيلة في عموم الكرة الأرضية، وهو مبدأ ثابت لا يتزعزع، وهي قيم راسخة في العقل والوجدان امتلكتها الإمارات دون سائر الأوطان، متخذة من فضيلة العطاء سلوكاً، ومن اليد الممدودة طريقاً لمد الإنسانية بأقدس ما قامت عليه الحضارات، ونشأت في غضونه الأمم الراقية. الطفلة اليمنية اليوم تنظر إلى قدمها المتعافية، وترفع اليدين الصغيرتين، وتشكر الله أولاً ثم الإمارات التي هيأت لها من أمرها سبيل العافية، وغداً تكبر هذه الطفلة ومعها تكبر مشاعر الثناء والعرفان لكل من ساهم في إعادة الابتسامة إلى ثغرها الصغير وكل من سعى، وكل من حمل رسالة ألمها وغلفه بظرف التسامي وخطَّ على صفحته كلمة لبيك، هذه الطفلة هذه الفراشة هذه الروح التي تدفقت فرحاً لمجرد أن نامت ليلة بلا ألم، وصحت مع شروق الشمس تبحث…