الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: هل يمكن لحدثٍ رياضيٍّ سنوي فريدٍ واستثنائي واحد أن يجيب عن عدد من الأسئلة الجوهرية حول المرأة في دولة الإمارات؟ ما هي ملامح حلمها؟ وهل تنجح في تحويل الحلم إلى رؤى وأهداف قابلة للتحقيق بأرقى مستوى؟ وهل تفلح في تحقيق استدامة وتطور ونمو ومكانة هذا الحدث الفريد الذي بدأ كحلم؟ ما مقدار ما توصلت إليه من تمكين حقيقي؟ والأهم من ذلك: هل جسدت توجيهات ووصايا سمو أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك؟ ما هي تطلعاتها الفعلية؟ وما الطريقة التي تحقق بها غاياتها؟ هل تستطيع أن تجمع بين الحداثة والأصالة؟ هل تنجح في إدارة حدث بمستوى عالمي وتفلح في التمسك بخصوصيتها وحشمتها وإرثها من القيم؟ هل تستطيع أن تبهر نفسها والعالم بحدثٍ رياضيٍّ اجتماعيٍّ أنيقٍ يُعنى بأدق التفاصيل؟ كل هذه الأسئلة وأكثر لها إجابة واحدة ناصعة هي بطولة الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان للتنس SMK التي بدأت في العام 2009 كأكاديمية وبطولة تهدف إلى…
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: «أعمق الأشياء في الإنسان لا تُقال.» — نيتشه ما يشغلني في الإنسان ليس ما يقوله، بل ما يصمت عنه. هناك شيء عميق في دواخلنا ليس في استطاعته الخروج إلى النور، لا لأنه عار أو خطيئة، بل لأنه هشّ وقابل للكسر إلى درجة أننا نخشى عليه حتى من الكلمات ونظرات الآخرين. مع الوقت فهمت أننا لا نواري كي نخدع الآخرين، بل لأن الصراحة قاسية عندما تُقال بشكل مباشر . ولهذا نرتّب وجوهنا كما نرتّب البيت قبل زيارة مفاجئة: أقنعة جاهزة، مطمئنة، تبدو قادرة على احتمال الواقع و الحياة. لكن في دواخلنا شيء مختلف تمامًا؛ شيء مضطرب ومقلق يبحث عن الاستقرار، كأنه واقف عند باب معلّق؛ لا يجرؤ على طرقه ولا يستطيع الخروج و لا الدخول. أدركت معنى الخفاء أكثر عندما قال لي طبيب صديق مرة: "أعرف نظرات الموت على المرضى." سألته بفضول : هل تخبرهم؟ فابتسم بهدوء وقال: "من…
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥
تُعدُّ نظرية الحدث الكلامي -المعروفة أيضاً بنظرية أفعال الكلام- إحدى الركائز الأساسية في حقل اللسانيات التداولية، كما تُعرف كذلك بـ»نظرية الحدث اللغوي» و»النظرية الإنجازية» و»نظرية الفعل الكلامي» وغيرها من الصيغ التي تعكس الأبعاد المختلفة لهذه النظرية. ومرت هذه النظرية بمرحلتين أساسيتين في تطورها: تمثلت الأولى في مرحلة التأسيس على يد الفيلسوف واللغوي الإنجليزي جون لانغشو أوستن، فيما مثلت الأخرى مرحلة النضج والضبط المنهجي على يد تلميذه الفيلسوف الأمريكي جون سيرل، الذي قام بتطوير أفكار أستاذه وتنظيمها في إطار منهجي متماسك. تميز العمل التأسيسي بطرحه رؤية ثورية للغة، انتقلت بها من مجرد أداة للوصف والإخبار إلى وسيلة فاعلة لتحقيق الأفعال والتأثير في الواقع، وبيّن أوستن من خلال تحليله الدقيق أن بعض العبارات اللغوية لا تكتفي بتصوير الواقع، بل تشكّل أفعالاً بحد ذاتها، حيث يكون النطق هو الفعل نفسه، كما في حالات الوعد والقسم والاعتذار. وقد أسهم هذا الإطار النظري في كسر الحاجز التقليدي بين القول والفعل، مشكّلاً أساساً متيناً للسانيات التداولية…
الإثنين ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: من زار (معرض أديبك 2025) في أبوظبي لابد أنه لاحظ فرقاً واضحاً عن السنوات السابقة. المعرض هذا العام لم يكن مجرد تجمع للشركات والمسؤولين، بل كان ملتقى حقيقياً لصناع القرار في قطاع الطاقة من كل أنحاء العالم. في الكلمة الافتتاحية، تحدث معالي سلطان بن أحمد الجابرعن أهمية الموازنة بين احتياجات الطاقة الحالية والتحول نحو مستقبل أكثر استدامة. كان خطابه مباشراً وواضحاً، يعكس رؤية الإمارات في أن التحول الحقيقي يتطلب عملاً جاداً وشراكات فعلية، ليس مجرد وعود. وأشار الجابر، حتى لو من بين سطور كلمته، على أن منطقة الشرق الأوسط ستظل مصدراً حيوياً للطاقة لعقود قادمة، مع تطوير مصادر الطاقة المتجددة بالتوازي. أبوظبي نفسها كانت حاضرة بقوة في هذا الحدث. مدينة تعرف ماذا تريد، وتمتلك خطة واضحة لتحقيقه. في أروقة المعرض، كان هناك جمع من الخبراء والمهندسين ورجال الأعمال والباحثين، جميعهم يتبادلون الأفكار والفرص. المعرض استقبل أكثر من 160 ألف زائر من 160 دولة، بمشاركة 2,200 شركة…
الأحد ١٦ نوفمبر ٢٠٢٥
حين نقرأ تاريخ النحو العربي، لا ينبغي أن نراه سرداً لبدايات علم لغوي، بل ولادة لنمط من التفكير العربي يسعى إلى عقلنة اللغة وتنظيمها في نسقٍ يعبّر عن وعيٍ جديد باللغة وقوانينها وأنماطها. السؤال المتكرر حول كيفية نشأة النحو العربي، ربما ليس بالضرورة أن يُعنى بالإجابة عنه النحويون وحدهم، بل هو تفكير عميق وسرد وقائعي يُركز على مسألة كيف بدأ العربي يفكّر في لغته؟ وكيف تحوّلت تلك اللغة من ممارسة تلقائية إلى موضوع للتفكير المنهجي؟ لست معنياً -هنا- بالحديث عن علم القواعد ورسم القوانين والأنظمة، بل عن ولادة فكرة النظام اللغوي، تلك اللحظة التي خرج فيها اللسان من فضاء الغريزة إلى فضاء العقل، ومن التداول الشفهي إلى الضبط المنهجي، في واحدة من أعظم التحولات الفكرية في الثقافة العربية الإسلامية. التفسير (السطحي) يربط نشأة النحو بـوقوع اللحن والخطأ في الكلام، خاصة عند اختلاط العربية بغيرها في عصر الفتوحات، وكأنّ العرب لم يفكروا في لغتهم إلا حين أخطأ…
السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥
جمال سند السويدي، كاتب إماراتي، أحد أبرز المفكرين الاستراتيجيين في الإمارات والعالم، يمثل قامة فكرية استثنائية، لا تقتصر على كونه كاتباً أكاديمياً، بل هو مبدع استراتيجي، وقائد فكري من الطراز الرفيع، يجمع بين العقل التحليلي والبصيرة الإنسانية. ما يميّز السويدي ليس فقط شجاعته الفكرية، بل قدرته على ربط الواقع بالمستقبل، ومواجهة التحديات الكبرى بأفكار مبتكرة قائمة على أسس علمية متينة. لا يُعد بروز شخصيات وطنية بارزة بحجم جمال سند السويدي أمراً مستغرباً في دولة الإمارات، فهو نتاج طبيعي لرؤية دولة تستثمر في الإنسان وتوفر له مقومات الريادة، أن تتلمذه على يد قادة تاريخيين بحجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، و معاصرته عن قرب لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، في مرحلة حاسمة، منحته فرصة فريدة لصقل فكره واستيعاب عمق الرؤية الاستراتيجية للقيادة. هذه التجربة المباشرة هي التي شكلت منه نموذجاً يُحتذى به في قيادة المبادرات الوطنية،…
الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: "التديّن الإماراتي منسجمٌ مع هويته، تديّنٌ منسجمٌ مع إرث الشيخ زايد طيّب الله ثراه، تديّنٌ منفتح على الآخر ومتشبّعٌ بقيم الأخوة الإنسانية والتسامح والتعايش"، هكذا عبّر الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، عن واقع الحال، في كلمةٍ ألقاها مؤخرًا ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات. في فترةٍ زمنيةٍ عانت فيها المنطقة من مآلات وويلات سوء استغلال الخطاب الديني، وتوظيفه لتمرير أفكارٍ تخريبيةٍ تطعن ظهور الأوطان، وتدمر المجتمعات، وتحرف المقاصد بتأويلاتٍ أفسدت سلامة الصدور، وأقصت المختلف، وأمعنت في العزلة الدينية، رفعت بلادنا راية تجديد الفكر الإسلامي؛ من خلال رؤى ومبادرات وإنجازات وقوانين تمحو ما طاله من تشويه، في خطوةٍ شجاعة حملت على عاتقها مسؤولية تحقيق أهم أهداف الدين: كرامة الإنسان وعمارة الأرض. خطوةٌ واعية جعلت من الرحمة بوصلتها، والإنسانية هدفها الأسمى، تصحبها في ذلك النية الصالحة والعزم الجاد. ما كان ذلك ليحدث لولا قيادةٌ…
الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: ثمة قصة ضمن المجموعة القصصية «القط الأسود» لإدغار آلن بو، تحمل عنوان «الصندوق المستطيل». بطلها ينوي القيام برحلة بين مدينتي تشارلستون ونيويورك، وستكتشف عزيزي القارئ من السطور الأولى وببساطة مربكة، أن رحلة كهذه كانت تستغرق آنذاك عدة أسابيع بالسفينة! بل إن بطل الحكاية يذهب لتفقّد الباخرة قبل يوم كامل من الموعد، الذي يتأخر بدوره أسبوعًا كاملًا بسبب الظروف غير المناسبة! أكدت لي خرائط السيد غوغل أن رحلة كهذه تستغرق اثنتي عشرة ساعة بالسيارة في يومنا هذا، أو ما يربو عنها بساعتين على متن قطار، أو ساعة واحدة بالطائرة ضمن رحلات ميسّرة يوميًّا. يا رب السماوات والأرض، لماذا يبدو أن الزمن كان يحلو له التسكّع والتثاؤب والتمطّي بكسل في تلك الحقبة - رغم أنها مرحلة ما بعد الثورة الصناعية الثانية - ثم جنّ جنونه الآن، وصار اليوم ينتهي قبل أن يبدأ؟! تتصاعد أحداث القصة التي أظنها تدور حول…
الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: « الفهم لعنة، والجهل نوم هادئ » إميل سيوران كل يوم نشاهد الغروب ونعرف أنه ينسحب ببطء من أمامنا، ومع ذلك لا نفقد دهشتنا. لعل الغروب يشبهنا؛ نعيش بين وعد البقاء وإشارة الوداع. هذه المفارقة تصنع الإنسان. كنتُ أتساءل وأنا أراقب آخر خيط من الضوء: لماذا نتمسك بجمال نعرف أنه يختفي؟ ربما لأننا، رغم إدراك النهاية، نواصل العيش كأن بيننا وبين الفناء هدنة طويلة. نبني بيوتًا سنغادرها، ونضحك مع أحبّة سنفقدهم يومًا. الغريب أن هذا الوعي بالزوال لا يطفئ البهجة… بل يشعلها. من هنا يولد القلق الوجودي؛ ذلك الثقل الخفي الذي يزورنا بلا سبب واضح. قد نصحو في صباح صافٍ، وكل شيء في مكانه الصحيح، ومع ذلك هناك شيئًا ما يضغط على صدورنا. رغم عدم وجود أي خطر حولنا، فقط الهمسة القديمة: «كل هذا مؤقت». المشكلة ليست فيما نملك، بل في ما نعرف. وهذه المعرفة لا ترحم. كيركغارد يقول: إن…
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: تشغل اللغة العربية موقعًا متميزًا في البنية الجمالية والثقافية للإنسانية، حيث تتجاوز وظيفتها التواصلية لتُشكّل نظامًا دلاليًا وجماليًا فريدًا. فمن الناحية التاريخية، مثلت العربية وعاءً لحفظ التراث الفكري والأدبي والعلمي، فهي لغة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، لذا أسهمت مفرداتها الغنية وتراكيبها البلاغية المعقدة في صياغة وعي جمالي قائم على الإيقاع الصوتي والدقة التعبيرية والعمق الدلالي. وقد تجلّى هذا في النصوص المؤسسة من شعر جاهلي ونصوص دينية وفلسفية، حيث أصبحت العربية لغةً حاملةً لمنظومة قيم جمالية وأخلاقية معًا. فليست اللغة العربية مجرد أداة اتصال؛ بل هي وعاء حيوي للفكر والجمال، وحاضنة للإبداع الإنساني عبر العصور. فهي تمتلك نسيجاً لغوياً فريداً يجمع بين البلاغة والإيجاز، ويستوعب -أيضاً- أشكال التعبير المعاصرة في الرواية والشعر الحديث والإعلام والفنون البصرية والرقمية، وظلّت قادرةً على استيعاب مستجدات العصر عبر عمليات توليد المصطلحات وتكييف البنى النحوية، مما يفتح آفاقاً جديدة لإحياء جمالياتها في الفضاء الإلكتروني، وتعزيز حضورها…
الإثنين ١٠ نوفمبر ٢٠٢٥
الإمارات مشغولة.. وهم مشغولون، لكن هناك فارقاً كبيراً بين من يكرس كل جهوده وموارده وإمكاناته للبناء والتقدم، ومن يعش مهجوساً بالتدمير وكره تفوق الناجحين.. انشغال البناء يحتاج إلى عمل ورؤية واستراتيجية، ولا يتطلب التدمير إلا الغباء. من يحضر الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات هذا العام، لن يُفاجأ أبداً من أي تشويش أو هجوم تتعرض له هذه الدولة الفتية الصاعدة التي اعتادت أن تُثبت صباح كل يوم أنها تمضي بخُطى ثابتة نحو المستقبل، في وقتٍ تتعثر فيه دول وتتهاوى نظم كانت تظن أنها قوية. الهجمات الدعائية المغرضة على الإمارات لم تعد تُثير استغراباً لدى الأغلبية العظمى من البشر، لأنها تصدر عن دول فاشلة تبحث عن مشجب لتعليق إخفاقاتها، أو عن جماعات تختبئ في الظلام ولا تمتلك الجرأة لمواجهة النور. الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات نموذج مبهر في العمل الحكومي المؤسسي، تمثل أرقى درجات التنسيق بين الوزارات والهيئات والدوائر المحلية، وتشكّل منصة لمراجعة الإنجازات وتحديث الرؤى، وصياغة توجهات السنوات المقبلة. كان لي شرف حضور…
السبت ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: قرأتً ذات يوم عبارةً مقتَبَسَة تقول: "القراءة تصنع إنسانًا كاملًا، والمناقشة تصنع إنسانًا مستعدًا، والكتابة تصنع إنسانًا دقيقًا." فما هو نوع الإنسان الذي يصنعه الـ ChatGPT؟!! لا يخفى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من حياتنا، وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال التسهيلات التي يقدمها لنا في كافة المجالات، لكنني أصل إلى ميدان الكتابة والإبداع فأتوقف؛ حيث أجدني عاجزةً عن فتح الباب لهذا القادم الجديد، وأرى في نفسي مقاومةً للسماح له بالتطفل على عالمٍ يفترض أن تكون أدواته قائمة على أساس الجهد والذائقة والإبداع الإنساني. بالطبع لا تفوتني قدرته الهائلة على البحث وتقديم المعلومات، وربطها وتحليلها واقتراح نتائج لها، لكنني ما زلت عاجزة عن استساغة السماح له بمزاحمتنا في الإبداع الثقافي والأدبي، ويسوؤني جدًا أن أقف أمام نصٍ باذخ لأكتشف لاحقًا أنه (نصٌّ اصطناعي)، وأخشى أننا مقبلون على حالةٍ من استمراء الكسل العقلي التي ستتضافر بلا شك مع تراجع الاهتمام باللغة العربية والذي أصبح طابعًا عامًا للكثير من…