الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩
اليوم يوم تاريخي في مسيرة إمارات العز والإنجاز والفخر، بانطلاق أول رائد فضاء إماراتي للالتحاق بمحطة الفضاء الدولية، إنجاز يفتخر به كل إماراتي وإماراتية، وكل خليجي وعربي ومسلم وإنسان. هزاع المنصوري يحلق في الفضاء، ومعه كل مشاعر الفخر والاعتزاز بما تمثله الخطوة التاريخية باعتبارها من ثمار رؤية قيادة حكيمة استثمرت في أغلى مورد، إنسان الإمارات. مسيرة الإمارات قد تبدو قصيرة في حسابات الأمم والشعوب، ولكنها عظيمة الإنجازات، زاهية المكتسبات في مقدمتها ما نحصد اليوم، ونحن نرى شباب الوطن في ميادين التميز وساحات وميادين العمل والإنتاج. رحلة هزاع المنصوري تأكيد للحضور الإماراتي المتميز في قطاع الفضاء والصناعات الفضائية الذي بدأ مع تدشين سلسلة الأقمار الصناعية الإماراتية عبر«الياه سات»،و«دبي سات»، و«خليفة سات»، أول قمر صناعي إماراتي بعقول وأياد إماراتية، وتواصل الاستعدادات لإطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ مع حلول اليوبيل الذهبي لقيام دولة العز، إمارات الخير والعطاء في العام2021. طموحات رسمتها قيادة حكيمة وصاغتها إرادة إنسان الإمارات الذي كان دوماً الرهان والأساس منذ بواكير التأسيس. وقد كان عند حسن الظن ومحل الثقة، وعلى قدر الرهان والمسؤوليات المنوطة به. لقد كان البرنامج الفضائي الإماراتي بإدارة وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء متناغماً مع الجهد الدولي من أجل غد أفضل للبشرية. لحظات تاريخية ومشاعر فخر واعتزاز غمرتنا جميعاً ونحن نتابع العد التنازلي من…
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٩
في المحاكم الاعتيادية يصدر القضاة أحكامهم وفق بنود القانون، وبناء على الأدلة المقدمة، وبعد الاستماع لأطراف القضية ومرافعات المحامين.أما في فضاء ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، فلا مجال لأي ترافع بعد أن نصب البعض نفسه قاضياً لإصدار الأحكام،وبصورة قطعية في كل مسألة تعرض اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. وعلى الرغم من دعوات القيادة الرشيدة التي عبرت عنها الرسائل التي أطلقها مع بداية الموسم الجديد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتكليف لجنة لمتابعتها برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والجهد والمبادرات التي ينهض بها المجلس الوطني للإعلام، للارتقاء بخطاب وسائل التواصل الاجتماعي .أقول رغم كل ذلك تابعنا كيف صارت الأمور في تناول تصريح لمعالي ناصر الهاملي،وزير الموارد البشرية والتوطين خلال معرض للتوظيف مع مسؤولين وافدين، وكيف تحول لقضية الساعة في البلاد. طبعاً سيكون كذلك لأنه الملف الأهم الذي توليه قيادتنا الرشيدة أولوية مطلقة وحرصت أن يكون بعهدة سمو الشيخ منصور بن زايد من خلال اللجنة المُشَكلة. الوزير ليس بحاجة لدفاع أي منا، فجهده ملحوظ وملموس منذ انطلاق مبادرة «أبشر» من قبل وزارة شؤون الرئاسة، ويعد أكثر وزير ارتفع في عهده توظيف المواطنين في القطاع الخاص ومعارض وأيام التوظيف. المعادلة المختلة…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
اليوم، يقف ضيوف الرحمن، حجاج بيته العتيق، على صعيد عرفات الطاهر، يحيون الركن الأعظم من الفريضة، وقد جاءوا من كل فج عميق، في مظهر عظيم من مظاهر وحدة المسلمين، لا فرق بين غني وفقير، أو أبيض وأسود، أو عربي وأعجمي، مشاهد عظيمة جليلة تجسد عظمة الدين الذي جمعهم على الوحدانية وحب الخير والسلام. في تلك البقاع الطاهرة، حيث ألقى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، خطبة الوداع، وحدد للمسلمين دستورهم في الحياة، ونزل الوحي الإلهي بالآية الكريمة مؤكداً تمام الرسالة العظيمة، في قوله تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً». في الخِطبَة الشاملة الجامعة، حدد نبينا المصطفى، صلى الله عليه وسلم، قواعد التعامل بين المسلمين، فقال: «إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وكحرمة بلدكم هذا». «أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمُنّ أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ مسلم من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، فلا تظلمُنّ أنفسكم، ألا هل بلغت». وأكد كذلك - عليه أفضل الصلاة والسلام- على صون الأمانة وأدائها، فقال: «وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها». ولعل أعظم أمانة يستحضرها المرء أمانة…
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٩
في عملية نوعية خاطفة لم تستغرق سوى عشر دقائق تمكن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الشقيق خلال الأيام القليلة الماضية، ومن خلال قوات خاصة سعودية ويمنية من القبض على زعيم تنظيم داعش الإرهابي المعروف باسم «أبو أسامة المهاجر» في وكره مع مجموعة من الإرهابيين في الداخل اليمني. كما عثر في ذلك الوكر على كميات من الأسلحة والذخيرة وأجهزة «اللابتوب»، وأخرى إلكترونية وخاصة بتحديد المواقع وللاتصالات الدولية، ومبالغ مالية من عملات مختلفة. وبالتزامن مع هذه العملية النوعية نجحت غارة بطائرة من دون طيار في قتل 5 إرهابيين، من بينهم القيادي البارز في تنظيم» القاعدة» الإرهابي في وكرهم بعزلة الجماجم في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء وسط اليمن. عمليات تكشف حجم الحرب التي يخوضها التحالف العربي لدعم الشرعية في موطن العرب ويعتقد البعض أنها فقط مواجهة عسكرية مع الميليشيات الحوثية الانقلابية الإيرانية، ولكنها حرب شاملة على كل الصعد لاستئصال آفة الإرهاب التي تضرب اليمن بسبب غياب الدولة المركزية وسيطرة تلك الميليشيات المتحالفة مع التنظيمات الإرهابية، والتي ترى فيها خير معين لتنفيذ مخططاتها الإجرامية المدعومة من إيران لتهديد الأمن والاستقرار في منطقتنا واستخدامها كأداة لإطالة أمد الحرب في تلك البلاد، مع تزايد الضغوط الدولية على نظام الملالي والعزلة الكبيرة التي يعيشها مع تنامي السخط الشعبي جراء سياساته التي أوصلت الإيرانيين إلى درك…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٩
رفعت اللجنة المؤقتة لموضوع سياسة الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية في المجلس الوطني الاتحادي مؤخراً توصية لزيادة معاشات قدامى المتقاعدين والذين لم تعد تلبي معاشاتهم التقاعدية احتياجات ومتطلبات الحياة في أدنى متطلباتها. وليس بخافٍ على أحد أن فئات من هذه الشريحة من المواطنين وبالذات من المتقاعدين قبل 2008 باتت تعتمد على الشؤون والجمعيات الخيرية في تدبير أمورها الحياتية. والكثير منهم يتواصلون مع برامج البث المباشر وأعضاء المجلس الوطني لإيجاد حل لمعاناتهم بصورة تعبر عن حرص القيادة الرشيدة على حسن تقدير ما قدموه للوطن. قبل أيام بعثت لي إحدى الأخوات المواطنات رسالة تذكرنا بمعاناة رجال ونساء خدموا الوطن بكل وفاء وإخلاص، ووجدوا أنفسهم بعد ذلك في هذا الوضع جراء ضعف معاشهم التقاعدي، لسبب لا يد لهم فيه سوى لوائح لم تراع مستجدات الحياة وتطورها. ومما لفت نظري في رسالتها الحرص على تقديم حلول لمساعدة قدامى المتقاعدين، وأوضحت أن ترك أوضاعهم دون معالجة يبث حالة من المشاعر السلبية ليس فقط في نفوسهم وإنما كذلك في أبنائهم الذين يرون كيف تُرك آباؤهم وأمهاتهم في حالة من الحاجة بعد الفترة الطويلة التي قضوها في الخدمة الحكومية وتركهم في مرمى تلك العبارة القاسية «مت قاعداً». كما دعت الجهات والهيئات المختصة والمعاشات لأن تغادر القفص الذي حصرت نفسها داخله والذي لا يتجاوز متابعة الأوراق وتحديث البيانات…
السبت ٢٥ مايو ٢٠١٩
تتوالى الأيام والسنون، ويظل الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، متربعاً على القلوب وحاضراً في الوجدان ومتواجداً بقوة، خالداً في التاريخ. بصماته خالدة وأياديه البيضاء ساطعة حيثما بلغ الجود الإماراتي، وأينما ولى المرء وجهه. ليس في الإمارات وحسب وإنما في مشارق الأرض ومغاربها، حيث تشهد صور العطاء برؤية وفلسفة رجل قلما يجود بمثله الزمان، ونظرته للإنسان، وكذلك الثروة التي يرى بأن لا طائل منها ما لم تُسخر لأجل الإنسان. من هذه الرؤية تواصل نهج الخير الإماراتي الذي وضع إمارات الخير والعطاء في صدارة الدول الأكثر تقديماً للمساعدات، وتحقق المرتبة الأولى لسنوات متتالية. يوم زايد للعمل الإنساني، اختاره أبناء الإمارات ليعبروا فيه عن الوفاء للقيم النبيلة الراقية التي غرسها زايد في قلوبنا، ووفاء لنهج اختاره لبلاده، ومضت على مساره قيادتنا الرشيدة، وتحولت معها الإمارات عاصمة للإنسانية، ومنارة شامخة ساطعة للعمل الخيري والإنساني. لقد حرص أبناء الإمارات على تحويل ذكرى رحيل زايد عن دنيانا الفانية إلى يوم لإطلاق مبادرات خيرية وإنسانية تكرس النهج الذي اختاره للإمارات، وترسيخ عمل الخير وإسعاد من تكالبت عليهم صروف الدهر ومن هم في مجتمعات هشة تعاني الفاقة والجدب. وقد كانت نظرته -طيب الله ثراه- لعمل الخير ومساعدة الآخرين تقوم على تقديم العون والمساعدة وإغاثة الملهوف من دون تمييز أو تفريق بسبب اللون…
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٩
بالقدر الذي يسعد فيه الجميع بهطول الأمطار، لما تمثله من رحمة وخير عميم، وبالذات على المزارعين، والبلاد عامة، ولما تسهم فيه من زيادة الموارد المائية والجوفية منها تحديداً، أقول بذات القدر هناك جهات أخرى تعيش حالة طوارئ على مدار الساعة للتعامل مع ما ينجم عن هذه الأمطار بحكم مسؤولياتها في التعامل معها، وهناك آخرون ممن يعتريهم القلق من تجمع المزن وتساقط الغيث، وهم الذين لم يقوموا بعملهم كما يجب لتجيء المياه الغزيرة لتغسل، وتكشف ما أرادوا إخفاءه من تقصير في تنفيذ أعمالهم على أكمل وجه، وفي مقدمة هؤلاء، بعض النوعية من المقاولين الذين لا يوفون بعهودهم، فترى أعمالهم تتكشف أمام الجميع، سواء أولئك الذين ينفذون شبكات التصريف، أو الطرق أو الدور السكنية. ما قاموا به من أعمال غير مطابقة لما تعهدوا به ينكشف أمام أول اختبار في مثل هذه الظروف والأحوال. خلال الأيام القليلة الماضية، كانت معظم مناطق البلاد واقعة تحت تأثير تغييرات في الطقس، وشهدت هطول أمطار غزيرة ومتوسطة، وقد تعاملت مع تداعياتها الدوائر المختصة بكل كفاءة واقتدار، لا سيما البلديات ودوريات المرور بحكم الخبرات المتراكمة، وكذلك تطور الاستجابة للطوارئ وتدريبات حسن الاستعداد لها. واقعة سقوط أجزاء من بناية سكنية قديمة في سوق رأس الخيمة وطريقة الإخلاء وإيواء سكانها، تكشف القدرات الاحترافية لرجال الدفاع المدني وشركائهم في الطوارئ والأزمات،…
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩
تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية شهادات قيمة للتاريخ حول أحداث ووقائع على صلة مباشرة بمنطقتنا، شهادات قيمة تستمد أهميتها من راويها والمشارك فيها الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات السعودية وأمين عام مجلس الأمن الوطني السابق في المملكة العربية السعودية الشقيقة وسفيرها الأشهر لدى الولايات المتحدة الذي أمضى زهاء ربع قرن في ذلك المبنى الزاهي الذي تحيط به الأشجار والمساحات الخضراء الكائن في 601 نيوهمشاير أفنيو واشنطن دي سي. من بين روايات الأمير بندر بن سلطان لـ«الاندبندنت العربية» يبرز الموقف التاريخي الذي قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية: إنه كان شاهداً عليه، خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض عام 2014 عندما أنقذ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ تميم بن حمد أمير قطر من مواجهة عاصفة مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بسبب سياسات قطر. قال الأمير بندر في روايته للتاريخ عن تلك الجلسة: «شعر الوفد الإماراتي، وتحديداً ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن الاجتماع قد يخرج عن مساره بسبب تراجع الشيخ تميم، ويروي الأمير بندر ما حدث مكملاً:«كان الوفد الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد، ويرافقه الشيخ محمد بن زايد. وقام الشيخ محمد بن زايد إلى الشيخ تميم، وهمس في…
الثلاثاء ٠١ يناير ٢٠١٩
ينبلج اليوم فجر يوم جديد وعام جديد، يسطع بنوره وضيائه وسط أمانٍ وتمنيات سعيدة تغمر القلوب الطيبة العامرة بالمحبة وحب الآخرين بأن يكون عاماً سعيداً، يعم فيه الخير والسلام العالم. الإمارات تستقبل العام الجديد، وقد ارتأت قيادتنا الرشيدة أن تطلق عليه عام التسامح، ويحل في أعقاب «عام زايد» الذي صادف مئوية قائد قلما يجود الزمان بمثيله، تشهد كل حبة رمل على عطاياه، ويشهد العالم من أقصاه لأقصاه على طيب سجاياه. عام كامل حفل بالمبادرات والفعاليات المتعددة الخاصة بترسيخ قيم الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وستظل تلك القيم نبراساً يضيء لنا الطريق، لأنها بوصلتنا في الحياة ومسيرة البناء. لقد كان التسامح أحد أبرز وأهم قيم وإرث المؤسس، ميز إمارات المحبة والعطاء، وجعل منها واحة للمحبة والتسامح، وهي تحتضن الملايين من البشر من مختلف أنحاء العالم، يعيشون ويعملون ويساهمون جنباً إلى جنب مع مواطنيها في تعزير نهضة البلاد ومنجزاتها ومكتسباتها، وتوطيد القيم الحضارية والإنسانية التي تقوم عليها. من منارة المحبة ونبع حكمة زايد حكيم العرب تسطع أضواء مبادرات عام التسامح مع إطلالة العام الجديد لتذكر الأجيال والمجتمعات بروح التسامح الذي يمثل الأرضية التي تزدهر بها الأوطان، وتستوعب معها الاختلافات لتصهرها وتجعل منها قوة دفع إيجابية للبناء والتعمير، لتقدم للعالم أنموذجاً تنموياً ملهماً يعد مثالاً…
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨
احتضنت «دانة الدنيا» أمس الدورة الثالثة من قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب برعاية كريمة من فارس المبادرات والإيجابية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وفي كل ملتقى تحتضنه الإمارات، تتجلى الغاية السامية لتوحيد الرسالة ورص الصفوف وتوظيف الطاقات من أجل الخير ولصالح الإنسانية، ومنذ أن فرضت مواقع التواصل الاجتماعي نفسها على المشهد الإعلامي في عالم نحن جزء منه، برز مصطلح «مؤثر» الذي لم نتفق بعد - رغم كل هذه السنوات- على تحديد «المؤثر» من غيره، هل يستمد صفته من عدد المتابعين له أو من موقعه السياسي والاجتماعي ومنصبه الوظيفي أو علمه وخبراته. ومن أثر غياب المعايير تجد البعض يعتبر نفسه «مؤثراً» لمجرد وصول عدد متابعيه لرقم معين رغم الشكوك التي تحيط بمثل هذه المزاعم، خاصة بعد انتشار ظاهرة «بيع وشراء» المتابعين: الوهميين، ودفع بالكثير من المواقع لمراجعة النمو والارتفاع المفاجئ لمتابعي بعض الحسابات. ومع كل ملتقى من هذا النوع، يبرز كذلك السؤال المتكرر حول تقدم الإعلام الجديد وأدواته، وفي مقدمتها «التواصل الاجتماعي» على حساب ما يسمى «الإعلام التقليدي» والذي يعتقدون أنه في طريقه للانقراض بينما تؤكد الأحداث أنه لا يزال في الصدارة، والدليل أن أبرز القضايا على اختلاف مستوياتها كانت هذه الوسائل التي يرونها «تقليدية» هي المواكب لها…
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨
أحيت الإمارات خلال الأيام الماضية اليوم العالمي للتسامح، على طريقتها الخاصة، من خلال فعاليات عدة استُهلت بمهرجان وطني انطلق من حديقة «أم الإمارات» في أبوظبي، تقدمه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، واختتمت بقمة عالمية في «دانة الدنيا»، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور أكثر من ألفي شخصية من مختلف أنحاء العالم، وافتتحت بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، الذي يعد أول وزير في العالم يتولى هذه الحقيبة الوزارية التي ترى فيها الإمارات رسالة إنسانية عالمية. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالمناسبة حرص الدولة على ترسيخ مكانة الإمارات كعاصمة للتسامح والتعاون الإيجابي، وانطلاقاً من ذلك الحرص جاء الإعلان عن مبادرتها بتأسيس تحالف عالمي للتسامح. جاءت الفعاليات الإماراتية المكثفة للاحتفاء باليوم العالمي في رحاب العام الذي خصص لتخليد مئوية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجل الذي أدرك بفطرته ونظرته الثاقبة هذه القيمة الإنسانية الرفيعة للمجتمعات وأثرها في تحقيق التعايش والوئام وصولاً للاستقرار والرخاء والازدهار. وبالمقابل، شاهدنا النكبات والويلات التي توالت على المجتمعات التي تفتقر لقيم التسامح، حيث طغى وتمدد فيها التطرف والإقصاء والتهميش لتغوص في أوحال…
الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨
قامت دائرة النقل في أبوظبي مؤخراً بتفعيل خدمة مشاركة السيارات على تطبيق«درب» الخاص بها، وهي خدمة تتيح لمستخدميها من الموظفين والعاملين عرض سياراتهم للمشاركة مع أشخاص يرغبون للتوجه لنفس وجهة صاحب المركبة كونهم لا يريدون استخدام مركباتهم، أو لا يملكون مركبة في الأساس. ويساعد التطبيق الطرفين للاتفاق على أماكن الالتقاء والتنسيق فيما بينهما حول تفاصيل «التوصيلة». قالت الدائرة على موقعها الإلكتروني في معرض إبراز مزايا الخدمة الجديدة والتطبيق، إنه يضمن حماية البيانات والمعلومات التي يتم مشاركتها، ويتيح مزايا عدة، منها تخفيف الضغط النفسي الذي يكابده يومياً الباحث عن وسيلة نقل، وكذلك يزيد من فرص التواصل الاجتماعي بين الموظفين، والتخفيف من الازدحام المروري خلال ساعات الذروة، ناهيك عن الجانب الاقتصادي في المسألة والمتعلق بتقليل تكلفة المواصلات على المستفيدين من الخدمة، وبالذات لصاحب المركبة من حيث تكلفة الوقود والاستهلاك. الخدمة كانت موجودة قبل زمن«التطبيقات الذكية»، خاصة بين الموظفين والعاملين القاطنين في مناطق قريبة من بعض، ويعملون في جهة واحدة. ولكن مثل هذه النوعية من الخدمات ارتفع الطلب عليها لاعتبارات ومستجدات غير خافية على الجميع، وفي مقدمتهم الدائرة نفسها التي تدرك قبل غيرها أن ارتفاع أسعار سيارات الأجرة جعلها فوق متناول شرائح واسعة في المجتمع، وبالذات العمالة الذين يقبلون على الحافلات العامة، والتي يتسبب تباعد تقاطرها ومحدوديتها في ظهور ممارسات غير قانونية تلاحقها…