الخميس ٠٦ فبراير ٢٠١٤
كتبت منتصف الشهر الماضي مقالة تتحدث عن ظاهرة ذهاب الشبان السعوديين إلى سورية، وانقسامهم بين تنظيمات متطرفة مثل «داعش» و«جبهة النصرة»، واستفادة نظام بشار الأسد وغيره منهم، وبيعهم من دوائر المخابرات بأسعار رخيصة في سوق «كناسة» لا تبقي ولا تذر، حتى أصبح السعودي هناك يقاتل ويقتُل ابن جلدته في معارك لا يُعرف من يديرها، ومن يحطب أو يحتطب لها، ولا من يقف وراءها. فكرت في العنونة لتلك المقالة، ولم أشأ إلا أن اختار لها علامتيّ «استفهام وتعجب» كبيرتين، ثم بعد أيام كتب الصديق والزميل عبدالله بن بخيت في صحيفة «الرياض» معلقاً على ما ورد فيها، وطارحاً تساؤلات مهمة. ولم تمض سوى أيام حتى أطلق الأستاذ القدير داود الشريان على قناة «إم بي سي» صرخة مدوية لا يزال صداها يتردد داخل السعودية وخارجها، مطالباً بمحاسبة الرموز المتورطة في تحريض هؤلاء الشبان ومن يحضّهم على النفير إلى المناطق المضطربة. هذا الصوت لا بد من أن يرتفع، لأجل أمن الوطن ومستقبل أجياله، حتى وإن حاول البعض كتم الحقيقة تحت عباءة الحماسة ومشلح العواطف، لكن هناك تساؤلات ضرورية يجب ألا تغيبَ أو تُغيّب، وتجب مناقشتها بصدق، بعد أن أضحى تشدد الشباب السعودي أسئلة قائمة في وسائل الإعلام العالمية، واعتبر ظاهرة غير عابرة، تغذيها جذور راسخة في المجتمع. لا شك في أن القرارات المهمة والجريئة…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤
مما يضرّ بالسعودية وشقيقاتها من دول الخليج العربية الثرية النائمة على النفط، استضافة وجوه انتهازية وصولية تدبِّج المدائح بأن تلك الدول الأفضل والوحيدة المستقرة في المنطقة وتعمل جيداً، وتلك أساليب تخديرية خادعة، فيما الحقيقة غير ذلك. عقارب الزمن لا تعود إلى الوراء، وإذا لم تتدارك دول الخليج نفسها، وتقوم بجراحات إصلاحية شاملة، فستتراكم عليها المشكلات، وستدور حلولها اللاحقة في حلقات مفرغة، ولن تتمكن من تخفيف الاحتقان ولجم المنافقين، وستفشل في إدارة الملفات الداخلية والخارجية التي تطوّق خواصرها، وتدق المسامير في نعوشها. لا شك في أن السعودية ودولاً خليجية برهنت على تأثيرها وفاعليتها عندما تحركت بثقلها وساندت البحرين، وكذلك عندما دعمت مصر بعد إسقاط حكم محمد مرسي، لكنها في المقابل غير قادرة على النجاح على الأقل حتى الآن في سورية ولبنان، وغائبة تماماً في العراق، بل تنازلت عن بلاد الرافدين منذ سقوط نظام صدام حسين، حتى تمكّنت منه إيران وأزلامها، كما تمكّن حزب الله (الإيراني) من التغطرس بالقوة في لبنان. هذا الحزب «الإيراني» الذي يفتل عضلاته، يشارك في شكل سافر إلى جانب قوات نظام الأسد في قتل أطفال سورية، فيما الإعلام الخليجي لم يسلّط الضوء على ما ترتكبه ميليشيات هذا الحزب من مذابح، في ظل صمت عالمي وتواطؤ دول عربية معه. يبدو واضحاً أن السياسة الخارجية الأميركية تشهد تحولات كبيرة يمكن…
الخميس ٠٩ يناير ٢٠١٤
قبل نحو ستة أشهر، زرت مجلساً لأحد الأصدقاء في الرياض، وكان الحضور متنوعاً والحديث ملتهباً حول قصة تُروى عن حدوث قتال بين سعودي (سني) وآخر (شيعي) في سورية، كل منهما يظن أنه يدافع عن معتقده وعقيدته التي فطره الله عليها. الأول مع تنظيم إسلامي (سني)، يقاتل نظام بشار الأسد، والآخر مع تنظيم إسلامي (شيعي)، يدافع عن هذا النظام. استفزني الخيال القريب - البعيد عندما فكرت في ماهية المشهد في مقبل الأيام، وكيف ستكون حالنا بعد عودة أبنائنا من أرض القتال وهم مدججون بالضغائن والفتن! أمس تداول مغردون كثر على «تويتر» أن سعودياً (سنياً) من جبهة النصرة قتل سعودياً آخر (سنياً) من «داعش»، تذكرت أيضاً القصة الأولى وربطتها بالثانية وبما قبلها. أليست الفتنة تسير على قدميها، وتركض حثيثة، ولن تستثني أحداً في المستقبل القريب لا البعيد، بعد أن جرت تعبئة الرؤوس بالكراهية وتجييشها بالعداوة والحقد ولغة الدم؟ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ رجل جريء صرّح بشجاعة ضد من وصفهم بالغلو والتطرف واستغلال العاطفة الدينية لتحريض الشبان السعوديين على الجهاد وجمع «التبرعات» باسم الدين. الآن يواجه آل الشيخ حملات شعواء من هؤلاء المتطرفين والغلاة، لكشفه زيفهم وأنهم يغرّرون بالشباب، ويعملون على إرسالهم إلى مواطن الفتن والقتال، فيما أبناؤهم ينعمون برغد العيش، ويقضون إجازاتهم في أجمل المنتجعات…
الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤
لا حديث يعلو هذه الأيام على جرائم «داعش وما أدراك ما داعش»! وتلك محاولات تكاد تنجح من الاستخبارات الإيرانية - العراقية - السورية في فك الحصار عن نظام بشار الأسد وتشويه الثورة السورية. والحقيقة أن «داعش» ليست وليدة الأيام الراهنة، وأفعالها الإجرامية ليست جديدة، بل منذ العام 2004 وعناصرها تمارس الترهيب والتفجير، وهي في البداية من صنيعة الاستخبارات الأميركية في العراق، ثم باعت نفسها للاستخبارات الإيرانية والعراقية وأخيراً السورية. حاولت الأيام الماضية قراءة الكثير مما كُتب ويُكتب عن «داعش» في الصحافة الأجنبية لا العربية. فمثلاً، تعتقد صحيفة «آسيا تايمز» أن «داعش» وحلفاءها يريدون إقامة «سورياستان» على نمط طالباني، ويتلقى مقاتلوها وحلفاؤهم من التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل «جبهة النصرة» رواتبهم بانتظام من الاستخبارات الإيرانية والعراقية، ويصفهم بيب إسكوبار مؤلف كتاب «غلوبالستان.. كيف ذاب العالم المعولم في حرب سائلة؟» بمرتزقة جاهزين للشراء من أي طرف يدفع أكثر. والحقيقة أن مقاتلي «داعش» وحلفاءهم من المخابرات الإيرانية والسورية وأيضاً العراقية يحاولون سرقة الثورة السورية التي لا تريد شيئاً سوى الحرية والإنصاف، وبناء سورية جديدة من دون استبداد نظام بشار الأسد، لدرجة أن مجلة «تايم» نقلت عن بعض الثوار قولهم إنهم لو خُيّروا بين «سورياستان» التي يسعى مقاتلو «داعش» لبنائها وسورية في قبضة الأسد، فإنهم سيكونون مجبرين على الخيار الثاني، لأنهم لا يريدون أن يحكمهم…
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣
سلطنة عمان، دولة هادئة جداً وعضو في مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه. لا تحبذ الضجيج، وترفض الدخول في الصراعات والمنافسات، وتتجاوز المهاترات، ولا تكترث بالنزاعات البعيدة منها، وتتجاهل المراهقات السياسية التي لا تمسها. هذه الدولة الخليجية «الغامضة» سياسياً، والمنكفئة على نفسها، تعمل بصمت، وتحضر بصمت، وتغادر بصمت، وتناقش بهدوء، حتى وإن اختلفت مع شقيقاتها في المجلس على مرّ سنينه السابقة. الموقف العُماني الرافض لفكرة الانتقال إلى الاتحاد ليس وليد اليوم، بل أعلنت عنه مسقط مباشرة بعد طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته في قمة الرياض الخليجية عام 2011. على هامش القمة الخليجية في البحرين العام الماضي، سألت وزير الخارجية يوسف بن علوي أسئلة عدة عن أسباب عدم انشراح بلاده للاتحاد الخليجي، فرد بهدوء: «هناك متطلبات في مجالات عدة تحتاج إلى التكامل فيها قبل التعجيل بالاتحاد». رددت عليه: «لكن الأوضاع الراهنة في المنطقة تحتم التعجيل به»، فرد بهدوء أيضاً: «يجب أن ننأى بأنفسنا عن الدخول في الصراعات الإقليمية والدولية، ونحن في عُمان نرى أن تحقيق السلام يبدأ من عدم الدخول في النزاعات وعسكرة المنطقة والناس». وأتذكر أن رئيس تحرير صحيفة «الشرق» السابق الزميل قينان الغامدي انضم إلينا واستمررنا في محاورته حول موقف بلاده من تدخلات إيران والأوضاع المأسوية في سورية، وعلى رغم أن بعض إجاباته لم تقنعنا، إلا…
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣
في الوقت الذي كانت فيه إيران والقوى الكبرى الست تجتمع في جنيف لإنضاج «طبخة» سياسية للتوصل إلى اتفاق مع طهران في شأن برنامجها النووي، كانت على طاولة قمة ثلاثية خليجية عقدت في الرياض جمعت العاهل السعودي وأميري الكويت وقطر، نقاشات حول مواضيع عدة، في مقدمها مسيرة العمل الخليجي والخلافات البينية، وضرورة التنسيق والتكامل في القرارات قبيل القمة الخليجية التي ستعقد في الكويت قريباً. وتركز الحديث الخليجي على مسائل عدة بينها، التقارب التركي - الإيراني، والتقارب الغربي - الإيراني الذي أفضى إلى اتفاق جنيف. الاتفاق الغربي - الإيراني لا يزال مبدئياً وموقتاً لمدة ستة أشهر في المرحلة الأولى، وهو الخطوة الأولى نحو مسيرة الألف ميل، ربما تنجح فيه إيران عبر المناورات السياسية لكسب الوقت، ولكنها لن تنفذه إذا كانت الصفقة مرنة في «السر»، وهو ما أشار إليه ديبلوماسيون غربيون في جنيف بقولهم إن «صيغة الاتفاق تمثّل حلاً موقتاً، ولا تعترف صراحة بحق أية دولة في إنتاج وقود نووي». لا أعرف لماذا يعتقد البعض أن السعودية ودولاً مهمة في المنطقة ليست لديها معرفة بفحوى المفاوضات وما طرح فيها من قبل ومن بعد! كان لدى السعودية ودول أخرى في المنطقة زارها وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيراً معلومات عن فحوى المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق يدخل إيران الحظيرة الدولية. لكن في المقابل لدى…
الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣
لا شك في أن التجارب تضيف للإنسان، وربما تجعله يتجاوز «كوابيس» السؤال والجهل به! سأورد هنا قصة حصلت لي في مطار الملك خالد بالرياض قبل يومين. إذ كنت فيه استعداداً للسفر إلى لندن، وعندما مررت بموظف الجوازات الذي من المفترض أن يضع ختم الخروج على جواز سفري، نظر إلى الجهاز الذي أمامه ثم قال لي ومن دون مقدمات: الأخ جميل. قلت: نعم. قال: لا يمكنك السفر! حقيقة، تذكرت ربما في أقل من ثانية ماذا «هبّبت» حتى أمنع من السفر.. وقلت بيني وبين نفسي: يا ترى، هل الأسباب لها علاقة بصحيفة «الحياة» أو مقالاتي أو أسباب أخرى مثل عدم تسديد فواتير لـ«ساهر» لا أعلم عنها؟ قلت: عسى خير؟ قال: مدة جوازك المتبقية أقل من ستة أشهر، ولذلك لا يمكنك السفر قبل تجديد الجواز. أجبت بسرعة وأنا أبتسم بعد أن عرفت أن أسباب المنع لا علاقة لها بآرائي أو الصحيفة: يا أخي.. رحلتي بعد نصف ساعة، وعلى الخطوط البريطانية، وإذا أغلقوا البوابة فلن أتمكن من المغادرة، ولا بد من أن أسافر لارتباطاتي العملية طالما أن صلاحية الجواز سارية لأكثر من ثلاثة أشهر. رد بكل ثقة: لا يمكن ذلك، فحتى لو سمحت لك فستعيدك السلطات البريطانية. قلت له: ثق إن سمحت لي بأن مطار هيثرو سيرحب بي كوني زبوناً دائماً، وأعرف أنظمة بريطانيا…
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٣
لا شك في أن السعودية فاجأت العالم بخطوة شجاعة «غير مسبوقة» في تاريخ الأمم المتحدة منذ إنشاء عصبتها، بعد رفضها شَغل مقعدها في مجلس الأمن الدولي في احتجاج صريح على «عجز المجلس» عن إيجاد حلول لقضايا منطقة الشرق الأوسط، سورية مثالاً. كثيرون حول العالم سيقفون ويحللون أسباب اعتذار السعودية عن عدم قبول العضوية في المجلس، بعد مرور 12 ساعة على انتخابها بأغلبية ساحقة. كثيرون حول العالم – أيضاً – سيتساءلون: لماذا رفضت الرياض تلك العضوية، وهي التي سعت خلفها لأكثر من عامين، وهيأت ودربت فريقاً ديبلوماسياً متخصصاً (شباناً وبناتاً)، وقامت بتهيئتهم وإكسابهم المهارات واللغات لتشريف بلادهم والدول العربية في أهم منصة أممية؟ سبق رفض الرياض لعضوية مجلس الأمن إشاراتُ عدة تبرز حجم السخط والاستياء السعودي، وأبرزها ما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة في شباط (فبراير) الماضي، وآخرها امتناع الرياض عن إلقاء كلمتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل نحو أسبوعين. وعلى رغم القرار السعودي المفاجئ، ودحرجة المملكة كرة الثلج بانتقاد مجلس الأمن والمطالبة بإصلاحه وتغيير سياساته، ثم رفض عضويته، أعتقد أنه لا تزال هناك 3 احتمالات سعودية مفتوحة. إما التنازل الكامل عن العضوية وفي شكل نهائي، وهذا ما سيحدث على ما يبدو، أو الاحتفاظ بعضوية المجلس ومقاطعة…
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٣
تحيرني وتثيرني المواقف المتناقضة للدول الغربية، وكأن تلك الدول تسعى إلى صبّ الزيت على النار في مصر، عبر التدخل في شؤونها الداخلية، في تجاهل تام لسيادتها واستقلالها وإرادة شعبها. لا يقبل بإزهاق الأنفس البريئة إلا مُجرم، والعنف والتخريب مرفوضان، والإنسان له حق التظاهر السلمي والتعبير عن مطالبه. هذه أبجديات إنسانية معروفة لكل الحكومات والشعوب، لكن أخذ الأُمَّة نحو الفتنة تنفيذاً لرغبة «جماعة» فذلك مرفوض أيضاً! لن أقوم بجردة إحصائية للممارسات اللاإنسانية في بعض الدول الكبيرة عندما تتعرض لتظاهرات احتجاجية داخلية طابعها العنف والنهب والتخريب وشلّ البلاد. في صيف 2011 هاجمت السلطات الأمنية الأميركية المحتجين في حركة «احتلوا وول ستريت» في ما سمي بـ«ربيع أميركا» على غرار «الربيع العربي»، ورفضت مطالبهم وقمعتهم قمعاً وحشياً وأطلقت الرصاص الحي عليهم، وقُتل عدد منهم وجُرح العشرات في ظل تعتيم إعلامي ومساندة كبيرة للسلطات من الإعلام الأميركي، تحت ذريعة الحفاظ على «الأمن القومي». وتاريخ أميركا «الإنساني» دموي.. من فيتنام واليابان وحتى أفغانستان والعراق. وكذلك حدث الوضع نفسه في بريطانيا في آب (أغسطس) 2011 عندما مارست بريطانيا القمع نفسه تجاه الشباب المحتج بعد موجة غضب اجتاحت لندن، إثر وفاة الشاب مارك دوغان برصاص الشرطة، لتمتد الحركة الاحتجاجية إلى مدن بريطانية عدة من بينها ليفربول وبيرمنغهام وبريستول، ما دعا حكومة ديفيد كاميرون إلى مواجهة تلك الحركة برجال…
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
الأوضاع تتغيّر، والمواقف تتبدل، وغالبية الشواهد تؤكد حدوث تغيرات في المواقف الدولية تجاه الأزمة السورية، وأن الفشل والعار اللذين ظلا يلاحقان حركة المجتمع الدولي سيتغيران خلال الأيام القليلة المقبلة، عبر طرح آليات جديدة «غير ناعمة» تتناسب مع بشاعة النظام السوري المستمر في القتل والتشريد والتدمير، المساند من إيران، و«حزب الله» اللبناني ميدانياً، ومن روسيا سياسياً. أول الشواهد الواضحة، الحركة الديبلوماسية السعودية النشطة خلال الأيام الأخيرة بوجود الأميرين سعود الفيصل وبندر بن سلطان في عواصم عدة، وقطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إجازته الخاصة التي كان يقضيها في المغرب، وعودته إلى بلاده، نظراً إلى تداعيات الأحداث في المنطقة، وتطورات الأزمة السورية وإعلان ذلك رسمياً. الشواهد الغربية، مراجعة الرئيس الأميركي باراك أوباما حساباته في شأن الثورة السورية، وإعلان موافقة إدارته على تسليح المعارضة، بعد أن ظلت فترة طويلة متذبذبة ومرتبكة ومتحفظة على تسليح الجيش الحر، وذلك بعد إعلان واشنطن وباريس ولندن أن نظام دمشق استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري. أيضاً، إفصاح البيت الأبيض أن أوباما وكاميرون والرئيس الفرنسي هولاند والمستشارة الألمانية مركل ورئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا بحثوا في اتصال عبر الدائرة التلفزيونية لمدة ساعة مساء (الجمعة) الماضي، موضوع سورية، بما فيه قضية استخدام النظام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وكيفية دعم انتقال سياسي عاجل لإنهاء هذا النزاع. شواهد إقليمية،…
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
شاركتُ أخيراً في ملتقى الإعلام العربي في دبي، والتقيتُ زملاء وأصدقاء صحافيين من البلاد العربية كافة، جمعتهم دبي تحت قبة واحدة في لقاءات ونقاشات تتركّز على هموم الإعلام العربي. في كل عام يحضر الملتقى عدد كبير من الإعلاميين، بينهم صحافيون مشاغبون ولامعون ورصينون وانتهازيون، وأيضاً من جماعة الـ«شو أوف»! المهم أن اللقاءات تجمع صحافيين من مشارب عدة، وهذه ميزة تحسب لملتقى دبي، علاوة على التقاء من تتفق معهم فكرياً، وتختلف معهم مهنياً، أو من تتفق معهم مهنياً وتختلف معهم فكرياً، ويكفيك أن تتعرّف على الوجوه الإعلامية القديمة والجديدة والمتجددة، بمن فيهم من «دماغه بيضاء - فارغة» كما يقول المصريون. كان من ضمن محاور الملتقى جلسة بعنوان: «سورية بعد ١٠ سنوات»، شخصياً انتقدتُ العنوان والجلسة، لأن سورية تحت النار وأطفالها يُقتلون، وشعبها نازح، و«الشبيحة» و«حزب الله» يعيثون فيها كرهاً وبطشاً وقتلاً، والزملاء الإعلاميون يناقشون وضعها بعد 10 أعوام، بدلاً من البحث في كيفية مساعدة شعبها، وتسليط الضوء على محنته وعلاج أطفاله وعدم القفز بالسؤال بعيداً عمّا يجري على الأرض، والوضع الراهن المميت! خرجتُ من الملتقى، وكانت الصحافية الأميركية ماري كولفن أول من حضرني من الأسماء الإعلامية التي تستحق أن تذكر خلال تغطيتها الشجاعة للثورة السورية، وحتى مقتلها على يد «شبيحة» الأسد. عدتُ لقراءة آخر ما كتبته في الـ«صانداي تايمز» البريطانية من…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
غلطة كبيرة ارتكبها السيد حسن نصرالله، ولن يتمكّن من إصلاحها وترميمها مهما حاول، بعد أن تورط في قتل السوريين، وستنعكس آثارها على حزبه والمؤيدين له قريباً، بعد أن أصبح يسمى في بعض الاوساط «حزب الشيطان»، وأضحت كراهيته تتزايد في الشارع العربي. يبدو أن «غطرسة» القوة أنست نصرالله أن سفك الدماء لا يشبه سكب الماء، أو كما يقال: «الدم سيقود إلى الدم». أخيراً، انفضحت شعارات نصرالله، وسقطت «شماعة» فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، وثبت أنه بدلاً من أن يُعدَّ مقاتليه لقتال إسرائيل (جنوباً)، فإذا به يرسلهم إلى قتل السوريين (شمالاً)، معلناً الغدر بشعب رفع صوره وسانده وفتح أهله قلوبهم وبيوتهم له ولمقاتليه على مدى عقدين. كانت الجرة على مدى السنوات الماضية تسقط وتنكسر، ويُعاد عَجْنُ طينها ليتشارك الآخرون في شرب مائها، لكن بعد التدخل السافر لـ«حزب الله»، وقتل السوريين... انكسرت الجرة ألف مرة يا سيد حسن، ولم تعد أنت شاطراً كما كنت كل مرة، ولم يعد ممكناً إعادة عجن طينها، أو تقاسم ماء الجرة، إذ لن يقبل بالتعايش معك ومع حزبك في المنطقة إلا من يسير بلا كرامة بحثاً عن المال الإيراني «الطاهر»! اعتراف نصرالله بمشاركة حزبه في قتال السوريين لم يكن برغبته، وإنما كان «مرغماً» بعد أن أصبح غير قادر على إخفاء «تشييع» جثامين جنوده في شكل يومي بالضاحية الجنوبية، على…