الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣
في خلال فترة قصيرة لا تفرق بينهما إلا أيام معدودات، نظم مؤتمران للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، الأول في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وحمل عنوان: «المؤتمر العالمي عن الرسول (ص) وحقوقه على البشرية»، والثاني نظمته جامعة الإمام في الرياض بعنوان: «المؤتمر العالمي للحوار والدفاع عن النبي (ص)»، وشارك في هذين المؤتمرين المئات من الباحثين والباحثات، ولكن أرى أن عقد مثل هذه المؤتمرات وفي فترة متقاربة، يقلل من أهمية نتائج مثل هذه اللقاءات، فلماذا مثلاً لا يكون هناك تنسيق بين الجامعات لدينا في المواضيع التي تناقشها مؤتمراتها، فلو عقد مثلاً المؤتمر الأول في الجامعة الإسلامية في هذا العام، ومؤتمر جامعة الإمام بعد عامين لكانت الفائدة أشمل، بخاصة أن من اطلع على التوصيات التي خرج بها المؤتمران لا تختلف كثيراً من حيث المضامين، فمثلاً كلاهما يدعوان إلى استخدام وسائل الإعلام بجميع أشكالها وبكل اللغات، للدفاع عن نبي البشرية والدعوة إلى إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الرسول وجميع الرسل، بل إن مؤتمر جامعة الإمام دعا إلى إنشاء قناة تلفزيونية عالمية، تشرف عليها الجامعة، وتدافع عن الرسول (ص)، وهذه التوصيات أرى أن فيها تكراراً سمعنا به من قبل، بخاصة عندما يتعرض الإسلام إلى هجمات إعلامية غربية. وعلى رغم أهمية عقد هذه اللقاءات، إلا أن حبنا للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام…
الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٣
الدستور المصري الجديد وفي أهم مواده أنه نصّ على حظر الأحزاب على أساس ديني، والحقيقة أننا نعيش أزمة خطرة في عالمنا العربي، خصوصاً بسبب هذه الأحزاب «الإسلاموية» التي تحتكر الإسلام، وتستخدمه كأداة في إقصاء منافسيها السياسيين باسم الدين، فمن يقف في طريقها للوصول إلى سدة الحكم يوصم بالليبرالي والتغريبي، ويصل إلى حد التكفير والقتل، ونحن نشاهد في بلادنا عمليات القتل والتفجير تتم باسم الإسلام من هذه الأحزاب «الإسلاموية»، أعتقد أن حظر قيام الأحزاب على أساس ديني يأتي في خدمة الإسلام نفسه، فكل شعوب العالم تشاهد في وسائل الإعلام عمليات القتل والتفجير التي تنفذ باسم الإسلام، ومع الأسف فإننا، نحن العرب والمسلمين، بدأنا نتعود على عمليات القتل والنحر في مجتمعاتنا، والتي يقوم بها جماعات تدعي أنها تمثل الإسلام، وقد أدخلنا هذه الحركات في صراعات بيننا من جهة، وشعوب العالم الأخرى المختلفة معنا دينياً وثقافياً. ما مرت به دول الربيع العربي من تجربة للأحزاب الدينية، تقدم لنا خطورة توظيف الدين بالسياسة، فحركة الإخوان المسلمين تقدم لنا أن هذه الحركات أضرت بالإسلام كدين نقي في مخلية شعوب المنطقة، هل كان حتمياً علينا أن نمر بهذه التجربة المريرة، لتعرف هذه الشعوب أن الأحزاب «الإسلاموية» يديرها ويقف عليها كل من كان همه الوصول إلى السلطة؟ وهذا قد يكون حقاً لهم من خلال صناديق الاقتراع، وهو…
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
خلال مشاركتها في مؤتمر التصنيف العالمي الذي عقد في العاصمة الكورية الجنوبية قدمت جامعة القصيم ورقتين في ذلك المؤتمر، إحداها كانت للدكتور فهد المفضي وكيل كلية الهندسة الذي ذكر في ورقته أن نسبة الطلاب الأجانب في الجامعات السعودية تصل إلى حدود 4 في المئة، لكنه ذكر أن نسبة الأكاديميين الأجانب في الجامعات تصل إلى أكثر من 40 في المئة، وهذه نسبة مرتفعة جداً، وتوضح فشل وزارة التعليم العالي والجامعات في توطين الوظائف فيها، وللأسف يقتصر دور الوزارة على الخطابات والتوجيهات للجامعات، لاستقطاب الكوادر السعودية المؤهلة، لكن وللأسف النسب ترتفع في استقدام الأكاديميين الأجانب في جامعاتنا كل عام في ظل صمت من الوزارة، وكلنا يذكر مسلسل الـ10 آلاف تأشيرة التي منحت للجامعات السعودية قبل أشهر، لاستقدام أكاديميين من دول عربية، وكلنا يتابع مواطنين ومواطنات من أصحاب الشهادات العليا وهم عاطلون عن العمل، والأبواب موصدة أمامهم من جامعاتنا الوطنية التي تضع شروطاً تعجيزيةً في استقطابهم، لكن تلك الشروط لا تطبق على هذه الكوادر المستقدمة من بعض الدول العربية، ونجد التبريرات الواهية في عدم استقطاب هذه الكوادر الوطنية مثل الندرة وعدم الاعتراف في بعض تلك الجامعات التي تخرج منها بعض أصحاب الشهادات العليا من مواطني المملكة في الوقت الذي تقوم الجامعات بالتعاقد مع أساتذة عرب من تلك الجامعات، فإذا كانت شروط معادلة شهادة…
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣
قضية المرأة في المجتمع لدينا أزمة مستمرة منذ عقود، بخاصة بعد ما عرف بمرحلة الصحوة التي يمكن أن أقول إنها قيدت المجتمع في مناح عدة من التنمية في المجتمع، وكانت المرأة السعودية هي الركن الأضعف الذي تدفع نتائج تلك المرحلة، واستغلت تلك التيارات الدينية في غفلة من الزمن وضع المرأة، وكبلتها باسم الدين، وخلطت بين الديني والاجتماعي قضية المرأة في حروبها ضد تيارات الحداثة في المجتمع، ووظفتها سياسياً في مشروعها السياسي الذي نشاهد نتائجه في المرحلة التي نمر بها الآن، ومن الغرابة أن تلك التيارات الإسلاموية ذات الأجندات السياسية خلقت من المرأة عدوة للمرأة في مجتمعنا، فنحن لا نزال نشاهد أن من يدافع ويقف مع حقوقها هو من «دعاة التغريب» و«زوار السفارات»، وتطور الخطاب في مرحلتنا الراهنة إلى الوشم بالليبرالية وغيرها. مع التطور التنموي الذي شهدته المملكة منذ أعوام، بخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين، وفتح المجال للنساء في حق الابتعاث والعمل، وقرارات خادم الحرمين الشريفين بتعيين النساء في مجلس الشورى، وحق الترشح والتصويت في الانتخابات البلدية المقبلة، هذا الموقف التاريخي للقيادة السعودية أعطى المرأة حقها الطبيعي في المشاركة في التنمية كما في كل دول العالم، لكن ما زالت بعض الأصوات بخاصة التي لها أجندات خاصة، تناكف المؤسسات الرسمية في قضية المرأة، مستغلة محافظة المجتمع في إثارته ضد أي قرار…
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣
دول ما عرف بالربيع العربي تشهد انحداراً نحو الفوضى، فهذه الثورات لم تقدها معارضة قوية في تلك الدول، فلا أحزاب معارضة حقيقة موجودة في تلك الدول قبل التغيير، معظم تلك الأحزاب كانت مكملة للأنظمة السابقة في لعبة الانتخابات التي تجري في تلك الدول، وكلنا يتذكر النتائج المعروفة سلفاً لتلك الانتخابات التي يفوز بها الرئيس بنسبة لا تتغير دائماً، في ظل هذا الفراغ السياسي في تلك الدول مع تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد فيها لم يكن أمام شعوب تلك الدول العربية إلا أن تعبر عن معاناتها من خلال خروج الجماهير للشوارع وإسقاط تلك الأنظمة، لكن هذه الحركة الجماهيرية للأسف افتقدت إلى الرؤية والوضوح في أهدافها، فهي تفتقر إلى الخبرة السياسية وانعدام القيادات، وراهن كثير أن هذا هو ديدن الثورات في كل دول العالم، فهي تحتاج إلى الوقت لتصل بدولها إلى الشكل الديموقراطي الذي يقود إلى الاستقرار ودولة المواطنة. لكن في منطقتنا الوضع خطر وقابل للانفجار والوصول إلى الفوضى غير الخلاقة، وهذا ما تشهده دول ما يعرف باسم الربيع العربي، فعالمنا العربي لا يوجد به إرث سياسي حقيقي يمكن الاتكاء والاستفادة منه في الخروج والتوافق على ما بعد التغيير فقط، هناك جوانب مضيئة في مصر ما قبل ثورة 52 أو في العراق الملكية وسورية ما قبل الانقلابات العسكرية، في تلك الدول كانت…
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
موظفو القطاع العام يعانون من التجميد الوظيفي على المرتبة نفسها التي قد تمتد إلى أعوام طويلة، يفقد الموظف فيها علاوته السنوية، ويقف راتبه على آخر درجة وصل إليها في سلم الوظائف المدنية، ولكن هناك مفارقات عجيبة في هذه القضية، فمثلاً تجد موظفاً عُيّن قبل أعوام في إحدى الوزارات، وآخر بدأ عمله في وزارة أخرى بعده، تجد أن ترقية أحدهما لا تقارن بترقية الآخر، فقد وصل إلى مراتب عليا في السلم الوظيفي، وقد يكون يحمل شهادة دراسية أعلى من زميله في تلك الوزارة الأخرى، إلا أن هذه المقاييس لم تشفع له في الترقية النظامية التي يستحقها كل أربعة أعوام، بل قد تمتد أعوام الخدمة في المرتبة نفسها إلى أكثر من 10 أعوام، هناك وزارات لديها هذه المشكلة منذ الأزل، وهناك وزارات أخرى الترقية فيها سريعة وميسرة، كما هو الحال مثلاً في وزارة المالية والأجهزة التابعة لها، وهل هذه الأفضلية بسبب صلاحياتها النافذة في موازنات الوزارات الأخرى والوظائف التي توافق عليها المالية للأجهزة الحكومية الأخرى التي تعاني من موازناتها وبخاصة في وظائف ترفعها إلى وزارة المالية كل عام؟ فكم مرة نسمع أن المالية لم توافق على مطالب الوزارات الأخرى في عدد الوظائف المطلوب استحداثها، وبما أن القرار بيد المالية فهي صاحبت القرار النهائي في ذلك وبخاصة في الوظائف المعتمدة لها، فهي لا…
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٣
من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي لدينا، لا يمكن أن تمر عليه كثرة كوادر الإخوان المسلمين، يكتبون ويشاركون بأسمائهم الصريحة، وقد ظهرت وارتفعت روحهم المعنوية أيام حكم الإخوان المسلمين في مصر، بل إن بعضهم أفردت لهم الصفحات للكتابة في صحف قومية مصرية لم يكونوا يحلموا أن يشاركوا فيها في يوم من الأيام، والبعض الآخر منهم صدرت أوامر وزير الإعلام المصري لنقل خطبهم في صلوات الجمعة التي شاركوا فيها في المساجد المصرية على القنوات التلفزيونية المصرية الرسمية وإعادة بثها مرات تلو الأخرى. دول خليجية لم تخفِ سياساتها الحازمة والجادة، للتصدي لأتباع هذه الحركة، فقد أعلنت الكويت أخيراً خطة لتطهير أجهزتها الرسمية من الكوادر الإخوانية، والإمارات واضحة في التصدي لهم منذ فترة طويلة، وهذا باعتقادي لم يقلل من أعدادهم في الأجهزة الرسمية في البلاد لدينا، ولظروف تاريخية وسياسية تم استضافة بعض رموزهم في مرحلة تعرضوا فيها للاضطهاد في بلدانهم، وتم الاستعانة بهم في أجهزة التعليم، وهذا باعتقادي كان خطوة خطرة، فهم لديهم طول النفس، والتخطيط لبث أفكارهم من خلال مناهج التعليم التي كانوا قائمين عليها في بلادنا لفترة طويلة، إضافة إلى منشاطهم السياسية التي كانت لها صبغة ثقافية ورياضية واجتماعية، ومن خلالها استطاعوا أن يعملوا على تجنيد الاتباع لحركتهم وعلى فترة طويلة. وهذا ما يفسر حضور كوادرهم في ساحتنا المحلية، وللأسف أن هناك…
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣
نظام «ساهر» لرصد المخالفات الإلكترونية من الأنظمة الجديدة لدينا في المملكة، ويدور حوله الكثير من الجدل حول ماهية عمله ونظام الغرامات فيه التي تتراكم في حال عدم تسديدها في الموعد المحدد. في إجازة العيد الماضية كانت لي تجربة مع نظام «ساهر» ومشاهداتي حوله، إذ سافرت إلى المنطقة الشرقية، وكما هو معروف أن الطريق الذي يربط بينها وبين العاصمة الرياض طريق سريع، لاحظت أن هناك تكثيفاً لكاميرات «ساهر» على هذا الطريق، وتوجد به كاميرات ثابتة في مواقع محددة، وهذا لا يمكن أن تعمل بفعالية لمساعدة قادة المركبات الأخرى الذين ينبهون بعضهم لوجود هذه الكاميرات، وهذا سلوك منتشر بيننا حتى داخل المدن، ولكن يلاحظ أن مركبات «ساهر» المتحركة موجودة بكثرة في الجزء القريب تجاه المنطقة الشرقية، والملاحظ أن وجود مركبات «ساهر» في مسافات متقاربة، وتكون عادة بعد منحنيات مفاجئة في الطريق، حتى لا تعطي المركبات المسرعة فرصة لخفض سرعتها، بل إن مركبات «ساهر» تقف على جانبي الطريق، وكأنها سيارات متعطلة، وهو ما لا يعطي أهمية لها من مرتادي الطريق، مثل هذه الآلية من القائمين على نظام «ساهر» تطرح العديد من الأسئلة ، ففي كل دول العالم تكون هناك مسافات متباعدة بين نقاط مراقبة السرعة، والهدف منها يكون لخلق سلوك لدى قائدي المركبات في أن هذه الأنظمة هي لحمايتهم من أخطار السرعة، وأثبتت…
الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٣
كلمة خادم الحرمين الشريفين عن ما يجري في مصر ليست بمستغربة، فهي تعبّر عن ضمير الأمة العربية والإسلامية، وتوضح في شكل مباشر موقف شعب المملكة وقيادتها لما تتعرض لها مصر من أزمة خطرة في تاريخها المعاصر، لقد عبر الملك عبدالله عن وقوف المملكة إلى جانب مصر حكومة وشعباً لما تتعرض له من مخططات مدمرة، قد تُدخل مصر في نفق مظلم وتصل إلى مرحلة الدولة الفاشلة الممزقة. كلمة خادم الحرمين الشريفين أتت في توقيت حساس في مسيرة الشعب المصري الذي تتكالب عليه قوى غربية لتدويل أزمته الداخلية، وهذا تطور خطر جداً، فالأزمة في مصر وصلت إلى مجلس الأمن، وقد تعاد مناقشتها مرة أخرى مع دعوات بعض الدول لاستخدام البند السابع كأجراء للتعاطي معها. والغرب في حقيقة الأمر أراد إشعال الأزمة الداخلية في مصر، فبعد إعادة الهدوء إلى ساحات الاعتصام التي أقامها أنصار الإخوان المسلمين، قام الغرب بالوقوف والمساندة مع هذه الجماعة وممارسة الضغوط على الحكومة المصرية، وهذا ما شجع حركة الإخوان المسلمين على محاولة جر البلاد في يوم الجمعة إلى فتنة بين أبناء الشعب المصري، وقد عبّر الملك عبدالله عن مخاطر الفتنة في مصر. موقف المملكة والذي عبر عنه قائدها سيحفظه التاريخ لها، وهذا ليس بمستغرب، وكلنا يتذكر موقف المملكة الداعم للشعب السوري بداية الثورة السورية والتي حذرت من دخول سورية…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع ناشطة ليبيرية، تمثل لنا أن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم عابر للحدود وغير معترف بحدود الدولة الوطنية، فمن يقرأ تغريدات توكل كرمان عما يجري في مصر يؤمن بعالمية هذا التنظيم، إذ منعتها الحكومة المصرية الشرعية قبل أيام من دخول الأراضي المصرية، وأرجعتها إلى الطائرة التي قدمت عليها، لقد صرحت كرمان أنها ستتجه من المطار إلى ميدان رابعة العدوية للانضمام إلى الأحرار هناك، وكأن الملايين التي خرجت في مصر وانحاز لها الجيش المصري غير أحرار أو مرتزقة، كما يروج له الإعلام الإخواني في جميع الدول العربية. مثل هذه الثورية المزيفة عليها أن تحترم إرادة الشعب المصري، على رغم أن ذلك أفزعها وأوجعها، وجعلها تخرج عن طورها، إذ كتبت على حسابها على «تويتر» مثلاً: «إن وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي مراهق سياسي يحكم البلاد»، فمثل هذه التدخلات والانحياز إلى الإخوان المسلمين في مصر مشروع تفرقة وفتنة في المجتمع المصري كما يؤمن اتباع هذا التيار بعد أن صحوا من أثر الصدمة وسقوط حكم الإخوان في مصر، والذين كانوا يراهنون عليه في السيطرة على أنظمة الحكم في عالمنا العربي، لما تمثله مصر من ثقل سياسي وثقافي في المنطقة، ولكن الشعب المصري أذكى من أن تخدعه هذه الشعارات الدينية، التي انطلت على الكثير من شعوب منطقتنا العربية،…
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣
في تصريح للأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود، نشرته هذا الأسبوع صحيفة «الحياة»، انتقد الدكتور نزار الصالح نظرة الشباب السعودي الدونية للأعمال المهنية وأنهم يفضلون الأعمال المكتبية عليها. علينا أن نكون واقعيين ونؤمن بأن هذه النظرة الدونية لا تزال موجودة في ثقافتنا العامة، وقد لا تحتاج إلى دراسات وأبحاث، فأنا أجزم أنك لن تجد شاباً سعودياً مثلاً يعمل في مهن مثل السباكة والحدادة، فما بالك أن يعمل في وظيفة خباز مثلاً، علينا أن نعترف بهذه الحقيقة لأن الاعتراف بالمشكلة هو بداية حلها، ففي محاضرة سابقة ألقاها في جامعة أم القرى الوزير السابق مدني علاقي ذكر فيها أن 90 في المئة من العاملين في القطاع الحكومي من المواطنين، أما في القطاع الخاص فالحال معكوسة، إذ يعمل ثمانية ملايين أجنبي يمثلون 90 في المئة من القوى العاملة في هذا القطاع، وقد يكون رجال الأعمال متواطئين في جلب هذه العمالة غير المدربة بسبب رخص أجورها مقارنة بالعامل السعودي، إن وجد من يعمل في هذه المهن. لا شك أننا نعيش أزمة بطالة في المجتمع والجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة العمل تحاول خلق فرص عمل للمواطنين والمواطنات من خلال برامج «السعودة» التي تنفذها، وقد يكون ذلك في الوظائف الإدارية والمكتبية في القطاع الخاص، التي مع الأسف يفضلها معظم الشباب السعودي، ولكن…
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
من يتتبع مسار حركة الإخوان المسلمين في مصر، وهي التي نشأت فيها الحركة في مدينة الإسماعيلية في عام 1928، لا يمكن أن تمر عليه ادعاءات الحركة بأنها حركة تؤمن بالسلمية والديموقراطية، فنشأة الحركة وإلى يومنا هذا تتسم بالغموض الشديد، فلها جهازها السري وارتباطاتها الدولية المعقدة مع القوى العالمية في ذلك التاريخ، والحقيقة الواضحة أن حركة «الإخوان المسلمين» لها تاريخها الدموي في التاريخ المصري المعاصر، وكلنا يعرف مسؤولية اغتيالها للنقراشي، الذي على إثره تم اغتيال مؤسسها حسن البنا. مثل هذه الأيديولوجية التي تؤمن بالعنف والتطرف والاستعلاء وتؤمن بالعالمية لا بد من أن يكون سلوكها السياسي مرتبطاً بأيديولوجيتها الفكرية، والشواهد كثيرة لحركات متطرفة فكرياً مارست العنف في أوروبا، أما الحزب النازي في ألمانيا فقد يكون الأقرب إلى التجربة الإخوانية في مصر، إذ وصل الحزب النازي في عام 1933 إلى الحكم في ألمانيا عن طريق انتخابات حرة، ولكن عندما تمكن من السلطة تم تكريس رؤيته السياسية عن طريق إنشاء وزارة للدعاية تكون مهمة، إضافة إلى الكذب هو العمل على حشد الجماهير، ويبدو أن هذا السلوك السياسي مشترك مع حركة «الإخوان المسلمين» في مصر في فترة العام الذي قضوه في الحكم، فمثل هذه التنظيمات لديها القدرة على تنظيم الحشود بطريقة مثالية بسبب حسن تنظيمها، خصوصاً أن حركة «الإخوان المسلمين» ليس فقط استغلت الظرف الاقتصادي…