آراء

قراءة فلسفية في مشروع الوعي العربي .. الفكر النحوي أنموذجاً

الأحد ١٦ نوفمبر ٢٠٢٥

     حين نقرأ تاريخ النحو العربي، لا ينبغي أن نراه سرداً لبدايات علم لغوي، بل ولادة لنمط من التفكير العربي يسعى إلى عقلنة اللغة وتنظيمها في نسقٍ يعبّر عن وعيٍ جديد باللغة وقوانينها وأنماطها.      السؤال المتكرر حول كيفية نشأة النحو العربي، ربما ليس بالضرورة أن يُعنى بالإجابة عنه النحويون وحدهم، بل هو تفكير عميق وسرد وقائعي يُركز على مسألة كيف بدأ العربي يفكّر في لغته؟ وكيف تحوّلت تلك اللغة من ممارسة تلقائية إلى موضوع للتفكير المنهجي؟        لست معنياً -هنا- بالحديث عن علم القواعد ورسم القوانين والأنظمة، بل عن ولادة فكرة النظام اللغوي، تلك اللحظة التي خرج فيها اللسان من فضاء الغريزة إلى فضاء العقل، ومن التداول الشفهي إلى الضبط المنهجي، في واحدة من أعظم التحولات الفكرية في الثقافة العربية الإسلامية.       التفسير (السطحي) يربط نشأة النحو بـوقوع اللحن والخطأ في الكلام، خاصة عند اختلاط العربية بغيرها في عصر الفتوحات، وكأنّ العرب لم يفكروا في لغتهم إلا حين أخطأ…

جمال سند السويدي… فكر أضاء العالم

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥

  جمال سند السويدي، كاتب إماراتي، أحد أبرز المفكرين الاستراتيجيين في الإمارات والعالم، يمثل قامة فكرية استثنائية، لا تقتصر على كونه كاتباً أكاديمياً، بل هو مبدع استراتيجي، وقائد فكري من الطراز الرفيع، يجمع بين العقل التحليلي والبصيرة الإنسانية. ما يميّز السويدي ليس فقط شجاعته الفكرية، بل قدرته على ربط الواقع بالمستقبل، ومواجهة التحديات الكبرى بأفكار مبتكرة قائمة على أسس علمية متينة. لا يُعد بروز شخصيات وطنية بارزة بحجم جمال سند السويدي أمراً مستغرباً في دولة الإمارات، فهو نتاج طبيعي لرؤية دولة تستثمر في الإنسان وتوفر له مقومات الريادة، أن تتلمذه على يد قادة تاريخيين بحجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، و معاصرته عن قرب لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، في مرحلة حاسمة، منحته فرصة فريدة لصقل فكره واستيعاب عمق الرؤية الاستراتيجية للقيادة.   هذه التجربة المباشرة هي التي شكلت منه نموذجاً يُحتذى به في قيادة المبادرات الوطنية،…

التديّن الإماراتي

الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      "التديّن الإماراتي منسجمٌ  مع هويته، تديّنٌ منسجمٌ مع إرث الشيخ زايد طيّب الله ثراه، تديّنٌ منفتح على الآخر ومتشبّعٌ بقيم الأخوة الإنسانية والتسامح والتعايش"، هكذا عبّر الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، عن واقع الحال، في كلمةٍ ألقاها مؤخرًا ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات.      في فترةٍ زمنيةٍ عانت فيها المنطقة من مآلات وويلات سوء استغلال الخطاب الديني، وتوظيفه لتمرير أفكارٍ تخريبيةٍ تطعن ظهور الأوطان، وتدمر المجتمعات، وتحرف المقاصد بتأويلاتٍ أفسدت سلامة الصدور، وأقصت المختلف، وأمعنت في العزلة الدينية، رفعت بلادنا راية تجديد الفكر الإسلامي؛ من خلال رؤى ومبادرات وإنجازات وقوانين تمحو ما طاله من تشويه، في خطوةٍ شجاعة حملت على عاتقها مسؤولية تحقيق أهم أهداف الدين: كرامة الإنسان وعمارة الأرض.      خطوةٌ واعية جعلت من الرحمة بوصلتها، والإنسانية هدفها الأسمى، تصحبها في ذلك النية الصالحة والعزم الجاد.      ما كان ذلك ليحدث لولا قيادةٌ…

صناديق البعد الرابع!

الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      ثمة قصة ضمن المجموعة القصصية «القط الأسود» لإدغار آلن بو، تحمل عنوان «الصندوق المستطيل».      بطلها ينوي القيام برحلة بين مدينتي تشارلستون ونيويورك، وستكتشف عزيزي القارئ من السطور الأولى وببساطة مربكة، أن رحلة كهذه كانت تستغرق آنذاك عدة أسابيع بالسفينة! بل إن بطل الحكاية يذهب لتفقّد الباخرة قبل يوم كامل من الموعد، الذي يتأخر بدوره أسبوعًا كاملًا بسبب الظروف غير المناسبة!     أكدت لي خرائط السيد غوغل أن رحلة كهذه تستغرق اثنتي عشرة ساعة بالسيارة في يومنا هذا، أو ما يربو عنها بساعتين على متن قطار، أو ساعة واحدة بالطائرة ضمن رحلات ميسّرة يوميًّا.      يا رب السماوات والأرض، لماذا يبدو أن الزمن كان يحلو له التسكّع والتثاؤب والتمطّي بكسل في تلك الحقبة - رغم أنها مرحلة ما بعد الثورة الصناعية الثانية - ثم جنّ جنونه الآن، وصار اليوم ينتهي قبل أن يبدأ؟!     تتصاعد أحداث القصة التي أظنها تدور حول…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

لماذا القلق الوجودي.. ونحن بخير؟

الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: « الفهم لعنة، والجهل نوم هادئ » إميل سيوران      كل يوم نشاهد الغروب ونعرف أنه ينسحب ببطء من أمامنا، ومع ذلك لا نفقد دهشتنا. لعل الغروب يشبهنا؛ نعيش بين وعد البقاء وإشارة الوداع. هذه المفارقة تصنع الإنسان. كنتُ أتساءل وأنا أراقب آخر خيط من الضوء: لماذا نتمسك بجمال نعرف أنه يختفي؟ ربما لأننا، رغم إدراك النهاية، نواصل العيش كأن بيننا وبين الفناء هدنة طويلة. نبني بيوتًا سنغادرها، ونضحك مع أحبّة سنفقدهم يومًا. الغريب أن هذا الوعي بالزوال لا يطفئ البهجة… بل يشعلها.      من هنا يولد القلق الوجودي؛ ذلك الثقل الخفي الذي يزورنا بلا سبب واضح. قد نصحو في صباح صافٍ، وكل شيء في مكانه الصحيح، ومع ذلك هناك شيئًا ما يضغط على صدورنا. رغم عدم وجود أي خطر حولنا، فقط الهمسة القديمة: «كل هذا مؤقت». المشكلة ليست فيما نملك، بل في ما نعرف. وهذه المعرفة لا ترحم.      كيركغارد يقول: إن…

اللغة العربية .. من بنية التعبير إلى تشكّل الوعي الحضاري

الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      تشغل اللغة العربية موقعًا متميزًا في البنية الجمالية والثقافية للإنسانية، حيث تتجاوز وظيفتها التواصلية لتُشكّل نظامًا دلاليًا وجماليًا فريدًا. فمن الناحية التاريخية، مثلت العربية وعاءً لحفظ التراث الفكري والأدبي والعلمي، فهي لغة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، لذا أسهمت مفرداتها الغنية وتراكيبها البلاغية المعقدة في صياغة وعي جمالي قائم على الإيقاع الصوتي والدقة التعبيرية والعمق الدلالي. وقد تجلّى هذا في النصوص المؤسسة من شعر جاهلي ونصوص دينية وفلسفية، حيث أصبحت العربية لغةً حاملةً لمنظومة قيم جمالية وأخلاقية معًا.      فليست اللغة العربية مجرد أداة اتصال؛ بل هي وعاء حيوي للفكر والجمال، وحاضنة للإبداع الإنساني عبر العصور. فهي تمتلك نسيجاً لغوياً فريداً يجمع بين البلاغة والإيجاز، ويستوعب -أيضاً- أشكال التعبير المعاصرة في الرواية والشعر الحديث والإعلام والفنون البصرية والرقمية، وظلّت قادرةً على استيعاب مستجدات العصر عبر عمليات توليد المصطلحات وتكييف البنى النحوية، مما يفتح آفاقاً جديدة لإحياء جمالياتها في الفضاء الإلكتروني، وتعزيز حضورها…

الإمارات مشغولة.. وهم مشغولون

الإثنين ١٠ نوفمبر ٢٠٢٥

الإمارات مشغولة.. وهم مشغولون، لكن هناك فارقاً كبيراً بين من يكرس كل جهوده وموارده وإمكاناته للبناء والتقدم، ومن يعش مهجوساً بالتدمير وكره تفوق الناجحين.. انشغال البناء يحتاج إلى عمل ورؤية واستراتيجية، ولا يتطلب التدمير إلا الغباء. من يحضر الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات هذا العام، لن يُفاجأ أبداً من أي تشويش أو هجوم تتعرض له هذه الدولة الفتية الصاعدة التي اعتادت أن تُثبت صباح كل يوم أنها تمضي بخُطى ثابتة نحو المستقبل، في وقتٍ تتعثر فيه دول وتتهاوى نظم كانت تظن أنها قوية. الهجمات الدعائية المغرضة على الإمارات لم تعد تُثير استغراباً لدى الأغلبية العظمى من البشر، لأنها تصدر عن دول فاشلة تبحث عن مشجب لتعليق إخفاقاتها، أو عن جماعات تختبئ في الظلام ولا تمتلك الجرأة لمواجهة النور. الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات نموذج مبهر في العمل الحكومي المؤسسي، تمثل أرقى درجات التنسيق بين الوزارات والهيئات والدوائر المحلية، وتشكّل منصة لمراجعة الإنجازات وتحديث الرؤى، وصياغة توجهات السنوات المقبلة. كان لي شرف حضور…

الذكاء الاصطناعي والكسل العقلي

السبت ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: قرأتً ذات يوم عبارةً مقتَبَسَة تقول: "القراءة تصنع إنسانًا كاملًا، والمناقشة تصنع إنسانًا مستعدًا، والكتابة تصنع إنسانًا دقيقًا." فما هو نوع الإنسان الذي يصنعه الـ ChatGPT؟!! لا يخفى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من حياتنا، وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال التسهيلات التي يقدمها لنا في كافة المجالات، لكنني أصل إلى ميدان الكتابة والإبداع فأتوقف؛ حيث أجدني عاجزةً عن فتح الباب لهذا القادم الجديد، وأرى في نفسي مقاومةً للسماح له بالتطفل على عالمٍ يفترض أن تكون أدواته قائمة على أساس الجهد والذائقة والإبداع الإنساني. بالطبع لا تفوتني قدرته الهائلة على البحث وتقديم المعلومات، وربطها وتحليلها واقتراح نتائج لها، لكنني ما زلت عاجزة عن استساغة السماح له بمزاحمتنا في الإبداع الثقافي والأدبي، ويسوؤني جدًا أن أقف أمام نصٍ باذخ لأكتشف لاحقًا أنه (نصٌّ اصطناعي)، وأخشى أننا مقبلون على حالةٍ من استمراء الكسل العقلي التي ستتضافر بلا شك مع تراجع الاهتمام باللغة العربية والذي أصبح طابعًا عامًا للكثير من…

شعر دياحين مطير.. الوجدان القبلي وتجليات الفروسية في الذاكرة البدوية

الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:        يشكّل الشعر في البادية العربية مرآةً للذات الجماعية، وسجلاً لأحداثها وقيمها، ولئن كان لكل قبيلة صوتها الشعري المميز، فإن شعر الدياحين من قبيلة مطير يبرز بوصفه نموذجاً متفرّداً يجمع بين فروسية القول وصدق الشعور، ويختزن في لغته ملامح الأصالة والكرامة والوفاء، إنّه شعرٌ يتجاوز المديح والفخر إلى بناء سردٍ جمعيٍّ يحفظ الذاكرة، ويعيد صياغة الهوية في زمنٍ تتقاطع فيه القيم وتتشظى الانتماءات، كما يشكّل نصاً ثقافياً يعبّر عن روح البادية ليس بصورتها السطحية فحسب، بل ببنيتها النفسية والعقلية التي تكوّن جوهر الإنسان البدوي.       وليس من الإنصاف أن أشرع في تعداد شعراء الدياحين، أو أن أذكر نماذج من شعرهم ففي التعداد إجحاف بمن يغيب اسمه عن ذاكرتي، وفي الانتقاء ظلم لتجربةٍ أعمق من أن تُختصر في أسماء أو بعض أبيات، غير أنهم اتفقوا في اتجاهات شعرهم على الجمع بين الفروسية والنبل والكرم، وبين حكمة البادية ونبض الصحراء، فشكّلت قصائدهم وجداناً نابضاً بالحياة، مفعماً بالتغني بالمجد،…

حكاية معرض

الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٥

لا أنتظر من الكلمات أن تكون مطواعةً عندما يتعلّق الأمر بكمّ المشاعر والحنين ودفق الذكريات التي يأتي بها مجرّد ذكر معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ ذكرياتٌ لها لونٌ برتقاليٌّ وهاج، تختلط فيها رائحة الكتب بالقهوة وحلوى غزل البنات، وضحكاتٌ وضجيجُ أطفالٍ يحتضنون كتابهم الأوّل، وزحامٌ محبّبٌ لثقافاتٍ ولغاتٍ ولهجاتٍ وسُحناتٍ يجمعها حبّ الحرف والكلمة والكتاب. المعرض الذي ارتبط في ذهني برحلاتٍ مدرسيّةٍ إلى الإمارة الباسمة، تستقبلنا عبارتها: «ابتسم، أنت في الشارقة». يعلو قلبي ويهوي مع منحنيات جسورها، مشهد الزخارف الزرقاء في السوق الإسلامي، وروحانية منارات المساجد الوضّاءة، وخُضرة المنتزَه البهيج، ومياه الخليج الصافية التي تُكمل جلال اللوحة. هو كلّ هذا وأكثر؛ فحتى وإن كان في بدايات الثمانينات مجرّد قاعةٍ ضمّت عددًا محدودًا من دور النشر، فقد كان من الواضح والجليّ أنّه مشروعٌ مكتمل الأركان، وُجد ليبقى ولينمو، وليحقّق أهداف ورؤى سموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي قالها واضحة: «الثقافة هي الأساس في بناء الحوار الإنساني، وخلق التفاهم والوئام بين…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

زمن الكتابة قبل أن يكتب الذكاء نصوصنا

الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: لم نعد نخوض حربًا، بل نعيش علاقة حذرة بين الكاتب وأدوات الذكاء الاصطناعي. خطوة إلى الأمام، وأخرى إلى الوراء، في مشهدٍ لا يشبه سباقًا بقدر ما يشبه مفاوضةً صامتةً بين الخيال والآلة. في زمنٍ يُكتب فيه النص بلمسة زر، يطل السؤال الذي يؤرق كل كاتب: هل فقدنا أصالة الكتابة؟ وهل أصبح هناك كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي وكاتب ما بعده؟ كان الكاتب القديم يكتب من عمق تجربته، بخيباتها وانتصاراتها، معتمدًا على حصيلته المعرفية وذائقته اللغوية. كان نصّه يحمل بصمة بشرية خالصة، تُضاف إلى الذاكرة الإنسانية لا إلى ذاكرة الخوارزميات. كانت الكتابة آنذاك ولادةً جديدة، لا استنساخًا لما قيل من قبل. أتواصل يوميًا مع عدد كبير من الكتّاب، وألاحظ التغيّر في نصوصهم قبل الذكاء الاصطناعي وبعده، بل واعترافاتهم الخفية بأنهم لا يستطيعون الاستغناء عنه تمامًا. حتى أولئك الذين يكتبون بأيديهم، يدفعهم الفضول لوضع نصوصهم في محادثة رقمية، فقط لمعرفة رأي الذكاء فيها. لأن الكاتب، حين يكتب، لا…

العاطفة في شعر الأمير خالد الفيصل..جدلية الوعي والوجدان

الإثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥

         خاص لـ هات بوست:      يُعدّ شعر الأمير خالد الفيصل ظاهرةً جماليةً وفكريةً متفرّدة في الشعر العربي الحديث، لكونه ينتمي إلى الوعي قبل الانتماء إلى المدرسة، فهو لا ينشغل بتقنيات القول بقدر انشغاله بالمعنى الكامن في التجربة الإنسانية، تتجاوز قصيدته العاطفةَ لتلامس الوعي الأخلاقي والفلسفي، إذ تتحول اللغة إلى مرآة للذات الباحثة عن توازنها، إنّ القيمة الحقيقية لشعره تكمن في القدرة على تحويل البساطة إلى تأمل، والوجدان إلى فكر.        إنّ (دايم السيف) شاعر يمارس الشعر كفعلٍ معرفيٍّ، وكأن القصيدة عنده أداة تفكير وجوديّ، تُسائل الإنسان لا تُزيّنه، وتواجهه لتقدم فلسفة عميقة، فباتت كلماته تؤسس لحالةٍ معرفية يتماهى فيها الحدّ الفاصل بين الحلم والوعي، كأن لغته الحالمة نفسها تفكّر في يقظتها ومنامها، لتتحول بعد بزوغها إلى نور يضيء زوايا النفس، وإلى موجٍ يهمس في صمت الزمن، في قصائده التي تنساب عبيراً يليق بألق عاطفته لم تكن مجرد نص تنقصه الروح ، بل رحلة بين أفق الذات وعمق…