الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣
«القرم الشرقي» هو مشروع بيئي موجود في أبوظبي .. قبل أن يصبح مسلسلاً تلفزيونياً متخيلاً بحبكة درامية من بنات أفكار الصديق جمال الشحي ضمن حزمة دعاباته التي لا تهدأ، وسوف أسرب بعض الحبكة لأول من يطلبها من كتاب السيناريوهات وأحتفظ بالبعض الآخر كذكريات من رحلة مائية جميلة جمعتني مع عدد من كتاب الرأي والإعلاميين كالشحي ود. سليمان الهتلان وعبدالله الشويخ ومحمد فاضل وخديجة المرزوقي وآخرين .. أمتعتنا بها الخميس الماضي هيئة البيئة في أبوظبي في مشروع القرم الشرقي بعد لقاء علمي شيق في مقر الهيئة في مبنى المعمورة. فمن حديث ودي أنيق من الأمين العام لهيئة البيئة رزان المبارك عن تعاون هيئة البيئة مع الإعلام لتحقيق أهداف الهيئة، وعن التحديات مثل ندرة المياه الجوفية والكائنات المهددة بالانقراض، وحماية البيئة وتراث المجتمع الإماراتي وتأسيس ثقافة تعنى بالبيئة والتزام حكومة أبوظبي بالتنمية المستدامة. إلى حديث من نائب الأمين العام د. جابر الجابري حول ما أنجزته هيئة البيئة من سياسات واستراتيجيات، وكذلك حديث المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري د. شيخة الظاهري عن غابات القرم كإرث وطني يستخدم في السياحة البيئية مؤكدة أن موضوع حماية البيئة في غاية الجدية ضمن اهتمامات الهيئة، وضمن ذلك يأتي الحد من التلوث والمحافظة على التنوع البيولوجي. وأما الجولة في مشروع القرم الشرقي، فبدأت بركوب قارب ثم…
الخميس ١١ أبريل ٢٠١٣
كثر الخلط في الأسماء والانتماءات عند تناول الشخصيات من قبل البعض في الكتب أو المحاضرات أو التغطيات الإعلامية، فعلى سبيل المثال جاء في تغطية صحيفة محلية لإحدى جلسات المؤتمر الدولي لعلوم اللغة العربية الذي تنظمه حالياً جامعة أم القرى، أن كاتب رواية "شرفة الهذيان" إبراهيم نصر الله روائي مصري، فيما هو شاعر وروائي فلسطيني ولا أدري إن كان الخلط من المحاضر أو من مراسل الصحيفة. وأصدرت مجلة "أرابيان بزنس" العام الماضي تقريراً عن قائمتها لأقوى 500 شخصية عربية، وجاء ضمن الشخصيات الداعية سلمان العودة على أنه مصري، وذكر في التقرير نفسه اسم الروائي عبده خال مغلوطاً بشكل غريب. في القائمة ذاتها وغيرها من قوائم "الأقوى" التي باتت صرعة عصرية تصدر للمجاملة أو استجداء الإعلان والدعم المالي لا يحدث خطأ في أسماء رجال الأعمال أو الفنانين والفنانات بينما تكثر الأخطاء في أسماء الكتاب والأدباء مما يدعو للتساؤل عن أسباب عدم الاكتراث لهذه الشريحة من الشخصيات التي يفترض أن تأخذ حقها من الاهتمام والتقدير، فهي الشخصيات التي تؤرخ للزمن وتدخل التاريخ بإبداعاتها، أما المال والغناء وما شابههما مما يجذب الناس اليوم إلى أصحابها فهي أمور إلى زوال. لو عاد المرء بذاكرته إلى التاريخ البشري منذ تطور التدوين لغاية عصرنا الحديث لوجد أن التاريخ - ومنه تاريخنا العربي - سجل في كل مرحلة…
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
على الرغم من أن الزمن صار ضيقا، وبالكاد يستطيع المرء ترتيب أولوياته خلال اليوم، إلا أن المهتم بالشأن الثقافي يظل باحثا عن الفعاليات الثقافية لإشباع عشقه بما يعقد من أمسيات وندوات ومحاضرات ومعارض تشكيلية أو مسرحيات، وهناك من يسافرون إلى دول أخرى من أجل معرض للكتاب أو مهرجان سينمائي. ومع استمرار الفعاليات وتنوعها يستمر المتذوقون والمهتمون بالمتابعة وغالبا يكون ذلك في الأماكن التي يقيمون فيها إن كانت الجهات الثقافية والمعرفية قادرة على تلبية متطلباتهم من النشاطات، والأكثر أهمية في ذلك بالنسبة لهم هو الالتزام بالمواعيد، فهم يبرمجون أوقاتهم بما يناسب هذا النشاط أو ذاك، والخلل يحدث عند الإلغاء أو التأجيل، إذ لا حيلة لدى المهتم هنا سوى الصبر وانتظار ما قد يطرأ لاحقا. إلى ذلك، فالإلغاء أو التأجيل من مسببات الإرباك لدى من يأتون من أماكن بعيدة، وهؤلاء قد يحجزون تذاكر طيران مبكرا لضمان وصولهم في الوقت المحدد، ويحجزون أيضا في فنادق لتكون أمورهم ميسرة. وعدم الالتزام بالمواعيد غالبا يؤدي إلى خسارتين معنوية ومادية، لذا فإن الجهات المنظمة يترتب عليها دائما وضع كل الاحتمالات عند تثبيت برامجها بما لا ينعكس سلبا على أوقات الآخرين، بما فيهم من سوف يشاركون في الفعاليات، فأوقات هؤلاء أيضا يفترض أن تحترم وتكون موضع التقدير، فلا تتغير الأوقات أو يحدث إلغاء بعد الاتفاق إلا لظرف…
الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣
كان جميلاً أن ألتقي الفنان الدكتور أحمد ماطر في معرض آرت دبي الذي اختتم منذ أيام.. ولم يكن اللقاء به وحده ثريا بل تماثلت معه مشاهدة آخر إبداعاته وهي تسجل حضورها مستقطبة رواد جناح "صالة أثر" التي كانت الوحيدة المشاركة من بين صالات العرض السعودية. لم يعد غريبا على اللقطات الاحترافية لماطر أن تنافس الأعمال الفنية الكبيرة في معرض ضخم، فالكثير مما أبدعه خلال السنوات الماضية صار موجودا في متاحف عالمية، وخبراء تلك المتاحف ما كان لهم أن يتوجهوا إلى ماطر وفي بلدانهم مصورون ضوئيون متميزون لولا الأسرار الخفية الجاذبة في تكوين لوحاته الضوئية. العمل الفني لدى ماطر يرتكز على جملة من المعايير بحسب فكرته أو محتواه، ولعل النسب الجمالية تأتي في مقدمتها، ثم تأتي معايير الزاوية واللون وكمية الضوء وتداخل الخطوط بما يحول اللقطة إلى عمل تشكيلي لافت قادر على شد البصر إلى تفاصيله وأبعاده واستكشاف خفاياه. في "آرت دبي"، انبهر الحضور بمنظر الحرم المكي الشريف وهو يمتد على مساحة كبيرة بالنسبة للقطة ضوئية، ولو أضفنا إلى ذلك طريقة العرض والإخراج العام لها لوجدنا أن الفنان يمتلك سرا خاصا استطاع توظيفه لتحقيق الإنجاز في مجال يعتقد البعض أنه سهل، فيما هو في حقيقته صعب جدا لا يستطيع المغامرة فيه إلا من خبره وتمرس فيه، وبات بإمكانه توليد الجديد دائما…
الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣
وضعت الكتابين أمام والدي وأنا أسأله عن سيد قطب، أحد الكتابين (معالم في الطريق)، والآخر ديوان لشاعر من منبج معظم قصائده عن مآثر قطب. أما الإهداء فإلى شاعر الإسلام الجديد الذي لن يكتب إلا لخدمة دينه ومستقبل أمته الإسلامية، سألني والدي عن شخصية المُهدي، فأجبته بأنه مدرس اللغة الإنجليزية. كنت آنذاك أواخر سبعينات القرن العشرين في الصف الأول الثانوي، مراهق يكتب الشعر وأقام أول أمسية في حياته يتغزل في معظمها بحبيبة متخيلة ويتحدث عن الوطن ويصف الطبيعة والنهر في غيرها، متأثراً بأغراض الشعر التقليدية التي ملأت المناهج. صفق له زملاؤه كثيراً، وتناقلت المدرسة أخبار الأمسية حتى وصلت لمدرّس الإنجليزية الذي طلب بعض كتاباته ليطلع عليها، والنتيجة أنه أثنى عليها إلا أنه استدرك بكونها لا تخدم الإسلام، وعليّ برأيه أن أكرس كتاباتي لهذا الغرض وحده. في اليوم التالي أهداني الكتابين، ثم بعدها دعاني إلى منزله، سألته عن السبب فقال لنتحدث في أمور ديننا، فما تأخذونه في المناهج مليء بالأخطاء ولا يكفي، وسوف أعلمكم الدين الصحيح. أجبته بأني لا أستطيع من غير استئذان الوالد، فتغيرت ملامحه وطلب مني ألا أفعل، ففعلت. حدثت أبي في بقية حوارنا عن دعوة الأستاذ، وعن درس اللغة الإنجليزية الذي يتحول بين لحظة وأخرى إلى درس ديني أو حديث عن الفساد في الدولة وغيرها من الدول، وأنه لا…
الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣
أن تحضر حدثاً بحجم "آرت دبي" فإنك من خلاله تتعرف على فنون العالم وإبداعات كثير من الفنانين ممن ينتمون إلى مختلف المدارس الفنية بأساليب متنوعة قد يغرق بعضها بالحداثة بما يتجاوز حدود المقنع فنياً، لكنه يبقى بكل الأحوال جزءا من التجارب التي تحاول إيجاد مساحة لها في ميدان إبداعي مبهر. "آرت دبي" الذي افتتحت الدورة السابعة منه أول من أمس للإعلاميين، وبدأ الجمهور بالتوافد على صالاته أمس يعد كرنفالا فنيا عالميا ضخما، تؤكد ذلك الأرقام الإحصائية الرئيسة، مثل 500 فنان تشكيلي، و75 صالة عرض من 30 دولة... تقول مديرة معرض آرت دبي أنتونيا كارفر: "نحرص في آرت دبي على الجمع بين عرض الأعمال الفنية والبرامج التثقيفية وعقد النقاشات، بما يهدف إلى تعزيز المكانة الحالية التي وصل إليها المعرض، وخلق نموذج مستدام يوفر منصة عالمية بطابع محلي مميز للمشاركين والزوار على حدٍ سواء". ومن حضوري ومتابعتي لـ"آرت دبي" منذ انطلاقه فالحال في تطور مستمر والمعرض يكبر عاما بعد عام، وحرص صالة "أثر" السعودية على المشاركة فيه سنويا بإبداعات فناني المملكة يشير إلى أن الطموحات في تصاعد. بالإضافة إلى "أثر"، توجد إبداعات تنتمي إلى قارات العالم، ومما يلفت هذا العام تسليط الضوء على الفن الأفريقي متمثلا بأعمال من منطقة غرب أفريقيا، أعمال تتسم بطابع القارة واستكشاف طبيعة الحياة والمؤثرات المجتمعية. وما يلفت…
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣
حين أهلوك ومن تحب يعانون الأمرين هناك .. وأنت بعيد .. بعيد .. فإنك لا تمتلك سوى دقائق تمزج فيها صوتك بأصواتهم المهجرة من بيوتها في مساحات جارَ عليها الزمن فأقفرت من نسائم الحياة، وخيّم عليها الموت القادم من فضاءات محملة بشتى أنواع الدمار. ثمة وطن هناك يئن، وثمة أحباب لك يحترقون .. أما أقرب الناس إليك هنا فيزيد نارك اشتعالاً وهو يضع السدود أمام خيارات تتراءى في ذهنك، فتحاول مد يد العون لمن تحب، لكن الشرخ يكبر أكثر وأنت تواجه الأزمة بأزمة جديدة .. يصرخ من أعماقك الألم باحثاً عن فرج، فلا تجد فرجة ينسل منها الضوء إليك، فالطرق كلها مغلقة .. وحدك تصارع الهم من غير شريك يدرك خفايا روحك، فيحاول ولو مجرد محاولة أن يهون عليك، فتمضي إلى قلمك لتكتب: تألّمتَ .. أُوجعتَ أنت البعيد القريب، وما من أملْ شكوتَ همومك للريح تمضي هناكَ فهاجتْ بك الريح كل الجنونِ وصبتْ بداخلك النارَ لم تمضِ حطتْ على خافقٍ أدمعته المقلْ سألتكَ يا ربّ أين المفرّ وأين يروح المساكين في الأرضِ كيف يعيشون؟ هم في حماكَ .. فأنت الرجاءُ لمن ضاع منه الرجاءُ وأنت الملاذُ لمن قد رحلْ هم الدفء في الروح .. هم بوحُ دفءٍ إليهم .. ومنهم يكون القصيدُ وبين الحكايات يأتون .. مثل الأماني ومثل الجمانِ…
الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٣
يشكل قرار هيئة الصحفيين السعوديين الأخير بتغيير المسمى من "هيئة الصحفيين" إلى "اتحاد الصحفيين" تصحيحاً لمسار بدأ منذ أعوام بطريقة عاجلة لها ظروفها آنذاك، فـ"الاتحاد" هو ما كان يفترض اعتماده لكون المصطلح مستخدماً في معظم الدول العربية من جهة، ولكون هذا الاتحاد سوف يندرج تحت الوعاء الأكبر وهو الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي تأسس عام 1964، ويشغل حالياً فيه أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان منصب نائب الرئيس. أما هذا الوعاء الأكبر فإنه يحتاج بدوره إلى تطوير من حيث الفاعلية على أرض الواقع، ومن حيث لم شمل الصحفيين العرب بصورة واضحة تتعدى عقد المؤتمرات العامة والاجتماعات الدورية التي لا يشعر بها أو بنتائجها الصحفيون في الدول العربية. ولا أدل على ذلك من موقعه الإلكتروني الذي يفترض به أن يكون حيوياً متطوراً ومواكباً على مدار الساعة، غير أن الحقيقة لا تشي بذلك، فما زال المنصب السابق للجحلان، وهو الأمين المساعد الذي تولاه مطلع عام 2012 ، مكتوباً ضمن أسماء الأمانة العامة للاتحاد، فيما الجحلان تولى منصبه الجديد مطلع عام 2013، كذلك ما زال اسم إبراهيم نافع مثبتاً كأمين عام لاتحاد الصحفيين العرب فيما يتولى المنصب حالياً رئيس جمعية الصحفيين الكويتيين أحمد يوسف بهبهاني. ليست مبالغة لو قلنا إن السعودية برغم حداثة عهدها في اتحاد الصحفيين العرب تستطيع أن تكون…
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
ـ 1 المكان هو أنت .. وأنت هو المكان، تتقاربان إن باعدكما الزمان .. لا يفصلك عنه شيء، هو الذاكرة والأحبة، وهو الجموح والطموح والجنون، هو الكل يحتوي ما بين ضفتيه الأجزاء .. يسقيها فتنمو، يعانقها فتهيم، ولا يتوقف الهوى. ـ 2 أن تكون جزءاً من مجموع فأنت تنتمي، وأن تكون جزءاً من أسرة فأنت تنتمي .. وأن تكون جزءاً من وطن فأنت تنتمي، وهو انتماء أكبر يتجذر فيك حتى تغدوان واحداً، يسري فيكما نسغ يستمد ديمومته من حالة عشق تتماهى فيك وتعطيك الوهج الذي تحب. ـ 3 أن تنتمي، فأنت تتنفس هواء تحب، وترى مشهداً تحب، وتغني كما يغني المكان .. تعشق أمسه ويومه، وتثملك صورُ تنوعه وتباين شخوصه، لكنهم جميعاً يلتقون في نقطة واحدة لا يحيدون عنها، تتمركز في مكان ينتمون إليه، تتمركز في وطن لا يفارق القلوب ولا يغادر الأمنيات. ـ 4 أن تنتمي، فالعقل ينتمي أيضاً، يشد العاطفة والنبض معه ليحط الركب في مساحات كم تلوعتَ بها، فباتت تعرّش في أعماقك. ـ 5 أن تنتمي، فخلاياك تسبقك إلى حيث انتمائك، وأنهار شوقك لا تهدأ وهي تتدفق لتصبح رافداً يصب في بحر المكان. ـ 6 أن تنتمي، فأنت تسهم في صناعة غد يحلم به الجميع، يرتحلون بخيالاتهم إليه فيرسمون أجمل حكايات يمكن لها أن تكون، يبنون ويزركشون…
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
أن يشعر عدد من المثقفين بالإحباط بسبب نتائج انتخابات بعض الأندية الأدبية فذلك أمر طبيعي لتجربة في بداياتها، انطلقت مع وجود بعض الثغرات في لائحة الأندية الأدبية، خاصة فيما يتعلق بالعضوية ومن يحق له أن ينتخب، لذلك لا بد من انتظار فترة حتى تنضج التجربة ويصبح المثقفون والأدباء قادرين عبر جمعياتهم العمومية على اختيار أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية، بحيث يكون التصويت لمن يخدم العمل الثقافي قبل أي شيء آخر. التكتلات ووجود حالات للشللية والاعتراض على النتائج أمور واردة الحدوث، ووجودها في العملية الديموقراطية لا يعني الفشل أو أن الأجواء غير مناسبة للانتخابات. وتبقى النقطة الإشكالية في رسوم العضوية التي يدفعها أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية، وهي مسألة تحتاج نقاشا وتقاطع آراء لحسمها، بعد معرفة إن كان لها فائدة أم هي مجرد دفع من غير مردود ما على العضو. ولأن الأندية الأدبية تقترب في عملها بشكل أو بآخر من اتحادات الكتاب في الدول العربية يمكن المقارنة بينهما بجزئية رسوم العضوية، فأعضاء اتحاد الكتاب في الدول العربية يدفعون رسوما سنوية للاتحادات، لكنهم بالمقابل ملزمون بالمشاركة في عدد معين من الأنشطة كحد أدنى داخل الدولة، والتعويضات المالية التي يتقاضاها عضو الاتحاد مقابل مشاركاته تزيد كثيرا عن رسوم العضوية. كذلك، وهي النقطة الأهم، حين يبلغ عضو الاتحاد سن التقاعد فإنه يتقاضى راتبا…
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣
لكل مكان جمالياته وتاريخه وموروثاته التي تعبر عن مراحل تطوره الحضاري والثقافي، وحين يزور أي مهتم أو سائح هذا المكان فإنه يوثق بعدسته وأوراقه وذاكرته كثيراً من تفاصيل الحياة، خاصة السابقة منها، فالقديم ربما يستهوي المرء أحياناً مثلما يجذبه الحاضر. يشدني الكاتب في «الرؤية» والمدوّن عبداللـه المهيري بمشاهداته الدقيقة، ومن آخرها إشارته في مقال «بنكهة الرقص الشرقي» إلى شركات سياحية تأخذ السياح إلى الصحراء ليركبوا الجمال ويستمتعوا بفاصل من الرقص الشرقي، متسائلاً عن الصورة التي تقدمها شركات السياحة والفنادق عن الإمارات للسياح. وهو التساؤل ذاته الذي طرحتُه يوم تورطت مع العائلة برحلة «سفاري»، فلا شيء سوى الجِمال والحنّاء له ارتباط بالمكان وما عدا ذلك فلا يتجاوز الترفيه والترويح عن النفس ومشاهدة يمكن أن يلقاها المرء في مكان آخر. فلا صعود سيارة الدفع الرباعي على المرتفعات الرملية من التراث، ولا فاصل الرقص الشرقي أو رقصة التنورة .. ومثلها التزلج على الرمال وتدخين الشيشة .. حتى المأكولات الشعبية تغيب ليحضر الشواء والتبولة والحمص والفلافل .. أما السياح الأجانب فتجدهم منبهرين يصورون الطقوس التي يرونها، وهم حين يعودون إلى بلادهم سيعرضونها لأهاليهم وأصحابهم على أنها من الإمارات، وهنا يكمن الخلل في نسبة أشياء إلى غير أهلها، فالرقص الشعبي موجود وفيه «العيالة» و«الحربية» و«الرزفة» و«الليوا» و«اليولة» وغيرها .. لكنه لم يكن رقصاً شرقياً أبداً،…
الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣
يبدو أن الحديث لم ينتهِ عن "كارثة الديموقراطية" التي جاءت عنوانا لمقال الأسبوع الماضي في هذه الزاوية، وفي توضيح للفكرة، فإن الديموقراطية بحد ذاتها ليست كارثة، وإنما الكارثة في تطبيق بعض العرب لها، بما جعل مَنْ هم ليسوا أهلا للحكم يتحكمون بمصير شعب ودولة، ويبدو أن الحكاية مستمرة. من تداعيات تلك الكارثة التي جعلت جماعة "الإخوان المسلمين" تتصدر المشهد السياسي في دول "الربيع العربي"، أن الاضطراب عاد إلى مصر بحدة غير مسبوقة، منذ نهاية الثورة وسقوط النظام السابق، إذ بلغت الأخطاء خلال الأيام السابقة درجة قتل المتظاهرين، كما لم يحدث إلا زمن أنظمة الطغاة قبل سقوطها، مما يؤكد أن عهد "الإخوان" في مصر هو زمن طغاة من نوع مختلف.. طغاة يتلبسون الدين ستارا للهيمنة على الدولة والامتداد خارجها. من تداعيات كارثة الخيار الديموقراطي الخاطئ أيضاً أن "الإخوان" في الدول الأخرى ومنها الخليجية استقووا بجماعتهم الأم، فبدأت ملامحهم تظهر وصوتهم يعلو. ومن يقرأ واقع الحال في مصر وتاريخهم منذ التأسيس، يدرك أن هدف أي تحرك "إخواني" هو السيطرة على الحكم. لذلك فإن تنبه دولة الإمارات منذ شهور لعدد غير قليل من المنتمين لـ"الإخوان" كان في وقته قبل أن يتغلغلوا أكثر، وينشروا أفكارهم ضمن مساعيهم لبلوغ حلمهم بالاستيلاء على السلطة، ويفترض أن يكون تحويلهم إلى المحاكمة منذ أيام درسا واضحا لباقي "الإخوان"…