الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
في مقالته أمس في «الشرق»، لامس الزميل أحمد عدنان مشكلة «وطنية» من الخطأ ألا نستمر في الكتابة عنها. في مقالته «العنصرية والوحدة الوطنية» تذكير صادق بخطورة النعرات والمواقف العنصرية التي تزيد حدتها وقت الأزمات. نحن اليوم أمام تحديات داخلية وإقليمية خطرة جداً ومن الحكمة إغلاق أبواب الفتنة -أياً كانت مصادرها- التي قد تهدد وحدتنا الوطنية. إننا كثيراً ما نفاخر بوحدتنا الوطنية كواحد من أهم منجزاتنا الكبرى. ونعرف أن أعداء الوطن، في إيران أو في نظام الأسد، يراهنون كثيراً على تفتيت وحدتنا الوطنية وإعادتنا إلى حروب داحس والغبراء. وبعض الجهلة بيننا وباسم الوطن والوطنية يشقون الصف بنعراتهم العنصرية. هذا التنوع، في المناطق والمذاهب والآراء، الذي يستخدمه بعض الجهلة بيننا لشتيمة كل من يختلفون معه في الرأي هو في الواقع مصدر قوة. وهو الذي بسببه نفاخر بحجم المنجز الوطني العملاق الذي قاده المؤسس وضحى من أجله الأجداد. وهؤلاء الذين يعايرون الناس بأشكالهم أو أصولهم أو لهجاتهم أو مناطقهم أو مذاهبهم أو توجهاتهم الفكرية إنما يسيئون للوطن ويفتحون مزيداً من أبواب الفرقة والضعف. الوحدة الوطنية خط أحمر في نقاشاتنا واختلافنا. وبغض النظر عمن يتطاول على هذا المنجز، سواء كان متطرفاً سنياً أو متطرفاً شيعياً، جاهلاً يضع «الوطنية» شعاره، أو مثقفاً لا يدرك خطورة اللعب حول خطوط الوطن الحمراء، تبقى الحاجة ماسّة لوضع قوانين صارمة…
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢
كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات يصف نظام حافظ الأسد بالبعث العلوي. وكان حافظ الأسد، بدهائه، يستغل فكرة البعث، واندفاع من حوله حينها بطروحات القومية العربية، لتمكين طائفته من مفاصل الأمن والجيش. وفعلاً تحولت فكرة البعث تدريجياً إلى حكم طائفي ثم عائلي يحتمي بالطائفة. ثم استغل النظام قبضته الأمنية وسيطرته على كل مفاصل الدولة لتحريض الأقليات في سوريا ضد الغالبية السنية. ولا غرابة أن تسمع مسيحي سوري يعبر عن خشيته اليوم من سقوط نظام الأسد لأن السنة سيرتكبون المجازر ضد الأقليات غير السنية. هكذا فكرة رسخها خطاب بشار الأسد وبدأ يقتنع بها – للأسف – غالبية من ينتمي لطوائف غير سنية. وكذبة العروبة التي يزعم نظام الأسد أنه حامي حماها تنكشف يومياً عبر صفقاته مع إيران. فارتباطه اليوم بإيران – حتى في إنتاج البرامج التلفزيونية- يجعلك تشك أحياناً أن سوريا تنتمي للفارسية وليست قلب العرب والعروبة. وهذا «العروبي»، يهدد اليوم بإقامة دولة للعلويين ويجهز طائفته بأشد أسلحة القتل والدمار وأولها التحريض ضد الغالبية السنية. لقد أقام حافظ الأسد دولته على أساس طائفي بحت حتى وإن برزت في الواجهة وجوه من خارج الطائفة. فحتى الوزير، من خارج الطائفة، تحاصره عيون الطائفة في مكتبه وداخل بيته. الأسد أقام دولة علوية على كل مناطق سوريا. ولما تمكنت الطائفة، استعاد التاريخ، بما فيه من خيال…
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
قبل أن يظن أحدكم أنني -لا قدر الله- أنطلق من نظرة فوقية أو أنني أزعم المثالية، دعوني أقر أولاً أنني ممن أعنيهم في هذا المقال. نحن -من الآخر- مجتمعات كسولة، ونعيش عالة على العمالة المنزلية الرخيصة. بعض بيوتنا -في الخليج- يعيش فيها من الحشم والخدم أكثر من موظفي قصر من قصور أثرياء أوروبا أو أمريكا. عرفت عائلات غربية ثرية تخجل من أن توظف خدماً في منازلها ليس فقط لأن أنظمة العمل هناك صارمة ولكن أيضاً لأن ثقافة تلك المجتمعات تستهجن اعتماد الأسرة على الغير إلا في حالات استثنائية. في بعض بيوتنا، في الخليج، يزيد عدد الخدم والسائقين ومربيات الأطفال على عدد أفراد الأسرة. تمشي السيدة أحياناً حاملة ثلاثة هواتف نقالة وخلفها خادمة تحمل حقيبتها وثانية تفتح لها الباب. وبعضنا يستعرض على ضيوفه بعدد “الخدم” و”الخادمات” في منزله. لست هنا ضد توظيف عمالة منزلية لكنني أتمنى لو نتعلم -وأنا أولكم- كيف نقنن اعتمادنا على العمالة المنزلية. إلى متى وأبناؤنا ينشأون على فكرة “الخدم” الذين يقومون بكل شيء وفي أي وقت؟ كيف نعلم أبناءنا المسؤولية والجدية وهم يرون آباءهم كل ما يفعلونه هو إعطاء الأوامر للشغالات والسائقين والطباخين؟ تلك في ظني أخطر من خطر العمالة الوافدة على تركيبتنا السكانية. نحن -من دون قصد- نؤسس لأجيال تنشأ معتمدة على غيرها حتى في أبسط…
الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢
قال مواطن من بلاد الخليج لصديقه الفرنسي: كم أنتم محظوظون بهذه الأمطار والغيوم والمساحات الخضراء. رد عليه الفرنسي: أنتم المحظوظون بالشمس والصحراء والطقس الحار. مرة قابلت في دبي رجلا ألمانيا وزوجته، وكان الجو في دبي غائماً كأن الأرض تتهيأ لرشة مطر. قلت لهما: عسى أن تكونا مستمتعين بهذا الجو الجميل. ردت السيدة سريعاً: لا! جئنا من أجل الشمس ولم نرها حتى الآن. ضحكت وقلت: انتظري ساعات قليلة وستعود الشمس في أنصع إطلالتها! أهل البرد يتوقون للدفء. وأهل الدفء يبحثون عن البرد. يروى أن نابليون سأل قائداً عسكرياً روسياً: لماذا تحاربون؟ فرد عليه الروسي: من أجل العزة والكرامة. فعلق نابليون ساخراً: كل يبحث عما ينقصه! وبعيداً عن سخرية نابليون، هي حقيقة أن الكل يبحث عما ينقصه. فالفقير يبحث عن المال. والغني يبحث عن مزيد من المال. وكلاهما يبحث عن السعادة. مشيت يوماً مع رجل أعمال ممن أنعم الله عليه بنجاحات كبيرة في استثماراته وتجارته. لكنه لا يتحرك إلا وفي جيبه أنواع كثيرة من الأدوية: للقلب وللسكر وللقولون وللكولسترول. قال لي: قليلاً ما اجتمعت الثروة والصحة. وأشار بيده نحو عمال يفترشون الأرض وقال: ربما أنهم يشتركون في أكل قطعة خبز وحبة بصل. ولعلهم أكثر صحة وسعادة مني ومنك. سألني "أين تجد سعادتك؟". قلت في كتابة مقال وفي قراءة كتاب. ثم استدركت وقلت:…
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢
«الوطني» عند البعض هو من يبصم، على طول الطريق، على كل قرار رسمي سواء صدر من مكتب معالي الوزير أو من مكتب مدير فرع وزارة الصحة. الوطني هنا هو من يمدح كل قرار ويطبل لكل تصريح. إنه ذلك الذي يؤمن بفكرة «النصيحة بالسر» ومهما تكن الأخطاء فنحن «أفضل من غيرنا». إنه ذلك الذي يرى في «خصوصيتنا» شماعة لكل خطأ وتبريراً لكل قصور. «الوطني» عند هذا البعض هو من لا يجرؤ ويشير إلى مواطن الخلل أو إلى ما قد يقود للكوارث. إنه ذلك «المطيع»، «المسالم»، الذي «لا يهش ولا ينش» ولا يرى في المستقبل سوى الخير الكثير حتى إن أحاطت بالوطن المخاطر من كل صوب. وفي المقابل هناك «بعض» آخر يرى في «الوطني» نقيضا شاملا. فالوطني عنده هو المتشائم على طول الطريق وهو الحاد السليط في نقده لكل موقف أو قرار. بل عنده خيانة أن تكون على علاقة محترمة مع أي مسؤول وربما يعدك في دائرة «البطانة الفاسدة» إن قبلت دعوة لحوار أو نقاش مع مدير أو وزير. أما إن جمعتك صداقة مع مسؤول فأنت هنا قد بعت كل مبادئك الوطنية وأصبحت «مثقفاً» ما أسهل شراءه! الوطني عند هؤلاء هو من يعادي السلطة ولا يقول كلمة خير، أو كلمة حق، في أي مسؤول أمين نظيف يحب وطنه. وهو من لا يمتدح…
الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٢
في إحدى دورات الحوار الوطني، شاركت في دورة حملت عنوان «نحن والآخر». وكنا نبحث في آليات التواصل والحوار مع الآخر. كانت مداخلتي الأولى سؤالاً عن كيفية الحوار مع الآخر في زمن يتهم فيه من يسعى لفتح قنوات حوار إيجابي مع الآخر بالعمالة للخارج. تريدون منا أن نتواصل مع الآخر وحينما نفعل نُتهم بأننا عملاء لأمريكا وللغرب؟! واليوم، ونحن بأمس الحاجة لمتخصصين يفهمون في الشؤون الدولية، عن دراية ومعرفة، كيف نحمي خبراءنا في الشأن الإيراني -مثلاً- من التهم التي توزع على قارعة الطريق كأن نتهمهم بالعمالة لإيران وخيانة الأوطان؟ ماذا عمن يجيد اللغة العبرية -وكم نحن مقصرون ومتأخرون في فهم ما يجري في الداخل الإسرائيلي- كيف نحميه من الجهلة (من أصحاب النفوذ) ممن سيسارع لقذفه بالعمالة لإسرائيل والدليل أنه يقرأ صحفهم ويتكلم لغتهم ويفهم تاريخهم؟ الجهل مصيبة. لكنه كارثة حينما يعشش في مؤسسات رسمية حيوية. وأنا أتلقى رسائل كثيرة من طلابنا في الخارج -ومن أمريكا بشكل أخص- يسألني أصحابها عن أفضل الطرق للاستفادة القصوى من تجربة الابتعاث. لكنني أخشى عليهم أحياناً من نصائحي. فإن نصحتهم بالتفاعل الإيجابي مع أنشطة الجامعة وفعالياتها، والمتابعة الدقيقة لما يبث في إعلام البلاد التي يدرسون بها، والاحتكاك عن قرب بقضايا المجتمع الذي يعيشون فيه، من أجل فهم أشمل للثقافة السياسية والاجتماعية للبلاد التي يدرسون بها، من…
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢
أمر يدعو للدهشة أن يصر كوفي عنان، ومن إيران، أن إيران هي «المفتاح الذهبي» لوقف المجازر في سوريا. ولم يقل لنا عنان لماذا إيران تحديداً. هل لأن عناصر إيرانية موجودة على الأرض السورية، دعماً لنظام الأسد، تقتل وتعذب كل ضابط أو عسكري يرفض أوامر قتل المدنيين من المعارضة؟ أم لأن حزب الله، برعاية إيرانية، شريك في جرائم الأسد وبالتالي يكون الحل في طهران؟ موقف كوفي عنان الغامض يعيدنا إلى أسئلة وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس، عن غياب عنان المشبوه عن المؤتمر وهو من صميم مسؤولياته. ولعل الشيخ عبدالله بن زايد لم يسأل أسئلته تلك، بألم وإلحاح، لولا الإحباط -وربما الشكوك في دور عنان أو تواطئه. آلة الموت الأسدية تواصل زحفها على المدن والأرياف السورية. والمئة قتيل، وأكثر، يومياً أصبح خبراً يومياً مألوفاً لم يعد يستفز الضمير العالمي. وبشار الأسد يواصل -بكل وقاحة عناده وتحديه للمجتمع الدولي مراهناً فقط على الحل الأمني لقمع غالبية الشعب السوري التي ترفضه ويصر على البقاء في السلطة مهما يكن الثمن. ومع ذلك يأتي عنان، من إيران، منادياً بأن الحل في طهران. إذن فلتكف إيران يدها عن الشأن العربي وتنشغل بقضاياها واقتصادها المنهار. ولو كان كوفي عنان محايداً فعلاً لأدان إيران، من إيران نفسها، على دعمها المخجل لنظام…
الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢
قد يسأل سائل: وما دخل ضعف أداء الأجهزة الحكومية في مسائل متعلقة بحقوق الإنسان؟ وأجيب بأن ذلك من صميم حقوق الإنسان. ولهذا سعدت أمس وأنا أقرأ خبراً قصيراً كتبه زميلنا عبده الأسمري عنوانه: «وزارات الدولة تدرس تقريراً لحقوق الإنسان ينتقد التبلّد الإداري لدى القيادات». جاء في الخبر أن جمعية حقوق الإنسان أصدرت تقريراً يوضح وجود ضعف في الكفاءات الإدارية والأجهزة الحكومية ما تسبب في ضعف مؤشر الأداء. ونقلاً عن رئيس الجمعية، د. مفلح القحطاني فإن الجمعية «ستواصل رصد الشكاوى، مضيفاً أن الجمعية طالبت بإيجاد ضوابط واضحة لاختيار القيادات في الأجهزة الحكومية تبنى على أساس السيرة الذاتية للمرشح أو المقابلة الشخصية والخطة المستقبلية التي سيقدمها، وملاحظة ضعف الكفاءة الإدارية والتبلد الإداري وغياب الحس الحقوقي والإنساني عند بعض القائمين على الأجهزة، وبيّن أن الجمعية انتقدت المحسوبية والوساطة في تعيين بعض القيادات، ورصدت تهميش بعض المديرين للمتميزين من موظفيهم، لأسباب غير موضوعية». كل ما آمله، هنا، أن تستمر الجمعية في متابعة هذا التقرير لأهميته للتنمية. فتغييب الكفاءات الإدارية المؤهلة عن المواقع القيادية لا يهمشها فقط، ولكنه أيضاً يعطي الفرصة لغير المؤهل مما يزيد من تخلف المؤسسة التي يعمل بها ويؤثر بالتالي سلباً على التنمية الوطنية. إن التأهيل والكفاءة لا بد أن يكونا أهم المعايير لاختيار الشخصيات القيادية في أي مؤسسة. ومن هنا فإننا…
الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
هنا أعني البعض وليس الكل. ففي داخل السعودية يرفض بعض السعوديين، جملة وتفصيلاً، سلوكيات وأفكارا تصبح عادية وطبيعية في رحلاتهم خارج السعودية. فذلك الذي يرفض فكرة وجود سينما بأي مدينة أو قرية سعودية ما أن يصل البحرين أو دبي حتى يزاحم، مع عائلته، طوابير السينما وربما لأكثر من مرة يومياً. ثم حينما يعود لبلاده وتفتح أمامه فكرة وجود سينما محترمة في السعودية، يقفز معلناً رفضه للفكرة التخريبية التغريبية الخبيثة. وهو ذاته الذي يصر في جولاته بالأسواق خارج بلاده ألا تشتري زوجته أو بناته إلا من سيدة فيما هو أول معارضي توظيف السيدات بائعات في أسواق بلاده. وهو نفسه الذي يمشي، في سفره، مبتسماً سعيداً بصحبة أطفاله وعائلته، حفظهم الرب، لكنه بمجرد عودته يلبس ثوب الكآبة متقدماً أهله في أي مكان عام كما لو كان قائداً لكتيبة عسكرية. إنه ذاته الذي لا يكاد يرد عليك السلام في الأماكن العامة في بلاده لكنه في سفراته، ما شاء الله تبارك الله، لا تكاد الابتسامة تفارق محياه؛ يسلم على هذا مبتسماً لتلك. وهو نفسه الذي تمر عليه سنة كاملة من دون كلمة: عفواً أو «سامحني» أو «عن إذنك» أو «شكراً» بينما يقول «شكراً» لوحدها في أسبوع خارج بلاده أضعاف ما يقوله فرد مؤدب من أبناء البلاد التي يزورها خلال سنة كاملة. إنه نفسه الذي…
الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٢
بعضنا يصور المواطن السعودي كما لو كان ملاكاً محصناً ضد أي خطيئة. أضحك أحياناً حينما يأتي «سعودي» بما يخرج عن المألوف «السعودي» فيسارع بعضنا بالتعليق: أصله ليس سعودياً! وقبل تجريده من «سعوديته» لرأي قاله أو موقف اتخذه، وجب أن نسأل: من قال إن السعودي معصوم عن الخطأ؟ ولماذا نفترض أن يكون السعوديون نسخة واحدة من بعضهم البعض؟ كثيراً ما سمعت: «مستحيل سعودي يسوي كذا». ولماذا مستحيل؟ السعودي يصيب أحياناً ويخطئ أحياناً. ينجح ويفشل. يخطط ويتهور. يصدق ويكذب. وهو – قبل أي شيء – إنسان يأكل ويشرب ويفرح ويحزن ويمرض ويموت. ولو مارسنا عنصريتنا الكريهة ضد صاحب أي رأي لا نتفق معه وقلنا «هذا أصله غير سعودي» فمن إذاً يبقى سعودياً؟ ولو جاء «سعودي» الأصل والفصل، ومن صلب هذه الأرض أباً عن عاشر جد، وقال كلاماً لا يليق أو فعل فعلاً مشيناً لبحث البعض في شجرة عائلته لعلهم يجدون «فرعاً» في تلك الشجرة العريقة ليستخدمه حجة لإخراجه من الشجرة المقدسة! ثم يقال: هاه: أرأيتم: أصله غير سعودي؟ كم مرة سمعنا أحدهم يؤكد: «مستحيل سعودي يفعل كذا أو يقول كذا». يا جماعة الخير، السعودي في أول النهار وآخره إنسان له زلاته وله حسناته. وهو ينتمي لمجتمع ضخم وفيه حراك ثقافي وتجاري مهم. إنه مجتمع متنوع في أقاليمه وتجاربه. من الظلم اختزاله في…
الأحد ٠٨ يوليو ٢٠١٢
هي مسألة وقت، و قريب جداً، و ينتهي طغيان بشار الأسد وعائلته في سوريا. و طبيعي أن تأخذ سوريا وقتها في لملمة جراحها وإعادة ترتيب أوراقها. لن تكون المرحلة أسهل مما مرّت و تمرّ به ليبيا. لكن السوريين قادرون على إعادة ترتيب الصفوف و الخروج من مأزق المرحلة الانتقالية من أجل بناء جمهورية العدل و المساواة. وهنا أسأل: ما ذا أعددنا – في الخليج – لتلك المرحلة؟ كيف ستدعم دول الخليج السوريين في مرحلتهم الانتقالية؟ التغيير في سوريا قادم لا محالة. بل لقد بدأت أولى مراحله. فهل سنكون فاعلين في دعم السوريين في مرحلتهم الانتقالية بما يحقق آمالهم و يخدم المصالح الإقليمية؟ أُذكِّر دائماً أننا خسرنا العراق حينما أهملناه وتجاهلنا حاجة أهله لنا بعد سقوط صدام حسين. من المهم استراتيجياً أن نكون أصدقاء لكل الأطراف في سوريا الجديدة. و من العقل أن نسهم مع إخوتنا في سوريا في بناء سوريا الجديدة التي لا تغلب مصلحة الأغلبية على حساب الأقلية و لا تدعم طرفاً ضد طرف. فاستقرار سوريا مهم لاستقرار المنطقة كلها. و سوريا حينما تستقر و تخرج من نفق آل الأسد ستكون لاعباً اقتصادياً مؤثّراً على مستوى المنطقة كلها. و الطاقات السورية المبهرة، في التجارة والفنون والفكر، ستضفي كثيراً لحراك المنطقة القادم متى ما خرجت من قمع وكبت نظام الأسد.…
السبت ٠٧ يوليو ٢٠١٢
أمس، في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس، رأى العالم أن سوريا تعود، تدريجياً، لأهلها. ثمن باهظ يدفعه السوريون منذ أربعين عاماً من أجل استعادة وطنهم. اختطف آل الأسد سوريا بتاريخها العظيم وحولوها إلى «غنيمة» لطائفتهم. المؤلم أن سرقة سوريا تمت باسم العروبة والبعث ومقاومة العدو. ومن لديه أدنى شك في نظرة آل الأسد الطائفية لسوريا فليفكر في آلية القتل المنظم ضد السُنَّة تحديداً في سوريا. نحن – بالتأكيد – ضد الظلم والقتل الموجه لأي أحد، في سوريا أو خارجها، باسم الطائفة أو تحت أي ذريعة. ونحن بكل تأكيد ضد التحريض الطائفي، أياً كان شكله ومصدره. ولكننا – في المثال السوري – معنيون أن نفهم كيف يفكر النظام الطائفي في سوريا مع التذكير بأن هذه السياسة الطائفية (العنصرية) كانت من مبادئ نظام آل الأسد منذ بداياته. ولهذا جاء مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس أمس من مؤشرات اقتراب الفرج في سوريا. لا حل مع نظام قمعي وهمجي وعنصري إلا باللغة التي يفهمها: القوة. والسوريون قالوها صراحة: ادعموا الجيش الحر وسنحرر سوريا. والدعم الأساسي – ولنقلها صراحة – يأتي بتزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي لمواجهة آلة الموت التي يمتلكها نظام الأسد بدعم روسي صيني إيراني لم يتوقف. ودعم الجيش الحر عسكرياً قد يكون أفضل الحلول لمواجهة مخاطر انتشار الجماعات المسلحة التي…