الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠١٥
من عجائب هذا الزمان أنّ الجحود صار طبيعةً لبعض فاقدي الهُويّة ممن تكرمهم حكوماتهم وتعزّهم وتغذيهم بالكرامة وتحنو عليهم، من أمثال أصحاب الأفكار الضالة من مستأخونين وغيرهم من الذين لا ينفع فيهم الإحسان، ولو فعلت حكوماتهم كل شيء لسعادتهم فسيظلون على حقدهم، فطبيعتهم تحثهم على نكران الجميل، والحوادث التي نراها اليوم تظهر لكل صاحب حكمةٍ طبائع هؤلاء الأشرار يوماً بعد يومٍ، فهم لا يتركون مدخلاً على حكوماتنا إلا استغلوه أسوأ استغلال بالنقد البغيض الخالي من أي نوعٍ من الإنصاف، فنقدهم من أجل التشفّي، لأنّ قلوبهم تغلي حقداً علينا، وهكذا نبتت عقيدتهم المشوهة في مرتعٍ وخمٍ، ولا ينجع فيهم الدواء إلا الحسم وأن تبرق فوق رؤوسهم السيوف ويسمعوا صليلها، حتى يخافوا ويكفّوا عن أمتنا الإسلامية أذاهم فقد تعبنا منهم أشدّ التعب. وأعجب من هذا كله، أن يتمّ كل هذا النقد الحاقد السريع من قبل إيران وتركيا والمستأخونين في وقت واحد، وكأنّ حادثة تدافع الحجّاج في منى كانت مرتبةً بينهم ويعرفون وقت حدوثها، وفي سرعة البرق قاموا جميعاً باتهام المملكة العربية السعودية بتغريدات وتصريحات و(سنابات) ومداخلات في القنوات ومقالات وأخبار مسمومة، ومما زاد الطين بلّة أنّ بعض المنتقدين من الإخونجية لم يمهلوا السلطات السعودية فرصة للتحقيق في الحادث الأليم، ولم يوجهوا النقد بعد أن يذكروا محاسن المملكة السعودية، حفظها الله، ومشاريعها الكبرى…
السبت ٢٦ سبتمبر ٢٠١٥
جهود المملكة العربية السعودية لخدمة الحُجّاج لا يمكن أن ينكرها أحدٌ، حتى الجاحدين لا يسعهم إلا شكر هذه الحكومة المعطاء التي لم تدخر ذخيرةً إلا وأنفقتها لراحة ضيوف الرحمن منذ عقودٍ ولم تتوقف المشاريع الكبرى في الحرمين الشريفين من عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيّب الله ثراه، ثم تلاه من بعده الملوك الكبار من أبنائه حتى تولى الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، البلاد في أوائل ثمانينات القرن الماضي، فاستبدل لقبه الذي يتمناه كل إنسان وآثر أن يلقّب بخادم الحرمين الشريفين ليسنّ سنةً حسنةً لمن بعده وليعلم وليّ عهده بأنّ ملك السعودية من أولى أولياته خدمة بيت الله والحرم النبوي والحجّاج القادمين من كل صوبٍ وأوبٍ. هكذا استمر لقب خادم الحرمين في الملوك من بعده وجاءت توسعة الحرمين في عهد الملك عبد الله، رحمه الله، خياليةً بكل المقاييس وفي وقتٍ قصير وشملت مشاعر الحج كلها والمسجد النبوي، وكل مترٍ في الحرمين يشهد لهذه الأعمال العظيمة التي يعجز عن وصفها قلمي لكنّ الواقع فيه أبلغ تعبير عن كلّ ما يجول في صدورنا من إعجاب وثناء. ثم يأتي بعد كل ما تمّ إنجازه أقوامٌ لا أخلاق لهم ينتقدون المملكة ويتهمونها بالتقصير وهي لو فرشت الأرض حريراً وكست البيوت ذهباً للقادمين لسوف ينتقدون ويقولون ما يقولونه اليوم من…
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤
لا أدري من أين أبدأ كتابة هذه المقالة وكيف سأحدثكم عن رجل أمنٍ عالمي الخبرة والفكر والأداء كمعالي الفريق ضاحي خلفان بن تميم، الذي منذ تعيينه قائداً لشرطة دبي وهو يثبتُ كلَّ يوم جدارته على مرّ السنين في قيادته أهمّ جهاز شُرَطيٍّ في الدول العربية بل في الشرق الأوسط كله، وقد بُني على يديه وبتوجيهاتٍ متواصلة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله. وقد بلغ هذا الجهاز من قوته أنّه ينافس أرقى الأجهزة الشُرَطية العالمية في شتى المجالات، والأمر واضحٌ لكلِّ بصيرٍ أمّا العميان الذين أعماهم الحسد وغُلّفت قلوبهم بالحقد فلن يروا هذا التقدّم ونور الإنجازات وإن رأوها فلن يألوا جهداً (يقصّروا) في تشويه الحقائق والبحث عن الأخطاء ولو صغُرت، لأنّهم سيجعلونها ببهتانهم وميْنهم (كذبهم) أعلى من الجبال وأثقل، وهذا لا دواء له إلا الاستمرار في التطوير والتنمية وتركهم في طغيانهم يعمهون (يتحيّرون). قصةُ رجال الأمن مع الخارجين عن القانون من المجرمين والإرهابيين اللابسين ثياب الدين زوراً ومن المتستّرين به وهم يمرقون (ينفذون) من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قصةٌ مشهورةٌ معروفة وعداءٌ أبديٌّ ولن يتفقا ولو زالت الشمس، لأنّ رجال الأمن وُجدوا لحماية الناس من المجرمين، والمجرم وإن كان يوماً ما كباقي الناس ولكنّه اختار طريق الظلام والإجرام وخرق الأحكام الشرعية والقوانين التي…
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢
قابلت في حياتي مجموعةً من المفكّرين لكلٍّ منهم مشاربه الفكرية المختلفة ولهم أيضاً مذاهبُ نقدية شتّى، وقرأت لآخرين من الأولين والمعاصرين، وكان من الطبيعي أن أختلف معهم في بعض الأفكار العامة وأتفق في أخرى، وكلّ ذلك يعود إلى تأثّرنا بمدارسنا العلمية التي شربنا من علومها وكان لأساتذتنا دور كبير في تكوينها وتباينها. وقد يكون السبب كذلك في اختلاف أدياننا ومعتقداتنا أو لتعدد مراجعنا الدينية إن كنّا من دينٍ واحدٍ. وتزيد حدّة الاختلاف بيننا وتنقص على حسب نفسيّة المرء منّا وتقبّله للخلاف من عدمه، ووضعه العقلي في وقت الخلاف، لأنّ هناك من يناقشك وهو في حالةٍ أشبه بجنون العظمةِ كِبْراً، أو بالوضع الهستيري المهروعِ غضباً، فلا تُجدي محاورته ولا ينفع تلطّفك معه، بل ليس لك إلا أن تنظر إليه مبتسماً ولا تدخل معه في نقاشٍ، لأنّ الخلاف معه يذهب الهيبة ويؤدي إلى القطيعة. وقد يقول قائل: ما بالك يا جمالُ تتكلم عن الخلاف والمذاهب وأنت جعلت عنوان مقالك عن الكاتب السعودي "تركي الحمد"؟ وسأجيب فوراً: وهل الكاتب "تركي" إلا ضحيّة من ضحايا الخلافات الفكرية المعاصرة في جانبٍ من جوانب شخصيته، أمّا الجانب الآخر فهو يمثّل وجه العقل المشاغِب المنافر لمجتمعه، الذي يراه متخلّفاً بعيداً عن الحضارة، وهو منذ زمنٍ بعيدٍ يرى هذا الرأي ولا يُخفيه عن زملائه وندمائه وتلامذته،. ولكنّه لم…
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٢
البرامج الغربية الساخرة (الكوميدية) من عادتها أنّها تضحك كلّ أحدٍ حتى المحزون والثكلى، لأنّها تكون متقنةً بشكلٍ لا يسع أيّ إنسان إلا أن يضحك، من شدة طرافتها وظرف مؤدّيها الذي لم يأتِ صُدفةً ولم يدخل هذا المجال إلا بعد تعَبٍ ودُربةٍ واجتهاد، فهو يحمل روح الفكاهة لأنه "خفيف دم" من تكوينه، وزاد عليها التجربة والخبرة حتى استطاع أن يكوّن شهرةً مكّنته من الظهور أمام الجمهور بأسلوبٍ فريدٍ وعجيبٍ يُبهر كلّ من يشاهده ويستمع إليه. سألت صديقي الممثل الكوميدي الكبير سمير غانم مرّةً؛ هل تحفظ النصوص التي تؤدّيها في المسلسلات والأفلام والمسرحيّات؟ فقال: "لا أحفظ النصوص وإنّما أرتجل الكلام حسب الموقف، ولهذا يقع ارتباك كثير للذين يؤدّون المشاهد معي، وهناك مرات كثيرة يتوقّف التصوير لكثرة ضحكهم، وهذا لا أتكلّفه وإنّما هو من شخصيتي". قلتُ: كلّما ألتقي سمير غانم لا أستطيع أن أتوقّف عن الضحك. وقد شهدت مسرحيةً له كان الجمهور يضحك طيلة الوقت وهو يرتجل الكلام في كل المشاهد، ومن يحضر نفس المسرحية مرّة أخرى سيستمع إلى نصوص جديدة من "سمّورة"، وهذا ما يُسمّى بـ"كوميديا الوقوف الارتجالية" Stand-up comedy ، وقد بدأ هذا الفن الساخر خلال القرن الثامن عشر في صالات الموسيقى البريطانية، ثم انتشر في القرن التاسع عشر واشتهرت شخصيات كبيرة فيه. وقد تطور الأمر في الغرب حتى خصصت القنوات…
الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٢
حمزة كاشغري شاب سعودي صغير، من عائلة معروفة في الحجاز بتدينها وحبها لأعمال الخير، وقامت والدته بتربيته على الخير وحضور حلقات القرآن الكريم، ولم تدر المسكينة أنّ ابنها سيكون أحد ضحايا آلات العصر الحديثة، بل ضحيّة أمّة تنكَّر بعض أهلها لدينهم وأمجادهم، وجهلوا حقيقة الإسلام التي حثّت الأجيال الإسلامية الأولى على العلم والأبحاث والمخترعات، وكانوا أسياد العلم لقرون طويلة، وليس لهم دافع إلا دينهم وحب رسولهم صلى الله عليه وسلم، فأناروا الدنيا باكتشافاتهم التي قامت عليها كل مخترعات العصر الحديث، ثم لمّا ابتعد المسلمون عن جوهر دينهم وروحه التي خُلقت لقيادة الناس وهدايتهم، سقطت مراتبهم من علٍ، وهووا في قاع سحيق من الجهل والذلّ، فتلقّف الغرب كلَّ ما سطّره علماؤنا في شتى العلوم، وترجموه ونقّحوه، وبنوا عليها علومهم، أما نحن فتركونا نهوي إلى المجهول، ولم يكتفوا بذلك، بل غزوا بلادنا، وقضوا على كل أحلامنا لكي لا تقوم لنا قائمة بعد ذلك، وأرادوا أن نبقى أبعد الخلق عن الفهم الحقيقي لديننا الذي هو أساس أمجادنا كلها، ولم تكن لنا من قبله من أمجاد. لقد نشأ جيلٌ من أبناء المسلمين وقد غرتهم بهرجة الغرب وحضارته، وفكّروا ثم قدّروا، وظنوا أنّ الغرب لم يبنِ حضارته الغالبة إلا بتحرره من المسيحية، ومن كفره بالله جلّ وعلا، وتفننه في الاستهزاء بكل رموزه الدينية، فشمّر هؤلاء…