من سيشل.. درس في الوطنية!

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

في جزيرة صغيرة من جزر سيشل، في المحيط الهندي، رأيت رجلاً مسناً ينظف الشاطئ من النفايات. كان يوزع ابتساماته على الناس ويعمل بهمة واضحة. أخبرني أنه يتطوع من وقت لآخر لتنظيف الشواطئ وخدمة السائح. قال إن جزيرته تعتمد في اقتصادها على السياحة: الفنادق توظف أبناءنا وتتعاقد معنا لتوفير الأسماك وبعض الخدمات. يقوم اقتصاد جزر سيشل على السياحة. يندر أن تحدث جريمة هناك. فسكان الجزر الذين يبلغ عددهم 78 ألف مواطن، نشأوا بوعي أن السياحة عمود حياتهم. الوطنية إن لم ترتبط بمصالح الإنسان اليومية تظل فكرة نبيلة قد لا تترجم إلى أفعال على الأرض. الإنسان بطبيعته حريص على مصالحه المباشرة. ولأن السياحة غدت حياة أبناء الجزر في سيشل فقد نذروا أوقاتهم لها. ولهذا فإنهم يتطوعون لتنظيف الشواطئ وخدمة السائح. إنهم يدركون أن كل زائر لجزرهم يسهم في دعم اقتصادهم. من المهم أن تدرك الناس في مجتمعاتنا أن الحراك الاقتصادي الكبير في أوطانهم ينعكس، بأشكال مباشرة وغير مباشرة، على واقعهم الاقتصادي. وإن لم يشعروا بفائدة تطالهم مباشرة فلن تجد منهم سوى الإهمال واللامبالاة. ماذا تقول لك مظاهر بعض شبابنا حينما يخرجون في مناسبة رياضية أو وطنية لتكسير المحلات وتشويه الشوارع؟ صحيح أن ثمة عوامل كثيرة -يتداخل فيها التربوي مع الثقافي مع “حالة الإحباط” العامة- في خلق ظاهرة الفوضى التي يعبر عنها بعض…

ابتعد عن السلبيين

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

نصيحتي لك أن تتجنب دائماً تلك النوعية من الناس التي يطغى تفكيرها السلبي على أي فكرة إيجابية. حينما تفكر جيداً في فكرة ما وتصل لقناعة تامة بجدواها، استشر أهل المعرفة من الناس الإيجابيين. حذار من استشارة من يقدم العقبات على الحلول ومن يذكرك باحتمالات الفشل أكثر من إمكانيات النجاح. ثمة نوع من الناس يجيد صف قائمة المحاذير أمامك فيربكك وأنت تهم بمشروع قد عقدت العزم على البدء فيه. هؤلاء يبالغون في تحذيرك من الفشل وأنت تخطو خطواتك الأولى. تذكر أن الفشل ليس نهاية الدنيا. بل ما من تجربة نجاح إلا وفي بداياتها قصص مع الفشل. وأهم الدروس التي نتعلمها في حياتنا هي تلك التي ندفع أثمانها. لا تكتئب حينما تفشل. لكنك ستكون في موقف محرج مع نفسك ومع من حولك إن كررت الفشل لأنك لم تتعلم من تجربة الفشل السابقة. حقاً: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". المرة الأولى لك. أما الثانية فهي عليك. ولهذا أكرر عليك النصيحة أن تحيط نفسك باصدقاء إيجابيين. الإنسان السلبي يحبطك بقصصه الكثيرة مع الإخفاقات ويسعى -أحياناً بحسن نية- لنشر مناخ من التردد في محيطه. كن دائماً في صف أولئك المغامرين بذكاء. اعرف جيداً الفارق بين المغامرة المحسوبة والمجازفة التي تأتي كخبط عشوائي. تذكر أن أجدادك الأولين قالوا "فاز باللذات من كان جسوراً." هكذا نحتاج…

من ورط شبابنا في سوق الأسهم؟

الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠١٢

انظر حولك فإن لم تجد من تنطبق عليه القصة التالية فلك أن تتجاهل هذه الفكرة أو تصف صاحبها بالغباء! شاب في مقتبل العمر لا يزيد راتبه عن 8000 ريال. هو بمقاييس يومنا شاب محظوظ. تزوج وأنجب طفلين. مثله مثل ملايين الشباب حوله، يسكن بالإيجار. ذات يوم وقد رأى البلاد كلها منشغلة بالأسهم في سوق كانت – وقتها – شبه مفلوتة. الحوت الكبير يلتهم الصغير. لا قوانين صارمة تمنع التلاعب والتحايل. وكل الناس من حوله منغمسة في معمعة الأسهم. اشترِ بمائة ألف اليوم تبع بمائتين غداً. والبنوك تكاد تطرق بابك بكل إغراءات الربح السريع. ثم وقعت الواقعة. وما زال مثالنا أعلاه متورطاً في ديونه للبنك الذي مهد له الطريق ثم جرجه نحو ورطة الدين الثقيل. هو الآن يدفع نصف مرتبه لتسديد دين البنك. إنه يدفع نصف راتبه لتسديد دين في استثمار خاسر من أصله. ولو كانت هذه الحالة استثنائية لقلنا متهور يستحق ما أصابه. لكنها قصة جيل شاب ورطه مناخ الأسهم العام (بغياب الرقابة و جشع هوامير السوق) في ورطته التي يدفع ثمنها حتى اللحظة. ولأننا نعيش في ظل الدولة «الريعية» وفي ظل سوق لا تحكمها – سياسياً واقتصادياً – ما يحكم الأسواق العالمية فما الذي يمنع من تأسيس صندوق وطني يسهم في تسديد ديون «الشباب» – وأركز على فئة الشباب…

2011 .. وداعاً!

الأحد ٠١ يناير ٢٠١٢

وانتهت سنة 2011. يا لها من سنة مثيرة.. ستبقى أحداثها المهولة حديث أجيال مقبلة. إنها سنة الأحداث الكبرى في تاريخ العالم العربي المعاصر. وما حدث في 18 يوماً في ميدان التحرير وحده كان بمثابة «زلزال» غيّر المشهد كله. أذكر أن صديقي جمال الشحي قال يوماً إن السلام الوطني المصري إن أنشده شخص واحد هز كيانك،

شاعر القبيلة عندما يهجرها.. نقد الذات ورؤية الآخر!

السبت ١٠ سبتمبر ٢٠١١

  هناك سؤال مهم حول أسلوب العمل الصحفي العربي في عصر الكونية الراهنة ربما يثير إشكالية العلاقة بين الصحفي العربي والسلطة السياسية في بلاده، وبين دور الصحفي ومسؤوليته المهنية أمام مجتمعه خاصة في ظل إمكانات التواصل الكوني التي تتيحها العولمة الآن، والسؤال هو: «هل اصبح الصحفي العربي شاعراً لقبيلته؟» وبصيغة اخرى: هل يؤدي الصحفي العربي الآن دور شاعر القبيلة العربية، فلا يجرؤ على نقد القبيلة و لا قول ما يخالف شيخ القبيلة ولا يخرج عن وعي القبيلة وثقافتها وإن فعل فقد خان القبيلة وخرج عليها؟ لكن عالم اليوم قد تغير كثيراً عن عالم الأمس القريب. والقبيلة «اليوم ليس لها بد من التعامل مع القبائل الأخرى وربما تلاشت حدودها أو تلاقت، في تفاعل إيجابي أو تصادم في المصالح، مع قبائل أخرى خارج حدود جغرافيتها وفضائها الثقافي والإجتماعي. هذه حقيقة لابد أن نفهمها: اليوم ليس أمس. إننا أمام حقائق مختلفة وظروف جديدة وتحديات حقيقية وستكون كارثة أن أصررنا على البقاء في الأمس ولم نفهم حقائق الراهن بكل تحدياته وشجونه. لكننا، فيما يبدو، نصر على أن نبقى في سجن القبيلة حتى في ممارسة العمل الصحفي في زمن لعب فيه الإعلام دوراً هاماً في كسر عزلة القبيلة. فيبدو اننا في العالم العربي قد استوردنا أجهزة الصحافة من مطابع وتكنلوجيا، غير ان آلية العمل الصحفي…