خالد السعيد
خالد السعيد
كاتب سعودي

الحشاشون الجدد

الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤

كان سيد قطب، قبل انضوائه تحت جناح «الإخوان»، يمازح أخاه محمد قطب كلما رآه راجعاً من اجتماعات «الإخوان» فيقول له: «إزاي الحسن الصباح بتاعكم؟». والحسن الصباح (ت 518 هـ) هو مؤسس الفرقة الإسماعيلية – النزارية، وهي الفرقة التي اشتهرت بين المسلمين والأوروبيين بالفداوية أو الحشاشين، نسبة إلى تعاطي أتباعها الحشيش بأمر من شيخهم، كما يذاع ويشاع. وكان الحسن ملك بالحيلة قلعة الموت المنيعة في بلاد فارس، ومنها كان يسيّر عناصره الانتحارية لقتل مناوئيه من الخلفاء والأمراء والوزراء. ولقد ملأ النزاريون أو الحشاشون - وعلى مدار قرنين من الزمان - القلوب بالرعب بسبب دقة تخطيطهم وصرامة تنظيمهم وكثرة من مات تحت ضربات خناجرهم. لقد أصاب سيد قطب كبد الحقيقة حين شبّهَ زعيم «الإخوان» بزعيم النزارية. فعلى ما بين الحسنين من تنافر مذهبي، إلا أن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما. فالبنا كان حريصاً على تسييج جماعته بستار كثيف من الغموض، وهو ما نجده كذلك مع الحسن الصباح الذي أسّس فرقة ما زال الاضطراب والارتياب يحيط بأغراضها وأفكارها وطقوسها كإحاطة الهالة بالقمر. كان البنا بقول لأتباعه: «أيها الإخوان: أنتم لستم جماعة خيرية، ولا حزباً سياسياً، ولا هيئة موضوعية الأهداف محددة المقاصد، ولكنكم روح جديدة تسري في قلب الأمة»، وهو تعريف «ملغز» ومبهم كتعريف الروح نفسها، علاوة على ذلك، لم يكن البنا ليقبل من…