الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٩
مهما تعددت الصفات التي تطلق على طبيعة العلاقات المتجذرة بين السعودية والإمارات، فهي لن تكفي لاستيعاب العناصر الكثيرة، والوشائج القوية، والأواصر المتينة التي تستمد قوتها من الدم، والقربى، والجيرة، واللغة، والدين. وقد احتفظت تلك العلاقات بحرارتها على مر العقود، منذ أن أسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدولة الإمارات العربية المتحدة مطلع سبعينات القرن الماضي؛ بل تطورت - ولا تزال - لتتحول إلى شراكة أخوية إستراتيجية قوية صمدت في وجه التحديات، وتقلبات السياسة العالمية والإقليمية. وكان طبيعياً أن تصل إلى وضعها الراهن من خلال تنسيق غير مسبوق، وتكامل حيال الملفات الحيوية، وتفاهم تام في شأن القضايا الشائكة، والتهديدات الوجودية التي تواجه البلدين. وتمثل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لأبوظبي (الأربعاء) تجسيداً لمتانة تلك العلاقات، ودفعاً لها إلى ذُرى جديدة، بعدما شكلت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للإمارات في 4 ديسمبر 2016 دفعة قوية لعلاقات الأُخوة والتعاون والتكامل بين البلدين. ولذلك كان الاحتفاء والاهتمام بزيارة الأمير محمد بن سلمان للإمارات طاغياً أمس، بسبب الأدوار المهمة التي يضطلع بها ولي العهد في عدد من الملفات التي تعني المنطقة، كالتنسيق في شأن أسواق النفط، وحماية حرية الملاحة في الممرات المائية الحيوية، والتصدي لشرور إيران، وغيرها من قضايا المنطقة والعالم. وهي، بلا شك، علاقات ظلت تَقوى…
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٩
مما تنبغي ملاحظته والتوقف عنده أن القاسم المشترك بين المحطات الثلاث لجولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الآسيوية، أن تلك الدول (باكستان، الهند والصين) التي زارها قوى نووية، ذات اقتصادات عملاقة. كما أن كلاً منها حليف للسعودية، تربطه بها علاقات إستراتيجية متينة تشمل التعاون في جوانب عدة، بما فيها المجال الدفاعي والصناعي. لقد أنهى الأمير محمد الجولة الآسيوية بنجاح، بفضل النظرة الثاقبة لخريطة التحالفات والعلاقات في هذه القارة الحيوية التي تنتمي إليها السعودية. وهي نظرة نشأت من تقدير السعودية لمستقبلها، وتغليب مصالحها وتوسيع علاقاتها المتبادلة مع عواصم الدول الأخرى بما فيها التي شملتها هذه الجولة الآسيوية الحافلة باللقاءات، والمشاورات، واتفاقات الاستثمار التي ترجح كل المؤشرات الاقتصادية نجاحها. ولم يكن نجاح الجولة في محطتها الأولى، وهي باكستان، بسبب الاستثمارات وحدها، بل يعزى في جانبه الأكبر إلى «الكاريزما» التي تتمتع بها شخصية الأمير محمد بن سلمان. فقد قوبل في روالبيندي وإسلام آباد بالطائرات وطلقات المدفعية، وبأرفع وسام تمنحه باكستان (نيشان باكستان). وتصادف تلك الكاريزما حباً خالصاً للسعودية في أفئدة الشعب الباكستاني الذي يتجاوز تعداده 200 مليون نسمة. ولهذا كان الأمير محمد بن سلمان صادقاً حين أبلغ رئيس الوزراء عمران خان في مؤتمرهما الصحفي الختامي بأنه لا يستطيع أن يرفض طلباً لباكستان؛ لذلك استجاب لطلب مضيفه الباكستاني بإطلاق أكثر من ألف…
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩
ألا يعد سفاهة ما قام به رئيس وزراء كندا ووزيرة خارجيته من تصفية الحسابات مع السعودية باستخدام قضية مراهقة سعودية، بعد هروبها من عائلتها أثناء وجودها في الكويت، واعتصامها بفندق في مطار بانكوك لتطلب اللجوء، في وقت يطالب عقلاء كندا رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية بإيجاد حل يمهد لاستئناف العلاقات مع الرياض؟ من غير المعتاد أن تقفز دولة أخرى لعرض استقبال فتاة صغيرة (مراهقة) فارة من عائلتها، وهي لم تتقدم أصلاً إلى السلطات الكندية! لقد سارعت وزيرة الخارجية لإصدار قرار بقبول رهف «لاجئة سياسية»، من دون المرور على الخطوات الإجرائية المعتادة التي تستغرق عادة نحو 20 شهراً قبل منح اللاجئ حق اللجوء. وما أكثر الفارين من جحيم الحروب والإرهاب.. والطالبين للجوء حول العالم الذين يعانون مما لا تعاني منه رهف. والأكثر إثارة للاستغراب أن وزيرة الخارجية الكندية، التي تسببت «تغريدة» منها في القطيعة الراهنة بين الرياض وأوتاوا، كانت شخصياً في استقبال الفتاة المراهقة حين وصولها إلى تورونتو؛ بل قدمتها إلى الصحافة الكندية والعالمية باعتبارها «مواطنة كندية جديدة»! تلك التصرفات الصبيانية المريبة دعت خبراء في القانون والهجرة واللجوء إلى الإعراب لشبكة «سي بي سي» الحكومية الكندية عن دهشتهم من الأجندة الخفية التي تقف وراء الاحتفاء بتلك المراهقة. ويتصدر تلك البنود تصوير رهف باعتبارها ضحية اضطهاد وتعنيف. وتلك أساليب يلجأ إليها البعض لتعظيم…
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٩
مهما قيل عن قطر، ومهما قال «نظام الحمدين» وقناة «الجزيرة»؛ فإن الصغيرة لن تكون كبيرة. ولن تكون مؤثرة ولو استأجرت كل المرتزقة! مسلسل لا يتوقف من التدخلات في شؤون الأقربين والأبعدين. وخبث لا نظير له للقيام بدور لمصلحة القيم الإرهابية التي ترعاها الدوحة، وتجلب لها منظّري حركات الأسلمة السياسية وجماعات التطرف والعنف ليقيموا في أفخم المساكن في عاصمة «الحمدين»، للتآمر على الدول الآمنة. وهو دور يبدو أن القيادة القطرية تتمسك بالقيام به، على رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالدويلة، من جراء مقاطعة الدول الأربع الداعية لمحاربة الإرهاب، والدول التي انضمت إلى المقاطعة. ولعلّ أحدث ملامح هذا التمسك الأرعن بالأدوار القذرة ما تكشف عن قيام مؤسسة تمولها قطر بكتابة المقالات التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» على أساس أن من سطّرها قلم الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وهو اكتشاف لم تجد معه إدارة «البوست» سوى الاعتراف بأنها تعرضت للاختراق من جانب قطر؛ في حين تولت الصحيفة الأمريكية قيادة الحملة الإعلامية الشرسة لتشويه سمعة السعودية عقب مقتل خاشقجي. وبالطبع فإن «جزيرة الحمدين» لا تزال تهدر أموال الشعب القطري في تسويق بضاعة «الإخوان» الفكرية، وبث برامج بهدف تسميم عقول الشباب العربي، وترويج الأكاذيب والشعارات الخالية من الصدقية والأمانة المهنية. لقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن «الصغيرة» ستبقى أسيرة لقدرها الذي يدفعها لتتوهم أنها…
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٨
14 شهراً من عزلة قطر ولا يزال نظام «الحمدين» يغرق في أوهامه وتخبطاته ومراهقاته السياسية، على رغم المسافات القياسية التي قطعها أميرها ووزير خارجيتها في جولات مكوكية إلى عواصم العالم من أقصاه إلى أقصاه، ليعودا بخُفي حنين، وليبلغ رأسيْ الأفعى في الدوحة بأن الإجابة الثابتة التي تلقاها في كل عاصمة هي: الحل في الرياض، وليس في واشنطن، أو باريس، أو لندن، أو برلين. تخيلوا حجم التخبطات التي فضحت تنظيم «الحمدين» أخيراً، منها على سبيل المثال لا الحصر. 1 - فضيحة تشويه قطر لمنافسيها في استضافة كأس العالم بحملات «سوداء»، واستعانتها بشركة لتلميع صورتها في ملف الاستضافة، سبق أن استعان بها القذافي وبشار الأسد، بحسب «التايمز» البريطانية، ما يؤكد تشابه المنهجية بين الأنظمة الفاشية الفاشلة الثلاثة. 2 - تمويل المنظمات الإرهابية في العراق وسورية «الميليشيات الطائفية الإيرانية» بأكبر «فدية» في التاريخ (مليار دولار)، وكل ذلك لدعم الإرهاب. 3 - زيارات لمسؤولين قطريين إلى تل أبيب، والقناة العبرية الثانية تفضح زيارة مبعوث إسرائيلي إلى الدوحة لهندسة «صفقة الهدنة طويلة الأمد» مع حماس، ما يكشف تصدع المشروع الإخواني. عام ثانٍ من القطيعة يزيد من عزلة الدوحة، ويفاقم مشكلات الاقتصاد القطري، ويزيد ملاحظات أقطاب المجتمع الدولي حيال تشجيع نظام الحمدين الإرهاب وتمويله، خصوصاً أن المنظمات الإرهابية أضحى لها وجود دائم في فنادق الدوحة وقصورها،…
الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٨
لا شك في أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لبروكسل ولندن، وما انطوت عليه من تغيرات في العلاقة الخاصة بين واشنطن ولندن، والعلاقة بين أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أحدثت جدلاً كبيراً، خصوصاً بعد حديث ترمب عن حماية أمريكا لألمانيا وفرنسا وضرورة دفع التكاليف مقابلها. ولكن ما يهمنا هو التحذير الأمريكي لنظام الملالي؛ خصوصاً قول ترمب إن النظام الإيراني يوشك على الانهيار اقتصادياً. وكل التوقعات تشير إلى أنه سيأتي يوم يتوسل فيه الإيرانيون واشنطن لطلب التوصل إلى اتفاق. وتمثل تصريحات الرئيس الأمريكي بهذا الشأن تتويجاً لضغوط مكثفة ظل يفرضها على طهران منذ تنصيبه في مطلع 2017. وبلغت تلك الضغوط أوجها بقراره انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقّع في 2015، وما تبع ذلك من إعادة لفرض العقوبات الأمريكية على إيران. وهي تشمل بالطبع منع تصدير النفط الإيراني، وهو أكبر مصادر دخل نظام الملالي التي ينفقونها على الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، والترويع، والزعزعة الشيطانية والتدخل في الشؤون الداخلية في البلدان التي يوهمون أنفسهم بأنهم سيهيمنون عليها. ونتيجة لتلك الضغوط المكثفة بدأت الشركات والبنوك الأوروبية واليابانية تغادر إيران. وبدأت العملة الإيرانية مسيرة انحدار يتوقع أن تتواصل خلال الأشهر القادمة. ولم يكف ترمب ومساعدوه، خصوصاً وزيري الدفاع والخارجية، عن توعد إيران بمواجهة عسكرية قاسية إذا لم يتغير سلوك نظام «ولاية الفقيه» حيال حلفاء…
الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٨
13 شهراً مضت منذ إعلان السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دويلة مراهقة يتوهم حرسها القديم برئاسة «الحمديْن» أنها تستطيع التذاكي، وإمعان التدخل في شؤون الآخرين، والإيقاع بالمنطقة كلها في مستنقع الإرهاب. وهو تدخل لم تسلم منه دولة من دول المنطقة، حتى السعودية التي ظلت تتكتم على التصرفات القطرية المؤذية نحو عقدين، مراعاة لحسن الجوار، ولأواصر الأخوة والوحدة الخليجية. ولما بلغ السيل الزبى، ولم يعد ممكناً السكوت على العبث القطري، وأعلنت الدول الأربع قطع العلاقات، بدأت تفتضح خسة السياسات القطرية، وسوء مرامي الحمدين. وانهال سيل الفضائح أمام أعين العالم، خصوصاً الدول الكبرى بكشف انتهاكها للقوانين والأعراف الدولية. وحين تقع الحوادث التي تمس المنطقة تفضل قطر أن تدفن رأسها في الرمال. فقد لجأت لـ«البيات الصيفي» عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وهي التي وصفت حليفتها بـ«الشريفة»، في اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة. الأكيد أن نظام «الحمدين» يتظاهر بالذكاء في حين أنه لا يمارس شيئاً سوى المراهقة السياسية أكثر من 20 عاماً، معتقداً أنه سينجح في تحقيق وهم ضرب الدول بعضها ببعض، وتغيير الأنظمة العربية للإتيان بأنظمة يديرها بـ«الريموت كونترول» من قصره في الدوحة. ها هو ذا عام قد مضى من القطيعة التي كشفت أن نظام الحمدين يدير دويلة هشة، تفتقر…
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨
ظل العالم يرقب بحذرٍ الصعود الصاروخي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ فوز حزبه بمنصب رئيس بلدية إسطنبول في عام 2002، ثم اختياره رئيساً للوزراء، انتهاء بانتخابه رئيساً للجمهورية في 2014. وكان مثيراً للانتباه في خطاباته وسياساته رغبته الجامحة في إحياء الإمبراطورية العثمانية التي شيعتها الحرب العالمية الأولى، لتبدأ تركيا مسيرة طويلة من التعافي، الذي انتهى بـ«التسول» لعضوية الاتحاد الأوروبي. وجاءت هيمنة أردوغان على المشهد التركي لتجعل الانتماء إلى أوروبا أبعد ما يكون بسبب آيديولوجية الإسلام السياسي التي يعتقد بها أردوغان، وبسبب رغبته العارمة في إعادة الهيمنة على المنطقة التي خضعت ذات يوم لسلطات «الباب العالي». وكان طبيعياً أن تقود تلك التقاطعات -التي لا يمكن أن تلتقي- إلى وقوع أردوغان في سلسلة من التناقضات الداخلية والخارجية. وانتهت في شقها الداخلي بوقوع محاولة الانقلاب الفاشل، وما تلاها من تحويل أردوغان تركيا سجناً كبيراً لكل معارضيه ومناهضيه ودعوته إلى «تطهير» تركيا ثم الزج بمئات الآلاف في السجون من العسكريين والأكاديميين والصحفيين ورجال الأعمال. وبدلاً من أن ينجح في تدفئة علاقات بلاده مع الدول العربية والخليجية، أثار أردوغان خشية تلك الدول بموقفه المناوئ للسلطات المصرية، وتبنيه علناً قادة الإخوان المسلمين، وفتح الباب لهم لإنشاء قنواتهم التحريضية، وعقد اجتماعاتهم السنوية في إسطنبول على مرأى ومسمع منه شخصياً ومن حزبه (العدالة والتنمية). و«استعجال» أردوغان عودة…
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٨
في ٢٥ ديسمبر الماضي، كتبت مقالة بعنوان «جهلة حاقدون يقدمون أنفسهم خبراء». من تحدثت عنهم في تلك المقالة هم من المنافقين المبتزين الكذابين الذين لا يفقهون في السياسة، وإنما تغذيهم أحقادهم وضغائنهم ويشتمون كالببغاوات، يرددون ما يلقنهم سادتهم الجبناء ليملأوا أثير الفضائيات والإذاعات ومواقع «التواصل» بصراخهم وتفاهاتهم وفبركاتهم وتقوّلاتهم غير المسنودة بأية حقيقة! مناضلو مقاهي لندن وباريس وغيرهما، أولئك الذين يحتضنون «الكيبورد» في المنافي والمهاجر، والجاهزة حلوقهم للعلعة ويهرفون بما لا يعرفون، مسيرون بالمال القذر. فقد انطلقوا ليواكبوا المذبحة الإسرائيلية في غزة، ومشاهد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشرقية المحتلة، بهجوم قبيح ومتجنٍّ على السعودية ومواقفها الثابتة التي يعرفونها كما يعرفون حجم أباطيلهم. وكان الأجدر بهم أن يعودوا من مهاجرهم إلى غزة ليساندوها أو يتبرعوا لها إن كانوا صادقين، بدلاً من هذا التجني الذي لا تسنده حقيقة، ولا يبرره مبرر. ومن المؤسف أن يضطرنا هؤلاء السفهاء إلى الرد عليهم، وهم لا يستحقون الالتفات لهم، لا لنعدد ما ظلت تقوم به السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أجل القضية المركزية للعرب، وهي قضية فلسطين، وإنما لنفضح منطلقاتهم ومسببات «ردحهم» ضد المملكة. فقد ظلت القضية الفلسطينية، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، بنداً ثابتاً من بنود الاجتماع…
الأحد ١٣ مايو ٢٠١٨
ظهر التباين والاختلاف في مواقف الدول الخليجية من الاتفاق النووي الإيراني والانسحاب الأمريكي منه. 3 دول (السعودية، الإمارات، والبحرين) عبرت عن موقف موحد في بيانات منفصلة، و3 دول كانت بمواقف أخرى تحاول فيها «إمساك العصا من الوسط». ما هو موقف دول الخليج من قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الصفقة النووية بين إيران والغرب ودول 5+1، وإعادة فرض العقوبات على طهران؟ هذا سؤال تحتمه طبيعة التحديات المتمثلة في قرار واشنطن، وسلوكيات إيران العدائية تجاه المنطقة. ولكن هل المنطقة متحدة في مواقفها من التدخلات والتهديدات الإيرانية؟ طبعاً لا! والأسباب كثيرة، وتبعاً لذلك جاء التباين في المواقف. فقد كانت السعودية والإمارات والبحرين واضحة وشجاعة في تأييدها قرار الرئيس دونالد ترمب دون مواربة أو تحايل لغوي إنشائي لا ينطلي على كل مراقب سياسي. فهذه الدول الـ3 هي أكثر من تستهدفها إيران بالتدخلات والمؤامرات ومحاولات التطويق وتوسيع النفوذ والهيمنة. وفي حال الإمارات، لا تزال إيران تحتل 3 جزر إماراتية في انتهاك سافر للقانون الدولي، وقواعد حسن الجوار وترفض حتى التحكيم في محكمة العدل الدولية. وفي حال البحرين يندر أن يمضي يوم بدون أن تحاول إيران زعزعة أمن واستقرار واستقلال هذه الدولة الخليجية العريقة في عروبتها وانتمائها الخليجي. أما بالنسبة إلى السعودية، فيكفي تجنيد إيران المتمردين الإرهابيين الحوثيين لاستهداف التراب السيادي السعودي بالصواريخ الباليستية الإيرانية، ومحاولات…
الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٨
لن يختلف اثنان على أن «قمة القدس» التي استضافتها الظهران على الساحل الشرقي السعودي، المطل على الخليج، كانت موجهة لقطع دابر عملاء إيران الذين طالما اختطفوا قمماً عربية كثيرة، ونجحوا في التشويش على مقرراتها، لذلك نبحت وسائل إعلامية لبنانية تحديداً ضد المملكة والقمة تنفيذاً لأوامر «حزب الشيطان» و«الولي الفقيه»!. لقد نجحت حنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إعادة القضية الفلسطينية إلى وضعها المركزي في تفكير الأمة العربية الرافض لأية مساومة من الحركات والجماعات المؤدلجة التي أضرت بالقضية الفلسطينية. كما كانت مساهمة المملكة السخية من أجل أوقاف القدس الشريف وميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تأكيداً لدور المملكة ومسؤولياتها تجاه الأمة العربية ومقدسات المسلمين، وعدم الاكتراث بمواقف «حماس» التي أعماها «حب الملالي» ومن على شاكلتها من الفلسطينيين «الناكرين للجميل»!. وكان الموقف من مساعي إيران لزعزعة المنطقة، والتدخل في شؤون دولها، وتواطؤها الخبيث في «كوكتيل» الإرهاب والطائفية أبرز ما نجم عن قمة الظهران. ذلك أن التهديد الإيراني غدا تهديداً وجودياً للأمة العربية والإسلامية، كما أوضح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته أمام الزعماء العرب. انظروا إلى أصابع إيران وهي تعبث بحياة إنسان المنطقة في اليمن، ولبنان، والعراق، وسورية. انظروا إلى الشر الإيراني الذي كلما وجد لنفسه موطئ قدم زحف ليطأ أرضاً عربية أخرى، أو على الأقل يستغل أدواته العميلة…
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨
حين يظن القزم أنه سيهزم العملاق.. ستكتب نهايته ولو بعد حين. سيندم الحوثي أيما ندم على الهجمات الإجرامية التي يظن أنه سينال بها من السعودية أو من حلفائها. ستكون رقصته الأخيرة من دون شك على إيقاع ضربات «التحالف العربي» بقيادة السعودية الذي قرر التصدي لإيران وذيلها اليمني حتى يسترد اليمنيون الشرفاء وطنهم، ومعاقبة «الوضيع» على ما اقترفه بحق بلادهم وجيرانهم. وليس جديداً أن نظام الدوحة أضحى هو الآخر عميلاً إيرانياً. فمنذ بدء المقاطعة انفضح وجهه البغيض، ومن «تغريدات» كلابه الضالة بات ممكناً توقع الهجمات ومحاولات الغدر. فصارت إيران ترسم مخططات الهجمات، وتتولى تهريب الأسلحة والصواريخ، وتوفير خبراء حزب الشيطان اللبناني الرخيص لتجميعها وتركيبها في صعدة. وتتولى قطر – التافهة حقاً – الدعم المالي، وتمرير الرسائل المشفرة عبر قناة الجزيرة لتكتمل أركان الجريمة الموثقة دولياً. ويقوم الحوثي الذي خان وطنه، وأهله، وأبناء اليمن المسالمين، بالتنفيذ والظهور على الشاشات مدعياً البطولة، وهو لا يعدو قزماً وعميلاً لملالي قم وطهران! لماذا هي الرقصة الأخيرة؟ لأن إيران لن تحقق طموحها الواهم بمهاجمة السعودية من خاصرتها الجنوبية. إيران تعرف أنها لن تستطيع ذلك، وأن السعودية قادرة على الردع وفضح كل المخططات والمشاريع الإيرانية الإجرامية.. لذلك قلت سيندمون! فقد نفد صبر السعودية وحلفائها على هذا الإجرام. ولأن الحوثي مهما دعمته إيران لن يحكم اليمن، ولن يقوى…