الأحد ٣١ يوليو ٢٠١٦
في خطابه أمام مجلس الشعب في حزيران (يونيو) الماضي، حذر الرئيس السوري بشار الأسد غريمه التركي رجب طيب أردوغان من أن «حلب ستكون المقبرة التي يدفن فيها أحلام مشروعه الإخواني». الأرجح أن بشار لم يكن يتوقع أن يتحول ذلك التهديد الى واقع بهذه السرعة، لو لم تسعفه ذيول الانقلاب التركي الفاشل في الداخل، والهجمة الروسية المتقدمة لـ «إنجاز» معركة حلب، في غفلة عن العالم المنشغل بهمومه الإرهابية، وعن الولايات المتحدة المنشغلة بمعركتها الانتخابية. للمقاتلين على الجبهة أن يؤكدوا إذا كان انحسار الدعم التركي هو الذي أدى الى انهيار قدرتهم على الصمود في حلب، لكن الأكيد أن محاولة الانقلاب التركي دفعت أردوغان الى تحويل اهتمامه الى مشاكل بيته في الداخل، ولم تعد الأزمة السورية ومشاغلها في قمة أولوياته، كما أنه صار مضطراً الى مهادنة غريمه القديم فلاديمير بوتين، الذي سيزوره أردوغان في سان بطرسبورغ في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ولا شك في أن أردوغان سينال التهنئة على تخفيف حدة اهتمامه بسورية وبمصير الأسد، وكل هذا في وقت تزداد العلاقة التركية الأميركية تدهوراً، وليس ما يشير الى أن فتح الله غولن سيركب الطائرة قريباً في طريقه الى سجون أردوغان. حتى الهم الكردي الذي كان يشغل أردوغان تراجع الآن الى المرتبة الثانية، فيما يتوسع نفوذ الفصائل الكردية في الشمال السوري على الحدود…
الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦
قد يكون العام المقبل عام النساء بامتياز. رئيسة للوزراء في لندن. أمينة عامة للأمم المتحدة في نيويورك، مع ارتفاع أسهم هيلين كلارك رئيسة حكومة نيوزيلاندا السابقة ومنافستها الأبرز المديرة الحالية لـ «يونسكو» إيرينا بوكوفا لخلافة بان كي مون. استمرار إنغيلا مركل في منصبها مستشارة في برلين (آخر استفتاء يمنحها 59 في المئة من الأصوات)، حيث مركز الثقل الذي لا يدير الاقتصاد الألماني وحده، بل يمسك أيضاً بقدر كبير من القرار الاقتصادي الأوروبي. وفوق ذلك، وربما قبل ذلك، هناك الاحتمال الأرجح لوصول هيلاري كلينتون، أول سيدة إلى البيت الأبيض، وأيضاً مع احتمال أن تكون عضو مجلس الشيوخ إليزابيث وارن على لائحة كلينتون كنائب لها. يمكن أن يضاف إلى السلسلة أيضاً، إذا شئتم مزيداً من التفصيل، مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، التي جاءت الى هذا المنصب نتيجة التصرف النزق لسلفها دومينيك ستراوس كان، وتحرّشه بخادمة فندق في نيويورك، والذي كان يمكن ان يكون اليوم رئيساً لفرنسا لو لم تطح به تلك الفضيحة. كما يمكن ان تضاف المدعية العامة الأميركية لوريتا لينش التي تلعب دوراً مهماً في مواجهة المد العنصري الذي يعصف بالولايات المتحدة، والذي شهدنا آخر فصوله في دالاس قبل يومين، وهو المد الذي لم ينجح في الحد منه حتى وصول اول رئيس أسود البشرة الى البيت الأبيض. طبعاً، مرت على…
الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠١٦
الاتهامات تنطلق في كل اتجاه بعد التفجير المريع الذي ضرب حي الكرادة في بغداد وتفوّق بعدد الضحايا وفظاعة الجريمة على ما سبقه منذ الغزو الأميركي قبل 13 سنة. ولأن الاتهامات لا تستند، حتى الآن، إلى أي حجة أمنية أو قانونية، فإنها تأخذ وجهة مصلحية بحسب هوية من يطلقونها. وهكذا، في مناخ التفكك السياسي والأمني والمذهبي الذي يضرب بلاد الرافدين، ليس صعباً أن تجد بين أبناء الكرادة من يتهم الفصائل والتنظيمات والعشائر السنّية، وليس تنظيم «داعش» وحده، مثلما لا يُستبعد أن تجد بين السنّة من يتهم تنظيمات شيعية بارتكاب التفجير بهدف استغلاله لتوجيه تهمة الإرهاب اليهم. وفي مناخ الاحتشاد المذهبي هذا خرجت أصوات محسوبة على ائتلاف «دولة القانون» الذي يقوده رئيس الحكومة السابق نوري المالكي تطالب بمنع دخول أبناء محافظة الأنبار إلى بغداد، باعتبار انهم متّهمون بالجملة بدعم الإرهابيين أو بالتستر عليهم. مع أن حكومة المالكي الطيبة الذكر كانت هي التي تخلت عن حماية أهل الموصل وأبناء الأنبار وتركتهم فريسة بين يدي «داعش»، عندما انسحب الجيش العراقي من تلك المناطق ولم يقم بواجبه في حماية أهلها. في كل الحالات، تظل وقائع الحدث العراقي هي الأفضل للحكم على الأمور. فتفجير الكرادة يأتي في ظل حملة عسكرية يقودها الجيش العراقي بالتعاون مع «الحشد الشعبي» الذي يعتبر كثيرون من المراقبين والمعنيين بالشأن العراقي أنه…
الأربعاء ٢٠ أبريل ٢٠١٦
سوف تحتاج القيادات الخليجية إلى قدر كبير من الدبلوماسية لتتجنب فتح الملفات الساخنة والعالقة مع الرئيس باراك أوباما خلال لقاءاتها به هذا الأسبوع. فهذه القمة الخليجية الأميركية هي قمة وداعية بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، الذي ينهي ولايته بعد تسعة أشهر، مما يعني أنه لم يعد مناسباً ولا مفيداً السعي من جانب دول الخليج إلى إحداث أي تغيير في سياسات هذه الإدارة التي أثرت سلباً على العلاقات التاريخية بين الجانبين، وخصوصاً على عنصر الثقة الذي كان يحكم هذه العلاقات. في كثير من الملفات المتصلة بأزمات المنطقة أثبتت إدارة أوباما أنها ليست شريكاً صادقاً ولا فاعلاً. من الأزمة السورية إلى العلاقات مع إيران، إلى الحرب على التنظيمات الإرهابية، أظهرت هذه الإدارة عجزاً فاضحاً أخذت تغطّيه وتحاول تبريره بإلقاء الاتهامات على الآخرين. في سورية، أغرقت الشعب السوري في أكبر مأساة يواجهها في تاريخه الحديث، من خلال دعواتها المتكررة في البداية إلى سقوط النظام وتحديدها المواعيد لذلك، ثم تخلّيها الفاضح عن المعارضة، التي أخذ أوباما يتهكم على قادتها بقوله إنهم مجموعة من الأطباء والمهندسين والفلاحين، لن يسمح لهم النقص في خبراتهم القتالية بهزيمة النظام. وفي قضية العلاقات مع طهران أظهر أوباما تجاهلاً خطيراً لأهداف السياسة الإيرانية وأطماعها في المنطقة، على رغم تصريحات المسؤولين الإيرانيين أنفسهم وسلوكهم المعادي ضد الدول المجاورة. ثم أخذ يدعو القادة…
الجمعة ١١ مارس ٢٠١٦
خصومه يسمونه أحمدي نجاد الأميركي أو كيم يونغ أون، الزعيم «المحبوب» لكوريا الشمالية، ويتحسّرون على المصير الذي بلغته الولايات المتحدة حتى صار مهرجٌ مثل دونالد ترامب قادراً على تصدّر الصفوف والتقدم على سائر المرشحين من الحزب الجمهوري للفوز بترشيح هذا الحزب للبيت الأبيض. كثيرون في الولايات المتحدة وخارجها، وخصوصاً في عواصم الدول الحليفة، يبحثون في «ظاهرة ترامب» وأيديهم على قلوبهم. مجلة «در شبيغل» الألمانية التي لا تضع عناوينها اعتباطاً، وصفت ترامب بأنه «أخطر رجل في العالم». وخطر الرجل يكمن في أنه إذا وصل إلى البيت الأبيض، سوف تكون إصبعه على الزر النووي، وهو زر لم يخطر في بال كثيرين أنه يمكن أن يكون يوماً ما في يد شخص أحمق أو مهرج، أو محتال في أحسن الأحوال. هل هو إرث باراك أوباما وما فعله بالمعنويات الأميركية حول العالم، الذي يدفع الأميركي العادي إلى هذا الخيار الانتحاري البائس، خيار الوقوف خلف مرشح تحوّل «مسخرةً» وموضع استهزاء من الجميع، أم أنها النقمة على المؤسسة الأميركية تدفع إلى الاصطفاف وراء رجل يفاخر بأنه من خارج المؤسسة، وقادر على أن يلقي خطاباً مغايراً لكل المقاييس السياسية التقليدية. هذا السؤال لا يطرحه فقط ليبراليون أميركيون أو خصوم للرجل من داخل الحزب الجمهوري الذي يقول إنه سوف يرشّح نفسه باسمه، بل أصبحت تطرحه دول غربية حليفة للولايات…