الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٨
الخطوة القطرية بإدراج 19 شخصاً و8 كيانات على قوائم الإرهاب متأخرة، ومشكوك في مدى التزام نظام الحمدين بها. فقد ظلت تلك الكيانات وأولئك الأفراد يعيشون تحت كنفه، ويحرضون من دوحته، ويتمتعون بحمايته، ويحظون بتمويله، ظناً منه أن بوسعه استخدامهم ورقة ضغط وفوضى دائمة، وأداة مستمرة لتخريب الدول العربية التي نجح في تخريب أمنها واستقرارها. وما يجعلها خطوة مثيرة للريبة والشك أنها جاءت بعد 24 ساعة من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في واشنطن الثلاثاء الماضي. ولقاء ولي العهد - ترمب، هو لقاء الكبار الذي يرتعد منه الأقزام مثل نظام الحمدين الذي بات يرتعد ذعراً منه، إذ إن ترمب قال بوضوح أمام مراسلي البيت الأبيض، وبوجود ولي العهد، في المكتب البيضاوي إن الولايات المتحدة والسعودية ملتزمتان بوقف تمويل الإرهاب، ولن تسمحا بهذا السلوك. وفيها إشارة واضحة إلى قطر ومن على شاكلتها. من ناحية أخرى، وعلى رغم أن القائمة القطرية شملت 19 شخصا، بينهم 11 قطرياً، وسعوديان، و4 مصريين، وأردنيان، وجاء القطري عبدالرحمن عمير راشد النعيمي، المدرج سابقا على قائمة للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية والدول المقاطعة لقطر، كأبرز الأسماء، وتضمنت 8 كيانات، منها جمعية الإحسان الخيرية اليمنية، وتنظيم داعش ولاية سيناء (مصر)، إضافة إلى 6 كيانات قطرية؛ إلا أنها خلت تماماً…
الإثنين ١٩ مارس ٢٠١٨
تأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة، وهي الأولى له منذ توليه مهمات ولاية العهد منتصف العام الماضي، في توقيت بالغ الأهمية للضيف ومضيفه في آنٍ معاً. فهو ذاهب إلى هناك لتعميق علاقات تحالف يزيد عمرها على 8 عقود؛ حاملاً معه «رؤية السعودية 2030» التي أثارت إعجاب الدوائر الرسمية والقطاع الأمريكي الخاص، باعتبارها المشروع الأكثر جرأة وجدية لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي، بما يضمن إقلاع السعودية عما سماه الأمير محمد بن سلمان «إدمان» مداخيل النفط. وتنطوي مشاريع الرؤية، كما هو معلوم، على رعاية صناعات عدة، كالترفيه، والسينما، والتكنولوجيا الرقمية المتقدمة. ولعل شخصية الأمير الشاب باعتباره محدّثاً ورائدَ تغيير هي التي جعلت الصحافة الأمريكية حفيّةً به، ومتابعة لتحركاته ولاهثة وراء تصريحاته. لكن الزيارة لا تقتصر على تلك الأهداف وحدها، فهي تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة أخطر تحدٍّ، يتمثل في نشاطات الزعزعة التي تقوم بها إيران، وتستهدف بوجه الخصوص حلفاء الولايات المتحدة، وفي مقدمتهم السعودية، التي تدرك أمريكا وحلفاؤها دورها الحيوي في لجم الإرهاب، والمساعدة في حلحلة مشكلات العالم العربي والإسلامي، وبالضرورة نشر الاعتدال الديني، وتشجيع حوار أتباع الأديان، في مسعى جدي لإقامة عالم أكثر أمناً، يمكن فيه استدامة التنمية وتبادل المنافع. وكانت المقابلة التي أجرتها شبكة «سي بي اس» مع ولي العهد خير «وفد طليعة» للأمير…
الأربعاء ٠٧ مارس ٢٠١٨
تسلط الزيارة التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لبريطانيا الضوء على قوة مسار العلاقات السعودية البريطانية التي تعود إلى ما قبل فتح سفارة بريطانية في المملكة في عام 1926، وهي الخطوة التي قابلتها الرياض بالمثل، حين افتتحت سفارتها في لندن في عام 1930. وقد تنامت تلك العلاقة بقوة وثبات، وبتشاور مستمر بين البلدين، حتى غدت السعودية من أكبر شركاء المملكة المتحدة في الشرق الأوسط، في ظل وجود أكثر من 200 مشروع مشترك بين البلدين، وبحجم تبادل تبلغ قيمته 17.5 مليار دولار. وتأتي زيارة ولي العهد لبريطانيا في توقيت مهم لكلا البلدين. فالسعوديون يعكفون على تنفيذ رؤيتهم الطموحة للإصلاحات الهيكلية الاقتصادية. والبريطانيون يبحثون عن شراكات أقوى في ضوء قرار الناخبين البريطانيين الانسحاب من عضوية الاتحاد الأوروبي. ولا شك في أن رؤية السعودية 2030 تتيح فرصاً ثمينة للبريطانيين للدخول في اتفاقات تعاون تضمن لهم شريكاً لن يتأثر اقتصاده بتذبذب أسعار النفط. كما أنها ستتيح للسعوديين تنمية مستدامة، واستقراراً في التخطيط والتنفيذ، والانتقال للتوسع المطلوب في الصادرات غير النفطية. ولا بد من القول إن العلاقات السعودية البريطانية مرت بفترات شد وجذب، لكنها ظلت في جوهرها قادرة على تجاوز تلك المطبات، واستعادة زخمها وقوتها المعتادة. وهو ما ستعززه الزيارة الحالية لولي العهد. وتأتي هذه الزيارة والسعودية تواجه بقوة التدخلات…
الخميس ٠١ مارس ٢٠١٨
صحيح أن السعودية منشغلة بإطفاء حرائق المنطقة التي يشعلها أعداؤها لتحقيق مكاسب عدة، أبرزها النيل من السعودية، ومن مكانتها الريادية في العالم والمنطقتين العربية والإسلامية. وهي حرائق تتمدد، ويتزايد عدد مَنْ يلعبون فيها بالنار، حتى أضحت المنطقة تحاكي وضعها بُعيد الحربين العالميتين الأولى والثانية. ولكن في أتون هذا اللهب لا تهمل المملكة قضاياها الخاصة بالتحديث، وترقية الخدمات المقدمة إلى شعبها، وإصلاح المنظومة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الإطار، جاءت الأوامر الملكية التي أعلنت مساء (الإثنين) الماضي 26 فبراير 2018. فأما ما كان من شأن مساعي الإطفاء، فقد كانت ولا تزال ملحمة سعودية كبرى، ثبت فيها تفوق الدبلوماسية السعودية، وحنكة ورؤية القيادة السعودية. ولم يكن أمام المملكة خيار غير بذل تلك الجهود الهائلة. فهي تواجه خصماً يريد أن يضيق الخناق عليها من كل ناحية. ولديها جارة لا هم لمشيختها سوى أن يستلوا خناجرهم ليطعنوا جارتهم الكبرى بخياناتهم ومؤامراتهم ودسائسهم. وإزاء ذلك، أقدمت السعودية على تشكيل التحالف العربي، وأعقبه التحالف العسكري الإسلامي. وتوجت المملكة تلك الجهود الجبارة بإبعاد إيران من السودان والقرن الأفريقي. كما نجحت في التقارب مع العراق الشقيق، وإعادته لوشائجه العربية الأصيلة. وسددت ضربات قاضية لإيران في البحرين ثم في اليمن. وفي الوقت نفسه ظلت تقوم بدور عملي فاعل في التحالف الدولي لتدمير «داعش». وبالنسبة للشأن الداخلي، فإن الأوامر الملكية…
الثلاثاء ٠٦ فبراير ٢٠١٨
كانت صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على غلاف مجلة «لو بوان» الفرنسية أخيراً مصحوبة بعنوان لافت: الأمير الذي يمكنه أن يغير الكثير، كافيا أن يقف أمامه المسافرون في المطارات الفرنسية وفي محطات القطارات والحافلات وفي نقاط بيع الصحف والمجلات. وهذا بحد ذاته دعاية إيجابية للسعودية وولي عهدها الأمير الشاب MBS، وهو اختصار الحروف الأولى من اسمه، حتى وإن حاولت المجلة دس السم بمغالطات ومعلومات غير صحيحة معروفة الأهداف. لست هنا بصدد إشهار مجلة يتقارب خطها من العدائية لكل ما هو سعودي وعربي، ولا تتوقف محاولاتها المستمرة في الطعن والخوض في ملفات سعودية من دون تقديم معلومات دقيقة ومحاولة لي عنق الحقائق بمغالطات مضحكة، لكن فتح هذا الملف من وجهة نظري له إيجابياته من حيث فتح أعين الفرنسيين والمتحدثين بالفرنسية على حقيقة التطورات في المملكة، والجهود الواضحة التي يقوم بها ولي العهد، وإدارته عملاً سعودياً جريئاً يختلف عما هو حوله في إقليم مضطرب يعيش نزاعات وصراعات عدة. وعلى رغم ما أثارته مجلة «لو بوان» من مغالطات مقصودة، كونها ليست المرة الأولى على رغم التصحيح لها من السفارة السعودية في باريس مرات عدة، والترجيح أن من يقف خلف موادها عن السعودية هو «اللوبي الإيراني - اللبناني» في فرنسا والذي له يد طولى في بعض الإعلام الفرنسي، بموازاة…
الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨
بعد تجاهل لأكثر من 3 عقود، بدأ المجتمع الدولي يصحح خطأه في الإبطاء «غير المبرر» في مواجهة ميليشيا «حزب الله» الإرهابية اللبنانية - الإيرانية التمويل والتسليح والآيديولوجيا. وهو إبطاء استمر منذ بروز هذه المنظمة الإرهابية بالتفجير الدامي الذي استهدف ثكنات قوات البحرية الأمريكية في بيروت العام 1983. ونجحت إيران - العقل المدبِّر الشرير- في استغلال تلك الواجهة باقتدار في تنفيذ مخططات الزعزعة، واختطاف الإرادة السياسية اللبنانية. ولما تراكمت أخطاء الإهمال خلال سنوات الرئيس السابق باراك أوباما الثماني (2008 - 2016)، عمدت إيران بعدما أمِنت العقاب، إلى استنساخ نموذج حزب الله من خلال تشكيل عصابات ميليشيا الحوثي، التي زينت لها الانقلاب على الشرعية اليمنية ليسهل عليها طعن السعودية في خاصرتها الجنوبية، لتحقيق وهم الهيمنة الفارسية من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط. وأخيراً تحركت واشنطن لتدارك أخطاء أوباما تجاه إيران، بعد قرار وقف «مشروع كساندرا» الذي توصّل تحت إشراف وزارة العدل وسلطات إنفاذ القانون الأمريكية الأخرى إلى أن حزب الله يحتكر تهريب «الكوكايين» من أمريكا اللاتينية إلى أمريكا وأوروبا الغربية، وتقوم جهات وبنوك مخترَقة - أحدها في كندا - بـ«غسل» أموال الكوكايين، لتعود إلى حزب الله بـ«المال الطاهر» كما يسميه زعيمه الإمعة نصر الله، ليغسلها بدوره بدماء الأبرياء في لبنان وسورية والعراق واليمن واستهداف بلدان الخليج العربية بالخلايا الإرهابية! ويتزامن ذلك مع…
الأربعاء ١٠ يناير ٢٠١٨
لم تجد حكومة الملالي الإيرانية حليفاً سوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما تفجرت انتفاضة 2017 - 2018 بعفوية في شوارع مشهد، وانتقلت لتعم المدن والبلدات الإيرانية، في مشهد يتابعه العالم أجمع، بإشفاق على الشعب الإيراني الذي ظل يكتوي بنار سلطة تجار الدين منذ العام 1979. فهو وحده من خرج ليؤازر الملالي، مندداً بما سماه التدخل الخارجي في شؤون إيران. والعجيب أن إيران هي الدولة الوحيدة التي لم يختلف معها أردوغان، الذي اشتهر بدبلوماسيته العدوانية، وطموحه لتوسيع نفوذ بلاده. وليس لذلك تفسير إلا الطموح الجامح في اقتسام الغنائم، والتقاؤهما في اشتياق لإعادة عقارب الساعة للوراء، على أمل استعادة الإمبراطوريتين البائدتين الفارسية والعثمانية. وأردوغان لم يترك دولة لم يختلف معها منذ هيمنته على المشهد السياسي في بلاده، على رغم تطميناته المتكررة لجيرانه برغبته في «تصفير المشاكل». لكنه إنسان لا يختلف شخصان على تناقضاته السياسية، فهو يؤيد الربيع العربي ويرفض الربيع الإيراني. وهو علناً «علماني»، على خطى مؤسس تركيا بعد العثمانية مصطفى كمال أتاتورك؛ لكنه في الوقت نفسه إسلاموي، بل «إخواني» على وجه التحديد. وهو يدعو ويعمل على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه يهاجم أوروبا ويمتعض منها. وفي الوقت نفسه، يتباهى بأنه ديموقراطي، لكن ديموقراطيته وفق فهمه الخاص للديموقراطية: ألا يسمح لأي كيان سياسي بمنافسته، وينهش خصومه بلا رحمة بذريعة مشاركتهم…
الخميس ٠٤ يناير ٢٠١٨
لم تتصور حكومة الملالي أن البؤس والسخط والقهر الذي يعم الشعب الإيراني سيحمل فقراء مدينة مشهد على تسيير مظاهرة احتجاج غير مسبوقة في مدينتهم، التي تعد ثاني أكبر مدينة في البلاد، يمكن أن يتحول إلى «تسونامي» جارف يضرب جميع المدن والبلدات الإيرانية الكبيرة. ولم يتصور أي من الملالي الذين يحكمون تحت دثار «الولي الفقيه»، وباسم الإمام الغائب، أن الغضب الجماهيري من بؤس السياسة الإيرانية سيقود الغاضبين إلى فتح المعركة الشعبية ضد سلطة «الحوزة الدينية»، واستهداف رموز مؤسسات النظام، كالمقار الخاصة بالباسيج؛ بل فتح أخطر الملفات، وهو سياسات التدخل الخارجي لإيران، التي تهدف لزعزعة استقرار الدول الأخرى، وتوسيع رقعة النفوذ، وما قادت إليه تلك السياسات العبثية من أوهام إحياء الإمبراطورية الفارسية. وهي أمور ظلت مسكوتاً عنها منذ اندلاع ثورة الخميني في عام 1979، في ظل تنامي معدلات البطالة والفقر حتى وصل من هم تحت خط الفقر المدقع أكثر من 15 مليون نسمة! ولم يعد الملالي في أدنى شك من أن المواطن الإيراني ظل محتفظاً بوعيه السياسي طوال سنوات حكم جمهوريتهم، وأن حجم بروباغندا التضليل السياسي، وتسييس الدين لم يئد أشواق الشعب الإيراني إلى الحرية، والعيش في سلام مع شعوب العالم، وتبادل المنافع والمصالح معها، دون أجندة أيديولوجية متطرفة. فقد تحولت المظاهرات سريعاً إلى الدعاء بموت «الديكتاتور» (الولي الفقيه ممثل الإمام الغائب)،…
الخميس ٠٢ نوفمبر ٢٠١٧
تجلت الدبلوماسية السعودية حين نجحت في إعادة الدفء إلى العلاقات مع العراق. وهو إنجاز لا ينبغي التقليل من شأنه؛ إذ يمثل ذروة العقيدة السياسية السعودية الراسخة بأن العراق دولة شقيقة عربية جارة، وينبغي أن تبقى في الحضن العربي، وتفيد من الإمكانات العربية لتتجاوز الظروف التي أقعدتها منذ تقطعت العلاقات إثر قيام صدام حسين بغزو الكويت في عام 1990، وعندما وقفت المملكة ودول الخليج الوقفة التاريخية لتحرير الكويت، وقال العاهل السعودي آنذاك الملك فهد بن عبدالعزيز (يرحمه الله): «إما أن تعود الكويت، أو تذهب السعودية معها»، وهو ما لا يعرفه بعض الكويتيين «المأزومين المزايدين» اليوم. وظلت الدبلوماسية السعودية تبذل جهوداً جبارة «غير معلنة» للعودة إلى بغداد. ولم تثنها العقبات، التي ربما كان أبرزها الحملة التي تعرض لها السفير السعودي الذي أعاد فتح السفارة في 2015، وتم سحبه من بغداد نتيجة ذلك. واستمرت تلك الجهود بلا كلل، حتى تُوّجت بأول زيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير لبغداد منذ 25 عاماً في فبراير 2017. وفي سياقها زار المملكة عدد من كبار أقطاب المشهد السياسي العراقي، خصوصاً السيد مقتدى الصدر، ومحمد باقر الحكيم، وقبلهما رئيس العراق فؤاد معصوم، ثم رئيس الحكومة حيدر العبادي. ولا شك بأن إعادة العراق لمحيطه العربي ظل هاجساً يؤرق الرياض على مدى سنوات. فقد أسفر أحد أكبر أخطاء الرئيسين الأمريكيين…
الأربعاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٧
في الرياض، كان موعد مع المستقبل، الذي هو في علم الغيب، لكنه آتٍ، ولا بد أن يكون هناك تخطيط استراتيجي للتعايش مع الحياة التي سيكون طابعها رقمياً، ومزيجاً من الرقمية والتقليدية. وهو ما أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الرياض أمس، خصوصاً إطلاقه مشروع منطقة «نيوم»، التي لا نظير لها في بلدان العالم وأوديته التكنولوجية. وكانت أبرز الدلالات على جدية الأمير محمد بن سلمان في تحقيق حلم «نيوم»، أنه استبق الإعلان عن المشروع بتوقيع عقد مع رئيس تنفيذي لقيادة دفة المشروع المتفرد الذي سيربط ثلاث قارات، وسيكون أول نموذج في العالم لمدينة كاملة «الأتمتة»، ما سيكون استباقاً فعلياً لما سيشهده العالم في غضون سنوات من وقوف اقتصادات المعرفة على قدميها، وشيوع الإنترنت الفائق السرعة، وانتشار تكنولوجيا «الروبوت» التي ستتيح تنفيذاً أدق للمنتجات الصناعية الذكية. غير أن ما أعلنه الأمير محمد بن سلمان على هامش المشروع أمس أثار ارتياحاً مضاعفاً وسط السعوديين، خصوصاً تأكيده أن سياسة القيادة السعودية هي «الإنسان السعودي أولاً». وتشديده على أن صنع المستقبل الآمن يتطلب تدمير الأفكار المتطرفة، بدءاً من «الصحوة» التي شاعت في أعقاب حادثة جهيمان في عام 1979، وغذاها الفكر الإخواني، حتى أنتجت تنظيمات إرهابية، وتيارات تكفيرية تحضّ على سفك الدماء، وهدم البناء، واستهداف الأنظمة الحاكمة. أمس، شعر السعوديون بمدى عمق…
السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧
هو بلا شك حدث الساعة، وحديث كل ساعة، داخل السعودية وخارجها. القرار الحازم الجريء، الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليل (الثلاثاء) الماضي ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧، ووضع به حداً لحظر قيادة المرأة السيارة بعد عقود طويلة من المنع والتحارب بين تيارات سعودية عدة. جاء القرار الشجاع ليكسر حاجزاً ظل «تابو» على مدى عقود من تاريخ الدولة السعودية.. وقد ظل هذا القلم يكتب ويعمل مع كثيرين من أبناء الوطن ونسائه للسماح بقيادة المرأة، ولذلك فإن الأمر الملكي «التاريخي» يمثل نقلة مجتمعية نوعية. كما يمثل دفعة قوية من جانب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للجهود المتواصلة ليل نهار لتحقيق طموحات رؤية المملكة 2030. وبالنسبة لمتابعي التطورات من كثب، كان واضحاً أن بشائر القرار الملكي قادمة لا محالة، خصوصاً أنه جاء بعد اتخاذ الملك سلمان عدداً من القرارات في مصلحة المرأة والمجتمع، خصوصاً تمكينها من الخدمات الحكومية دون اشتراط موافقة ولي الأمر. وهي إنجازات تواكب تعيين المرأة عضواً في مجلس الشورى، وإعطاءها حق الترشح والتصويت في الانتخابات البلدية، الذي بلغ ذروته -أخيراً- بتعيين أول سيدة مساعداً لرئيس بلدية الخبر. ولا بد أن الأمر الملكي القاضي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، كما هو واضح من نصه، لم يأت إلا بعد تمهل ودرس وتشاور، خصوصاً مع أعضاء هيئة كبار العلماء،…
الإثنين ١١ سبتمبر ٢٠١٧
في كل أزمة تتعرى وجوه رموز حركات الإسلام السياسي وتتضاءل الثقة فيها، ولو قمنا بجردةٍ للأكاذيب والافتراءات والتضليل الذي تمارسه لفاضت بها الأودية والشعبان! راجعوا ما يكتبون وما يقولون وكيف يتلوَّنون ويغيِّرون جلودهم ويستخدمون الرِّعاع الذين يطيرون في العجَّة قبل تمحيص الحقائق! لذلك، هل تستحق حركات الإسلام السياسي الثقة؟ لماذا تمارس حركة الإخوان المسلمين تحديداً «التقية السياسية» والبراغماتية المفضوحة؟! لماذا تعزف هذه الحركات دائماً على وتر الدِّين لاجتذاب دهماء الناس ودغدغة مشاعرهم، ثم ما تلبث أن تبدأ الشطح والنطح، والتشويه وتصفية الحسابات بكل الوسائل، واستخدام أساليب التجييش والتعبئة ضد المصالح والمكتسبات وتجاوز الوحدة الوطنية إلى الوحدة الأممية؟! في السعودية مثلاً، تتبدَّى خطورة الحركة «السرورية» وكتب عنها عددٌ من الباحثين العرب والأجانب، وأهم ما كتب من مقالات كان للزملاء علي العميم وقينان الغامدي ولطيفة الشعلان وعبدالله النغيمشي، ونشر الكثير غيرهم عن أهداف وخطط تلك الحركة في حكم الأرض وتطهيرها من كل مختلف معها عبر تغييب الإنسان واقتلاع كلِّ من يقف في طريقها بتسويق الأكاذيب والفُجر في الخصومة والتشويه لمخالفيها. «الإخوان المسلمون» حركة دموية وإنْ تخفَّت في لباس المدنية، وتعدُّ أكبر حركة عربية إسلامية شرعت أفكارها لسفك الدماء، ولها تاريخ سياسي مثقل بالمؤامرات، حتى وإن حاولت إخفاء بعض سلوكياتها، وتحدثت باسم الصلاح والفلاح. حركات الإسلام المسيسة لا يمكن الوثوق بها، ويتوجب على…