السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦
رغم كثرة ملفات التعليم المزمنة؛ إلا أنها ليست مستحيلة الحل، بل إنها كأحجار (الدومينو): بمجرد أن (تنقر) أولها (بشويش) تتساقط الملفات الأخرى بسرعة ومرح! ولكن الوزارات المتعاقبة منذ مطلع الثمانينات الميلادية لم تستطع ـ وربما لم ترد ـ حل ملف واحد؛ وكأنها (حامل تكابرت بطنها وعسّرت)! كما يقول المثل الشعبي! وما زالت خائفة من الولادة، وكرشها لا تزيد إلا انتفاخا؛ حيث اعتدنا على تقديم خطة استراتيجية مع كل وزارة جديدة، ترصد لها المليارات ثم تأتي وزارة أخرى ـ وللدقة (وزير) فقط ـ فتسلخ البيروقراطية (بشتها) السابقة، وتزهو ببشت جديدة، وخطة استراتيجية جديدة بمليارات جديدة! ولا تسألوا وكالة (الحسابات) أين ذهبت المليارات السابقة؟ فكل محاسبيها من نوعية الـ(4100) الفاشلين في امتحان الزمالة! ولكن ارجعوا لمقالات أستاذنا الخبير الدكتور (مرزوق بن تنباك) التي تنشرها (مكة)! ولأن ذاكرتنا المُزْهمرة خِلْقة ما هي (بكفو) أن تعود بنا إلى الوراء ولو قليلا؛ نضرب مثالا (طاااازة)؛ حيث تقول الوزارة: إنها حققت الرغبة الأولى في النقل الخارجي لـ(60%) من المتقدمين وهم أكثر من (120) ألف معلم ومعلمة! فإذا اعتبرنا هذا الملف المزمن هو أول أحجار (الدومينو) فإن التالي فورا هو تسديد العجز المزمن، ويليه فورا ملف التعيين في كل التخصصات، ثم اعتماد الكفاءة في اختيار المعلمين، ثم ... وين رايحين؟ توقفوا عن (الثمثمة) فما زالت الوزارة (بلشانة)…
الأربعاء ١٤ سبتمبر ٢٠١٦
عندما تناقش الموضوع قناة تلفزيونية إخبارية محترفة ـ كالفرنسية العربية (فرانس 24) ـ فيندر أن يشارك سعودي يجمع بين التخصص الموضوعي، والمهنية الصحافية، بعيدًا عن الاحتقان وإقحام الوطنية بلا مناسبة؛ كالأستاذ (محمد البيشي) ـ مساعد رئيس التحرير في الزميلة (الاقتصادية) ـ الذي استضافته القناة، في برنامج (الأسبوع الاقتصادي)، الجمعة الماضية، مع ضيفين متخصصين في الاقتصاد، من أشقائنا في المغرب العربي، لمناقشة فكرة (تدويل الحج)؛ بوصفه سياحةً دينية (دنيوية)، بعيدًا عن كونه الركن الخامس للدين الإسلامي، وبعيدًا كل البعد عن غمز الحكومة السعودية بأدنى تقصير أو إهمال في واجبها العظيم! ولكن تزامن الحلقة مع استماتة (ملالي طهران) في تسييس الحج، وتعلقهم بآخر قشةٍ رماها (السيد المعصوم)، جعل الشيطان حاضرًا طيلة الحلقة في صورة (الولي الفقيه)! ولهذا كان (محمد البيشي) ذكيًا جدًا، حين تحدث ـ أولًا ـ بلغة الأرقام والوثائق، ثم أشار إشارة خاطفة إلى أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذه الدعوة نوايا سيئة، دون أن يسمي أحدًا بعينه، أو يلمز زميليه المحترمين اللذين اضطرا ـ كما اضطر مذيع الحلقة (خالد كراوي)، ولو كانت زميلته (لين الرفاعي) ما اضطرت؛ لأنها جميلة ـ إلى تأكيد أنهم لا يتحدثون بأي لسان سياسي، وأن الحلقة تعتمد زمنيًا على مناسبة الحج، وليس على خزعبلات النظام الإيراني، وهرطقة ملاليه!! وأنهم في كل الأحوال يكنون لحكومة المملكة…
الجمعة ٠٢ سبتمبر ٢٠١٦
حين نتحدث عن فقهائنا الأجلاء، أعضاء (هيئة كبار العلماء) الموقرة؛ فإننا على يقين من أنهم جميعاً (الإمام الشافعي) في مقولته الشهيرة: «كلامي صواب يحتمل الخطأ، وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب»!! وكلهم إياه أيضًا في قوله: «ما ناظرت أحدًا إلا وتمنيت أن يجري الله الحقَّ على لسانه»! وأما على صعيد العبادة والسلوك الشخصي، فتشهد لهم سيرتهم العطرة بأنهم أول من يلتزم بفتواه دون أن يلزم بها أحدًا؛ فمن وجد ـ مثلًا ـ شبهة (ربا) في بعض المعاملات المصرفية، ولو بنسبة (30%)؛ فإنه يسحب مدخراته من البنك فورًا، وإن أدى ذلك إلى خسارته ـ هو وليس البنك ـ ولو اضطر أن يحفظها في خزنة خاصة (تجوري)، في منزله المتواضع! ويشهد الكثيرون أن سماحة معالي المستشار بالديوان الملكي (عبدالله بن سليمان المنيع) هو من أكثرهم تقبلًا للرأي الآخر، حتى وإن جاء من غير أهل (الفتيا الشرعية)، كما حدث مني في أكثر من مناسبة، لم يناقش منها غير واحدة بعنوان: (الفن صابون القلوب)، كتبتها في نشرة نقدية في (الوطن 2009) حين كان سماحته من كتابها! ولم يسمِّني في رده، بل وأشار إلى أنها (رسم كاريكاتيري) وليست مقالة! وكما فهمت متأخرًا؛ فقد تعمد التنكير والتمويه؛ لكيلا يفهم المتربصون أنه يصنِّفني عدوَّاً للدين وأهله! وهي التهمة التي لم يسلم منها كاتب (وطني)!! ولهذا لا أجد حرجًا…
الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١٦
منذ قررت أمانة الرياض (أَنْسَنَةَ) العمل البلدي بقيادة أمينها الأسبق الأمير (عبدالعزيز بن محمد العياف)، فتحت المجال للإنتاج المسرحي بيدٍ سخية؛ واضعةً الترفيه على الجمهور هدفها الأول والأخير و(النص نص)! ولكن معظم المنتجين (الفنانين) لم يفهموا من الترفيه سوى (التهريج)، وظلوا يقدمون أعمالًا مسلوقةً سلق بيض (الحبارى) في مجلس الشورى! ما دفع الأمانة أن تشكل لجنة فنية؛ لتحقيق المعادلة التي يندرج تحتها أي فن في العالم، وتجمع بين تحقيق المتعة والعمق الفني والمحتوى الفكري! ولكن سرعان ما تبيَّن أن النص الممتاز ـ حسب تقييم اللجنة الفنية ـ لا يعني بالضرورة عرضًا جيدًا! وأن المنتج لا يلتزم بتوصيات اللجنة الملحّة بإسناد العمل إلى فريق عمل محترف، واستقطاب نجوم كبار من السعودية والخليج ومصر، ليس لأن (الهبرة) لا تكفي، ولكن لأن الأمانة ما زالت تعتمد الدفع بعد أن يعرض العمل! ما يعني أن يصرف المنتج من جيبه أولًا، وهو لا يضمن أن يحصل على ما يغريه بالاستمرار إذا لم يحصل على تقييم ممتاز من اللجنة الفنية! ولو دفعت الأمانة للمنتج (أولًا) نصف الميزانية التقديرية على الأقل، ورهنت الباقي بالتقرير الفني؛ لحرص على الجودة والإتقان! ولو أتيح له أن يعرض عمله طيلة العام، مقابل تذاكر يدفعها الجمهور؛ لما اضطر للسلق إطلاقًا! ولتبدأ الأمانة هذه السياسة مع منتجين أصبحوا لديها (نشبة) تجارية مسجلة، كالفنان…
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣
(في النقد الثقافي)، يضع الدكتور/ «عبدالله الغذَّامي» إصبعه على عصب التخلف «المُزْمِنِ» في العالم العربي ويسميه: «الشَّعْرَنَة»؛ فالمادح يعرف أنه يكذب، والممدوح يكافئه بسخاء، وهو يعرف أنه يكذب! والجمهور يعرف أنه يكذب ومع هذا يكافئه بالإعجاب والتصفيق، ويتزلَّفُ إلى الممدوح به وهو يكذب كذباً مركَّباً ويعرف ذلك، والممدوح يعرف أن الجمهور يكذب فوق كذب المادح ولكنه يطرب حتى يصدِّق؛ فيصبح «فرعونَ» لا يرى لهم إلا ما يرى! وهكذا تتم «صناعة الطاغية»، حسب الغذامي! طيب: ماذا لو كان المدح صحيحاً، والمادح صادقاً، والممدوح جديراً به؛ كما في «فن المدائح النبوية»؟ كان لابد أن تعود الأمة المنهارة إلى «رمزها الأعظم»، ولكنها عادت إلى «شخصه» الكريم، وأمعنت في الانشغال «به» عن رسالته العظيمة؛ حيث جاء الدين متحدياً مبادراً إلى نزال «أمة شاعرة غاوية»، بقرآن ليس شعراً، ورسولٍ يقول عنه تعالى: «وما علَّمناه الشعرَ وما ينبغي له»، والجميع يشهد له بالصدق والأمانة؛ وعليه فلا بد أن تكون رسالته واقعية قابلة للحياة الأبدية، ممكنة للتطبيق في كل زمان ومكان؛ كما نردد «نظرياً»!! وقد انتصر على الزيف في (23) عاماً فقط، واستطاع أتباعه من الصحابة الكرام أن يطبقوا رسالته ثلاثين عاماً أخرى، قبل أن تعود «الجاهلية» وتلتف عليها بحيلةٍ هي الأخطر: تحجيم الرسالة في شخص نبيها الكريم؛ لتبدوَ مثالية لا ترقى إليها طبيعة البشر العاديين المكلفين…
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣
عكس ما يريد أن يصوِّره «البعض الأبعض»؛ فإن الدين كان ولا يزال وسيظل أهم دافع للإبداع لاسيما في الفنون الإنسانية! فمازالت آثار مسارح الإغريق شاهقةً شاهدةً على عناية القوم بالمسرح عنايتهم بأهم الطقوس الدينية! أما الكنيسة فهي أم المسرح، وفي رحمها تغذى على الموسيقى -روح التراتيل الإنجيلية- والرهبان هم من ابتدع النوتة الموسيقية وطورها! ومعادلها الفني في الثقافة الإسلامية هو علامات «التجويد»/ العلم الذي كان له أكبر الأثر في تطوير «المقامات» التي وضع قواعدها «الخليل بن أحمد» على «التفعيلة»(الجملة الموسيقية) في «علم العَرُوض»! أما فن «المدائح النبوية» فلولاه لربما انقطع دابر «الطرب» غناءً وموسيقى وحرفةً! حيث ازدهر هذا الفن في القرن السابع الهجري، في ظل تردِّي المجتمعات العربية والإسلامية سياسياً واقتصادياً وفكرياً! وفي هذه الحال ينكفئ التاريخ على ذاته باحثاً عن «رمزٍ» يعينه على الصمود والتشبث بالتفاؤل في مواجهة الواقع المرير! وهل عرفت الدنيا رمزاً أعظم من نبينا/ محمد، فداه كل من يحارب الحياة باسمه -صلى الله عليه وسلم- وباسم دينه؟ ومن حسن حظ الفن (شعراً وغناءً وموسيقى) أن تزدهر «المدائح النبوية» في حضن الطرق الصوفية بعيداً عن «تسييس الدين» و«تديين السياسة»: فالصوفية هي الفرقة الوحيدة التي شغلها ترويض وتطهير نفوس أفرادها ومريديهم عن تكفير وتفسيق وجدال غيرها من الفرق الإسلامية؛ فاتفقت بقية الفرق على دَرْوَشَتِها المسالمة، بعد أن أَمِنَ…
السبت ١٩ يناير ٢٠١٣
في معركة «اليمامة»، أهم حروب الرِّدة الحاسمة، تعرض جيش الخلافة الإسلامية لانكسارٍ شديد، فلجأ القائد العسكري الفذ/ «خالد بن الوليد» لورقةٍ شديدة الخطورة! حيث قسَّم جيشه «المسلم» تقسيماً إقليمياً وعنصرياً يخالف -نظرياً- أهم مبادئ الدين الحنيف وهو المساواة «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»! ولكنه -عملياً- يحقق الانتصار لهذا الدين بهذا المبدإِ نفسه! كيف؟ لقد جعل لكل «قوم» رايةً يحملها أحدهم، ولا يلتفُّ تحتها غيرهم، ثم خطب في الجميع قائلاً: «الآن سنرى من أية ثغرة يؤتى الإسلام»! فاستأسد القوم؛ وعقلوا أرجلهم، وحفروا الخنادق؛ لكيلا يستجيبوا لغريزة الحياة أمام براثن الموت؛ فالموت أرحم من أن يقال: بنو «فلان» هم سبب هزيمة المسلمين! لم يبعث «خالد» بهذا العنصرية والعصبية الجاهلية «النتنة»، بل أعاد الأمانة -وهي «المسؤولية الفردية»- إلى أهلها! وهو عكس ما نفعله الآن، حيث شوَّهنا «القَبَلِيَّةَ» بأخلاقها النبيلة، و«سلومها» الصارمة، وانضباط أفرادها «حاضرةً» و«باديةً»، في العمل بتلك الأخلاق والسلوم، دون حسيبٍ أو رقيبٍ إلا من «نزاهة» أنفسهم! كان أجدادنا لا ينام أحدهم وجاره بحاجة لأي «حافز»! فمن منا يفعل هذا اليوم؟ وكان الواحد منهم يمسي «أفقرهم»؛ حين تضرب جائحةٌ مفاجئة كل ما يملك من «الحلال»، ويصبح «أغناهم» حين يرفده كلٌّ بما يستطيع! وكان أجدادنا لا يكذبون ولو على أنفسهم أو والديهم! وها نحن نكذب أكثر مما نذكر الله؛ حتى على أجدادنا أنفسهم…
الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣
دأبنا على مناقشة أية ظاهرة تنتشر عندنا على أنها: غريبة وطارئة على مجتمع الفضيلة الأوحد في العالم! مع أن أية ظاهرة هي طفح جلدي لِعِلَّةٍ باطنية مزمنة! أو ثمرة لشجرة! أو حليبٌ لبقرة! أو بعرةٌ تدل على بعير! أما ظاهرة «تزوير الشهادات العلمية» فهي طفحٌ لفسادٍ ينخر في مخيخ أنظمتنا ولوائحنا منذ نصف قرن! وثمرةٌ لشجرة تخلفنا التنموية العوجاء! وحليب لبقرة تخطيطنا العشواء! وبعرة تدل على ذلك الكائن البيروقراطي المترهل الذي سميناه/ (فقسفاه)، وقلنا: إنه (فقمتنا) البيروقراطية المترهلة أربعين عاماً من الورق، بعد أن ركَّبنا على ظهرها قبة مجلس الشورى الموقر! وأصل البلاء هو: اشتراطنا الشهادات العلمية للحصول على الوظيفة، وربطنا الترقيات بشهادات أخرى أو بمدة زمنية أطول: فإما أن تترقى وإما أن تترهل! وليس هناك بلد غيرنا يربط عقول أبنائه، وحركة تنميته، ومؤشر إنتاجه بهذه الشهادات! فإذا أضفت إليها أن معظم هذه الشهادات تمنح في تخصصات نظرية لا صلة لها بسوق العمل، أدركت أن أذكى الناس هم «المزوِّرون» الذين لم يضيعوا وقتهم ولم يستنفدوا طاقاتهم في تحقيق مخطوطٍ تافه، أو التأكد من شواهد الزميل/ «رائحة التفاح ـ سيبويه»؛ مثل قول أعرابي مجهول: «أكلوني البراغيث»! ولو كلّف نفسه بزيارة الرجل في زنزانته الانفرادية؛ ورأى رقبته «مشخمطةً» بلسعات «البراغيث»: فهل كان سيعتدُّ بصراخه المؤلم في «تقعيد» كلام العرب، أم يسعفه بمبيدٍ…
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣
بعد عشر سنوات «ضوئية» من توصية اللجنة الشهيرة، التي شكلت لإنقاذ الكرة السعودية بعد الكارثة «الثُّمَانِيَّة» الألمانية 2002م، برئاسة الأمير/ «عبدالمجيد بن عبدالعزيز» -رحمه الله- وصلت رسالة من كوكب رعاية «شباب القرن الماضي» تقول: إن لجنة «الخصخصة» تضع اللمسات «الحُنَيِّنة» الأخيرة! وإلى أن ترتفع الدراسات إلى الكوكب من جديد، ليدرك أن الاحتراف هو سر تطور أية مهنة في العالم، وأن تطبيقه عملياً أهون من تشكيل «لجمة» إثر «لجمة»، وأن العالم «هناااااك بعييييد» يطبَّقه ويطوَّره منذ قرنين «أملحين» من الزمان! بل إن «اليابان» و«كوريا» تجاوزتا «حارتنا/ آسيا» بتطبيقه، وما الصين منهما ببعيد! إلى أن يحين ذلك اليوم الذي يجد اللاعب السعودي نفسه محترماً محفوظ الحقوق فلا تتأخر رواتبه بالأشهر! ولا تشغله رياضة «الجري وراء لقمة العيش» عن الجري في الملعب، ويركز ويهتم بصحته لكونها «رأسماله»؛ فلا يسهر ولا يرفث ولا يفسق! ويجد التنافس حوله حامي الوطيس فيثابر على «علم» حرفته الحقيقي وليس على «البلاي ستيشن»! إلى أن يأتي ذلك الحين -والله أعلم كم سيستغرق من السنين الضوئية- ليس أمامه إلا أن يشتغل «كوماتشو»! وكل ما تتطلبه هذه «الوظيفة» هو تزوير وثيقة تثبت أنه «إنسان» برازيلي أو أفريقي أو أوروبي ينتهي اسمه بـ(فيتش)! وذلك أسهل من تزوير شهادات الدكتوراة، وقد لا يحتاجها إذا اتفق مع «سمسار» شاطر، يتولى التفاوض نيابةً عنه مع…
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣
شتان بين من يستخدم السلطة لخدمة الدين؛ كالملك «عبدالعزيز»، وأتاتورك الثاني/ «الطيب رجب أردوغان»، وبين من يستخدم الدين للوصول إلى السلطة؛ كجمهورية «الملالي» في «طهران»، و«الإخوان» في كل مكان! أما بعد: فكم مرةً سمعت مسؤولاً يصرِّح بأن المملكة تطبِّق شرع الله تعالى؟ وهل سمعت ذلك في سياق التعريف بمبادئ الشرع الحنيف، وبيان الوجه الحضاري المشرق لنا حكومة ومجتمعاً؟ أم أنك لا تسمعه إلا في سياق الدفاع في مواجهة تهم تترامى علينا من هناك وهنا؛ كالاتجار بالبشر؟ بل إن نظام (ساهر) مازال يجبي المليارات بمضاعفة الغرامات، ويتفرج على حفلات الانتحار والقتل الصاخبة في حلبات «التفحيط» -وبخاصةٍ هذه الأيام- وكأن الأمر لا يعنيه! وكأن شرع الله لا يحرِّم، بأشد النصوص وضوحاً: قتل النفس، وإتلاف الأموال والممتلكات! فإن رأيت أنه لا دخل لنظام «ساهر» بتطبيق شرع الله، وأن ذلك مخوَّل بوزارة «العدل»؛ حيث ما زالت تتمخض البيروقراطية فيها عن «مدونة القضاء»، وكأنها ستأتي بما لم يسبقها إليه «بُخْتَنَصَّر»، ولا «نابليون» الذي أفاد من كتب الفقه الإسلامي -كالمغني لابن قدامه- وترجمها على أرض الواقع قانوناً نهض بأوروبا كلها؛ حين فعَّلت مبدأ «الضرورات الخمس»: (حفظ النفس والدين والعرض والمال والعقل)! ومازالت مؤسسات «القضاء» تزكي نفسها وموظفيها بأنهم يطبقون شرع الله، وهم أعلم الناس بأنه لم يطبق الشرع في التاريخ الإسلامي كنبي الله محمد -فداه كل…
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣
رغم أنها بطولة غير رسمية، لا قيمة لها حتى على مستوى (حارة آسيا)؛ إلا أن بطولة كأس الخليج ظلت مثل اختبار (قياس القدرات): لا يدري الطلاب كيف يستعدون له، ولا يصدقون أنه لا يحدد مصيرهم! ومهما نصحتهم بأن لا يعيروه أي اهتمام فإنهم لا يزدادون إلا هماً وغماً! ومهما أُعيد لهم فإن نسبة الفشل هي الأقرب دائماً! ورغم وجود الشماعات الجاهزة الحقيقية، وأهمها رداءة التعليم العام الطام، إلا أن النسبة النادرة من الناجحين تضعهم في موقف محيِّر فعلاً: كيف اجتازه هؤلاء «الشرذمة»؟ هل تعلموا «من ورانا»؟ أم رزقوا غير الذي «رزئنا» به من الذكاء؟ أم أنها بركات الشعار الجديد الذي سيقفز بالتعليم قفزة الزميل/ … يا حبكم للغرب والتغريب: تطهبلون مع (فيليكس) وما «تَفَلْكَسَ» به، وتنسون ولدنا/ (مقيط ورشاه)! وهذا حالنا مع كأس الخليج: نستطيع دائماً تبرير إخفاقنا آسيوياً بالأمطار والحكام، وأرضية الملعب، وخطوط «النسخ والرقعة» الجوية العربية السعودية، وفنادق خمس «نجوم الظهر»، ومؤامرات «النمور الآسيوية» ضدنا! ونستطيع تبرير إخفاقنا «عالمياً» بفارق الخبرات والإمكانات… طيب: «أوكرانيا» و«جنوب أفريقيا»، و«الكاميرون»؟ آ.. إ..أُ.. خلينا في كأس الخليج؛ حيث يمثل أشقاؤنا الكويتيون تلك «الشرذمة» الناجحة في اختبار القياس الخليجي! ورغم أننا نجحنا في تحقيقها بالثلاث، إلا أن ذلك لم يبرد كبودنا الحرَّى منذ كان (أحمد عيد) حارساً للمرمى! ولكن لابد من شماعة.. الحكام؟…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
ماذا لو أقرَّ الزعيم الخالد الأوحد/ «عبدالناصر» الدستورَ الذي أعدَّه -بأمره هو شخصياً- خمسون «تكنوقراطاً»/ أي «مهندس إدارة» من «نخبة» أبناء مصر الولاَّدة؟ لكن السلطة أسكرته -ونشوتها أشد من نشوة «أم الكبائر»؛ كما يقول «عمر بن الخطاب»- فسلم موهبته الخطابية لرغبة «الجماهير» النشوى بحشيش الشعارات، ومخدرات «الهياط» العرباني المتخمرة تحت عمامة السيد/ «حسن نصر الله» -مثلاً مثلاً مثلاً يعني- منذ «حرب تموز 2006»؛ حين حذَّر منه قلة نادرة من «المُبصَّرين»، في مقدمتهم «قينان الزمان الغامدي» -الكاتب في «الوطن» آنذاك- فوضع رأسه تحت مقصلة «الجمهور» غير عابئ «بالكليشات» العربانية القومجية، التي تبادر إلى اتهام من يحاول «عكننة» مزاجها بالعمالة، والخيانة، والانبطاحية، و… «تحيا الأمة العربية»! ماذا لو لم ينتحر «الحبيب بورقيبة» بإعلان نفسه «رئيساً أبدياً» عام 1976م بعد أن أخذ «الصنف» بتلافيف دماغه المناضل العظيم، كما أخذ بتلافيف دماغ «خَلَفِه»؛ فلم ينتبه لضرورة تغيير السلام الوطني التونسي «الشابِّي»؛ فظل يحرض «الجمهور» صباحَ مساءَ: «إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة/ فلا بد أن يستجيب القدر»! ماذا لو أن «ملك ملوك إفريقيا الجماهيرية الاشتراكية الإسلامية العظمى» صرف لتنمية وطنه «ربع العشر» فقط من ثروته؟ بلاش الثروة.. ماذا لو كشف أسرار «الصنف» فقط قبل أن يقتلوه بتلك الوحشية؟ ماذا لو أن «فرعون» فهم آية واحدة من تسع آياتٍ أرسلها الله له خلال أربعين عاماً، وتنازل…