الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠١٣
قرأتُ مؤخّراً عن دراسة ألمانيّة توضّح أنّ كبار السن من الموظفين أكثر حيويّة ونشاط في مكان العمل من زملاؤهم الشباب بمعدلاّت ملحوظة، فهُم أكثر إرتياحاً في التعامل مع الآخرين، وأكثر ثقة في أنفسهم لما يملكون من خبرات وكفاءات حصلوا عليها خلال سنوات العمل، في حين أن الشباب أكثر قلقاً في العمل، فهم في تنافس دائم ومستمر مع أقرانهم لأجل الحصول على الترقية أو المشاريع المهمة، وهم أسهل في السقوط تحت طائلة الضغط والعصبيّة، ممّا يُقلّل بشكل كبير من كفاءتهم في العمل. ودائماً ما نسمع أن الشباب .. “شبابُ القلب” والروح، فإذا كنتَ تُريد أن تعرف العمر الحالي لقلبك فهنالك الكثير من الإختبارات التي تحدّد لك ذلك. فقد يزيد عمر قلبك عن عمرك الحقيقي إذا كنت تتّبع سلوكيّات يوميّة غير صحيّة، كالتدخين وعدم ممارسة الرياضة والإفراط في أكل الوجبات الدسمة. فنجِدُ ابن العشرين عاماً قلبُه في الخمسين، وابن الخمسين المُحافظ على نوعيّة غذائه والمُنتظم في ممارسة الرياضة لا يزالُ عشرينيّاً في القلب! علاقتنا مع قلوبنا علاقة عجيبة، هي علاقة عكسيّة ومتوافقة، متجانسة ومُتنافرة، فالقلب مصدر سعادتنا وتعاستنا أيضاً، نحملُ فيه كل ذكرياتنا وأفراحنا، ويُثقَلُ بهمومنا وأوجاعنا، ينفطّر حُزنا ويتراقص فرحاً، ينبضُ بالحب ويتدفّقُ بالكراهية، قُُلوبنا مُثقلة في أغلب الأوقات بكل هذا وأكثر. في كتب المساعدة الذاتيّة غالباً ما ينصحون القارئ بأن…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
* ستعود لتُبهرنا الشاشة الصغيرة من جديد، ستعود لتشغلنا وتسلبُ ألبابنا وأوقاتنا، وتسرق منّا أحاديثنا الصغيرة على موائد الإفطار الرمضانيّة، وفي جلسات السهر الليليّة المُعتادة عند الكثيرين في رمضان، رمضان الذي أصبحنا نعرِفُه قادماً من إعلانات القنوات الفضائيّة عن برامجها ومسلسلاتها .. قبل أن نعرفه قادماً من هلالِه الفضيل ..! * الهلال الذي ننتظره بفارغ الصبر لنبدأ به شهر جميل وحميم من شهور السنة، شهر يمرّ علينا سريعاً كالبرق لا نكادُ نلحظه، ويكادُ أغلبنا للأسف يقضيه أمام شاشة التلفاز يقلّب بين القنوات الفضائيّة. * القنوات الفضائيّة التي نصُبّ جام غضبنا عليها لأنّها – في نظر بعض المشاهدين - الشيطانُ الأكبر الذي يسعى إلى إلهائنا عن الصوم والتعبّد، وإلى إجبارنا على التفريط في التزوّد بالعبادات ، وإبعادنا عن العمل على أخذ الأجر في أهم شهور السنة، وكأنّنا مسيّرون .. لا مخيّرون، القنوات التي نتّهمُها بإفساد الشباب العربي وتغريبهم وإبعادهم عن دينهم. * الدين .. الذي يُتاجر به من يُتاجر طوال العام دون إستحياء ! ..، ويُتاجر به من يٌتاجر علانيّة في الشهر الفضيل – بطريقة أخرى - وبدون إستحياء أيضاً ..! الدين الذي بإسمه يُدعى للجهاد، وبإسمه يُدعى للولاء، وبإسمه تُباعُ الأوطان وتُهدرُ الكرامات، وبإسمه تُقامُ الأحزاب فيُصبحُ الغُرباء .. إخوانْ ، والإخوانُ .. غُرباءْ ! * الغُربة التي سيحُس بها…
الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣
كانت الإمارات ولا زالت واحدة من أكثر الدول إهتماماً بالتشجير وبالخضرة وبالبيئة، هذا الإهتمام زرعه الأجداد فينا، فقد كان للشجرة قيمة عالية جدّاً في مجتمع صحراوي ينتظر المطر بإهتمامٍ من سنة لأخرى، وينتظر أن تمتلأ عيناه بخضرة المكان وجمال الطبيعة، وتنتظر روحه لأن ترتاح تحت ظل نخلة ما في واحةٍ بعيدة. لذلك كبرنا ونحنُ نحمل للشجرة مكانة خاصة في قلوبنا، وكبرنا ونحن نرى ونسمع زايد الخير – رحمه الله- يوصينا بالإهتمام بالأشجار وبالبيئة حولنا لأنها كما نقول دائماً أمانة نحافظ عليها للأجيال القادمة، وينظر لها قادتنا برؤية مستقبليّة. ففي اليوم الوطني الماضي زرعنا شجرة الإتحاد وهي رسالة مباشرة وصريحة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للإهتمام بالأشجار، وهو رأس الحكومة ومحرّكها وموجّهُها، وعندما أطلق الحملة أطلقها بين الأطفال وزرعها معهم، وهم الجيل القادم الذي نُريد أن يعرفوا ويقدّروا أهمية الشجرة في عالم يُعاني من تغيّر مناخي دائم وإحتباس حراري متزايد. في عاصمتنا الحبيبة أبوظبي وعلى بُعد دقائق فقط من قلب العاصمة التجاري، تمتدّ منطقة جميلة خضراء على طول الكورنيش الشرقي، هذه المنطقة الخضراء هي محميّة القرم الشرقي الطبيعيّة، والتي تمتاز بكيلومترات طويلة من أشجار القرم التي تتمتّع بميّزات بيئيّة عالية، فهي مصفاة طبيعيّة لتنقية الهواء ومكان مثالي لتكاثر أنواع…
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
مصر الأرض الطيبة التي لا تزال تنتظر كل ليلة إبنها الضال أن يعود..، ثمّ تستيقظُ كل صباح لتشهد أنّ الصراع في الوادي لم ينتهي وأن الحدّوتة المصرية لا تزال في بدايتها وأنّ إبن النيل نسيَ طعم ماء النيل! مصر التي تقول بصوت نجاة الصغيرة لكل من تسكنُ قلبه " لو بتعزّني" حافظ عليّ ولا تُهدر تاريخي ولا تستهين بإختياري وثورتي ويقظتي العتيّة. مصر التي تٌعاتب الذي يُزايد على حبّها بالقتل والعنف والخيانة ، تصرخ في وجهه " حبّ إيه اللي إنته جاي تقول عليه ! " أيّ سيرة حب ستحكي الأرض لأبنائها وأي سكّة للعاشقين ستبني ل " أعزّ الناس" ! مصر التي يتناهشها "اللص والكلاب" ويذهب أبناؤها المخلصين "وراء الشمس" وتبحث عن "الفانوس السحري" لتخرج من عنق الزجاجة التي بدأت تضيق أكثر وأكثر، تبحث عن طوق نجاةٍ أخير علّها تنجو من الغرق! هي التي كثُر مشاغبيها فملّت ولم تستطع حتى الآن أن تبدأ درسها الصباحي، تُريد منهم أن ينهضوا ويكتبوا ويُبدعوا ويٌنجزوا ولكن طلاّبها يهربون ويتسرّبون " ولا من شاف ولا من دري"! مصر التي يسكنُها " شيءٌُ من الخوف" وأشياء كثيرة من كرامةٍ وكبرياءٍ وتضحية، مصرُ الباشا والبيه والهانم ..، مصرُ المعلّم والفتوّة والجلباب و"قهوة الماوردي"، مصر التي تعيش لياليها بين إستيقاظ وحراسة وتمرّد وثبات ولا عكاشة ليكتب…