وعود كبار المسؤولين!

الإثنين ٢١ مايو ٢٠١٢

ماذا لو حاسبنا بعض كبار المسؤولين على الوعود التي يطلقونها عادة في بداية استلام المنصب الجديد؟ بعضهم يعطي وعوداً كثيرها خيالي؛ إن كان يعرف أنها لن تتحقق فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم! فحينما يأتي أحدهم واعداً أن مشروعات مؤسسته ستوفر عشرات الآلاف من الوظائف فإن من المسؤولية أن يُسأل عن وعده: متى وكيف؟ وقبل أن تنتهي فترة عمله ليت مجلس الشورى يفتح صفحة وعوده، الممكن منها والمستحيل، ما تحقق منها وما لم يتحقق! وعندها يمارس «الشورى» بعض المأمول من أدواره الرقابية. لو تحقق مبدأ المحاسبة لالتزم المسؤول الجديد الصمت قليلاً وما أطلق عنان الوعود التي قد لا تتحقق. وحينما يعطينا قائمة الوعود فإن من مسؤوليته أن يشرح لنا كيف له أن يحققها. الواقعية في الوعود مهمة وضرورية. فكثيرنا يدرك أن الوزير الجديد لا يملك عصا سحرية يستطيع بها حل مشكلات كبرى تداخلت في تعقيداتها (عوامل) كثيرة على مر سنوات طويلة. أسوأ ما يمكن أن يحدث أن نعطي المجتمع آمالاً كبرى وحينما نفشل في تحقيقها تصبح ردّة الفعل إحباطاً جديداً ويأساً كبيراً في الإصلاح والتطوير. وهكذا تصبح محاسبة المسؤولين الكبار على وعودهم مطلباً تنموياً مهماً. فإما أن يلتزم المسؤول بوعده أو يتعلّم ألا يسارع بإعطاء وعود قد لا تتحقق. كم تمنيت لو تسعفني المساحة لاستعراض وعود كبيرة لبعض…

البليهي في أبو ظبي

الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢

الأسبوع الماضي، نظمت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة محاضرة للأستاذ إبراهيم البليهي عنوانها: «كيف يكون للجهل علم». لم أعرف عنها إلا قبل وقت قصير من بدئها عن طريق رسائل هاتفية من الأستاذ البليهي والزميل محمد الحمادي. كان الحضور قليلاً قياساً بالحضور المعتاد في كثير من فعاليات أبوظبي الفنية والثقافية. وما أن بدأت مع الزميل محمد الحمادي بنشر مقتطفات من محاضرة البليهي على تويتر حتى جاءت أسئلة كثيرة، من أبو ظبي ودبي، تسأل عن مكان المحاضرة مستغربة عدم الإعلان مسبقاً عنها. قارنت ذلك الحضور الضعيف بحضور الشباب للفعاليات الثقافية التي تقام في بعض المقاهي ذات الصبغة الثقافية، في دبي وأبو ظبي، ويمكنني القول إن «المقهى الثقافي» يمكن أن يكون أكثر جاذبية لحضور الشباب. الزميلان سلطان العميمي وجمال الشحي ينظمان، من وقت لآخر، أنشطة ثقافية في مقهى جميل في أبو ظبي. غالبية الحضور هم شباب يحبون الكتابة والحوارات الثقافية. إنهما يستخدمان أسلوب تفاعلي – شبابي – في إدارة الحوار خلال تلك الفعاليات بطريقة ممتعة يطير معها الوقت من دون ملل. تمنيت لو أن منظمي محاضرة البليهي استفادوا من تجربة العميمي والشحي في استثمار قنوات التواصل الاجتماعي، تويتر بشكل خاص، في الإعلان عن أنشطتهم الثقافية و«الترويج» لها. علينا أن نتعلم فنون «تسويق» النشاط الثقافي وإلا بقي الوسط الثقافي يخاطب نفسه! لم تعد الطرق…

على حسابهم الخاص!

السبت ١٩ مايو ٢٠١٢

أما أنا فأتعاطف قلباً وقالباً مع كل طالب يدرس في الخارج على حسابه مهما كانت ظروفه. ولا أظن أن إنساناً سيغامر بالدراسة والإقامة خارج وطنه لو لم يمتلك على أقل تقدير الحد الأدنى من الطموح في تغيير أحواله وتطوير ذاته. ولهذا فإنني أتمنى لو أن وزارة التعليم العالي -أو أي مؤسسة وطنية أخرى- تتبنى صندوقاً خاصاً لدعم الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات الأجنبية حتى تتم عملية ضمهم كلياً على البعثة. وليس صحيحاً أن كل من لم تنطبق عليه شروط البعثة غير جدير بالمساعدة أو الانضمام للبعثة. أعرف شاباً سعودياً درس الماجستير في كلية الصحافة بجامعة كولومبيا وعلى حسابه الخاص. أخبرني أن شروط البعثة لم تنطبق عليه. ومع ذلك أنجز تجربته العلمية بكل اقتدار. وأعرف شاباً سعودياً قُبل للتو للدراسة في جامعة هارفارد واضطر لتأجيل دراسته سنة كاملة من أجل البحث عن بعثة. وخارج دائرة الجامعات الشهيرة، يوجد العشرات من شبابنا الدارسين على حسابهم الخاص من المفيد أن يستوعبهم برنامج الابتعاث الذي سيلعب دوراً حيوياً في التنمية الوطنية خلال العقد القادم. أدرك أهمية التدقيق في ملفات المتقدمين للانضمام للبعثة من الدارسين على حسابهم الخاص. لكن الأمل أن يتم الإسراع في الإجراءات قبل أن يتمكن الإحباط من أولئك الشباب المنتظرين. ولهذا فإن فكرة كإنشاء صندوق مساعدة للدارسين على حسابهم قد تخفف…

«شبيحة» بلا حدود!

الخميس ١٧ مايو ٢٠١٢

فيما تعلن «أطباء بلا حدود» أن قوات بشار الأسد تطلق نيران بنادقها ومدافعها على المستشفيات وتقتل الجرحى وتعتقل الأطباء، ينتشر «شبيحة» الأسد حتى خارج سورية للدفاع عن النظام وتبرير جرائمه. في الإعلام العربي اليوم «شبيحة» بعضهم ينتمي للمدرسة التي تخرج منها أولئك «الشبيحة» الذين يبطشون بالأبرياء في المدن والأرياف السورية. أنا مع حق التعبير لمن يريد أن يدافع عن نظام الأسد. وطبيعي أن يكون له مؤيدون وأنصار في داخل سورية وخارجها. لكنني ضد بعض «الشبيحة» في بعض المؤسسات الإعلامية العربية ممن يتهم كل من يؤيد الثوار السوريين بالعمالة وخيانة الأمة. أم أنني لا أعلم أن بشار هو حامى حمى الأمة ومحرر القدس وقاهر الصليبيين؟ لك الحق أن تحب بشار وأن تعتقد أنه رجل طيب لكنه محاط ببطانة فاسدة. لك أن تبحث له عن مبررات تؤكد شرعيته السياسية. ولك أن تظن فيه أحسن الظنون. لكنني لا أسمح لك لحظة أن تحاول الاستهتار بفكري ومعرفتي وأنت تظن أن بقدرتك أن تبيعني بضاعتك منتهية الصلاحية وأنت تكرر أن بشار يدافع عن فلسطين وفي حرب دائمة مع الصهاينة المستعمرين! يؤسفني وجود أصوات خارج سورية تردد أكاذيب النظام السوري فتصوره كما لو كان الضحية البريء وتُلبس الضحية لباس الإرهاب والإجرام. طبيعي أن يدافع النظام عن نفسه ويخفي جرائمه، لكنها جريمة أن نشارك في تبرير جرائمه…

قانون الإفلاس!

الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٢

سمعت عن رجل أعمال دخل السجن بعد فشله في تسديد ديونه. ومن السجن، اتصل ببعض أصدقائه لإسعافه ببعض المال لكنهم فوجئوا به يسدد ديون رفاق السجن من المعسرين الذين أودعوا السجن لأنهم مديونون بعشرة أو عشرين ألف. سُئل: كيف تستدين لتطلق سراح غيرك وأنت غير قادر على سداد دينك؟ أجاب بأنه من المعيب أن يقبع الرجل في السجن بسبب مبلغ زهيد! تذكرت قصة هذا المفلس “الكريم” وأنا أشارك أمس وقبل أمس في مؤتمر عالمي تنظمه حكومة دبي حول قوانين الإفلاس وإعادة الهيكلة المالية. كان صادماً أن دول الخليج لم تؤسس بعد لقوانين إفلاس وأنظمة لإعادة الهيكلة المالية بعد إعلان الإفلاس. المعتاد عندنا أن من يعلن إفلاسه، وبعد جرد كل ما يملك من أصول، يودع السجن حتى يسدد ديونه! والسؤال هنا: كيف يمكن لمن أعلن إفلاسه تسديد ديونه إن تركناه في السجن؟ أما في حالة الشركات فلعل المسألة أكثر تعقيداً. جدولة ديون الشركات وإعادة هيكلة أوضاعها المالية تحتاج لأنظمة وقوانين شديدة الوضوح حتى لا تُستغل للتلاعب أو التهرب من المسؤولية. لكن الأمر – في ذات الوقت – يحتاج عملياً لبحث عن أفضل صيغة للتعامل مع المعسر (الصادق) الذي خذلته حساباته بحيث يمنح الفرصة (بشروط) من أجل النهوض من جديد. كيف أنتظر من معسر في السجن أن يسدد ديونه أو يعيد للناس…

هل خليجنا واحد؟

الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢

لا يمكنني أن أتخيل اتحاداً خليجياً حقيقياً ما لم تتحقق عبره مصالح مباشرة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي. مواطني دول المجلس هم من يصنع الاتحاد الحقيقي. ومصالحهم المباشرة هي أكبر ضامن لهذا الاتحاد. لا يكفي أن يقرر أهل السياسة نيابة عن مواطنيهم في زمن ينادي فيه شبابه بالمشاركة في صنع القرار وبالتحديث السياسي وتطوير أدوات الإدارة والقيادة. ولا يمكن لاتحاد أن يبقى قوياً متماسكاً مالم تحرسه وترعاه مصالح الناس الحقيقية. لا أفهم كيف نتحدث عن اتحاد خليجي بينما السعودي المقيم أو المستثمر في دبي يدفع فواتير الكهرباء والماء لبيته و مصنعه مثله مثل مقيم قادم من آخر الدنيا وليس مثل جاره الإماراتي الذي يدفع أقل. ولا يمكن أن أتصور قيام اتحاد حقيقي و المواطن الإماراتي لا يدخل السعودية إلا بجواز السفر وليس ببطاقة الهوية. ولا يمكن قيام اتحاد حقيقي من دون مساواة في الامتيازات و الواجبات بين مواطني دول المجلس. و بعد ذلك، ما الذي يقصده أهل السياسة في الخليج بالاتحاد؟ هل سنرى وزير خارجية خليجي واحد؟ ووزير دفاع واحد؟ وسفير خليجي واحد في كل عاصمة خارج الخليج؟ أكتب هذه «المغامرة» قبل يوم من انعقاد القمة التشاورية وليعذرني القارئ الكريم إن كانت أسئلتي هذا الصباح خارج النص. لكنني مهتم كثيراً بفكرة الاتحاد. وأشك كثيراً في إمكانية تحقيقها. ويقلقني شعور قطاع…

نجحت لأنك فشلت!

الإثنين ١٤ مايو ٢٠١٢

نهدر الوقت ونحن نقضيه مع تلك النوعية من «السلبيين» حولنا. لم أعد أطيق حتى حواراً قصيراً مع إنسان سلبي لا يرى في التجربة سوى احتمال واحد هو الفشل. يغمرك بالمحاذير والمخاوف ويبتكر لك ألف صورة تشاؤمية تسقطك في الفشل قبل أن تخطو خطوتك الأولى. ولهذا فإن الناجح بيننا هو عادة من يحيط نفسه بالناجحين المتفائلين الذين يدفعونه للمغامرة المحسوبة. ما من قصة نجاح بلا قصص فشل. وما من قصة نجاح باهر خلت من مغامرات، بعضها محسوب وكثيرها غير محسوب. أغلب التجارب التي خضتها بنجاح ابتدأت بمغامرة. ندمت كثيراً أنني تأخرت في بعض المحاولات لأنني استسلمت لمحاذير الفشل وسمعت كلام من ينظر للحياة نظرة خوف وتردد وحذر. وصرت اليوم أهرب سريعاً ممن يبدأ حديثه بالمحاذير والمخاوف من الفشل. أنا أفشل يعني أنني أحاول. أنا أحاول يعني أنني مؤمن بفكرتي. أنا مؤمن بفكرتي يعني أنني –لا محالة- سأصل لأهدافي. أنا واثق من قدرتي على النجاح، على الرغم من مروري بمحطات فشل، يعني أنني سأنجح. نعم سأنجح. سأنجح. والفرصة التي لا تأتي اليوم سأذهب لها غداً. الخطأ الذي أقع فيه اليوم سأتجنبه غداً. سأطرق أبواب الناجحين كي أتعلم من مسيرتهم. سأنظر من بعيد لتجارب الفشل كيلا أمر بها. وسأعود يوماً لمن حاول تكسير مجاديف طموحي كي أخبره أنني أبحرت في مغامرتي ووصلت. سأكتب…

«المناظرات الرئاسية» والتغريب!

الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢

ما إن كتبت في تويتر -ساخراً- أن «المناظرات الرئاسية» شكل من أشكال التغريب حتى ردَّ عليّ كثيرون بتأصيل تاريخي يثبت أن المناظرات السياسية تراث إسلامي. وأنا لا أجادل في أن المناظرات، سياسية أو فكرية، هي مظهر حضاري يُعوِّد المجتمعات على الحوار وسماع وجهات النظر المختلفة. وأُدرك أن منطقتنا مقبلة على تحوّلات كبرى نأمل أن تفتح أمام أجيالنا القادمة أبواب المستقبل بعقلية تُجاري عصرها وبلغة قوامها المعرفة وقبول الرأي الآخر والتعايش السلمي مع أصحاب المذاهب والأديان المختلفة. لكنني أتعجب من قدرة البعض بيننا في النبش في التاريخ لتبرير أي موقف أو خطوة تخدم مصالحهم. وأنا لا أرى في ذلك أيّ مشكلة. لكن مشكلتي مع أولئك الذين يفصّلون تهماً من مثل «التغريب» حسب مقاساتهم هم ومصالحهم وأجنداتهم. فمن يدعو لدور إنساني وحضاري للمرأة في مجتمعنا يواجه مباشرة بتهمة التغريب وتقزيم قضية المجتمع في الدعوة للاختلاط والانفلات. وهؤلاء يدركون أن في تاريخنا الإسلامي، القريب والبعيد، شواهد كثيرة تثبت أن ديننا الحنيف يمنح المرأة حقوقاً في المشاركة والعمل والحياة من يدعو لها اليوم يصادر فكره بتهمة «التغريب» وأخواتها. ولو قلنا بحرية التفكير لاتهمنا بأننا ليبراليون علمانيون ملحدون وشياطين تمشي على الأرض فيما تاريخنا الإسلامي مليء بشواهد كثيرة لحوارات فكرية قادت لمذاهب دينية وأفكار متقدّمة أكثر تنويرية مما يدعو له أهل التنوير من مثقفينا المعاصرين.…

ما لا تراه!

السبت ١٢ مايو ٢٠١٢

ليلة البارحة، هجمت عليّ أعاصير «الصداع» من كل جهة. ابتأست. تمنيَّت لو أن الصداع تقدّم أو تأخَّر ليلة واحدة. فقد كنت على موعد عشاء مع أصدقاء افتقدت جمعتهم منذ أشهر. وبعد جرعة من الأدوية، اختلط فيها «البنادول» بـ«الزنجبيل»، غبت في نومة عميقة كأن «الصداع» تآمر لجري نحوها. استيقظت وكأنها ولادة جديدة. لكأنني رأيت ما لم أكن أراه خلال الأشهر القليلة الماضية. كنت وحيداً أصارع الأحلام والضغوط والآمال التي لم تتحقق. تضيق بنا الدنيا حينما نسجن أنفسنا في همومنا. أو حينما نظن أن للضوء نافذة واحدة. وحينما استيقظت تذكّرت أن في الحياة ما لايُقَّدر بثمن. هل لا بد من ساعات «صداع» قصيرة كي نتذكر أن الحياة جميلة بالصحة والتفاؤل وأن للضوء أكثر من نافذة؟ أم هي طبيعة إنسانية أن ندرك قيمة الأشياء لحظة فقدها؟ كثيراً ما نحتاج لما يذكرنا بقيمة ما نملكه ولا ندركه. وربما نحتاج لبعض التجارب المؤلمة لتذكيرنا ألا نظن أن ما عندنا، من مال أو صحة أو جاه، ملك أزلي لا يمكن خسارته. إذن لا تبتئس إن حاصرتك أعاصير العوز والضيق. ولا تيأس إن طرقت أبواباً حسبتها «على مصراعيها» فوجدتها مغلقة يتجاهل من خلفها نداءاتك. ولا تكتئب إن ضاقت بك السبل وكدت تصدق أن النفق لن يقودك إلى نقطة ضوء. ولا تأسف على فرصة تكاد تلمسها فطارت من…

جيل الفشل

الجمعة ١١ مايو ٢٠١٢

العالم المصري، فاروق الباز، لفت أنظار حضور منتدى الإعلام العربي -الذي اختتمت للتو فعالياته في دبي- بجرأته وواقعيته وهو يعترف أنه ينتمي لجيل الفشل. قال إن جيله فشل فشلاً ذريعاً وأن الأمل في جيل الشباب الراهن. ولم يقبل فاروق الباز ببعض الأعذار التي يمكن أن تُلتمس لجيله كدور الاستعمار في تخلف الأمة وانتشار الأمية وقتها إلى آخر قائمة الأعذار. قارن الباز بين حال الأمة أيام شبابه وحالها اليوم. ويا لها من نتيجة مؤسفة. فالتخلف الاقتصادي والتراجع التنموي وانتشار الجهل بكل ألوانه وأشكاله عناوين عريضة لراهن العالم العربي. الغريب أن يأتي هذا الاعتراف من رجل ناجح كان لكثيرين من أبناء جيلي ملهماً نحو العمل والاكتشاف. في ظني أن أبرز أسباب تخلف العالم العربي عن ركب النهضة الإنسانية المعاصرة هو تجاهل التنمية. تنمية الإنسان، من التعليم والصحة والبنى التحتية، أُغفلت في ظل الصراعات على السلطة. والسلطة عندنا قرينة التسلط و التملك و الاحتكار. وهي في العالم المتقدم تسمى «إدارة». أي أن وظيفتها الرئيسة إدارة شؤون البلد ومتى ما انتهى دورها جاءت «إدارة» جديدة وكان الله غفوراً رحيماً! أُغفل الإنسان -الفرد- وسط ضجيج الصراعات على السلطة. دُمر الإنسان -الفرد- بعد هيمنة الثقافة -المؤدلجة- التي تقمع الفرد إن فكر خارج صندوق المألوف أو تجرأ وتكلم في الممنوع. تراجعت التنمية لأن من خطط للمشروعات التنموية…

عبدالله بن زايد

الخميس ١٠ مايو ٢٠١٢

حينما استخدمت لقب «الشيخ» وأنا أكتب عن وزير خارجية الإمارات في تويتر رد علي طالباً أن أكتفي وأنا أخاطبه بـ«أبو فاطمة». في وقت قصير كسر الشيخ عبدالله ألف حاجز – بعضها وهمي – بينه وبين شباب بلاده.اقرأ تعليقاته على تويتر تجدها في الغالب تعليقات على تغريدات لشباب من الجنسين من بلاده، يشجع هذا و يرد التحية على ذاك، في لغة من التفاعل الإيجابي بين «الشيخ» وشباب وطنه. هكذا يمكن لمسؤول في مكانة عبد الله بن زايد أن يقترب أكثر من وعي الشباب في وطنه ومنطقته. وهذا ما بحت أصواتنا و نحن ننادي به منذ سنوات: ليقترب المسؤول العربي من شباب بلاده بدلاً من تلك الفوقية في التعامل وتجاهل وعي الشباب وهمومه وتطلعاته. لم يعد المسؤول في محيطنا اليوم بحاجة لــ «حاجب» بينه وبين هموم مواطنيه فقنوات التواصل المباشر كسرت تلك «الجدران» التي عزلت المسؤول طويلاً عن حقائق مجتمعه. ولكيلا يسقط «جدار برلين» العربي فوق رؤوسنا جميعاً، علينا أن نستثمر هذه النوافذ الواسعة من التواصل المفتوح والمباشر للاقتراب أكثر من هموم الناس وقضاياها ووعيها وتفكيرها. من هنا يأتي احتفائي بتجربة الشيخ عبد الله بن زايد في تويتر كما احتفيت أمس بتجربة الشيخ خالد آل خليفة و قبلهما – في أماكن أخرى – بتجربة الدكتور عبدالعزيز خوجة في تواصله مع الإعلاميين الشباب…

خالد آل خليفة

الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٢

في بدايات استخدامي لتويتر، بدأت أتواصل مع الشيخ خالد آل خليفة، وزير خارجية البحرين. في البداية كنت حريصاً على التأكد أنني كنت فعلاً أتواصل مع الشيخ خالد آل خليفة نفسه. للأسف فبيننا من يفتري على الناس فيكتب باسم غيره ناهيك عن قائمة طويلة ممن يتبرقعون بالأسماء المستعارة و يوزعون الشتائم على أعلام في الفكر و السياسة و الثقافة. كانت المسألة سهلة إذ توجد علامة شهيرة أمام اسم الشيخ خالد تؤكد أن صاحب الحساب هو الشيخ نفسه. كنت أيضاً أبحث عن طريقة أخفي فيها فرحي برسالة الشيخ خالد لكيلا تتعارض مع المهنية و الحياد -شبه المستحيل- في عملنا الإعلامي. أعترف أنني أفرح حينما أجد مسؤولاً بحجم الشيخ خالد يتفاعل مع الإعلاميين و أصحاب الرأي خصوصاً أننا ننتمي لمنطقة ما زال فيها صاحب الرأي يشعر بالتهميش وسوء الظن. تمر الأيام و إذا بالشيخ خالد يصبح من نجوم الإعلام الجديد عبر حسابه النشط في تويتر. أكاد أجزم أن الشيخ خالد خدم بلاده إعلامياً في أشهر قليلة أكثر مما فعلت مؤسسات رسمية و شركات علاقات عامة داخل البحرين و خارجها على مدى سنوات. جاء الشيخ خالد إلى الإمارات قبل أشهر فحرص على أن يلتقي مباشرة بمجموعة من شباب الإمارات النشطين عبر تويتر. كان اللقاء، كما عرفت من أصدقاء، مفعماً بالصراحة و البساطة و الوضوح.…