الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣
اللقاء السابع للخطاب الثقافي السعودي الذي عقده مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ودعا له حوالي سبعين شخصية ثقافية من مختلف مناطق المملكة، تركز على التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي، وكشف عن قضايا مهمة تتعلق بهذا الموضوع. التنوع بمختلف أشكاله حالة طبيعية في المجتمعات الإنسانية كلها، قد تكون كما أرادها الخالق مصدر ثراء فكري وسياسي واجتماعي ، وقد تتحول بفعل عوامل العنصرية والتمييز والقهر إلى سبب للتوتر والتناحر والتشظي. ولكل اتجاه من هذين المسارين طرقه وأساليبه وسياساته العامة التي تؤدي إلى النتيجة الحتمية. من الواضح أن سبب تحول التنوع في مجتمعنا إلى أزمة فكرية واجتماعية بين مختلف الاتجاهات هو سيادة اتجاه فكري أحادي نال من الحظوة والإمكانيات الشيء الكثير الذي أتاح له إمكانية استبعاد وازدراء المختلفين معه فكرياً ومذهبياً ودينياً والانتقاص من حقوقهم. ذلك يعني أن هناك مناخاً معيناً هيَّأ لمثل هذا الاتجاه دون غيره أن يهيمن على مختلف الوسائل – التي هي حق للجميع – ويوجهها لتعزيز مواقعه والإضرار بحقوق مخالفيه أياً كانوا. لقد أفرزت هذه الحالة عن وجود اتجاهين متوازيين للخطاب الثقافي في المملكة يعبران عن توجهين فيهما من التعارض والتناقض الشيء الكثير. ففي الوقت الذي تتوجّه فيه جهود المملكة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتبذل جهوداً كبيرة على هذا الصعيد كتأسيس مركز الملك عبد الله في…
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
يحكي أحد الزملاء أنه إبان الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت مُدرسة الصف الذي يتعلم فيه ابنه في بدايات المرحلة الابتدائية بتوزيع الطلاب إلى فريقين يمثلان الحزبين الرئيسيين في أمريكا، وطلبت من كل فريق انتخاب مرشح عنهم، وأجرت بينهما مناظرة انتهت بأن قام الطلاب بالتصويت لأحدهما. في البلدان المتقدمة يتعلم الأفراد منذ الصغر مختلف أشكال المشاركة والتفاعل مع الشأن العام وآليات اتخاذ القرار، وإبداء آرائهم حول مختلف القضايا العامة. وبالإضافة عما ينتجه هذا التفاعل من حراك اجتماعي وسياسي ومشاركة عامة، فإن هذه الممارسة تقود للاحتكام إلى الحلول السياسية والتسويات حول مختلف أشكال الصراعات والتنافس بين مختلف القوى الاجتماعية. من هنا، فإنك لا تجد في مثل هذه الدول أي شكل من أشكال الاحتراب المباشر بين الأطراف المتصارعة مهما تباينت وجهات النظر بينها، وتعددت خلفياتها الأيديولوجية والسياسية، بل إنهم يحتكمون دوماً إلى التسويات السياسية كمخرج لمثل هذه الصراعات. أما في بلداننا العربية، فإنها تعيش حرمانا على الصعيد السياسي في مختلف المجالات، بل إنه يُنظر إلى المهتمين في المجال السياسي وشؤونه بأنهم يتدخلون في قضايا هي من اختصاص الحكومات فقط. كما أن الفضاء العام لا يهيئ أي مجال مناسب للحوار السياسي بين مختلف القوى الاجتماعية لبلورة وجهات نظرها، وفتح المجال أمام تسويات معينة تخدم الجميع، ولا بين هذه القوى والحكومات القائمة…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
هناك كثير من التجارب الحوارية التي جرت بين رموز وشخصيات دينية ومثقفة سلفية وشيعية في المملكة طوال العقد المنصرم، ومنها انطلق الباحث عبد الباري الدخيل لتوثيق أجزاء كتابه (السلفيون والشيعة: تجربة حوار). الكتاب الذي يقع في أكثر من 300 صفحة يحتوي على مادة ثرية يمكن أن تكون مرجعا لرصد أبعاد هذا الحوار وآفاقه وانعكاساته على الصعيد الاجتماعي. وفي ظل التوتر الطائفي الذي يسود المنطقة، فإن أطروحة الكتاب تأخذ بعدا إيجابيا في التعاطي مع هذا الملف الساخن في هذه المرحلة. يفتتح الدخيل كتابه بالتأكيد على التمثل بقيم الإسلام وتعاليمه، وضرورة تقديم أنموذج للوحدة والتعايش والتسامح لاستيعاب تنوع مجتمعنا المذهبي والقبلي والمناطقي. ويتصدر الكتاب مقالة سابقة للشيخ حسن الصفار تحت عنوان (السلفيون والشيعة: نحو علاقة أفضل) نالت وقت نشرها رواجا وتفاعلا لما ورد فيها من أطروحات جريئة وناقدة. وكان الصفار قد تناول فيها دعوة الشيعة إلى ضبط الانفعالات ومنع أي إساءة للرموز الإسلامية، كما دعا السلفيين الكف عن فتاوى التكفير وخطابات التحريض. الكتاب استعرض لقاءات وحوارات متعددة بين علماء الطرفين في مناطق متعددة من أرجاء الوطن، كان من بينها ما أكده الشيخ عبد الرقيب القحطاني في لقاء تضمنته إحدى ندوات منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف، وفيه أكد القحطاني على ضرورة تنظيم لقاءات دورية تجمع علماء ودعاة المذاهب الإسلامية لتنمية القواسم المشتركة وضبط…