في سجن العراق!

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

الزيارة التي قام بها لبغداد مؤخراً السفير السعودي لدى الأردن فهد عبدالمحسن الزيد خطوة مهمة من الضروري أن تتبعها خطوات أهم. فملف السعوديين المعتقلين في العراق مسألة وطنية من المخجل التقصير في التعاطي معها. أعرف أنه ملف شديد التعقيد إذ إن جماعات دينية متطرفة وأخرى سياسية في المنطقة قد وجدت في شبابنا خامة جاهزة لاستغلالهم في ألاعيب سياسية انتهت بهم إلى الموت العبثي أو إلى سجون المالكي. طريقة التعامل مع كثير من شبابنا في المعتقلات العراقية ليست بريئة من العنصرية الطائفية البغيضة. وهم -بلا استثناء- قد أضاعوا سنوات عزيزة من أعمارهم في البحث عن الوهم في العراق. ويا ليتنا نحاسب من ضلل شبابنا وقادهم إلى ميادين الموت العبثي، من أفغانستان إلى بغداد. الرقم المعلن لعدد المعتقلين السعوديين في العراق بلغ 62. لكن المتداول أن مئات من شبابنا ما زالوا يبحثون عن مخرج من ورطتهم في اليمن وباكستان وأفغانستان وخارج سجون العراق. مأساة أن يُستغل الشاب السعودي في لعبة سياسية أكبر منه قبل اعتقاله ثم يُستغل سياسياً خلال اعتقاله كما تفعل حكومة المالكي اليوم! هؤلاء الذين يضللون شبابنا، باسم الجهاد، ويحرضونهم على الانخراط في جحيم الموت العبثي يتحملون المسؤولية الكبرى تجاه موت شبابنا وضياعهم وعذابات أهلهم. إنهم يرسلون أبناء الناس للموت العبثي في كل بقاع الدنيا لكنهم قليلاً ما يشجعون فلذات…

خالد الفيصل في دبي

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام) ، فقد أشاد الأمير خالد الفيصل، أثناء زيارته للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل أمس، ، بما رآه في دبي من تطور و نهضة "منوهاً بما وصلت إليه مدينة دبي من مستويات عالمية في مجال بناء البنى التحتية و التكنلوجيا و الإعلام و الثقافة"، مؤكداً أن "الإرادة القوية مع الإدارة الحكيمة و الجيدة تثمران إنجازات عظيمة كما في دبي". هذه شهادة مهمة ليس فقط لدبي و لكن لمن يبحث عن "سر" تفوق دبي و تألقها. فحينما تجتمع "الإرادة القوية" مع "الإدارة الحكيمة" تُصنع أكبر الإنجازات. و هذا ما تحقق فعلاً في دبي. و لعل الأمير خالد الفيصل قد سئم من أولئك اللذين يرددون تلك المقولة الباهتة: "بناء الإنسان قبل بناء الأبراج". الكارثة أن نهمل الإنسان و لا نبني الأبراج! و لك أن تسأل:. من بنى الأبراج في دبي؟ أليس هو الإنسان نفسه؟ بل إسأل: من خطط للأبراج و الشوارع و الحدائق و الأسواق و خط القطار؟ أليست كل هذه المشاريع العملاقة مرتبطة بمنظومة متكاملة و شديدة التعقيد، يكمل بعضها بعضاً، من الإدارة و الرقابة و التشغيل و المحاسبة و المتابعة؟ و على المستوى الثقافي، قرر خالد الفيصل أن يعقد مؤتمر "فكر" للسنة الثانية على التوالي في دبي. و لو وجد منظمي "فكر" مدينة عربية…

الثقافة وأكل البصل!

الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢

تسألني الإعلامية مهيرة عبدالعزيز إن كانت الثقافة «تؤكل عيشاً» وأجيبها أن الثقافة في العالم العربي تخرجك أحياناً من الملة وتدخلك السجن. وفي زمن «الإعلام الجديد» لم تعد أجهزة الرقابة والتجسس في حاجة لإرسال المراقبين السريين لمراقبة ومتابعة المثقف. فهم اليوم يستطيعون معرفة كل حركاته وبماذا يفكر وهم جالسون تحت المكيفات في مكاتبهم. فهذا المثقف المسكين لايقوى على أن يخبئ شيئاً. فما إن تطرق الفكرة رأسه حتى يكتبها على تويتر أو قناة تواصل أخرى. كثيراً ما نصحت -عبر الكتابة الصحفية- مسؤولي الأمن بأن يوفروا جهدهم في تتبع ومراقبة المثقف ويستثمروا الميزانيات الضخمة والكفاءات البشرية الأمنية العالية في رصد تجار المخدرات والحرامية وقطاع الطرق. أما المثقف فهو يكتب وينشر فكرته بمجرد أن ترد على باله. ويرصد بنفسه كل حركاته ومقابلاته: أنا مع الأصدقاء الآن في شارع التحلية. أو: أقرأ الآن «لوعة الغاوية» لعبده خال. أو: أغادر إلى الرياض بعد ساعة. وهكذا تحول بعض المثقفين إلى مراقبين على حركتهم وفكرهم.إذن يا كلَّ أجهزة الرقابة الموقرة، دعوا المثقف «يفضفض» كيفما شاء وركزوا جهدكم على المخاطر التي تهدد المجتمع من عنف ضد النساء والأطفال وسرقات السيارات وكثرة حوادث الانتحار. وأنت يا مثقف واصل الثرثرة فلا أحد من إياهم يأبه بما تكتب أو بدعواتك للتغيير والتطوير. أنت منشغل بكتاباتك وعقلك والقوم منشغلون بغنائم المنصب و «مخططات» المدن…

محمد مرسي.. لا تؤلهوه!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

إذا انتقدت الرئيس المصري محمد مرسي أو جماعة الإخوان التي تقف خلف قراراته لقيل لك: هذا شأن مصري؛ ما دخلك أنت؟ أو: تكلم عن أوضاع بلادك ودع مصر لحكومتها وشعبها. أما حينما يطبل بعضهم بيننا لكل موقف أو قرار يتخذه الرئيس المصري فإن التبرير جاهز: مصر هي قلب العالم العربي ونهضتها نهضة للأمة، حلال عليهم مدح مرسي حرام علينا نقده. أليس ما يحدث في مصر، من خير أو شر، سيؤثر على المنطقة كلها؟ إذن كيف يكون التطبيل لكل قرار يتخذه مرسي في مصلحة الأمة بينما نقد مواقفه التي ترسخ ديكتاتورية الحزب الواحد وتهيج أتباعه خارج مصر هي تدخل في شأن مصري داخلي؟ هؤلاء الذين يرفضون نقد الرئيس مرسي ويهللون له ويكبرون على كل حركة يقوم بها إنما يجهلون أنهم اليوم جزء من مشروع صناعة الديكتاتور. وحينما يتحول القائد إلى ديكتاتور فإنه ينقلب أولاً على من حوله. اقرأ في سيرة “الديكتاتوريات” العربية وغير العربية وتأمل في بداياتها. قيل إن القذافي بدأ شاباً ثورياً بأهداف نبيلة ثم ما لبث أن تحول إلى ديكتاتور اختزل ليبيا كلها في نفسه وأولاده. وكذلك كانت السنوات الأولى من حكم مبارك. حينما يغيب النقد وتضعف الرقابة والمحاسبة ثم يهيمن خطاب التطبيل والتمجيد تتهيأ البيئة لإنتاج الديكتاتورية وإعادة إنتاج الديكتاتور. في مصر، تعاد اليوم صناعة الحاكم بأمره. ومثلما…

خرج من المستشفى حياً؟

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٢

مبروك! خرجت من المستشفى حياً؟ لا يكاد يمر يوم بلا أخبار -فضائح- عن أخطاء طبية في مستشفياتنا. بعضها عائد للفقر الإداري في إدارة المستشفيات وبعضها نتيجة لضعف الكوادر الطبية وأسباب أخرى تتعلق بفضائح تزوير الشهادات الطبية. في النهاية، تدفع الناس أغلى الأثمان لأخطاء لو وقع أحدها في أي من مستشفيات «العالم المتحضر» لقامت الدنيا ولم تقعد. من حولنا أصدقاء ومعارف يتحدثون عن قصص أقرب للمأساة في تجاربهم مع مستشفياتنا، الحكومي منها والخاص. وأقلها أن تذهب لأربعة مستشفيات مختلفة فتعود بأربعة تقارير طبية مختلفة. هذا يقول عملية عاجلة. وذلك يقول حبة بندول. وثالث يقول مرض خبيث. ورابع يرى بتر القدم اليمنى كي يطيب جرح في اليد اليسرى. ضع يدك على قلبك وأنت تغامر بالذهاب لرؤية طبيب لعله يعطيك دواء للكحة أو الزكمة. وإن أجبرتك الظروف على النوم في المستشفى لأيام وعدت بعدها سالماً لمنزلك فعليك بالذهاب مباشرة للعمرة وشكر المولى على السلامة فقد كُتبت لك حياة جديدة. نعود للمرة المائة (أو الخامسة والتسعين) ونقول: فتش عن الإدارة! أزماتنا مردها واحد: غياب الإدارة! ولهذا نكتب -من منطق الحب للوطن- أن غياب الإدارة الفاعلة، على كل المستويات، قد يضاعف من تذمر الناس من كل شيء حولها. وتلك -وربي- أخطر من كل الأخطار التي نظن أنها أكبر المهددات. الناس عندنا تتذمر دوماً لأوضاع الطرق…

أصدقاؤك كثر؟

الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٢

تظن أن أصدقاءك كثر؟ وتتباهى أحياناً بعلاقاتك وكثرة معارفك؟ مسكين! ستكتشف كم أنت تخدع نفسك حينما تمر بظرف طارئ عاجل مزعج من ذلك الذي يستدعي “الاتصال بصديق”! وعندها ستتذكر ذلك المقطع الشهير: ولكنهم في النائبات قليل! أحياناً يخدعنا “معسول الكلام”، وكثيراً ما تتهاوى علينا الوعود من كل الاتجاهات، ويتبرع أحدهم كل مرة تراه بعرض سخي: أي خدمة؟ لا يردك إلا لسانك؟ في خاطرك شيء؟ ثم يُضاف لها تلك الجملة الساحرة: تُراك أخ عزيز. ثم تأتي تلك اللحظة الحرجة التي حينها -فقط- تكتشف كم أنت طيب وساذج و”على نياتك”! تتصل بهم واحداً تلو الآخر فلا تقوى على “الإمساك” بأيهم كما لو كنت تركض خلف سراب. ومع ذلك أنصحك بعنوان الكتاب الشهير: “لا تحزن”! فمن سنة لأخرى نحتاج للحظة -صدمة- يقظة تعيدنا إلى قواعدنا سالمين فلا نصدق كل الوعود ولا نطير في العجّة حينما نستمع لمعسول اللسان يعرض الفزعة والخدمات و”لا يردك إلا لسانك”. إنهم يتطايرون في اللحظة التي تفكر فيها بالاتصال بأحدهم، ويختفون في الوقت الذي تتمنى ولو رؤيتهم، ويصعب عليك أن تجد أذناً واحدة على الأقل تستمع لفضفضتك وتخفف -بالكلام- من حيرتك. أحياناً كل الذي تبحث عنه نصيحة صادقة، لا شيء أكثر من ذلك، لا سلفة أو فزعة عند مسؤول أو واسطة خير بين صديق وصديق. ثم تأتيك المفاجأة السارة…

قوانين ضد «المغازلجية»!

الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢

تروي السيدة صباح خليل المؤيد، مدير عام بنك الإسكان في البحرين، قصة مؤلمة حدثت في مقر عملها بالبنك حينما كانت نائبة للمدير العام. تعرضت موظفة في البنك لتحرش واستفزازات من قبل موظف في ذات البنك. تولت المؤيد التحقيق وبعد أن تأكدت، بكل الدلائل، من صدق الموظفة وإدانة المتحرش، صدر الأمر، وفقاً للقانون، بفصل الموظف الذي تحرش بزميلته في العمل. المشكلة -تروي صباح المؤيد- أن “كبار القوم” في محيطها سارعوا بالتوسط للموظف طالبين عدم فصله. آخرون برروا فعلته لأنه كان يأخذ بعض “الأدوية”! المؤيد روت هذه القصة خلال منتدى القيادات النسائية العربية الذي نظمته قبل يومين مؤسسة دبي للمرأة. وكان الحوار على أشده في محاولة لرصد مشكلات تعيق حضور المرأة “المؤهلة” في مجالس إدارة الشركات الكبرى. ومن ضمن طرق الاستفادة القصوى من طاقات وقدرات نسائية مبهرة في دول الخليج، ولحاجة سوق العمل لتلك الخبرات، لابد من تشجيع المرأة المؤهلة على العمل الجاد حتى تصل بجدارتها وتأهيلها إلى مجلس الإدارة. هذا يتطلب -من ضمن قائمة طويلة من الإصلاحات- قوانين صارمة وحازمة تعاقب كل من يتحرش أو يعاكس المرأة. هذه مسألة لاتقبل “المزح”. مجتمعاتنا مقبلة على تحولات ثقافية واقتصادية كبيرة. لابد أن يكون للمرأة حضورها في حراك المجتمع. شئنا أم أبينا، المرأة في الخليج ستكون حاضرة بقوة في كل حراكات المجتمع. ولهذا تكون…

مصر بلا أهرامات!

الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢

تطالب بعض الأصوات المتزمتة في مصر بإزالة الأهرامات كونها -كما يزعمون- ليست سوى أصنام وجودها يخالف تعاليم الإسلام. هل ترى إلى أين وصلت بنا جاهليتنا اليوم؟ أصوات التطرف في عالمنا تحتقر عقول شبابنا حينما يظنون أن الشاب المسلم سيبدل دينه بمجرد المرور حول الأهرامات أو لمجرد رؤية كنيسة. بعضهم يحذر مبتعثينا للدراسة في الغرب من دخول الكنائس حتى لو كان ذلك خلال رحلة سياحية. أما السبب فهو في “الخوف على شبابنا من دخول المسيحية”. يعني أن عقلك يا أخي المسلم “مخفّة”! فما أن ترى شيئاً جديداً حتى تأخذ به وتبيع ما كان عندك، لو كان هؤلاء يحترمون دينهم وأبناء معتقدهم لما صوروهم بهذه الهشاشة في إيمانهم؛ فمن سيبدل دينه بمجرد دخول كنيسة؟ الدعوة لهدم الأهرامات ليست “نكتة” حتى وإن بدت لبعضنا كذلك، فالفتنة تبدأ أحياناً بكلمة عابرة أو رأي أحمق. المصيبة أن الفلتان الأمني في بلدان الربيع العربي ساهم في تدفق الأسلحة، من ليبيا تحديداً، إلى الجماعات المتطرفة من سيناء إلى السودان ومن مالي إلى اليمن؛ ولهذا لابد من أخذ التهديدات بإزالة الأهرامات -مهما بدت المسألة مضحكة أو مستحيلة- كمقدمة لمرحلة خطيرة تعيد العنف في مصر إلى مربعه الأول. أما وقد توفر السلاح، فما الذي ينقص جماعات التطرف؟ فتوى؟ تلك آخر همومها. فما من جماعة متطرفة إلا وتنتج مُفتيها، والكل…

حل سياسي في سوريا؟!

الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢

في مقابلته مع “سكاي نيوز عربية” قبل أمس، يصر الأخضر الإبراهيمي على أن أياً من الفريقين، النظام والمعارضة، لن يحقق انتصاراً عسكرياً في سوريا. قال إن الحل لابد أن يكون سياسياً. وبودي أن أسأله: ماذا تعني بالحل السياسي؟ ثمة حقائق على الأرض لعل الإبراهيمي بحاجة لقراءتها: الأسد متمسك بالسلطة من قناعة أنها ملك لآل الأسد. ولو طرحت فكرة الانتخابات لصنع بشار ألف حيلة للفوز بها. ولهذا تسابقت أبواق النظام على الترحيب بفكرة الإبراهيمي والترويج لها. في المقابل، كل من ثار ضد النظام يعرف أن نهايته تأتي في لحظة القبول بالحل السياسي. ستستعيد قوات الأسد بعض قوتها وستبدأ في تصفية الحساب مع كل من احتج ضد نظام الأسد. وما زال الثوار يناشدون العالم بتزويدهم بالسلاح النوعي وهم -عندها- واثقون من النصر. فما زالت طائرات النظام الحربية تقصفهم وتبيد قراهم. قالتها المعارضة وقيادات الجيش الحر: ساعدونا على الحصول على أسلحة نوعية خاصة مضادات الطائرات الحربية وستعرفون حينها من يستطيع حسم المعركة. جيش الأسد متهالك. ولولا دعم إيران وروسيا لانهارت قواه في أيام. لا حل سياسياً سينهي الأزمة في سوريا. صار الوقت الآن متأخراً جداً لأي حل سياسي حتى وإن ضمن نهاية حكم الأسد. فبعد جرائم النظام وشبيحته التي راح ضحيتها ما يقرب من أربعين ألف سوري، ناهيك عن عشرات الآلاف ممن لا…

مدارك وكتّاب!

الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٢

أعترف بداية أن شهادتي في «مدارك» و«كُتّاب» مجروحة. فمدارك هي ناشر كتابي «الشارع يا فخامة الرئيس». أما «كُتّاب» فقد شهدت ولادتها، خطوة خطوة، منذ المشوار الأول للصديق جمال الشحي لاستخراج التصاريح اللازمة لإنشاء دار نشر في دبي. نجح الصديق تركي الدخيل، بذكائه الصحفي وعلاقاته الواسعة، وفي وقت قصير، في إنشاء دار نشر سعودية تنافس، بجدارة، دور النشر العربية العريقة. تلعب «مدارك» اليوم دوراً مهماً في انتشار وتسويق الكتاب السعودي والخليجي في أسواق كانت عصية علينا، في بيروت والقاهرة وبغداد. في معرض الكتاب الذي للتو اختتم أنشطته في الشارقة، كانت «مدارك» و«كتّاب» من أبرز دور النشر ذات الحضور الكثيف، تزاحم الناس على شراء إصدارات «مدارك». وتزاحموا أمام «كتّاب» لاكتشاف أسماء جديدة في عالم النشر لكتّاب إماراتيين جدد نجح جمال الشحي في استقطابهم وتشجيعهم على النشر. يعجبني في الصديقين تركي وجمال مبادراتهما الذكية في التواصل مع الكتّاب الشباب وتشجيعهم على الكتابة والنشر. فكم من كاتب ربما لم يدرك «الموهبة» الكامنة بداخله حتى يأتي من يحفزه على اكتشافها. وكم من قصة تستحق أن تروى ثم تضيع لأنها لم تجد «المنبر» الذي يظهرها ويبرزها. ومهما كان مستوى المحتوى، فالزمن كفيل بفرز الجيد من الرديء. لكنها مرحلة مهمة للتأسيس لثقافة تحتفي بالكتاب وتشجع على انتشاره وتسويقه. ولو لم يبرز من عشرات الكتب التي تصدرهما «مدارك»…

سياحة في قلب الصحراء

الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢

في عمق الصحراء الإماراتية يوجد فندقان -فئة خمسة نجوم- أعتبرهما من أجمل فنادق العالم. قصر السراب، يبعد مدة ساعتين من أبو ظبي، وباب الشمس، يبعد مدة ساعة عن دبي. كلاهما مكان جذب مهم للسائح من داخل المنطقة ومن خارجها. فمثلما يبحث السائح الخليجي عن الأنهار والحدائق الخضراء والمدن العالمية الكبرى، يبحث السائح الأجنبي عن تجربة مختلفة، عن الصحراء والهدوء. تستطيع أي مدينة أن توظف إمكاناتها الطبيعية لصناعة تميّزها سياحياً. ومتى ما تحققت الخدمة العالية نجحت مشاريع جذب السياح. أعجبت جداً بفكرة فندق قصر السراب إذ يبدو متناغماً مع ظروف الصحراء وروحها. ليس شرطاً أن تكون سائحاً غربياً حتى تثمن تجربة السياحة في قلب الصحراء. فحتى نحن، أبناء الجزيرة العربية، نستطيع أن نكتشف من خلال هذه التجربة كثيراً عن بيئتنا وجغرافيتنا. لكن السياحة الناجحة تتطلب أولاً توفر الخدمات الأساسية وأهمها الفنادق وإلا ما الذي يجعل المئات من السياح، من الداخل والخارج، يتوافدون على “باب الشمس” و”قصر السراب”؟ نخطئ حينما نلقي بـ”هم” السياحة الداخلية كله على الهيئة العامة للسياحة والآثار. السياحة الناجحة تتطلب منظومة متكاملة من الخدمات والأنظمة مدعومة بثقافة تشجع على السياحة المحلية وتنظر لها كرافد اقتصادي وطني مهم. لكن دور القطاع الخاص في الاستثمار الذكي في مشاريع سياحية يبقى أساسياً وبالغ الأهمية. الناس تبحث عن الجديد والمختلف. فمثلما استطاعت أبو…

ميسي والرشاش!

السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢

صورة واحدة يمكن أن تحرق جهد سنوات طوال من حملات «العلاقات العامة» ذات التكلفة العالية. هذا بالضبط ما أحدثته صورة استقبال اللاعب الأرجنتيني الشهير «ميسي» في مطار الرياض قبل أيام. صورة اللاعب الأرجنتيني «ميسي» مع رجل الأمن السعودي «طلال» وبينهما الرشاش طغت على صفحات الرياضة في صحف عالمية كبرى. الناس تسأل: ما الحاجة للرشاش في صالة المطار؟ أحدهم يعلق ساخراً: إذا كانت مرافقة ميسي في المطار تتطلب رشاشا فهل تتطلب فرقة مدرعات في الشارع؟ أنا لا ألقي اللوم على رجال الأمن -حاملي الرشاشات- في المطار. لكنني ألوم الجهات المنظمة لعدم اهتمامها بتفاصيل الاستقبال. الصورة -كما يقال- تغني أحياناً عن ألف كلمة. وهاهي صورة ميسي والرشاش تطوف الدنيا كلها وبسببها يتندر علينا العالم ويسخر. أم أن التنسيق بين رعاية الشباب والأجهزة الأمنية معدوم؟ كنت أتوقع من مسؤولي رعاية الشباب، وهم أكثر من يعرف أهمية وجود المنتخب الأرجنتيني في الرياض إعلامياً، وعياً بأهمية أدق التفاصيل عند استقبال الفريق الأرجنتيني وخلال إقامته. ليتنا فقط أضعنا فرصة «إعلامية» ثمينة، ولكننا صنعنا «فضيحة» إعلامية ونحن، بالرشاشات، نستقبل «نجوما» عالميين يتابعهم الصغار والكبار في شرق الدنيا وغربها! إن التنسيق بين كل الجهات المعنية بحدث مهم كهذا مسألة أساسية وضرورية ليس فقط لإنجاح المهمة ولكن أيضاً لاستثمارها إعلامياً الاستثمار الصحيح. أما أن نترك مناسبات مهمة تسير «بالبركة»…