الأربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠٢١
«مناعة الوعي الجمعي».. كان عنواناً لواحدة من الجلسات الرئيسة في منتدى الشارقة للاتصال الحكومي الدولي، وهو بكل تأكيد موضوع حيوي ومهم جداً، خاصة إذا تم ربطه بأزمة «كونية» مثل أزمة «كورونا». ومفهوم الوعي المجتمعي في غاية العمق والأهمية، ولعل من المفيد الإشارة ابتداء إلى أن العالم في جائحة «كورونا»، رصد فجوة واضحة بين وعي الأفراد ووعي المجتمعات، وهذا ما صعّب عملياً من مهمة الإعلام في دوره التوعوي في هذه الجائحة. بمعنى آخر.. هناك أفراد أدركوا منذ اللحظة الأولى للجائحة وجود خطر على صحتهم بسبب فيروس «كورونا»، لكن حالة الوعي المجتمعي التي تعني أن المجتمع بأكمله يعرف معرفة تامة ودقيقة بأخطار هذا الأمر، ويعي بالتالي ما عليه القيام به؛ تأخرت كثيراً، لا بل إنها مازالت حتى اللحظة تعاني الكثير من القصور في بعض المجتمعات، وذلك لأن الوعي الفردي يسهم بشكل فعال وأساسي في بناء الوعي الجمعي، من خلال السلوكيات التي تشكل ممارسات الحياة العامة في المجتمعات. وبلغة أكثر وضوحاً، فإن العالم أخفق في معركة الوعي الجمعي العلمي في التعامل مع الجائحة، كما أن موجة التشكيك بالفيروس منذ بداية انتشاره، ثم لاحقاً باللقاحات، وجدواها، ومصادرها، كان صداها واسعاً في كل الأرجاء، حتى إن تأثيراتها تساوت فيها الشعوب الفقيرة والغنية على حد سواء، وهذا أمر لافت تنبغي دراسته بعناية فائقة. لقد ظهر بوضوح…
الثلاثاء ٢٨ سبتمبر ٢٠٢١
شعور عام بالارتياح يجتاح المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات في هذه الفترة، منبعه الإحساس بعودة الحياة الطبيعية بعد أزمة «كونية» اجتاحت العالم كله، بجميع دوله وقاراته، أزمة وباء «كوفيدـ19»، وهذا الشعور المريح جاء بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية بشكل ملاحظ، وانخفاض الحالات بشكل كبير، إضافة إلى ندرة عدد الوفيات بسبب الفيروس في هذه الفترة، وبدء عودة النشاطات الطبيعية، بشكلها شبه المعتاد، لما كانت عليه قبل انتشار فيروس كورونا. هذا الشعور أكدته تصريحات عالمية وليست محلية فقط، حيث أكد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، «سيطرة» الإمارات على وباء «كوفيد-19»، وعودة الحياة إلى طبيعتها، داعياً الجميع إلى الالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية، «خصوصاً أن هناك دولاً عدة لم تتجاوز فيها نسبة التطعيم 20%». وقال المنظري، خلال المؤتمر السادس للأمراض الجلدية وطب التجميل «ميدام»، الذي انطلقت فعالياته في دبي، أمس، تحت رعاية جائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية، إن «اجتماع أطباء الأمراض الجلدية من 41 دولة في دبي، دليل واضح على سيطرة الإمارات على الوباء». بالتأكيد الإمارات وصلت إلى هذه المرحلة بعد جد واجتهاد وعمل فرق ليل نهار، فالفيروس لم ينحسر من تلقاء نفسه، لكنها الجهود الحكومية، والإجراءات الاحترازية، والقرارات الحاسمة، والعمل المتواصل الصعب في الأوقات الصعبة، والقيادة الفعالة التي تتابع وتراقب وتوجه وتقرر وتبذل الجهد والمال لمصلحة أمن وسلامة…
الإثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠٢١
هو لا يحب المدح والتضخيم، كما لا يحب المبالغة في كل شيء، وفي أي شيء، يحب بل يعشق العمل المنظم، ويعشق تحقيق الإنجازات بصمت وهدوء، أُدرك ذلك جيداً، لذلك لست اليوم في صدد كيل المدح والثناء، فهو آخر ما يمكن أن يلتفت إليه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، لكني وددت فقط أن أقدم خمس نصائح «ذهبية»، لكل مسؤول تنفيذي في الجهات الاتحادية، الذين سيتعاملون مع سموه في المرحلة المقبلة، باعتباره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وأعتقد أن هذه النصائح ستفيدهم، فهم أمام شخصية استثنائية، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. النصيحة الأولى: احرصوا على الالتزام التام بالوقت، فهو ملتزم بدرجة لا يمكن تخيلها بمواعيده، وبالتوقيت المخصص لكل اجتماع، ويمكن لكم أن تضبطوا ساعاتكم على موعد قدومه، فهو لا يتأخر أبداً عن أي موعد، كما يمكنكم طلب الوقت المناسب لكم لكل اجتماع، لكن عليكم الالتزام التام بتوقيت بدايته ونهايته، فهو إنسان منظم، ويكره العشوائية، وهو مؤمن تماماً بأن بداية كل حضارة وتطور هي احترام الوقت، ولن تتقدم الشعوب إن لم تشعر بأهمية الالتزام بالمواعيد، ولم تشعر بأهمية الانضباط، واحترام الوقت. النصيحة الثانية: لا يحب التضخيم والمبالغة، ولا المقدمات والمجاملات، فالأولوية لديه للموضوع، وبشكل مباشر، وهو مستمع جيد جداً، ولا يقاطع أي إنسان يتحدث معه…
الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١
إجمالي الأغذية المستوردة إلى الدولة، خلال الربع الأول من العام الماضي، بلغ أكثر من 3.5 ملايين طن، بقيمة تتجاوز الـ13 مليار درهم، وذلك وفقاً للمتحدث الرسمي عن مجلس الإمارات للأمن الغذائي، عيسى الهاشمي، وهذا يعني أننا استوردنا تقريباً 14 مليون طن طوال السنة، تزيد قليلاً أو تنقص، وبمبالغ تتجاوز الـ50 مليار درهم. بالتأكيد هذا الرقم يعني أن هناك وفرة في المعروض الغذائي، وأن سوق الإمارات مهمة وحيوية، وهي وجهة رئيسة للمصدرين وتجار المواد الغذائية، وهذا أمر جيد، وإذا أضفنا إلى هذا الرقم منتجاتنا المحلية من الخضراوات والفواكه، فإن هذه الأطنان ستزيد بنسب مختلفة، حيث يبلغ حجم المساهمة المحلية تقريباً 20.3% من إجمالي الكميات المعروضة في أسواق الدولة، بالنسبة للفواكه، بينما تبلغ مساهمة الخضراوات المحلية 12.2%، وهذا يعتبر تطوراً ملحوظاً في كميات الإنتاج المحلي. ولكن هذا المعروض الضخم من الأغذية، خصوصاً الخضراوات والفواكه، ألا يجعلنا نتساءل عن حجم المبيعات الفعلية، التي يحتاجها ويستهلكها سكان الدولة، وتالياً نسأل وبشكل تلقائي وطبيعي عن حجم الكميات التالفة من الخضراوات والفواكه كل عام، بل عن حجم المواد التالفة يومياً في منافذ البيع! من الطبيعي أن يكون الرقم كبيراً، فمدة صلاحية هذه النوعية من الأغذية محدودة جداً، وبعضها لا يتجاوز ثلاثة أيام، لذا من المستحيل أن تباع كل هذه الأطنان، ومن المستحيل استهلاكها بالكامل قبل تلفها،…
الأربعاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢١
في كل مكان هناك أصوات نشاز، والناس بطبعهم مختلفون، بغض النظر عن جنسياتهم وأعمارهم، فمنهم المنطقي والمنصف، ومنهم المتعجرف وغير المنطقي، ومنهم الذي يعشق الشذوذ الفكري، والخروج على المألوف في كل قاعدة، ولكن مع ذلك يبقى صوت العقل هو المسموع دائماً، ويبقى الواقع هو أبلغ رد على كل من يعشق النشاز، والآراء غير المنطقية. من هذه الأصوات الشاذة تلك الأصوات لبعض المقيمين العرب والأجانب، والتي صُدمنا أمس بتعليقاتهم وانتقاداتهم غير المبررة، على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان الحكومي عن الحزمة الثانية من مشاريع الخمسين، والتي كانت تركز على استيعاب المواطنين في وظائف القطاع الخاص. ومع التأكيد على أن هؤلاء لا يمثلون شيئاً مقارنة بعدد وحجم الأخوة المقيمين الموجودين في الدولة، والذين نكنّ لهم، ويكنّون لنا، كل احترام وتقدير وشكر وعرفان، ومع التأكيد أيضاً على أن هؤلاء، ومن دون شك، لا يمثلون سوى أنفسهم، بأفكارهم الغريبة، ونفسياتهم المريضة، فهم لا يمثلون جنسيات معينة، ولا جاليات معينة، هم مجموعة غير منصفة، وغير منطقية، وجميع ما قالوه مردود عليهم، ولا يعبر أبداً عن الواقع الذي تعيشه أكثر من 200 جنسية في الإمارات. الإمارات دولة تسعى لرخاء ورفاه مواطنيها في المقام الأول، لا عيب أو خطأ أو تمييز في ذلك، فجميع دول العالم دون استثناء تسعى لتحقيق هذا الهدف، وخلق وظائف لأبناء الدولة، هو…
الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١
نقلة نوعية في اتخاذ القرارات الحيوية والمهمة، والتي تمسّ حياة ومستقبل الشباب الإماراتي بشكل خاص، ونقلة نوعية في وضع الحلول الجذرية لمشكلات ظلت عالقة لسنوات طويلة، وبسببها أحجم شباب الإمارات عن خوض تجربة الدخول في القطاع الخاص، سواء موظفون أو روّاد أعمال، هذه النقلات النوعية وجه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأقرها وتابعها كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووجود هذه الأسماء الثلاثة، كفيل بضمان نجاح حزم «مشاريع الخمسين»، وكفيل بتحقيق أحلام وطموحات الأجيال نحو مستقبل أفضل وأجمل. الحزمة الثانية من «مشاريع الخمسين» تحمل كثيراً من القرارات التي تذلل كل صعوبات التحاق المواطنين بالقطاع الخاص، فقد وضعت حلاً للعديد من المعضلات التي قيدت دخول شباب الإمارات إلى هذا القطاع، ولا يخفى على أحد، أن القطاع الخاص في دولة مثل دولة الإمارات، هو المستقبل للأجيال المقبلة، فالإمارات تتبوّأ مكانة اقتصادية عالية، وهي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد عربي، وواحدة من أفضل اقتصادات دول العالم، وتضم مزايا وفرصاً استثمارية لا تُعد ولا تُحصى، وهي قبلة ووجهة أكبر وأضخم شركات العالم، وهي أمنية لمئات الآلاف من المستثمرين. لذلك فلا مناص أبداً من فتح هذا القطاع أمام أبناء الإمارات، وتسهيل انضمامهم ليس كموظفين فقط، بل…
الأحد ١٢ سبتمبر ٢٠٢١
هناك مدارس خاصة في دبي رسومها عالية جداً، بل مبالغ فيها، حيث يعادل سعر رسوم دراسة الطفل أو الطفلة في مرحلة الروضة، أو الابتدائية، أسعار رسوم جامعات عريقة في دولة مثل بريطانيا على سبيل المثال، وهذا واقع، وليس تخيّلاً أو مبالغة. تحديداً أعرف ولي أمر لديه بنت تدرس هنا في الصف الثالث الابتدائي، يدفع لها رسوماً سنوية تعادل تماماً ما يدفعه لرسوم ابنه الذي يدرس في جامعة بريطانية، مع العلم أن الجامعة مصنّفة ضمن أفضل عشر جامعات في بريطانيا! هو ليس الوحيد، حالة أخرى لأحد الأخوة، تدرس ابنته في مرحلة الروضة برسوم تبلغ 31 ألفاً، وابنه في الصف الخامس برسوم 41 ألفاً، وهو يدرس الدكتوراه خارج الدولة برسوم تبلغ 36 ألف درهم! ولاشك في أن هناك نماذج أخرى، وبرسوم أعلى من ذلك بكثير، هذا واقع نعرفه جميعاً، ولكن السؤال المهم هنا: لماذا نرى ازدحاماً شديداً أمام المدارس المعروفة بأنها غالية جداً؟ ولماذا يتهافت أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم في مدارس ذات رسوم مرتفعة؟! بالتأكيد لم يرغمهم أحد على ذلك، وبالتأكيد لو امتنعوا عن التسجيل في تلك المدارس الغالية، فإنها حتماً ستضطر إلى تخفيض رسومها، إنه قانون العرض والطلب، وتلك المدارس لو لم تشهد طلباً مرتفعاً، فإنها لن تجرؤ على رفع أسعارها لهذه الدرجة! البعض يرى أن الحكومة يجب أن تتدخل،…
الثلاثاء ٠٧ سبتمبر ٢٠٢١
شخصياً تعاملت مع إحدى الجهات التي صُنفت ضمن أسوأ الجهات في تقديم الخدمات الرقمية، وذلك بعد اعتماد نتائجها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبعد استطلاع ما يقارب من 55 ألف متعامل حول الخدمات الرقمية التي تقدمها الجهات الحكومية، وبالفعل كانت تجربة التعامل مع هذه الجهة سيئة للغاية، ورُغم أن المطلوب هو ورقة واحدة فقط، لا يستغرق إصدارها سوى بضع دقائق، إلا أن المعاملة استمرت ثلاثة أشهر بالتمام والكمال، ومن دون مبالغة، أو إضافة يوم واحد من مخيلتي! وليت أن الموضوع انتهى «إلكترونياً» بعد مرور الأشهر الثلاثة، لم يحدث هذا أبداً، فاضطررت إلى البحث عن مساعدة أو بالأحرى «واسطة» لإصدار ورقة، كان يفترض أنها تصدر بكبسة زر في عصر الخدمات الذكية، ولكم أن تتخيلوا أن الأمر وصل في نهاية المطاف إلى التحدث مع الوزير شخصياً، وأذكر حينها أني قلت له «أعتذر لأني أتصل بك من أجل هذا الطلب البسيط، ولكن ما دام الأمر أجبرني للاتصال بوزير من أجل معاملة بسيطة، فتأكد تماماً أن لديكم خللاً كبيراً في آلية العمل والخدمات الذكية»! معاليه اهتم بالأمر فعلاً، وشكرته بشدة على تدخله شخصياً لإنهاء محاولات ثلاثة أشهر من التعامل «الذكي» مع تلك الوزارة، ولكن بقيت في ذهني أسئلة كثيرة، فهل مسؤولية كل وزير متابعة معاملات بسيطة من هذا النوع؟…
الأحد ٠٥ سبتمبر ٢٠٢١
الصورة أبلغ في الوصف من مئات الكلمات، هي ثوانٍ قليلة تركّز فيها العين، لكنها تحفر في الذاكرة والعقل ما تعجز آلاف كلمات الوصف عن فعله، وهي توثق وتسطّر في التاريخ ما لا يمكن أن ينساه الإنسان. هذا ما حدث عند مشاهدة صورتين لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، في المكان نفسه والزاوية نفسها، الأولى تعود إلى عام 2016، والثانية قبل أيام عدة من العام الجاري 2021، عند الباحة الرئيسة لمعرض إكسبو العالمي الذي سينطلق بعد أسابيع قليلة في دبي، هي ثوانٍ بسيطة تنتقل فيها العين بين الصورتين، لتعطي إشارات إلى العقل الذي لا يكاد يصدق ما حدث، فيبدأ بالتفكير والمقارنة بين المشهدين، فيرى في المشهد الأول، الشيخ محمد بمفرده وخلفه صحراء ممتدة متوشحة باللون الأصفر، ثم ينتقل إلى المشهد الثاني فيرى محمد بن راشد وفي عينيه نظرات الفخر والاعتزاز، وخلفه مدينة متكاملة بمنشآتها ومبانيها ومسارحها، مضيئة بالألوان والكهرباء والتصاميم الخلابة المتنوعة، تنتظر زوّار دبي ليبثوا الحياة فيها. من يعتقد أن دبي شيّدت معرضاً في أربع سنوات، فهو مخطئ، لأن هذا ليس إنجازاً في حد ذاته، ويمكن لكثيرين القيام به، دبي لم تشيّد معرضاً بل شيّدت مدينة متكاملة بمرافقها كافة، وبنيتها التحتية في سنوات قليلة، وليس هذا هو الإنجاز فحسب، بل الإنجاز في الإصرار على النجاح، ومواصلة…
الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١
كثيرون يعرفون حب وشغف سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، حفظه الله، بالرياضة، فهو رياضي من الطراز الأول، يعشق جميع أنواعها وأصنافها وأشكالها، فهي إحدى أولوياته اليومية، ولا يكاد يتركها، وهو حريص على ممارسة الرياضة، أينما ذهب، في حله وترحاله، ولكن قليلون هم من يعرفون أن سموه لا يحب ملح الطعام، ولا يحبذ أبداً أن يجعله جزءاً من مكونات وجباته اليومية، فلماذا يا ترى؟ بالتأكيد ملح الطعام شيء ضار بالصحة، معظمنا لديه هذه المعلومة، ولكن معظمنا لا يدرك أن ضرره كبير جداً، وربما أكبر من المتوقع، وأن هناك دولاً عديدة تشن حملات وحروباً ضد ملح الطعام، وتحاول جاهدة نشر الوعي والثقافة المجتمعية بالتقليل من تناوله، إضافة إلى إجبار المطاعم ومحال بيع الأغذية على التقليل من استخدامه في أنواع الأكل كافة، فهو سبب رئيس لأمراض ارتفاع الضغط والقلب. في عام 2015 أطلق مجلس مدينة نيويورك حملة «المبادرة الوطنية للحد من الملح»، وهو مشروع مشترك بين القطاعين العام والخاص، كان يهدف إلى تخفيض نسبة ملح الصوديوم المستهلك في عموم البلاد، بمعدل 25%، هل تعرفون كم هو المبلغ المتوقع الذي ستوفره المدينة في المجال الصحي في حال نجحت هذه الحملة؟ المبلغ يراوح بين 10 و24 مليار دولار، خصوصاً أن الدراسات تشير إلى أن أكثر من 90% من الشعب الأميركي يستهلك الملح بشكل…
الإثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١
دول مجلس التعاون الخليجي تخطط ليل نهار من أجل التنمية، وبناء الإنسان، والنهضة الشاملة، وهناك في المقابل من يخطط ليل نهار من أجل الهيمنة وإشعال المنطقة، وتغذية الطائفية، وتدمير كل المنجزات الحضارية، من أجل إفساد الأمن وتحويل الاستقرار في المنطقة إلى قلاقل، ليس لذنب اقترفناه نحن، بل بسبب أحقاد وكره، وحقد دفين لم تفلح السنوات الطويلة ولا الحضارة الإنسانية العالمية في إخماده! جميعنا اليوم بدول مجلس التعاون في قارب واحد، في البحر المتلاطم ذاته، نواجه مصيراً مشتركاً، وتحديات صعبة، ومخاطر واحدة، وليس لدولة منا أفضلية على أخرى، ولا توجد دولة بمنأى عن الآخرين، وبعيدة عن أي خطر مستقبلي، هذا هو قدرنا المحتوم، ولذلك علينا مواجهة كل التحديات المستقبلية بقلب واحد، وفكر واحد، ورأي واحد، تفرُّقنا يسعدهم، واختلافنا يسهّل من مهمتهم، وضعفنا قوة لهم، وتماسُكنا ووحدة صفنا يشكلان مصدر قلق لهم، ولن يقف معنا أحد، كما لا يمكننا الاعتماد على أحد، لن ينفعنا سوى وحدة كلمتنا، ونبذنا لكل الاختلافات، والاتفاق على كيفية مواجهة تحديات المستقبل. ما حدث في أفعانستان يحتم علينا رفع كل مؤشرات الحذر، فالدرس الواضح في ذلك المشهد، أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً، فنحن بالنسبة لها لسنا أولوية، وما حدث هناك في كابول، قد يتكرر في دول أخرى قريبة منا، وسقوطها بتلك الطريقة قد يجعل…
الأربعاء ٢٥ أغسطس ٢٠٢١
لا تستطيع جهة منفردة أن تضع حلولاً ناجعة لأي ظاهرة سلبية، حتى وإن كانت هذه الجهة هي صاحبة الاختصاص، فإن لم تتضافر الجهود، وإن لم يعمل الجميع بشكل متكامل، فالنتائج حتماً لن تكون مُرضية، ولن تكون ناجحة. وهذا ينطبق على وقاية المجتمع من الأمراض، فرغم أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالإضافة إلى الهيئات الصحية المختلفة، هي الجهات المعنية المكلفة نشر الثقافة الصحية، وحماية الصحة العامة في المجتمع، إلا أن الوزارة بمفردها لا يمكن أن تصل إلى نتيجة، ما لم تتعاون معها الجهات التنفيذية الأخرى، وما لم يتعاون معها أفراد المجتمع بأنفسهم، فهم المفتاح الرئيس لكل خطوات ومراحل النجاح، فلا نجاح من دون تعاونهم، ولا استراتيجيات يمكنها أن تصنع ما يرفض أفراد المجتمع صنعه! وزارة الصحة تجري المسوحات الصحية بشكل دوري، وترصد الظواهر، وتنشر النسب والأرقام الخاصة بمختلف الأمراض التي يعانيها أفراد المجتمع، من سكري إلى ارتفاع ضغط الدم، إلى أمراض القلب، وتضع مقارناتها وتحليلاتها التي تبرر زيادة أو نقصان أعداد المصابين، لكن ماذا بعد؟ هل هذا كل شيء؟ وهل يكفي أن نعرف معدل المصابين بمرض السكري من الأطفال والكبار؟! وكم نسبة الإناث والذكور المصابين بأمراض ارتفاع ضغط الدم؟ هل المسح الإحصائي هدف في حد ذاته؟ أم مؤشر إلى الوصول لأهداف أخرى؟! بالتأكيد أن المسوحات الإحصائية الصحية مهمة للغاية، لكن الأهم…