الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
في كل مرة تقبل فيها على الإمارة الباسمة، هناك جديد يحمل بصمات ورؤى وفكر «سلطان الثقافة والقلوب» صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. الأب والقائد الحكيم والحنون واسع الاهتمام ودائم المتابعة لكل شاردة وواردة في كافة أرجاء الإمارة، ولا سيما في المدن والضواحي، لذلك لم يكن غريباً أن يعبّر أبناؤه المواطنون عن شكرهم وامتنانهم لسموه دائماً وفي مختلف المناسبات، مدونين عبارة طبعت في قلوبهم قبل أن يخطوها في لوحات، وعلى الجدران، وعند قمم الجبال التي شقها للتيسير عليهم: «شكراً أبونا سلطان»، تعبر عن بعض من حجم المحبة، وكل معاني الفخر والولاء التي يكنونها لوالدهم، ولكنها مجرد عنوان لمشاعر فياضة وجياشة لرجل هو بمثابة الأب للجميع، وسموه يغمرهم بمكرماته وأياديه البيضاء التي لا يراها كذلك، وإنما واجب الراعي تجاه رعيته، ليس ذلك فحسب، وإنما يطلب من ممثليهم في المجلس الاستشاري للشارقة «حاسبوني قبل أن يحاسبني الله». لا يكاد يمضي يوم دون مداخلة لسموه عبر برنامج الخط المباشر من إذاعة الشارقة، يستجيب لطلب محتاج ويفك كربة مكروب، ويعتني بوجه خاص بشؤون الأرامل والأيتام والمتعثرين والمرضى وغيرهم، وسموه يشعر براحة ومتعة كبرى للغاية في إدخال الفرحة والمسرة لتلك القلوب المنكسرة، ويدعو كل مسؤول للتأمل في الأثر الذي يتركه إسعاد غيره، وكيف يمكن لتوقيع أن يغير حياة…
السبت ٢٥ يناير ٢٠٢٠
في الكانتون الواقع شرق سويسرا القابع في أحضان جبال الألب، تستلقي مدينة دافوس التي تكسوها الثلوج الكثيفة في مثل هذه الأوقات من العام، وتجعل منها أحد أشهر وجهات التزلج على الجليد للأثرياء، حيث لا تقل تكلفة المبيت لليلة الواحدة عن خمسة آلاف دولار. دافوس تحولت من قرية صغيرة وادعة لمدينة تحظى بشهرة واسعة لكثرة المؤتمرات والملتقيات الدولية التي تحتضنها، وفي مقدمتها المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انطلقت دورته الجديدة مؤخراً، وهو يحتفل باليوبيل الذهبي للمنتدى الذي تحول منصة عالمية تستضيف قادة وزعماء العالم. في ذلك المنتدى حرصت الإمارات على أطلاق رسالة عظيمة جليلة تحمل في طياتها رسالة «أمل عالمية» للملايين من الشباب في أكثر من 50 دولة حول العالم، تهدف لتأهيلهم بتعليمهم لغة البرمجة مجاناً، ويعد «البرنامج التدريبي الأفضل والأشمل من نوعه عالمياً» بحيث يكون متاحاً مجاناً لملايين الشباب في العالم، لمساعدتهم على بناء «مستقبل مزدهر وواعد لهم في المجتمعات الفقيرة والأقل حظاً». لقد كان اعتناء دولة الإمارات بالتعليم في تلك المجتمعات الهشة شاملاً ومتواصلاً عبر المبادرات العديدة التي تستهدف تمكينهم علمياً باعتباره مدخلاً من مداخل قهر الفقر ودحر اليأس والإحباط. وعشية إطلاق مبادرة «المبرمج العالمي» كأكبر مشروع تدريبي يوفر منصة مجانية على الإنترنت لتدريب خمسة ملايين شاب وشابة في المجتمعات الفقيرة على لغة البرمجة، كانت الإمارات ومن دافوس أيضاً تعلن…
الإثنين ١٣ يناير ٢٠٢٠
ساعات عصيبة شهدناها جميعاً فجر الجمعة الماضي، منذ أن أعلنت القوات السلطانية في سلطنة عُمان الشقيقة حالة التأهب القصوى. ظن البعض في بادئ الأمر أنها تتعلق بالأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة، قبل أن يُعلن عن النبأ المؤلم برحيل باني نهضة عمان السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، لتفقد منطقتنا أحد أعمدة الحكمة وزعيماً وقائداً فذاً استطاع على امتداد خمسين عاماً من حكمه ترسيخ مكانة بلاده والدفع بها قدما نحو التنمية والتقدم والازدهار والاستقرار، وحقق لها مكانة رفيعة مرموقة واضعاً بصمة تاريخية مميزة تميزت بها السلطنة في المنطقة وعلاقاتها الإقليمية والدولية، ووظفها لخدمة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ولأجل العالم. مشاركتنا لأهلنا في السلطنة الشقيقة المصاب الجلل تنطلق من الروابط التاريخية ووشائج القربى والتاريخ المشترك الذي يجمع البلدين الشقيقين، فقدٌ كبير لقامة عظيمة، نعته قيادتنا الرشيدة وهي تستذكر مناقبه وخصاله التي ميزته وميزت حكمه وقيادته، وهو الذي أرسى مع الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما هذا النموذج المتفرد من الخصوصية في علاقات، عنوانها الحكمة والعمل لأجل كل ما فيه الخير لشعبينا وشعوب منطقتنا الخليجية انطلاقاً من رؤى مشتركة بوحدة المصير والأهداف والغايات، وجعلا منها أنموذجاً يُحتذى به في ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء من حسن جوار واحترام وتعاون ومصالح مشتركة. السرعة والسلاسة…
الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٩
ذات مرة كنت في مطعم صالة الترانزيت بمطار دولة أفريقية عندما لاحظت عبوة «الكاتشب» مكتوباً عليها «صنع في الإمارات»، وسرح بي الفكر بين هذه الدولة التي تتوافر على أراض غاية في الخصوبة والأنهار والأمطار والمنتجة لمحاصيل زراعية متنوعة وعديدة وثروات سمكية وحيوانية هائلة، وبين رؤية ملهمة لمؤسس دبي الحديثة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وهو يبني أكبر ميناء في العالم من صنع الإنسان، ويلحق به منطقة حرة هي اليوم واحدة من أكبر وأشهر وأنجح المناطق الحرة العالمية في منطقة لم يعرف أبناء جيلي باسم «جبل علي» فيها إلا عندما افتتح يرافقه أخوه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، محطة للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية قبل أكثر من 44 عاماً، وتحديداً في الـ8 من نوفمبر من العام 1975، وأجريا أول مكالمة مباشرة من الدولة في اتصال مع العاهل السعودي الراحل الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، بعد أن كانت المكالمات تجري عبر مقسم البحرين. ومرة كنت في محل للألبسة الرياضية بمدينة سان دييجو الأميركية أبحث عن لباس للسباحة، فوجدته ممهوراً بعبارة «صنع في الإمارات». اليوم تحلق مئات الطائرات المدنية من الصناعة الأوروبية والأميركية وأجزاء من هياكلها من صنع الإمارات، وبالقدر الذي تثير فينا العبارة مشاعر الفخر والاعتزاز، فإنها توغر صدور…
الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٩
لم نكن ننظر لشركة البترول الوطنية «أدنوك» على أنها مجرد شركة بل رافعة مهمة من روافع اقتصادنا الوطني، وشريك أساس وفعال في مسيرة الخير والنهضة الشاملة المباركة على أرض إمارات الخير. واليوم تعيد الشركة إعادة كتابة تاريخ الطاقة والمساهمة في دعم اقتصاد البلاد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول، ينقل خلال ترؤسه اجتماع المجلس أمس مباركة ودعم قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لخطط وجهود تطوير قطاع النفط والغاز وزيادة القدرات الإنتاجية فيه، ومساعي شركتنا الوطنية «أدنوك» لاستثمار موارد الطاقة، بما يضمن تحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات وشعبها. شهد الاجتماع التاريخي الإعلان عن «اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي من خلال جهود أدنوك الدؤوبة، والتي أسهمت في تحقيق إنجاز تاريخي تمثل في تقدم دولة الإمارات من المركز السابع إلى السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز، وتعزيز مكانتها مورداً عالمياً موثوقاً لإمدادات دائمة ومستقرة من الطاقة». وشهد الاجتماع قراراً تاريخياً استراتيجياً بإطلاق آلية تسعير جديدة لـ «مربان»، خام النفط القياسي الذي تستخدمه أدنوك لبيع إنتاجها من النفط من الحقول البرية. وكذلك إلغاء القيود الحالية للوجهات على مبيعات «مربان» في خطوة تؤكد متانة ونجاعة…
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٩
سعدنا وكلنا فخر لفوز المعلمة الإماراتية ليلى عبيد سالم اليماحي بجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي، فوز جاء عن جدارة واستحقاق بعد تحقيقها مجموعة من الإنجازات، من بينها تصميم 20 خطة متكاملة البرامج، وإنجاز أكثر من 45 خطة تفصيلية على مدى الأعوام الخمسة الماضية. جاء الإعلان عن الجائزة ضمن فعاليات منتدى «قدوة 2019»، الذي عُقد برعاية راعي الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يولي المعلم والتعليم كل الرعاية والدعم والاهتمام، باعتباره مفتاح بناء الأجيال، والعبور نحو اقتصاد المعرفة ومرحلة ما بعد النفط. نيل ليلى اليماحي الجائزة، تكريم وتقدير لكل معلم ومعلمة إماراتية، المعلمون الذين حرص سموه على توجيه التقدير والامتنان لهم في اليوم العالمي للمعلم، لأنهم أصحاب «عطاء لا يضاهيه عطاء»، و«سطروا علما وبنوا أمة وشيدوا نهضة»، و«ستظل للمعلم منزلة رفيعة في نفوسنا، وجهوده حاضرة في مسيرة البناء والتقدم، وتحية لكل معلم صاغت كلماته بناة الوطن، شكرا لصناع المستقبل». الجائزة تقدير لكل معلم في الميدان التربوي والتعليمي، المعلم الذي أثبت وجوده وكفاءاته العالية، وقبل ذلك إيمانه العميق برسالته ودوره في بناء الأجيال، المعلم الذي صمد وتشبث بعلمه وعمله رغم الرياح العاتية والتجارب المتنوعة التي اجتاحت الميدان، وأصر على دوره كاملاً بكل مسؤولية وإبداع، ولا أدل على ذلك…
السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠١٩
في الأول من أكتوبر 1984 وضع المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حجر الأساس لسد مأرب التاريخي، وشهد افتتاحه بعد اكتماله، مبشرا بعصر جديد من التنمية والاستقرار لليمن، وبما تحمله الخطوة التاريخية من دلالات ضاربة في عمق التاريخ، فالمعلم الذي كان انهياره بعد حادثة السيل العرم عام 570 ق.م، وكان سببا لهجرة القبائل العربية إلى شمال وشرق الجزيرة العربية وغيرها من المناطق سيكون يوما ما عامل ازدهار واستقرار من جديد. كان اعتناء المؤسس، طيب الله ثراه، بهذا المعلم التاريخي ودلالته، يعبر في منظوره البعيد عن نظرته ورؤيته الثاقبة بما يمكن أن تمثله تنمية واستقرار موطن العرب الأول في الأمن والاستقرار في عموم منطقة الخليج والجزيرة العربية. وهي ذات النظرة والقناعة المترسخة لدى قيادتنا الرشيدة. وواكبت دعوات ارتفعت لتأهيل هذا الجزء من منطقتنا ليكون عضوا فاعلا وعمقا لأشقائه في دول المجلس. وعندما أرادت قوى الشر والعدوان ممثلة في إيران وأذنابها من المليشيات الحوثية الانقلابية اختطاف اليمن وعزله عن محيطه الخليجي والعربي وتحويله لمنصة لتهديد أمن واستقرار المنطقة ووكر للجماعات الإرهابية، جاءت المشاركة الإماراتية الفعالة ضمن التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية وإجهاض المخطط العدواني الإيراني. وبموازاة الجهد العسكري والميداني، كان العطاء الإنساني والخيري والتنموي الإماراتي يمتد لمختلف مناطق البلاد من أجل…
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩
اليوم يوم تاريخي في مسيرة إمارات العز والإنجاز والفخر، بانطلاق أول رائد فضاء إماراتي للالتحاق بمحطة الفضاء الدولية، إنجاز يفتخر به كل إماراتي وإماراتية، وكل خليجي وعربي ومسلم وإنسان. هزاع المنصوري يحلق في الفضاء، ومعه كل مشاعر الفخر والاعتزاز بما تمثله الخطوة التاريخية باعتبارها من ثمار رؤية قيادة حكيمة استثمرت في أغلى مورد، إنسان الإمارات. مسيرة الإمارات قد تبدو قصيرة في حسابات الأمم والشعوب، ولكنها عظيمة الإنجازات، زاهية المكتسبات في مقدمتها ما نحصد اليوم، ونحن نرى شباب الوطن في ميادين التميز وساحات وميادين العمل والإنتاج. رحلة هزاع المنصوري تأكيد للحضور الإماراتي المتميز في قطاع الفضاء والصناعات الفضائية الذي بدأ مع تدشين سلسلة الأقمار الصناعية الإماراتية عبر«الياه سات»،و«دبي سات»، و«خليفة سات»، أول قمر صناعي إماراتي بعقول وأياد إماراتية، وتواصل الاستعدادات لإطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ مع حلول اليوبيل الذهبي لقيام دولة العز، إمارات الخير والعطاء في العام2021. طموحات رسمتها قيادة حكيمة وصاغتها إرادة إنسان الإمارات الذي كان دوماً الرهان والأساس منذ بواكير التأسيس. وقد كان عند حسن الظن ومحل الثقة، وعلى قدر الرهان والمسؤوليات المنوطة به. لقد كان البرنامج الفضائي الإماراتي بإدارة وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء متناغماً مع الجهد الدولي من أجل غد أفضل للبشرية. لحظات تاريخية ومشاعر فخر واعتزاز غمرتنا جميعاً ونحن نتابع العد التنازلي من…
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٩
في المحاكم الاعتيادية يصدر القضاة أحكامهم وفق بنود القانون، وبناء على الأدلة المقدمة، وبعد الاستماع لأطراف القضية ومرافعات المحامين.أما في فضاء ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، فلا مجال لأي ترافع بعد أن نصب البعض نفسه قاضياً لإصدار الأحكام،وبصورة قطعية في كل مسألة تعرض اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. وعلى الرغم من دعوات القيادة الرشيدة التي عبرت عنها الرسائل التي أطلقها مع بداية الموسم الجديد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتكليف لجنة لمتابعتها برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والجهد والمبادرات التي ينهض بها المجلس الوطني للإعلام، للارتقاء بخطاب وسائل التواصل الاجتماعي .أقول رغم كل ذلك تابعنا كيف صارت الأمور في تناول تصريح لمعالي ناصر الهاملي،وزير الموارد البشرية والتوطين خلال معرض للتوظيف مع مسؤولين وافدين، وكيف تحول لقضية الساعة في البلاد. طبعاً سيكون كذلك لأنه الملف الأهم الذي توليه قيادتنا الرشيدة أولوية مطلقة وحرصت أن يكون بعهدة سمو الشيخ منصور بن زايد من خلال اللجنة المُشَكلة. الوزير ليس بحاجة لدفاع أي منا، فجهده ملحوظ وملموس منذ انطلاق مبادرة «أبشر» من قبل وزارة شؤون الرئاسة، ويعد أكثر وزير ارتفع في عهده توظيف المواطنين في القطاع الخاص ومعارض وأيام التوظيف. المعادلة المختلة…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
اليوم، يقف ضيوف الرحمن، حجاج بيته العتيق، على صعيد عرفات الطاهر، يحيون الركن الأعظم من الفريضة، وقد جاءوا من كل فج عميق، في مظهر عظيم من مظاهر وحدة المسلمين، لا فرق بين غني وفقير، أو أبيض وأسود، أو عربي وأعجمي، مشاهد عظيمة جليلة تجسد عظمة الدين الذي جمعهم على الوحدانية وحب الخير والسلام. في تلك البقاع الطاهرة، حيث ألقى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، خطبة الوداع، وحدد للمسلمين دستورهم في الحياة، ونزل الوحي الإلهي بالآية الكريمة مؤكداً تمام الرسالة العظيمة، في قوله تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً». في الخِطبَة الشاملة الجامعة، حدد نبينا المصطفى، صلى الله عليه وسلم، قواعد التعامل بين المسلمين، فقال: «إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وكحرمة بلدكم هذا». «أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمُنّ أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ مسلم من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، فلا تظلمُنّ أنفسكم، ألا هل بلغت». وأكد كذلك - عليه أفضل الصلاة والسلام- على صون الأمانة وأدائها، فقال: «وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها». ولعل أعظم أمانة يستحضرها المرء أمانة…
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٩
في عملية نوعية خاطفة لم تستغرق سوى عشر دقائق تمكن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الشقيق خلال الأيام القليلة الماضية، ومن خلال قوات خاصة سعودية ويمنية من القبض على زعيم تنظيم داعش الإرهابي المعروف باسم «أبو أسامة المهاجر» في وكره مع مجموعة من الإرهابيين في الداخل اليمني. كما عثر في ذلك الوكر على كميات من الأسلحة والذخيرة وأجهزة «اللابتوب»، وأخرى إلكترونية وخاصة بتحديد المواقع وللاتصالات الدولية، ومبالغ مالية من عملات مختلفة. وبالتزامن مع هذه العملية النوعية نجحت غارة بطائرة من دون طيار في قتل 5 إرهابيين، من بينهم القيادي البارز في تنظيم» القاعدة» الإرهابي في وكرهم بعزلة الجماجم في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء وسط اليمن. عمليات تكشف حجم الحرب التي يخوضها التحالف العربي لدعم الشرعية في موطن العرب ويعتقد البعض أنها فقط مواجهة عسكرية مع الميليشيات الحوثية الانقلابية الإيرانية، ولكنها حرب شاملة على كل الصعد لاستئصال آفة الإرهاب التي تضرب اليمن بسبب غياب الدولة المركزية وسيطرة تلك الميليشيات المتحالفة مع التنظيمات الإرهابية، والتي ترى فيها خير معين لتنفيذ مخططاتها الإجرامية المدعومة من إيران لتهديد الأمن والاستقرار في منطقتنا واستخدامها كأداة لإطالة أمد الحرب في تلك البلاد، مع تزايد الضغوط الدولية على نظام الملالي والعزلة الكبيرة التي يعيشها مع تنامي السخط الشعبي جراء سياساته التي أوصلت الإيرانيين إلى درك…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٩
رفعت اللجنة المؤقتة لموضوع سياسة الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية في المجلس الوطني الاتحادي مؤخراً توصية لزيادة معاشات قدامى المتقاعدين والذين لم تعد تلبي معاشاتهم التقاعدية احتياجات ومتطلبات الحياة في أدنى متطلباتها. وليس بخافٍ على أحد أن فئات من هذه الشريحة من المواطنين وبالذات من المتقاعدين قبل 2008 باتت تعتمد على الشؤون والجمعيات الخيرية في تدبير أمورها الحياتية. والكثير منهم يتواصلون مع برامج البث المباشر وأعضاء المجلس الوطني لإيجاد حل لمعاناتهم بصورة تعبر عن حرص القيادة الرشيدة على حسن تقدير ما قدموه للوطن. قبل أيام بعثت لي إحدى الأخوات المواطنات رسالة تذكرنا بمعاناة رجال ونساء خدموا الوطن بكل وفاء وإخلاص، ووجدوا أنفسهم بعد ذلك في هذا الوضع جراء ضعف معاشهم التقاعدي، لسبب لا يد لهم فيه سوى لوائح لم تراع مستجدات الحياة وتطورها. ومما لفت نظري في رسالتها الحرص على تقديم حلول لمساعدة قدامى المتقاعدين، وأوضحت أن ترك أوضاعهم دون معالجة يبث حالة من المشاعر السلبية ليس فقط في نفوسهم وإنما كذلك في أبنائهم الذين يرون كيف تُرك آباؤهم وأمهاتهم في حالة من الحاجة بعد الفترة الطويلة التي قضوها في الخدمة الحكومية وتركهم في مرمى تلك العبارة القاسية «مت قاعداً». كما دعت الجهات والهيئات المختصة والمعاشات لأن تغادر القفص الذي حصرت نفسها داخله والذي لا يتجاوز متابعة الأوراق وتحديث البيانات…