السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦
وصل بعض الكتّاب العرب مؤخراً لقناعة بأن مشاكل بلدانهم لن تُحل إلا عندما يحلّوا هم –الكتّاب- مشاكل الداخل السعودي، وهي فكرة مستنسخة من (تنظيم القاعدة) الذي يفجّر في الرياض بنيّة تحرير بيت المقدس. آخر هذه النماذج كاتبة عربية لم تبقِ في قاموس شتائمها مفردةٍ دون حدود الأدب إلا رمت بها المملكة حكومة وشعباً، ثم فجأة (تحجّبت) واكتشفت أن السعودية هي مركز العالم الإسلامي وهي أمل الأمة (الأمة: المُصطلح الذي يُرسّخ بصفته يأتي قبل الوطن)، هذه (الزميلة جداً) طالبت بتطهير -(هكذا!)- السعودية من الكيان الموازي الذي تصفه بليبرالي صفوي لا ديني، ورأت أن ذلك واجب الوقت وجزء من مرحلة الإعداد، إعداد ماذا؟ ولمن؟ لا أدري! هذه الزميلة تقيم في دولة عربية بعض مكوناتها ينتسبون (علانية) للتيارات التي تطلب تطهيرها في السعودية، وهذا –إذا أحسنّا الظن- هو منطق تنظيم القاعدة، فهي تصنّف السعوديين وتطالب (بتطهير) السعودية منهم كي يتسنى لها بعد ذلك أن تنتقد الصفويين والليبراليين في بلدها وتطالب بتطهيرهم، ولم يكن المُلفت هو كلامها فقد اعتدنا من بعض الكتّاب العرب المواقف المتقلبة حسب بورصة (الاستكذاب) في إعلامنا، وليس المُلفت أيضاً إصرار بعضنا على صناعة (باري عطوان) في كل عام، لكن المُلفت هو استماتة بعض الكتّاب والحقوقيين السعوديين في الدفاع عنها، فيما هي أصلاً لم ترَ ما يستحق الدفاع عنه، فأوردت إحصائية…
الخميس ١٠ سبتمبر ٢٠١٥
تناقلت الصحف السعودية يوم الاثنين 7 سبتمبر الحالي مقال مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الأمير صاحب الكاريزما الشعبية والرسمية التي لها الكثير من الحضور في وجدان المواطن السعودي العادي والمثقف على حد سواء.ما يميز خطاب الأمير في هذا المقال هو إدراكه لأهمية المرحلة وحاجتها لخطاب شفاف وواضح وصريح يجيب على كثير من الأسئلة الضرورية والملحة التي تنتظر إجابات تبتعد عن اللغة الدبلوماسية ولعبة المجازات، لذا أتى خطاب سموه كمسؤول يدرك أهمية وضع النقاط على الحروف، رغم أنه الشاعر الفذ الذي يستطيع أن يجعل المجاز يقول ولا يفصح، لكنه اختار أن يكون خطابه ليس للنخب وقراء ما وراء السطور، بل خطابا عاما موجها للمواطن والمسؤول، فالمقال بدءا من العنوان (لا تتباكوا.. حولوا المشكلة إلى حل) بدأ يفرك الجُرح جيدا، فسمو الأمير وجّه الخطاب إلى الجميع، وهذا توجه الدولة الذي اختزله سموه بهذا العنوان، أي إن المسؤول - أيا كانت مسؤوليته - مطلوب منه أن يحل المشكلة وليس أن ينتظر حلولا من الحكومة يقوم بتنفيذها، ولعل المثال الذي طرحه سموه في سعر النفط هو خير مثال، فالجميع من محللين اقتصاديين واستراتيجيين وماليين وغيرهم متفقون على وجود مشكلة، لكن لم يطرح أحد منهم حلولا واكتفوا بالتباكي - كما وصفه سموه - وكادوا أن يقنعوا…
الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٣
كنت ومازلت أتمنى عودة الدكتورة حياة سندي ولكن ليس لمجلس الشورى، ليس تقليلاً مما ستضيفه للمجلس ولا انتقاصاً من علمها، بل كانت أمنيتي أن تعود بمختبرها وأبحاثها التي لن تكلّفنا قيمة «ربع منقيّة» وأقل من راتب «ريكارد» لموسم واحد. حياة «حمامة مكة» التي اعتادت التحليق في فضاءات العلم والفكر أخشى أن تجعلها بيروقراطيتنا العتيقة تكتشف «الهديل» بداخلها! أعتذر عن تشاؤمي، لكنني قرأت قبل قليل أن تعيينها بالمجلس كان «تقديراً» لإنجازاتها.. قلتُ: بل «طمعاً» بإنجازها فمثلها لا يفشل! المصدر: صحيفة الشرق