الأربعاء ٠٥ أغسطس ٢٠١٥
كتب وزير الخارجية الإيراني السيد محمد جواد ظريف، مقالا جميلا حمل معه نقاطا جديرة بالتمعن، حمل عنوانه بدوره بُعدا وقيمة مضافة وقريبة للثقافة الإسلامية والشرقية، وهو «الجار قبل الدار». والحقيقة أن هذا المقال قد سبقه مقال للسيد ظريف أيضًا في صحيفة «الشرق الأوسط» بعنوان «جيراننا أولويتنا» بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، أي بعد شهور قليلة على وصول الرئيس حسن روحاني إلى سدة الحكم، وتشكيله الوزاري الذي جعل من ظريف على رأس سلم الدبلوماسية الإيرانية. كما طالعنا وزير الخارجية الإيراني بمقالة بعنوان «رسالة من إيران» تناولها كاتب هذه السطور في مقالة في صحيفة «الشرق الأوسط» تحت عنوان «رسالة إلى السيد وزير الخارجية الإيراني» بتاريخ 28 أبريل (نيسان) 2015. نسير مع القارئ هنا لنتناول أهم مشتركات هذين المقالين اللذين يقع فارق زمني بينهما يقارب العامين، ورسائل السيد محمد جواد ظريف لدول الخليج. فأهلاً بالجار... نلاحظ أن السيد وزير الخارجية قد أكد في مقاليه على أهمية دول الجوار بالنسبة إلى إيران، ويتجلى ذلك واضحًا من خلال عنوان المقالين، ففي الوقت الذي يرى ظريف أنه، وعلى الرغم من الترويج له بأن إيران تسلط الضوء على علاقاتها مع الغرب، فالحقيقة المغيبة هي أن الأولوية في سياسة إيران الخارجية هي المنطقة، يؤكد على ذلك في مقاله «الجار قبل الدار» بقوله إن أولى أولويات إيران منذ…
الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠١٥
لطالما ظلت مسألة التفتيش معضلة شائكة أمام الوصول إلى اتفاق بين إيران ومجموعة 5+1. فبالإضافة إلى تفتيش المواقع النووية كانت هذه المجموعة ومن ورائها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصر على السماح بتفتيش المواقع العسكرية خاصة بعد ذلك الانفجار الهائل، الذي حدث في موقع «بارتشين» العسكري في إيران لتتجه الأنظار إلى ما يمكن أن تخبئه المواقع العسكرية الإيرانية من تجارب لها ارتباط بالبرنامج النووي الإيراني. نسير مع القارئ هنا لتسليط الضوء على مخرجات خطة العمل المشتركة بين إيران و5+1 وتحديداً في جانب التفتيش على المنشآت. والمتابع للخطوط الحمراء الإيرانية يدرك أن عملية تفتيش المواقع العسكرية تعتبر جنباً إلى جنب مع حق التخصيب من أعتى الخطوط الحمراء التي رفض النظام الإيراني التنازل عنها مقارنة ببقية الخطوط الحمراء الأخرى. ومع توقيع الاتفاق جاءت المعلومات لتشير إلى أن المواقع العسكرية الإيرانية غير مستثناة من التفتيش وسوف تخضع له. ما تقدم يأتي مغايراً للتصريحات الإيرانية السابقة واللاحقة، والتي تؤكد الرفض القاطع للسماح بالتفتيش لغير المنشآت النووية. فالتصريحات السابقة جاءت من المرشد الإيراني برفض التفتيش، وكذلك مقابلة العلماء النوويين الإيرانيين، وسار على شاكلتها بقية المسؤولين. والتصريح الوحيد الذي ظهر فيه نوع من المرونة قبل الاتفاق قد جاء من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بقوله إنه تم التوصل إلى مقاربات في موضوع التفتيش ولإيجاد تصور وصيغة…
الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥
تناول الإعلامي القدير الأستاذ عبد الرحمن الراشد في مقالته بصحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 26 يوليو (تموز) 2015، المعنونة بـ«خلاف الخليج مع الأميركان تفاصيل» في جزئها الأول، جوانب خلُص بها إلى أن الاتفاق هو في حد ذاته انحناءة بزاوية تسعين درجة من نظام إيران، وأن الغرب قد رَكّعَ إيران، وأن ما لدى دول الخليج، وتحديدًا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت وقطر من إمكانية يحول دون أن يجعل إيران بديلا لها. نسير مع القارئ في هذه المقالة لنرى حقيقة ما إذا ربحت إيران أم كانت خاسرة من هذا الاتفاق النووي. بداية، وللوصول إلى مقاربات لهذا التساؤل، فإنه يتعين علينا بادئ ذي بدء أن نضع معايير لقسطاس خسارة إيران أو نجاحها من هذا الاتفاق. فهل المعيار يرتكز على عقد مقارنة بين ما حققته إيران وما خسرته من هذا الاتفاق في مقابل دول الخليج والعكس؟ أم نعقد المقارنة بين إيران والدول الغربية وتحديدًا الدول التي سعت لفرض عقوبات دولية وقامت بفرض عقوبات أحادية عليها؟ أم أن قسطاس الربح والخسارة بين إيران نفسها قبل وبعد الاتفاق وما إذا كانت رابحة أم خاسرة؟ أتفق تمامًا مع الأستاذ عبد الرحمن الراشد في أن إيران لن تكون بأي حال من الأحوال بديلا عن دول الخليج وثقلها الإقليمي والدولي، حتى وإن عادت إلى أوج قوة اقتصادها وإن كان…
الأحد ١٢ يوليو ٢٠١٥
في ظل المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة 5+1 في فيينا، تتهيأ العديد من الشركات ورجال الأعمال إلى استثمار الفرص الهائلة التي تزخر بها السوق الإيرانية بمجرد رفع العقوبات الاقتصادية وعودة إيران إلى النظام المالي العالمي. وبين ثنايا الانتظار تطالعنا زاوية أخرى لا تقل أهمية عن ذلك الانتظار بل إنها تتزامن معه ولعلها تتأثر بذلك الانفتاح سلباً وإيجاباً. تتمثل تلك الزاوية في الدور المنوط بالحرس الثوري وتحديداً في الجانب الاقتصادي الذي أصبح لهذا الأخير ما يمكن أن يطلق عليه بـ«مملكة اقتصادية». نسير مع القارئ في هذا المقال لنرى ما هي تداعيات ذلك الانفتاح على تلك المملكة ومستقبلها. بداية، ولتقريب الصورة لدى القارئ وكما نعلم جميعاً، اتجه التيار الديني الحاكم في إيران مع نجاح ثورة عام 1979م ورغبة منه في الحفاظ على هذه الثورة وصد أي ثورة معاكسة أو انقلابات في المستقبل، اتجه إلى تشكيل قوات الحرس الثوري بوصفها قوات ذات قيادة وتنظيم مستقل عن الجيش النظامي الذي كان يتخوف التيار الديني الحاكم من استمرار ولائه للشاه. جاء «الحرس الثوري» بشعار، وهو حماية الثورة ومكتسباتها، وقد ضم بين جنباته قوى كان لها دورها في الشارع الإيراني وتصفية المناهضين لهذه الثورة وسيطرة رجال الدين عليها. كما ساهم «الحرس الثوري» كذلك بشكل كبير في الحرب العراقية- الإيرانية. وبعد انتهاء تلك الحرب وفي فترة إعادة…
الإثنين ٠٦ يوليو ٢٠١٥
لطالما ظلت مواقع التواصل الاجتماعي ولا تزال موضع شك وريبة بعد سلسلة التوظيف الخطير لها من قبل التنظيمات الإرهابية، لا سيما «داعش» وأخواتها، كما أنها وُظفت من قبل ضعاف النفوس لتحقيق مكاسب مادية عبر استفزازات واختراقات إلكترونية. ووسط هذه الرؤية السلبية لهذه الوسائل، تبقى في المقام الأول ذات أهداف إيجابية، استطاعت أن تختصر المسافات وتقرب من باعدتهم سنين العمر، ويأتي بعدها من يستخدمها ويكون له الخيار إما أن يمضي بها ضمن أطرها وأهدافها الإيجابية، وإما أن يأخذها بعيداً لتحقيق غاياته حتى لو جاءت على حساب حرية وخصوصيات الآخرين وسلامة الوطن. ورغم أن عنوان المقال لا يصب في اتجاه وسائل التواصل الاجتماعي فإنه بسببها جاءت فكرته، وهو ما يؤكد أن مثل هذه الوسائل لو تم استخدامها بالطريقة الصحيحة فإنها ستكون أداة إيجابية في النهوض بالمجتمعات. وها نحن نسير مع القارئ لنعكس أحد الجوانب الإيجابية، بل ومدى النضج بين شباب الوطن في تعاطيهم للأفكار وضرورة مراعاتها وتكيفها مع مجتمعنا وعاداته. خلال تصفحي لإحدى وسائل التواصل الاجتماعي رأيت أحد الحسابات قد وضع صورة لأناس أجانب يجلسون بشكل ثنائي يتبادلون أطراف الحديث. فما هذا المكان؟ إنه «مكتبة البشر Human Library»، وتتلخص فكرته في أنه بإمكانك أن تستأجر أوقاتاً لأناس عاديين بدلاً من الكتب وتستمع لقصص حياتهم ومعاناتهم أو تستمع لخبراتهم وتجاربهم. وتنتشر هذه المكتبات…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥
لطالما ظللت على الدوام في مشاركاتي في مختلف المؤتمرات، سواء عن طريق تقديم أوراق بحثية أو مداخلات أعيد وأكرر وسأظل كذلك، أننا بمجرد أن نطلق عبارات مثل «سني»، «شيعي» وخلافه، فإننا نقدم هدية مجانية للمتربص والعدو الخارجي، وندعوه بعد أن أحدثنا بأنفسنا شرخا في مجتمعنا ليعيث في الأرض فسادًا موظفًا المذهبية والطائفية وفق رغباته وأهوائه. إنني لا أقصد مما تقدم أنني ناكر لوجود التباين العرقي والديني والمذهبي في المجتمعات، فهذه سنة الله في خلقه، ولكن مثل هذا الفرز لا شك يدفع بالعامل الخارجي من أن يتحول في ظل التأجيج الطائفي، الذي ابتليت به منطقتنا منذ فترة ليست ببسيطة، من عنصر خامل إلى نشط. ولما كانت هذه المقالة معنية بتناول الحالة الخليجية دون غيرها، فإننا نسير مع القارئ بعيدًا عن ذلك الفرز البغيض ونستعيض بمصطلح «مسلم خليجي»، مسلم أي بعيدًا عن مذاهب وطوائف فمن قال: «لا اله إلا الله دخل الجنة»، وكفى، وندع الخلق للخالق، ونقف بالمرصاد لمن يوظف المذهبية سواء لتجريح غيره أو الإضرار بوطنه. وخليجي أي أن انتماءه وحبه لوطنه يحتم في نهاية المطاف أن يأتي الوطن والذود عنه على ما سواه. وليبتعد المتصيدون في الماء العكر ويتوقفوا عن تحوير ما تقدم، واعتبار ما قلناه على أنه تغليب الوطن على الدين، فلا مزايدة على الدين، وأن هذا الأخير يؤكد…
الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠١٥
30 يونيو (حزيران) الحالي هو اليوم الموعود للوصول إلى اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة «5+1» حول البرنامج النووي. ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 شهدت هذه المفاوضات حراكا حقيقيا مهدت له لقاءات سرية بين الولايات المتحدة وإيران، وعلى الرغم من ذلك، فإن ملفات شائكة قد دفعت باتجاه تمديدها مرة تلو الأخرى، ليأتي 30 يونيو الحالي بوصفه موعدا حاسما. ولكن مهلاً؛ هناك صوت قادم من إيران، إنه وزير الخارجية الإيراني يقول: «ليس الوقت هو المهم، ولكن المضمون». والمقصود بالمضمون هنا هو بنود الاتفاق الذي من المتوقع أن يبصر النور في 20 صفحة و5 ملاحق كما أكد عباس عراقجي. لا أحد من أطراف المفاوضات يرنو إلى تمديد المفاوضات، ولكن تصريح ظريف تُرسم معه علامات استفهام وحيرة. نسير مع القارئ في هذا المقال لنلقي الضوء على معضلة جديدة أصبحت تتصدر أولويات هذه المباحثات؛ بل وأصبحت مرتكزا ومعيارا سواء لفشل هذه المفاوضات أو نجاحها. قبل الخوض في غمار هذه المعضلة، ولإعطاء القارئ الكريم صورة شاملة للمعضلات التي مرت بها هذه المباحثات منذ نوفمبر 2013، نقول إن حق التخصيب من عدمه كان النقطة الرئيسية والمعضلة الافتتاحية، ولكن انتهى المطاف بالاعتراف لإيران بحق التخصيب ليكسب النظام الإيراني هذه الجولة في مقابل كسب الطرف الآخر خفض التخصيب من نسبة 20 في المائة إلى أقل من 5 في المائة.…
الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥
نظرة سريعة من القارئ لعنوان المقال تدفع باتجاه التساؤل عن حقيقة الأمر، خاصة أن تحديد طريق الجنة يتجاوز البشر ويقتصر على مشيئة رب البشر، وذلك باتباع أوامره وتجنب نواهيه. في السطور التالية نحاول تبيان الأمر وكيف أن لكل فريق قراءته. بدايةً حين نتحدث عن الرئيس حسن روحاني وما قاله في هذا الصدد، فإنه يعكس هنا ما يدور في خلجات شريحة عريضة من المجتمع الإيراني، شريحة لديها ملاحظاتها واستياؤها الكبير من أداء رجال الأمن وطريقة تطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع الإيراني، حيث يقوم بذلك رجال بلباس مدني ينحدر أغلبهم من جماعة «أنصار حزب الله» و«قوات التعبئة» (البسيج). فما الذي يحدث في إيران؟ إنها شريحة الشباب التي تشكل النسبة الغالبة من المجتمع الإيراني. هذا المجتمع، وبالرغم من القيود المفروضة عليه وحالة الانغلاق التي يعيشها، فإنه لا يزال يتوق للانفتاح على الخارج، وتؤكد ذلك استطلاعات رأي أجرتها الحكومة الإيرانية. الحدائق والمقاهي تمتلئ بالشباب بعد أن تقطعت بهم السبل وحاولوا الهروب إلى العالم الافتراضي الذي حجبه النظام. وعلى حين غرة، يتعالى الضجيج في كل اتجاه. فما الذي يحدث؟ إنها الشرطة ورجال الأمر بالمعروف في سباق مع من يحاول الهرب. الفتيات ذوات الحجاب الزاهي بالألوان مصدر مساءلة، فلا يوجد تقيد بالحجاب الإسلامي، ولذا وجب الوقوف بحزم تجاه ذلك، فهذا الأمر مخالف للدين…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
«إننا نعتبر أمن اليمن من أمن المنطقة وإيران ولن نسمح للآخرين بالتلاعب والمغامرة بأمن المنطقة». ما تقدم هو ما طالعنا به مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. ويأتي ضمن سلسلة من التصريحات المتواترة من مسؤولي النظام الإيراني. وهو ما دفع إلى اعتبار ذلك التصريح، من قبل العديد من المحللين، بوصفه أبرز تصريح يؤكد التدخل الإيراني في الشؤون اليمنية، وواقع الحال يقول إن هذا التصريح ما هو إلا جزء من تلك المنظومة من التصريحات التي تسعى إلى ممارسة مزيد من الضغوط على التحالف العربي والسعي إلى وقف العمليات على التمرد الحوثي ومن يسير في فلكه. نسير مع القارئ في هذا المقال لنمحص هذا التصريح ونرى واقعيته وحقيقته. وأستأذن القارئ هنا أن نفترض جدلاً أن ما جاء به السيد مساعد وزير الخارجية صحيح، وأن أمن اليمن جزء لا يتجزأ عن الأمن القومي الإيراني ومن هذا المنطلق فإن النظام الإيراني يسعى جاهداً لتحقيق ذلك الاستقرار في اليمن، وبالتالي ينعكس إيجاباً على الأمن القومي الإيراني! لنرى واقع الحال. بدايةً تتعدد مجالات الأمن وتتسع شعابه. فهناك الأمن الغذائي والأمن الصحي والأمن بمفهوم الحفاظ على استقرار الدولة أو الإقليمي وأمن الدولة من الاعتداءات الخارجية سواء المسلحة أو الفضاء الإلكتروني وغيرها الكثير. الحيادية تدفعنا إلى إسقاط بعض ما تقدم وفق ما يتلاءم مع الحالة اليمنية على…
الثلاثاء ١٤ أبريل ٢٠١٥
إيران هل خسرت أم ربحت؟ سؤال يتردد كثيرًا هذه الأيام بعد انتهاء المباحثات بين إيران و«5+1» في مدينة لوزان السويسرية، والذي أفضى بدوره إلى البيان المشترك الذي تضمن المعايير الأساسية لإيجاد حلول لمشكلات كتابة ومعالجة قضايا نص الاتفاق النهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني. نسير مع القارئ لنستشف مدى ما تحقق من ربح وخسارة حتى الآن في البرنامج النووي الإيراني. ولكن قبل الشروع في ذلك يزاحمنا هذا السؤال: ألا يجب أن نعرف من هي أطراف الربح والخسارة في البرنامج النووي الإيراني قبل أن نضع الموازين في قسطاسها؟ وهو تساؤل في محله. وإذا كان من البديهي أن نقول إن الطرفين هما إيران و«5+1»، فإن الأجدر بنا أن نكون أكثر دقة بما أننا سنستخدم القسطاس الذي يعتبر أضبط الموازين وأقومها كما جاء معناه في معاجم اللغة العربية. ولذا يمكن تصنيف الأطراف التي تنعكس أصداء البيان المشترك للبرنامج النووي الإيراني مباشرة عليها كالتالي: 1 - إيران.. ويمكن القول إن هناك طرفين في إيران وهما: * النظام الإيراني. * الشعب الإيراني. هذا التوصيف لا يعني بأي حال من الأحوال أن الطرفين يقفان على النقيض فيما بينهما، غير أنه يمكن أن يكون للشعب الإيراني نظرة للبرنامج النووي عمّن هم في النظام الإيراني والذين بدورهم لا يتماهون في نظرتهم، فهناك من يقف أقصى اليسار بتشدده وهناك من…
الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠١٥
قد تبتهج أسارير المغرضين والمرجفين في المدينة فعنوان المقال شهادة بأن عملية عاصفة الحزم كما يدعي البعض قامت بها المملكة العربية السعودية بأوامر من الولايات المتحدة ولتنفيذ أجنداتها والأجندة الإسرائيلية، متغافلاً عن وجود تحالف واضح المعالم مكون من دول خليجية وعربية وإسلامية ذي شرعية عربية ودولية. المرجفون لا زالوا ينظرون لعنوان هذا المقال ويؤولونه وفق أهوائهم. نسير مع القارئ لنرى ما إذا كان الأمر كذلك أم أن هناك أبعاداً أخرى؟ إنه يناير 2009 عيون العالم متجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث حدث مغاير عما سبقه. ما الذي حدث، إنه تنصيب أول أميركي أسود رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. إنه باراك أوباما الذي ورث تركة من سلفه مليئة بالحروب والتخبط والفشل في عدد من الملفات الخارجية ولاسيما الشرق الأوسط وتحديداً الغزو الأميركي للعراق. العبء ثقيل والأزمة الاقتصادية تقصم ظهر الجميع. ينبري الرئيس الجديد قاطعاً عهداً على نفسه بأن يأتي بسياسات مغايرة عن سلفه. ولكن في الوقت ذاته ومهما اختلف عن سلفه لا يمكن أن يتغافل عن الدور الدولي للولايات المتحدة وقيادتها. إنها القاهرة المحطة الخارجية الأولى لباراك أوباما. خطبته التي هلل لها العرب، فمفرداتها توحي بعصر جديد يتجلى فيه حل لأهم القضايا الإسلامية وهي القضية الفلسطينية. الحماسة تنتهي مع الأمتار الأولى لطريق طويل يزاحم تطلعات أوباما، تعنت إسرائيلي ولوبي أميركي ضاغط. الصورة…
الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥
لم يكن مستغربا ردود الأفعال المستهجنة من قبل الكثير من المسؤولين والمحللين العرب تجاه تصريحات علي يونسي، مساعد الرئيس الإيراني حسن روحاني لشؤون القوميات والأقليات الدينية، ووزير الاستخبارات السابق في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الذي وصف بغداد بعاصمة إيران حاليا كما كانت في السابق. ولعل لسان حال القارئ يقول إذا كان هذا الأمر ليس بمستغرب وهو كذلك بالفعل، فما هو الأمر الآخر الذي من شأننا اعتباره أمرا غريبا في هذه المسألة؟ نسير في السطور القادمة لنستشف بُعدا آخر متمثلا في تتبع الموقف الإيراني ومسؤوليه تجاه تلك التصريحات، وما هي أبعاد ذلك الموقف وحقيقته. بادئ ذي بدئ، نستعرض تصريح علي يونسي الذي جاء كالتالي: «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حاليا»، وفي موضوع متصل قال «إن إيران تنوي تأسيس (اتحاد) ولا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية، يجب أن تقترب من بعضها البعض.. لا أقصد أننا نريد أن نفتح العالم مرة أخرى، لكننا يجب أن نستعيد مكانتنا ووعينا التاريخي، أي أن نفكر عالميا وأن نعمل إيرانيا وقوميا». وأدعو القارئ هنا إلى أن يستذكر معي لاحقا عبارة «أن نعمل إيرانيا وقوميا» وما الرابط بين هذه العبارة وبين عنوان المقالة. وما إن أطلق يونسي تصريحاته، حتى جاءت ردود فعل قوية من…