جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

الترنح القطري.. والركض التركي !

الأربعاء ٢٨ يونيو ٢٠١٧

لم يعد السؤال هو: ماذا تريد تركيا من قطر؟ بل أضحى بعد استفحال الأزمة الدبلوماسية الخليجية بسبب التعنت القطري: هل تستطيع تركيا تحقيق مشروعها في الخليج عبر البوابة القطرية؟ لا بد من القول إن ما يجمع بين المشروعين القطري والتركي إزاء منطقة الخليج أكبر بكثير مما يتصوره البعض. ولعل الأدوات المهمة بيد الطرفين هي المال القطري الذي يسيل له لعاب تركيا، والأدلجة الإخوانية التي جعلت من الدوحة وإسطنبول مقراً للتنظيم الدولي للجماعة الإرهابية المتعطشة لإلغاء الحدود الجغرافية بين الدول العربية والإسلامية، وجعلت قطر وكراً لأفاعٍ سامة، تضع مخططات عدة لزعزعة استقرار الدول المحورية في المنطقة، خصوصاً مصر، والسعودية، والإمارات. ولكن ما هي مصلحة الشقيقة قطر في تحالف ستكون هي نفسها أول ضحاياه؟ فقد أظهر المنافق والمرتزق والإخونجي المؤدلج شراهة غير عادية للاستئثار بمقدّرات ومكتسبات الأوطان اعتماداً على تدبير المؤامرات حيناً والتخطيط للانقلابات والصراعات حيناً آخر! لقد بات بما لا يدع مجالاً للشك، أن تركيا منتفخة بوهم إعادة الإمبراطورية العثمانية على حساب دول المنطقة، وترى أن قطر هي البوابة المفتوحة لبناء الإمبراطورية المؤودة. فالدوحة العاصمة الخليجية الوحيدة التي سمحت بإقامة قاعدة عسكرية تركية على أراضيها، وفي الغالب مناكفة مقصودة لجيرانها. لا شك أنه منذ الإعلان عن إنشاء أول قاعدة عسكرية خارج تركيا وتحديداً في قطر ثار جدل واسع، فهذه القاعدة تعتبر…

ترمب يزأر.. وأسئلة سورية معلقة!

السبت ٠٨ أبريل ٢٠١٧

«أحياناً لا تجد الإجابات عن الأسئلة التي تحاصرك، فلا تملك إلا التململ أو التجاهل أو الوقوف على سطح مبنى قديم؛ لتتأمل زرقة السماء، وحركة المجرات، وتعُد النجوم، وأنت ترتشف قهوة داكنةَ السواد، تشبه واقع الحال العربي «المقطع الأوصال»، ثم تزفر من قسوة الصورة، تظل واقفاً «بائساً» «مختشباً»، على شرفة عربية «آيلة للسقوط»، وأنت تستعرض شريط الأحداث السياسية، والشعارات والكلمات والتصريحات، ثم تدير ظهرك لتلك النافذة «الخجولة»، مصوِّباً عينيك على الشاشات الإخبارية، لتشاهد أخباراً مأسوية عاجلة تنقل عمليات قتل واغتيالات ومآسي ومذابح، لا يسلم منها أحد حتى النساء والأطفال الأبرياء. تحل نوبات البكاء، وتمسح عينيك بمنديل من دم، ويظل قلبك يرتجف، ورئتاك تنهمران بالدموع. هكذا هي الحال في سورية وأنت تشاهد الموت والجثث وأشلاء الأطفال الأبرياء في كل البلدات وتحت الأنقاض». هكذا بعض ما كتبت متلوعاً في عام 2012، على وقع حمام الدم في سورية. تأملوا.. بعد مضي أعوام عدة لم يتغير شيء، فما لبثت أن وقعت مجزرة «الكيماوي» في الغوطة الشرقية (21 أغسطس 2013)، التي راح ضحيتها 1127 مدنياً سورياً، 201 منهم نساء، و101 طفل، ها أنا أكتب الآن على وقع مذبحة خان شيخون في 2017 التي لقي فيها أكثر من 100 مدني مصرعهم، بينهم 20 طفلاً بريئاً وبالكيماوي نفسه! ما أظلم النظام البعثي في سورية وما أكثر جرائمه، وما…

كيف ستواجه الرياض «جاستا»…؟!

الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٦

لم يكن مفاجئاً، قرار الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب (الأربعاء 28 سبتمبر 2016) بالاعتراض على الفيتو الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما ضد قانون ما يسمى «العدالة ضد رعاة الإرهاب»، المسمى اختصاراً «جاستا»، والمعروف على نطاق أوسع بقانون «مقاضاة السعودية»، على رغم أنه لم يذكرها بالاسم. فقد كانت نُذر إصداره تلوح منذ زمن بعيد، وهو الأمل الذي ظل المناهضون للسعودية في ردهات الكونغرس يحلمون به باعتباره رصاصة لن تطيش لتدمير العلاقات التي أرساها البلدان منذ ثمانية عقود، بموازاة المسار نفسه الذي سارت عليه «القاعدة» لتخريب العلاقات بين البلدين. وظلت آمال بعض أعضاء الكونغرس معلقة على العثور على أي دليل في التحقيقات يثبت تورط المملكة. ولما خابت تلك الآمال، لم تجد تأكيدات لجان التحقيق، ووثائق البيت الأبيض، و«الصفحات الـ 28»، في إقناعهم بأن الحقيقة تعلو، ولا يُعلى عليها. فاتجهوا إلى «نَجْر» القانون المعيب المذكور، ولم يثنهم عن موقفهم تحذير البيت الأبيض، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، وخبرائهم البارزين في المجالات الأكاديمية والبحثية من أن أمريكا هي التي ستتضرر أكثر من السعودية، وأن المخاطر على رجالاتهم خارج الولايات المتحدة ستكون وبالاً عليهم. بل تجاهلوا مناشدات الاتحاد الأوروبي، وقلق دول مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، حتى اضطر أوباما إلى استخدام حق النقض الرئاسي. وحتى هذا لم يراعوا فيه، ليختطوا سابقة - بمعنى…

الموقف السعودي وانكسار بشار

الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥

حضر الأسد إلى الكرملين شاحب الوجه، تبدو عليه علامات الانهزام والانكسار، ويسكن ملامحه القلق والخوف، لكن الروس أحضروه ليبصم على ما يروه، وليؤكدوا للعالم أن مفاتيح الحل لم تعد في أي عاصمة سوى موسكو   ماذا يعني أن يزور بشار الأسد موسكو وحيدا معزولا وفي سريّة تامة، وعلى متن طائرة عسكرية روسية دون أن يرافقه أحد من وزرائه أو رجالاته؟ هل يعني أن النظام أصبح يتمتع بقوة وشكيمة جديدة، أم أن العكس هو الصحيح؟ هل قصد الكرملين من إحضار الأسد بتلك الطريقة الدونية، إيصال رسالة إلى العالم أن الملف السوري برمته أصبح في عهدة الكرملين، وأن أية مفاوضات حوله لا بد أن تبدأ وتنتهي بقرار موسكو، وأن الخيوط ومفاتيح الحل باتت كاملة في يدها؟! أعتقد أن التحليل الأخير هو الأقرب لحقيقة الزيارة من ناحية التوقيت والدلالة، وإلا لمَ لمْ يزر الأسد طهران طوال خمس سنوات من اندلاع الثورة السورية، وهي الدولة الحليفة له والتي لم تتورع عن مشاركته في جرائمه ومده بالمال والسلاح والميليشيات؟! هنا، لا بد من التصحيح للبعض، أن "الأسد" ليس هو من اتخذ قرار الزيارة إلى موسكو، بل الأخيرة من استدعته وأحضرته وأعادته على متن طائرة عسكرية روسية، ولم تسمح بأن يرافقه خلال الرحلة أو الاجتماع مع الرئيس بوتين أي مسؤول سوري، إذ كانت الزيارة مغلفة بالسرية…

حملة بريطانية وتجاهل سعودي!

الأربعاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٥

خلال هذه الأيام، تشن بعض الصحف البريطانية هجوما على السعودية بعد الحكم بالسجن والجلد على بريطاني في جدة لتناوله المسكر، فيما الإعلام السعودي غائب تماما، وكأنه لا يقرأ تلك الحملة المسعورة ولا يفهم مسوغاتها، بدلا من الرد عليها وتفنيد الأكاذيب، ومسببات الضجة المفتعلة! تهجم ومغالطات وإثارة صحفية غير مستغربة بالنسبة للبعض على الأقل، بغية الضغط على المملكة، وتشكيل الرأي العام الغربي وليس البريطاني فحسب، خصوصا أن الصحافة البريطانية تجيد الإثارة والنفخ في المشاكل الصغيرة لتصبح قضية رأي عام. كنت أتمنى من الصحافة السعودية، منازلة من يحبرون تلك المغالطات والأكاذيب في نظيرتها البريطانية والرد على التعليقات المسيئة تجاه المملكة وعدم تجاهلها أو التعامي عنها، نظرا لما يكتب من عنصرية واستعلاء واستخفاف بالقوانين السعودية، من مبدأ احترام تشريعات وسيادة كل دولة على أراضيها. تجمع السعودية وبريطانيا علاقات صداقة ومصالح مشتركة، وآخرها شهادة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، عندما أمر بتنكيس الأعلام البريطانية، بعد رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كاشفا للرأي العام العالمي، أن بلاده تلقت معلومات استخباراتية سعودية أنقذت أرواح المئات من البريطانيين في بلاده. الصحافة السعودية لم تقم بحملات تشنيع وتزييف في قضايا عادلة ضد سعوديين في بريطانيا، وآخرها اغتيال المبتعثة السعودية، ناهد المانع، قبل عام، والاعتداء على طلاب سعوديين، بل كانت تتابع تلك القضايا بهدوء وتستقي معلوماتها من الجهات الرسمية…

أسباب جنون إيران وهذيان حزب الله

الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٥

لا شك في أن هستيريا أبواق طهران في الفضائيات الإيرانية المأجورة من مؤشرات الاطمئنان على النجاح في ضرب مفاصلهم في اليمن، ودلالة على قلقهم من المرحلة القادمة في سورية قبل بضعة أيام كنت أشاهد قناة فضائية مستعربة، بها ضيف يقدم نفسه على أنه من محور الممانعة، وليته كان ذكيا بما يكفي، لنواصل الاستماع لأقواله ومبرراته وفبركاته الرخيصة ضد المملكة ودول الخليج. كنت أتمنى من الضيف المقابل أو المذيع أن يسأله، كم قتل "حزب الله" من إسرائيل خلال ثلاثين عاما؟ وكم قتل في ثلاث سنوات من السوريين؟! ذهب هذا "الممانع" زورا وعبطا إلى مقارنة تدخل الروس في سورية بتدخل السعودية في اليمن! اليمن، جار وشقيق للسعودية، وعندما تدخلت الأخيرة، ليس ترفا ولا رغبة في حرب، وإنما فعلت الكثير لتفادي ذلك عبر المبادرة الخليجية، وعندما قررت مساعدته كان ذلك استجابة لطلب رسمي من نظام شرعي انتخبه اليمنيون ويعترف به العالم. هذا النظام لم يسفك الدماء ولم يعذب الشعب، بل اعتدت عليه ميليشيا حوثية طائفية وعصابات عفاشية مسلحة، سيطرت على المدن بالقوة والنار والبارود وعاثت في الأرض فسادا وعذبت الأطفال والنساء وسفكت دماء الأبرياء. ساعدت السعودية اليمن لكونه دولة عربية وعضوا في جامعة الدول العربية، ولحماية مصالحها، وتدخلها عبر تحالف عربي-إسلامي وقرار أممي من مجلس الأمن الدولي بالرقم 2216. أما تدخل روسيا فعكس…

وداعاً لـ«الحياة»!

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

«الحياة» صحيفة عريقة وكبيرة ورصينة، ولا تحتاج إلى شهادة مني. القرّاء يعرفون مواقفها وسياستها التحريرية، ومن يعمل بها ينهمك سريعاً في التحدي، ويطمح إلى تحقيق النجاح كما هي حال زملائه ومن سبقوه. ناشر «الحياة» الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز يستحق الشكر على وقفاته ودعمه وجهده لتطوير هذه الصحيفة، حتى أصبحت أيقونة في عالم الصحافة العربية، وفق ميثاق شرف واضح، وسياسة تحريرية رصينة، في قالب تحريري تتمازج وتتباين فيه أقلام من كل الألوان والأطياف الفكرية، لما فيه المصلحة السعودية أولاً، والعربية ثانياً. شكراً لرئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس الموقرين الذين كنت واحداً منهم على الدعم والمساندة طوال السنوات الماضية. لكل الزملاء محبة وتقدير كبيران في قلبي وأنا أغادر الصحيفة، بعد أن أمضيت فيها ١٤ عاماً مسؤولاً للتحرير، ثم مديراً للتحرير، فرئيساً لتحرير طبعات «الحياة» في السعودية. لا شك في أن الحياة لا تخلو من الأشواك، إذ صاحب انطلاق مشروع الطبعات السعودية محاولات تشكيك متسرعة من البعض، ما حدا ببعضهم إلى الاتصال بي لاحقاً مبدياً تراجعه، ومباركاً النجاح الذي تحققه عند القرّاء، وفي السوق السعودية، وقدرتها على توسيع قاعدتها خلال فترة زمنية وجيزة. كانت الثقة سلاح الزملاء في صحيفة «الحياة»، كما أننا كنّا نحاول في كل عام رفع السقف الصحافي مهنياً، وإضافة المستجدات على تبويب الصحيفة، بما يتوافق مع المتغيرات وروح…

انزعوا «ورقة طهران».. وتجاهلوا أوباما!

الأحد ١٠ مايو ٢٠١٥

لا أفضّل استباق الأحداث، لكن الخطوة الخليجية المقبلة، بعد لطم إيران في اليمن وإعادة الهيبة العربية، يجب أن تدار الرؤوس نحو سورية والعراق، لإنقاذهما من براثن التدخل الإيراني المقيت، عبر تشكيل «ناتو» عربي للعمل مع المعارضة الوطنية والعشائر التي ضاقت ذرعاً بتدخلات «الملالي». لقد تنازلت الدول العربية عن العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، حتى تمكّنت منه إيران، كما تمكّن «حزب الله» الإيراني في لبنان، وشطح ونطح في سورية، ليقتل الأطفال والنساء، مدافعاً بلا خجل عن عربدة نظام مجرم. يبدو واضحاً لكل من له رؤية سياسية، أن السياسة الأميركية الخارجية تشهد تحولات كبيرة يمكن الإحساس بذبذباتها من واشنطن إلى بكين وطهران. وليس من شك في أن اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة 5+1 الإطاري، الذي كانت الولايات المتحدة عرَّابته، والشقيقة سلطنة عُمان حامية سريته، هو أبرز عناوين تلك التحولات الجيو - استراتيجية. وبغض النظر عما يقوله البيت الأبيض من استمرار تمسك واشنطن بحلفائها التقليديين، فإن الحقيقة الساطعة تؤكد أن الولايات المتحدة قرّرت النأي بنفسها، والاعتماد على «المؤثر والقوي»، وتركيز جهودها لإقامة علاقات مع حلفاء جدد. وهكذا فإن التحولات الجيو - استراتيجية الأميركية لم تعد خَشْيَةً فحسب، بل حقيقة ملموسة، تزيدها احتمالات تطور الاتفاق «الإطاري» بين إيران والقوى الست الكبرى إلى تعاون وثيق قد يشمل إطلاق يد إيران في المنطقة من دون…

اطردوا «الأشرار»!

الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠١٥

أحياناً ما يتساءل المواطن الخليجي عن أسباب تفضيل وتدليل الحكومات الخليجية، وفي مقدمها السعودية، للبنانيين عمن سواهم من الجنسيات العربية الأخرى! ماذا استفادت الدول الخليجية من لبنان سوى الصداع والزكام والجذام؟ وماذا قدم لها اللبنانيون أكثر مما قدم غيرهم من الجنسيات الشقيقة والصديقة الأخرى؟ أليست دول الخليج هي التي وقفت مع لبنان في السراء والضراء وفي كل الأزمات والتحديات بمبادرات تنزع الفتيل وتوقف القتل، ومنها لا حصراً «اتفاق الطائف» لوقف الحرب الأهلية، إضافة إلى حلحلة أزماته بعيداً عن خلخلة نسيجه الاجتماعي كما تفعل إيران؟ أليست أموال بعض اللبنانيين تُجنى من دول خليجية، ثم تطير بلا ضرائب إلى لبنان، لتُستثمر لاحقاً في «منابر حزبية» لا همّ لها سوى شتم الوطن والمواطن الخليجي ووصفه بالرجعي، خصوصاً من عملاء إيران وأزلام بشار الأسد المنتمين لأحزاب حاقدة على دول الخليج، ودورها فبركة الحقائق وتسويق الأباطيل كما يفعل «حزب الله»؟ عدد اللبنانيين المقيمين في دول الخليج كبير، حوالى نصف مليون لبناني، يتقاضون منها رواتب عالية، تدر عليهم وعلى عائلاتهم وأحزابهم الكثير من الفوائد والعوائد. في السعودية من كل الطوائف اللبنانية نحو 300 ألف، وفي الكويت أكثر من 50 ألفاً، وفي البحرين أكثر من 10 آلاف، وفي قطر أكثر من 30 ألفاً، وفي الإمارات أكثر من ١٠٠ ألف، يحصدون من دول الخليج ما يتجاوز خمسة أو…

يتوعد وهو يرتعد!

الأحد ١٩ أبريل ٢٠١٥

ربما لا يعلم البعض أسباب «الهستيريا» التي أصابت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد «عاصفة الحزم» وذعر عملاء إيران في لبنان وإصابتهم بتلك الهستيريا أيضاً. تؤكد المعلومات أن نصر الله هو من رسم للحوثيين خطة مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني اليمني، بل وأشرف شخصياً على الملف اليمني بتكليف من قائد الحرس الثوري الإيراني، كما تبين المعلومات أن مخطط إسقاط صنعاء والسيطرة عليها وعلى القصر والمراكز الحكومية الحيوية والسيادية في العاصمة تم الترتيب له في بيروت وليس في صعدة، وتحت نظر نصر الله وخبراء إيرانيين، غالبيتهم من الحرس الثوري. هناك معلومات لدى بعض الجهات الرسمية اللبنانية والخليجية منذ وقت مبكر عن علاقة «أنصار الله» و«حزب الله»، بل وعن بعض الترتيبات التي خطط لها في الضاحية الجنوبية بإشراف نصر الله، وأرسلت رسائل خليجية مباشرة وغير مباشرة بالتوقف عن زعزعة أمن اليمن. الرياض كانت تعلم أن «حزب الله» يقوم بتدريب حوثيين بحضور خبراء إيرانيين في الضاحية الجنوبية، ويحتضن شخصيات مؤيدة للرئيس المخلوع ومن القيادات الحوثية ممن يجمعهم العداء للسعودية، وذلك للتخطيط وتنفيذ عمليات تستهدف الداخل السعودي عبر عملاء ومهاجمة حدود المملكة، وهو ما يتبيّن في خطاب نصر الله الأخير الذي توعد وهدد فيه بالرد. خلال مشاركتي في قنوات فضائية للتعليق على الأوضاع في اليمن، لاحظت أن ضيوفاً حوثيين يُستضافون للحديث من بيروت…

نهاية «سفاح»!

الخميس ١٦ أبريل ٢٠١٥

صالح وما أدراك ما «طالح»! الرجل الذي خبر الحروب والمؤامرات والمناورات والدسائس واستخدام النيران وتصفية الخصوم وتسويق الوعود الكاذبة، يكون بعد قرار مجلس الأمن القاضي بفرض عقوبات على نجله وقواته والحوثيين تحت الفصل السابع - قد انكشف الغطاء عنه وحانت ساعته. كانت غالبية النداءات قبل توقيع «المبادرة الخليجية» بشأن إنهاء الأزمة اليمنية في عام 2011 تدعو إلى إبعاد «المخلوع» علي عبدالله صالح خارج البلاد، لأن بقاءه سيضر بها، نظراً إلى تاريخه المؤامراتي، وحيله المغشوشة، وأفكاره الانتقامية، لكن الأمور لم تسرْ على هذا النحو، وهو ما جعله يلعب بالنار منذ أن نُزع منه كرسي الرئاسة! صحيفة «يمن برس» نشرت تقريراً صحافياً شيقاً نقلاً عن صحيفة مصرية بعنوان «سيناريوهات نهاية الوغد علي عبدالله صالح»! وقبل ذلك ناقشت مقالات عدّة خطورة بقائه في اليمن، متسائلة: لماذا لا يُبعد أو يبتعد صالح؟ كان الزعيم «عفاش» على مدى ثلاثة عقود يُعطّل كل الحلول في اليمن بالحيل والكذب والرقص على جراح اليمن بالمؤامرات والتصفيات والتفجيرات، حتى أُجبر على التنحي عن السلطة، عقب تفجير كاد يودي بحياته خلال صلاة الجمعة في مسجد النهدين بصنعاء بشظية اخترقت صدره، واستقرت بين قلبه ورئتيه، ونقلته السعودية ومن أصيبوا معه على الفور إلى المستشفى العسكري في قلب الرياض، واضعة كل إمكاناتها الطبية لإنقاذ حياته ورجاله، حتى عاد إلى اليمن سليماً معافى.…

إيران «تترنح».. ونصر الله «يصرخ»!

الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠١٥

وصلت العلاقات السعودية - الإيرانية إلى مرحلة من التوتر والاختناق الحاد بشكل لم يكن معهوداً حتى في ظل دعم الرياض لوجستياً لنظام صدام حسين في ثمانينات القرن الماضي، إبان الحرب العراقية - الإيرانية. ومع وصول حسن روحاني إلى سُدة الرئاسة في إيران، كانت التوقعات تشير إلى انفراجة محتملة في العلاقات بين البلدين، تعزّزها تصريحات الرئاسة الإيرانية، وما قابلها من ترحيب سعودي حذر بالاتفاق «النووي» بين طهران والقوى الست الكبرى. ويخطئ من يعتقد أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه في لوزان السويسرية بين الدول الست الكبرى وإيران سيطلق يد الأخيرة، بل إنه «تركيع لها»، وتقييد لمشروعها النووي. فقد باعت مشروعها النووي في مقابل رفع العقوبات، بعد نحو 40 عاماً من المقاطعة، ووصف الغرب بالاستكبار، أي أن طموحها النووي بموجب اتفاق لوزان أحبط نهائياً. كما أن السعودية لن تصمت مستقبلاً إزاء أية ممارسات إيرانية لتوسيع نفوذها، وستواجهها كما «عصفت» بنفوذها في اليمن، لإضعاف حضورها، وقص أجنحة «أزلامها». حال التأزم بين الرياض وطهران ظهرت في أكثر من بلد في الإقليم، وكان على إيران وقف تدخلاتها في الشؤون الخليجية والعربية، حتى يتم التفاهم، خصوصاً أن تواصلهما في منتصف التسعينات عاد بالاستقرار على المنطقة، وأعاد الدفء للعلاقات بينهما، وإن ظلت حذرة، ووُقّع بينهما اتفاق أمني. لا تتمنى شعوب المنطقة استمرار حال التجاذب والتحارب بين…