الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٢
كتبت ذات يوم هنا عن دبي وكيف باتت هذه المدينة التي سجلت حضورا عالميا ملفتا مزعجة لبعض المسؤولين عندنا، وكان عنوان تلك المقالة (دبي التي أتعبت السعوديين). كنت أقول أن كل من ذهب هناك يعود ليطرح سؤالا يقول: ولماذا لا يكون هذا عندنا؟ ما الذي ينقصنا؟ وكنت أقول كلما واجه سعودي مشكلة ما، أو تعقيدا ما، مع مسؤول ما، في إدارة حكومية أو في أي مكان سرعان ما يقول "في دبي لا يحدث مثل هذا"، وفي دبي يفعلون كذا ويخدمونك بكذا، وفي دبي يفكرون الآن بفعل كذا وكذا بينما نحن ما زلنا على حالنا الذي لم يتغير. قلت ذاك، وكنت أتمنى لو أن مثل تلك الأسئلة المحرجة، والمقارنات التي ما انفكت تطرح يوميا عندنا تكون محفزة لإحداث تغيير وتطوير، يساعدنا في الانتقال من حالة الثبات في كثير من أمورنا إلى مرحلة المنافسة ولن أقول مرحلة التفوق. أعود اليوم لأقول ألا يوجد شخص ما.. تستفزه تلك المقارنات، وذاك المديح الخاص بدبي والدوحة وأبو ظبي، ليقبل بخوض تجربة تحدّ لمنطقته أو مدينة من منطقته ليرقى بها بالشكل الذي يجعل منها مثالا لكل مدن المملكة؟ في ظني أن لدينا الكثير من المؤشرات والعوامل، والبنى التحتية والمواقع الجغرافية والكوادر البشرية، التي تتيح لنا تحقيق قفزات ترضي من ينشدون التميز ويبحثون عن خدمات مقرونة بجودة.…
الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٢
جاري أبو سعد مبسوط من مبادرات هيئة مكافحة الفساد المتمثلة في الإعلان عن ضبطها لفساد هنا وهناك، وتحويل بعض ما وقفت عليه في هذا الجانب إلى هيئة الرقابة والتحقيق، ولأن جاري بات ينظر لأي قصور في أي عمل على أنه نوع من أنواع الفساد، فهو لم يعتق حتى بيوت الله من تهمة الفساد، فقد أشار لي بعد تسليمة الإمام مباشرة في صلاة العشاء قبل يومين قائلا: "شوف الفساد" فقلت له بصوت منخفض: "وين"؟ فقال: "شوف هالوساخة كل أماكن السجود غير نظيفة مملوءة بالشعر وما يتساقط من ملابس المصلين وبقايا أكل من يفطرون هنا، ولا يوجد من يكنس المسجد ولو مرة واحدة في اليوم بينما في رمضان وبسبب كثرة المصلين ينبغي كنسه يوميا ولأكثر من مرة" . قلت له وما علاقة الفساد بكل هذا؟ فقال: "الفساد يكمن في أن العامل المعني بنظافة المسجد مشغول بتنظيف سيارات أهل الحي لحسابه الخاص، وفي الصباح مشغول بتوصيل الموظفات أو الطلبة (أيام الدراسة) وفي العصر يعمل بائعا في أحد المحلات التجارية فمن أين له وقت لينظف المسجد"؟ قلت له رغم تحفظي على كلمة فساد إذ لست أدري هل هذا يمكن تصنيفه على أنه فساد أم لا، لكنني حتما أشاركك الرأي في أن بيوت الله عز وجل لا تلقى من الاهتمام ما ينبغي وما يفترض، سواء…
الجمعة ٠٨ يونيو ٢٠١٢
كانت المقارنة بين من هم (ملتحين) ومن هم غير (ملتحين)، وبالطبع فاز غير الملتحين في كونهم كانوا أكثر تنظيما وأكثر رقيا وتعاملا وفهما ووعيا بالمهمة التي يقومون بها، بينما ظهر أصحاب اللحى فوضويين، وغير منظمين، وكان الاجتهاد عنوان عملهم وليس له علاقة البتة بالعمل المؤسساتي. فريق الملتحين كانت تمثله جمعية خيرية من الرياض وأخرى من المدينة المنورة وفريق غير الملتحين تمثله جمعية (إطعام) من المنطقة الشرقية، وكلهم معني ومهتم بتوزيع الطعام على المحتاجين، والكل محتسب ويعمل لوجه الله تعالى. هكذا تحدث الناس في مجالسهم وأماكن عملهم وعبر تغريداتهم في (تويتر) وهكذا صنفوا الناس بعد الحلقة التلفزيونية التي بثت في برنامج الثامنة مع داود على قناة (إم بي سي)، وبدت الحلقة وكأنها من حيث تقصد أو لا تقصد تريد أن تكشف لنا أو تؤكد لنا ما ارتسم في الذهن من أن معظم الجهات الخيرية ومن يعمل في مجال التطوع والاحتساب ما دام أنهم من فريق (المطاوعة) فعملهم يغلب عليه غير الإتقان وعدم الدقة ويفتقد للجمال و(الإتكيت) والنظافة ويغيب عنهم حسن التعامل، والعكس صحيح عندما يكون القائمون على العمل من غير (المطاوعة). شخصيا أكره التصنيف المتمثل في قول (ملتحين) وغير (ملتحين) و(مطاوعة) وغير (مطاوعة)، كما وأمقت التعميم، ولكن موضوعيا ينبغي عليَّ أن أعترف أن هذا التصنيف موجود وحاضر بقوة في أحاديث الناس…