السبت ١٢ أبريل ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: لا خلاف في القول إن الثورة الرقمية الجارية قد أحدثت تحولات كبرى في مضمار تعليميات (Didactics) العلوم واللغات المختلفة، إذ سمحت بتجاوز كثير من الطرائق والوسائل والوسائط التعليمية، كما أتاحت أسنادا (Supports) جديدة لتعليم المعارف والمهارات والقيم المتنوعة، علاوة على فتحها آفاقا بحثية واعدة أمام المشتغلين في مضمار البيداغوجيا وما يتصل بها من علوم، وهي آفاق أخذت في بعض الأحيان أوجها من التنافس الحامي، بسبب ارتباط الثورة الرقمية المذكورة بمصالح مادية، وكذا بسبب علاقتها القوية بمستويات التنمية التي تسجلها البلدان الرائدة في هذا المجال. وهكذا فقد سارعت المؤسسات المسؤولة عن صياغة السياسات التربوية والثقافية لمختلف بلدان العالم، ونظيراتها المشتغلة بقضايا اللغويات، واللسانيات التطبيقية، إلى البحث في مضمار الرقميات، وتوظيف التقنيات المستجدة، لا لتحسين اكتساب اللغات وتسريع وتيرتها لدى الصغار والكبار، بل لتشبيك العلاقات بين اللغات عبر جسور الترجمة والتواصل الرقمي، مع ما ينتج عن ذلك من عائدات حضارية تعود على متكلمي لغات العالم المختلفة، ولا…
الجمعة ١١ أبريل ٢٠٢٥
من المؤسف، أن تتحوّل كارثة إنسانية يعاني منها الشعب السوداني الشقيق إلى «لعبة سياسية» بيد قواته المسلحة، التي تحاول تشتيت الانتباه عن جرائمه وفظائعه الموثقة. نقول ذلك، ونحن نتابع فصول الدعوى التي تقدمت بها القوات المسلحة السودانية إلى محكمة العدل الدولية ضد الإمارات، والتي تضمنت مزاعم بعيدة كل البعد عن الواقع، ودون أيّ أساس أو مستند قانوني، فيما لم يقدم البرهان أي برهان. ولعلّ المتابع للشأن السوداني يدرك إلى أي مدى وصلت إليه الأمور من جرائم حرب ارتكبتها قواته المسلحة، ووثّقتها العديد من السلطات الدولية، بما في ذلك تحقيقات الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، ووصلت إلى حد القتل الجماعي للمدنيين، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والهجمات العشوائية على مناطق آهلة بالسكان، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الأساسية، وتجنيد الأطفال والزج بهم في مناطق القتال. علاوة على ذلك، فإنّ العالم يعرف كيف تسبّبت هذه القوات في أزمة إنسانية، طالت أكثر من 30 مليون شخص، ووضعت أكثر من 600 ألف أمام ظروف المجاعة…
الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥
عامان من القسوة والظروف الإنسانية الكارثية مرّا على الشعب السوداني، عانى خلالهما الأشقاء ويلات الحرب وتبعاتها من قتلٍ ونزوحٍ وندرةٍ في مقومات الحياة الأساسية. وفي ظل هذه الحالة الإنسانية الحرجة، واللحظة المفصلية التي تستوجب مسارًا جادًا نحو السلام، لا تزال القوات المسلحة السودانية تتهرّب من أيّ مساعٍ لإنهاء الحرب، وتواصل تصعيدها، لقناعاتها بإمكانية الحسم العسكري، دون اعتبار لحجم المعاناة الإنسانية التي تجاوزت كل الحدود، مع الاستمرار في محاولاتها تحميل الآخرين مسؤولية ما اقترفته، ماضية في مسار لن يفضي إلّا إلى تمزيق السودان وتحويله إلى دولة فاشلة. وفي هذا السياق، يواصل الجيش السوداني حملته الممنهجة ضد دولة الإمارات بحجج مكررة وواهية، في مسعى لصرف الأنظار عن إخفاقاته الداخلية والتهرب من مسؤولياته تجاه الأحداث التي قادت إلى هذه الحرب العبثية، التي جاءت بقرار من الجيش والمليشيات الإخوانية المساندة له، وانقلابه على الحكم المدني الانتقالي في 25 أكتوبر 2021، واختيار الحرب لحسم الخلاف المتفاقم مع قوات الدعم السريع، ثم الرفض المتكرر لوقف إطلاق…
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠٢٥
الذين يستغلون كل حدث سياسي أو عسكري في المنطقة للتطاول على الإمارات ورموزها، في معظمهم خصوم «مؤدلجين» احترفوا الفجور في الخصومة. لم تكن الإمارات يوماً ضد استقرار أي بلد، ولم تكن يوماً خاضعة لخطاب العنتريات ونظرية المؤامرة، لأنها دولة تؤمن بالعقل، وتعيش الراهن، وتخطط بوعي للمستقبل. الإمارات كانت ولا تزال مع وحدة الصف العربي، وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة كلها. كل ما يقال ضد الإمارات لا يستند إلى أي دليل، ولا ينطلق من معلومة واحدة مثبتة ومؤكدة. هل يُعقل أن يسكت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعتبرة عن أي سلوك سياسي أو عسكري مخالف للقانون الدولي، خصوصاً لو كان المتهم دولة عربية؟ معظم من يردد إشاعات «الإخوان» ضد الإمارات أما منخرط في نشاط إسلاموي معادٍ للإمارات أو من فئة تُصدق كل إشاعة وكل خبر بلا دليل. كم مرة نفت الإمارات رسمياً أي تدخل عسكري أو سياسي في شأن أي بلد يمر باضطراب أو يخوض نزاعات، وجهودها لا تخرج عن نطاق الجهد الإغاثي…
الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥
في مجلة «هارفارد غازيت» بتاريخ 20 مارس، قرأت مقالاً عن آدم رودمان، طالب في سنواته الأولى في كلية الطب، كان يبحث عن معلومة تنقذ مريضاً أرهق الأطباء. استغرقت رحلته ساعتين في دهاليز مكتبة جامعة هارفارد، لكنه اليوم لا يحتاج إلا لـ15 ثانية، بفضل رفيقه الرقمي الجديد: الذكاء الاصطناعي. اليوم، يحمل رودمان في جيبه مكتبة طبية بأكملها، تطبيق «OpenEvidence»، الذي يقوم بدور الصيدلي الحكيم والطبيب المستشار، يفرز الأبحاث ويستخرج منها جوهرها، تماماً كما يستخرج الغيص اللؤلؤ من كومة الأصداف. لكن السؤال يظل معلقاً: كيف نستخدم هذه الأداة لإحداث تحوّل حقيقي في الطب؟ الذكاء الاصطناعي في الطب ليس وليد اليوم، لكنه بات الآن أشبه بطبيب خارق يمتلك خبرات آلاف الأطباء في ذاكرته الرقمية. يتوقع الخبراء أن يكون له أثر كاكتشاف الجينوم البشري، فهو قادر على تخفيف الأعباء الإدارية، وتقليل الأخطاء الطبية. لكن، الذكاء الاصطناعي قد يحمل في طياته تحديات كبيرة، فالبيانات التي تغذيه قد تكون مملوءة بتحيزات البشر، فتصبح قراراته منحازة دون…
الخميس ٢٧ مارس ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: يتندر السوريون كل يوم منذ سقوط النظام البائد بأننا أصبحنا نعيش في أفغانستان، على سبيل المزاح تارة، وبشكل لا يخلو من الجد تارة أخرى، يختلف لونها وفق رضا الجماعة عما يحصل، فيرى البعض عدم إلزام الناس بأي سلوك حتى الآن هو مدعاة للاستهزاء بمن يتوقع "الأسلمة"، بينما يرى البعض الآخر بانتشار أصحاب اللحى وسيطرتهم على المشهد العام ما ينذر بالخطر. ربما يكون الوقت ما زال مبكراً لقراءة الصورة بدقة، ومن ثم الحكم عليها، إنما ما يبدو جلياً هو حجم الإنقسام المجتمعي الحاصل، على أصعدة مختلفة، لا يتسع المجال للإلمام بها هنا، لكن ما يعنيني في هذه العجالة هو الجانب "الإسلامي"، إذ نجد أنفسنا اليوم وجهاً لوجه أمام تعابير مثل "هؤلاء لا يمثلون الإسلام"، و "نحن السُنّة"، و "أولئك كفار يجوز قتلهم"، فيما تكاد الهوية السورية تغرق عميقاً، لصالح أخرى دينية تطفو على السطح. وإذ لا يختلف إثنان على مسؤولية استبداد عمره يتجاوز خمسة عقود عن كل…
الإثنين ٢٤ مارس ٢٠٢٥
في عام 2010 لم يكن إنجاز المعاملات بالسهولة التي تتم بها حالياً من خلال هواتفنا ونحن في بيوتنا، كان الأمر يتطلب زيارة مقر الجهة الخدمية، وانتظار «الدور»، وتقديم الأوراق يدوياً. في ذلك العام، كانت لي تجربة لن أنساها في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، حيث حضرت من أبوظبي في وقت متأخر، وأمامي عدد لا يقل عن 30 سيدة وفتاة، يجلسن في المكان المخصص للسيدات. وقتها تصورت أنني لن أنتهي قبل ثلاث ساعات على الأقل، بعد دقائق حضرت موظفة عشرينية، بابتسامة بشوشة تتفقد حاجة كل منا، وتتأكد من وجود كامل الأوراق والمستندات المطلوبة قبل الجلوس أمام «الكاونترات» لإنجاز المعاملة، ورأيت سرعة وتتابعاً لأرقام الجالسات لأخذ دورهن لم أرها من قبل. تشجعت، وأخبرتها بأنني قادمة من أبوظبي حيث أقيم، وعليّ أن أعود بأقصى سرعة، فلدي أطفال صغار. قالت: «مقضية إن شاء الله»، وأخذتني إلى «كاونتر» مخصص للحالات الطارئة والسيدات كبيرات السن، وخلال أقل من خمس دقائق أنجزت المعاملة وخرجت. وعلى…
الإثنين ٢٤ مارس ٢٠٢٥
عندما أطلقت حكومة دولة الإمارات قبل عامين برنامج تصفير البيروقراطية في المؤسسات الحكومية، حينها لم يكن مركز الإمارات في مؤشرات تسهيل الأعمال والخدمات الحكومية متأخراً، بل على العكس متقدماً عالمياً، وإذا نظرنا عربياً، كانت الإمارات الأولى. وعندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، عن البرنامج آنذاك كان هدفه أن يكون إلغاء البيروقراطية ممارسة يومية وثقافة عامة ترتبط باسم دولة الإمارات. لم يستغرق الأمر طويلاً، إذ بدأت المؤسسات والدوائر والوزارات بتشكيل فرق العمل لإعادة بناء هياكل الإجراءات التي يتم التعامل معها يومياً لإنجازها بيسر وسهولة وبتقنية عالية، فيما دخلت في سباق مع نفسها ومع غيرها، لتقليل الإجراءات إلى أقل المستويات، بينما أعلن مجلس الوزراء عن جائزة مالية مليونية لفريق العمل الذي ينجح في تقليل الإجراءات أكثر، وتقديم جيل جديد من الخدمات المتكاملة الاستباقية لتكون حكومة الإمارات الأفضل عالمياً. هذا ما فعلته وتفعله الحكومة…
السبت ٢٢ مارس ٢٠٢٥
في أمسية رمضانية رائعة، استضاف المكتب الوطني للإعلام رجال الإعلام وقيادات القطاع الإعلامي وأبرز المؤثرين وصنّاع المحتوى ورواد الساحة الإبداعية، وذلك للتعريف بمبادرته العالمية قمة «بريدج» (وتعني الجسر) التي من المقرر أن تحتضنها عاصمتنا الحبيبة في الثامن من ديسمبر 2025. تقدم الحضور معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، والذي حرص خلال جلسة حوارية سريعة ضمن فعاليات الأمسية على تأكيد رؤية قيادتنا الرشيدة للإعلام وصناعته، انطلاقاً من قيم الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتي تزامنت الأمسية مع إحياء الإمارات ليوم زايد للعمل الإنساني. وأهمية أن يتحلى كل منّا بتلك القيم وبأخلاق زايد في مداخلاته وطروحاته عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي. مشدداً على رسالة الإعلام السامية في إبراز الشخصية الإماراتية وإنجازات ومكتسبات الإمارات ومكانتها الجديرة بها وحرصها على بناء جسور من التعاون وإقامة الشراكات البناءة مع مختلف بلدان العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً.…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ١٦ مارس ٢٠٢٥
في أحد الفصول المدرسية، سألت المعلمة أحد تلاميذها عن الطرق والأساليب التي يمكن بواسطتها تطوير مستوى التعليم والتغلب على حالة تخلف المدارس والجامعات والمستوى التعليمي في العالم العربي؟ وبكل ثقة وقف الطالب ليجيب عن سؤال معلمته فقال: نبني مصانع تصنع وتوفر لنا العباقرة الذين يمكن أن يعملوا على تطوير التعليم! دفعت إجابته البعض للضحك والسخرية، متخيلين مصنعاً ينتج بشراً عباقرة، لقد بدت إجابة التلميذ أميل إلى السذاجة والتهكم أكثر منها إجابة حقيقية ورصينة على السؤال، لكن التلميذ بقي على موقفه، مقتنعاً بأن العباقرة يصنعون في مصانع خاصة وليس في الجامعات! هل سمع ذلك من مكان أو أحد ما ولم يوفق في صياغة التعبير الدقيق؟ هل كان ذكياً بما لم تتوقعه المعلمة التي لم تحاول تحليل إجابة تلميذها. هذه الإجابة التي لخصها أحد أشهر علماء النفس الذي آمن بفكرة أن العبقرية تربى (أو تصنع) بتوافر محفزات وعوامل بيئية وتربويّة، وليس شرطاً كما هو متداول أنها مسألة وراثية، هذا الرجل لازلو بولغار…
السبت ١٥ مارس ٢٠٢٥
قصتان ربما تتكرران في كل يوم ولا نعلم عنهما شيئاً، لأن النفوس العفيفة يجرحها السؤال. القصة الاولى حدثت في أحد الأحياء البسيطة، حيث كانت تعيش أمينة، أرملة وأم لأربعة أطفال. بعد وفاة زوجها، تحولت حياتها إلى كفاح يومي لتأمين احتياجات أطفالها، وأكبرهم لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره. كانت أمينة تعمل بجد، ولكن عملها البسيط لم يكن يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية. لجأت إلى التسوق بالدين من البقالات القريبة حتى تراكمت عليها الديون ولم تعد تستطيع السداد. في يومٍ من الأيام، وضمن برنامج الهلال الأحمر لمساعدة الأسر المتعففة، تم اختيار المنطقة الشعبية المتواضعة التي تعيش فيها أمينة وعمل لائحة بأسماء الأسر التي تعيش هناك. حاول الموظفون التواصل مع أمينة هاتفياً مرات عديدة، ولكن دون جدوى. قلق الموظفون من عدم استجابتها، فقرروا إرسال أحد المتطوعين إلى منزلها للاطمئنان عليها. عندما طرق الموظف الباب، فتحت أمينة بحذر، وعندما سألها عن سبب عدم الرد على المكالمات، انهمرت دموعها وقالت بصوت متهدج: "ظننت أن من…
الإثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥
لم يكن نهيان بن مبارك مجرد مسؤول يؤدي واجباته الرسمية، بل كان دائماً قريباً من الناس، حاضراً في أفراحهم وأتراحهم، مشاركاً في المناسبات الوطنية والاجتماعية، ومُكرّساً وقته لتعزيز الترابط المجتمعي. هذه القربى من الناس هي انعكاس لما نشأ عليه في مجلس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث القيادة الحقيقية تعني أن تكون في قلب المجتمع، قريباً من نبضه وآماله. ذلك المجلس الذي ضم والده الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، رحمه الله، السند المتين للشيخ زايد، ورفيق له في بناء الاتحاد والتأسيس. هذه الملازمة منحت الشيخ نهيان فرصة نادرة للنهل من معين القيادة الحقيقية، فشبّ على حب الوطن وخدمة الناس، مؤمناً بأن العمل من أجل رفعة البلاد هو أسمى صور المواطنة. تجلّت هذه القيم في مسيرة الشيخ نهيان، التي امتدت لعقود من العمل المتواصل في مختلف المجالات. وقد وثّق كتاب «الشاهد»، الصادر عن مكتب إكسبو دبي، محطات مضيئة من هذه المسيرة، مسلطاً الضوء على دوره الحيوي…