محمد الطميحي
محمد الطميحي
كاتب زاوية تغاريد في جريدة الرياض .. مذيع أخبار بقناة العربية في دبي ومقدم برنامج صناعة الموت المهتم بقضايا الإرهاب

عراق الجنرال سليماني

الأحد ١٢ يونيو ٢٠١٦

حتى أكثر العراقيين تشاؤماً لم يكن يتخيل أن يأتي يوم يقود فيه الجنرال الإيراني قاسم سليماني -الذي حارب ضدهم وقتل أبناءهم في حرب الخليج الأولى- القوات العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة. إرهابي ومجرم مطلوب دولياً يستقبل استقبال الأبطال في بغداد ويتجول بحرية في العراق وهو الذي لم يكن يحلم يوماً ما أن يخطو خطوة واحدة داخل حدوده أو حتى أن يفكر في الاقتراب منها فما بالك بأن يكون الآمر الناهي على جنود وطن أصبح أغلب زعمائه السياسيين مجرد عملاء لطهران لا أكثر. إنها إهانة عظيمة لكل عراقي أصيل، لكل عائلة خسرت فرداً منها دفاعاً عن تراب العراق، ولكل جندي شجاع رسم بدمائه حدود ذلك الوطن العربي العظيم الذي وقف لسنوات في وجه المطامع الإيرانية. عذر أقبح من ذنب.. عندما خرج وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ليقول - بعد أن أصبح وجود سليماني واقعاً يصعب إنكاره - إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ما هو إلا مستشار عسكري للحكومة العراقية مع أنه يدرك جيداً أن الجنرال الإيراني هو من يقود المعركة فعلياً، وليس لطرد تنظيم داعش بل لتغيير ديموغرافية المحافظات السنية التي بقيت منيعة أمام عملاء إيران قبل أن يتركها نوري المالكي مكشوفة أمام التنظيم المتطرف. انتهاكات موثقة وإهانات في السر والعلن لمواطنين عجزت الحكومة العراقية عن حمايتهم من بطش…