آراء

العشق بوصفه تفكيرًا: قراءة في جدلية المعنى الشعري عند بدر بن عبد المحسن

الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:        ليس الشعر عند الأمير بدر بن عبد المحسن تعبيرًا عن العاطفة، بل تفكيرٌ بالعاطفة، واستنطاقٌ للوجود من داخل اللغة، في شعره تداخل بين حدود الحس والعقل، ليولد المعنى العميق من التوتر بينهما، فقصيدته لا تبحث عن الجمال بوصفه زينةً للقول، بل عن الحقيقة بوصفها جوهر الوجد، في شعره تتقاطع الأسئلة الكبرى: من أين يأتي المعنى؟ وما جوهر العشق؟ .       يكتب البدر من أعماق الفكر والوجدان معًا، من منطقةٍ مشتعلةٍ يتداخل فيها الحسّ بالحدس، والحنين بالوعي، إنّه لا يصف الواقع، بل يعيد بناءه لغويًّا، كما لو أنّ القصيدة مختبرٌ أنطولوجيّ يعيد تعريف الإنسان في مواجهة ذاته والآخر والمطلق، ومن -هنا- تتولّد جدليته الشعرية: إن العشق ليس شعورًا، بل طريقة في الوجود ورؤية فلسفية، وأن اللغة ليست وسيلة، بل كينونة تتفكّر بذاتها.      إن الذات في شعر البدر ليست مركزًا مغلقاً، بل كائنٌ مفتوح على العالم، إنّها ذاتٌ تُعرّف نفسها من خلال علاقتها بالوجود، لا من…

زرع بذور التسامح بمشاتل التنشئة الاجتماعية بدولة الإمارات العربية المتحدة

الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:            يسجل النموذج الإماراتي، في هذا الصدد، فرادة وتميزا لافتا قياسا بنماذج الجوار الإقليمي. إذ يراهن على المؤسسة التعليمية، متخذا إياها مطية رئيسية لتعزيز القيم وترسيخها لدى الناشئة، منسجما مع ما يدعو إليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يقول في مادته السادسة والعشرين (26): «يجب أن يستهدف التعليمُ التنميةَ الكاملةَ لشخصية الإنسان وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما يجب أن يعزِّز التفاهمَ والتسامحَ والصداقةَ بين جميع الأمم وجميع الفئات العنصرية أو الدينية، وأن يؤيِّد الأنشطةَ التي تضطلع بها الأممُ المتحدةُ لحفظ السلام». universal-declaration-human-rights      من مكامن التميز والفرادة ذات الصلة بموضوع القيم، يسجل الدارس إقرار وزارة التربية والتعليم الإماراتية لمادة التربية الأخلاقية منذ موسم 2017/2018، هدفها تربية الناشئة على القيم السامية، فضلا عن تأسيس ثقافة تحافظ على سمات التسامح والانفتاح التي طورها المجتمع الإماراتي على مدى العقود القليلة الماضية، وهي احترام الآخر والحفاظ على عادات وتقاليد وتراث وثقافة وقيم دولة الإمارات…

عشرة على عشرة!

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      على أعتاب اليوم العالمي للصحة النفسية 10/10، وبصرف النظر عن الشعار والرسالة التي يحملها كل عام، يبقى النداء العام والفائق الأهمية: لنعتنِ بعقولنا كما نعتني بأجسادنا. ثمة مفارقة مؤلمة يعيشها العالم اليوم؛ لم يسبق أن توفّر هذا الكمّ من وسائل الراحة، ومع ذلك لم يسبق أن شعر الإنسان بهذا القدر من الإنهاك والاحتراق الداخلي. يمكن أن نعزو ذلك ببساطة إلى تسارع وتيرة الحياة وضغوط العمل والانْعزال الاجتماعي، والأوضاع الاقتصادية والسياسية والإنسانية العصيبة، من كوارث ومعارك وحروب وخيبات، ناهيك عن تزايد التعرّض لعشوائيات المحتوى الرقمي الذي سبق وتحدثنا عنه. ويمكن أن نضيف إليها هنا البون الشاسع بين عالمٍ وهميٍّ برّاق يستعرضه البعض، وواقعٍ مغايرٍ قاتم يعيشه البعض الآخر، فيغرق في بحرٍ من المقارنات والضيق والقلق والاكتئاب. تحضرني الآن مقولة الكاتب السوداوي فرانز كافكا: «ليس الجنون أن تكون مريضًا، بل أن تتظاهر بالعافية في عالمٍ ينهار من الداخل.» ولعله لخص بذلك جوهر المعاناة المعاصرة، حين يضطر…

المعجم العربي بين الذاكرة والوعي الآلي.. تأملات في حوسبة المعنى وجدلية الوجود اللغوي

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي أعادت تشكيل البنية المعرفية للغة في عصر الذكاء الاصطناعي، غدت حوسبة المعاجم العربية مشروعًا علميًّا يتجاوز مجرد رقمنة المادة اللغوية إلى إعادة هندسة الوعي المعجمي نفسه وفق منطق البيانات والخوارزميات، فالمعجم لم يعد وعاءً تقليديًا لتوثيق الألفاظ، بل أصبح منظومة معرفية متكاملة، تتفاعل مع أنظمة التعلم العميق ومعالجات اللغة الطبيعية في بناء نماذج تفهم العربية ليس على مستوى الشكل فحسب، بل على مستوى الدلالة والسياق والتداول، ومن -هنا- تبرز إشكالية مركزية: كيف يمكن مواءمة البنية المعجمية العربية – بما تحمله من تراث صرفي ودلالي عميق – مع منطق الخوارزميات الاصطناعية التي تستند إلى الإحصاء والتعلّم الذاتي؟. إن الإجابة عن هذا السؤال تقتضي استراتيجيات متعددة تجمع بين النمذجة اللغوية والتحليل الخوارزمي والتصميم البنيوي للبيانات، في إطار مشروع معرفي يسعى إلى تحويل المعجم العربي من مخزون وصفي إلى كيان ذكي قادر على الفهم والإنتاج والمقارنة، وبذلك تنتقل العربية من مرحلة…

زايد في أصيلة

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥

استكمالاً لحديثنا بالأمس عن مدينة أصيلة المغربية وإسهام منتداها في اجتذاب واستقطاب مآثر خالدة لصالح المدينة وساكنتها بجهد من ابنها البار محمد بن عيسى، رحمه الله، نتحدث اليوم عن أثر من ثمار الحضور الإماراتي الملهم في المدينة، والمتمثل في مجمع للإبداع والابتكار يحمل اسم الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. مجمع يحتضن فعاليات إبداعية ومبادرات نوعية ترعى المبدعين من فنانين ومثقفين ومفكرين على مدار العام، تحت مظلة المنتدى. الحضور الثقافي والإبداعي الإماراتي في المدينة وعموم المغرب، امتداد للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين في شتى المجالات. وكانت الإمارات قد حَلَّت ذات مرة ضيفة شرف على المنتدى، الذي استضاف كذلك ندوة بعنوان «الشيخ زايد: رؤية القائد المستبصر»، قال فيها الراحل محمد بن عيسى: «إن الشيخ زايد، رحمه الله، تميز بالحكمة التي تزن القضايا بميزان الحق والإنصاف، وكان له أسلوب في القيادة حمى الإمارات من الأخطار والأطماع التي حاقت بها في طور التأسيس». ولفت إلى اقتران…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

علمتني الحياة (المعرفة)

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥

الفكرة الراسخة وغير القابلة للجدال التي جعلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عنواناً لأحد أجزاء كتابه متضمنة في هذه العبارة: «أنا أفكر، إذن أنا موجود»، وهي عبارة فلسفية شهيرة للمفكر الفرنسي ديكارت، الذي عاش في القرن السابع عشر، وقد جاءت في كتابه «تأملات في المنهج». لقد أراد ديكارت في سعيه نحو بناء منهجه الفكري أن يجد حقيقة لا يمكن الشك فيها، فوجد أن فعل التفكير نفسه دليل على وجود الذات المفكّرة، فيما بعد أصبحت العبارة حجر الأساس للفكر الحديث والفلسفة الحديثة؛ لأنها جعلت الوعي بالذات نقطة انطلاق للمعرفة، ومن هذا الوعي يتساءل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الصفحة (58) من الكتاب: هل زادت معرفة الإنسان وصغر عقله؟ لقد جاء هذا السؤال بعد اطلاعه على دراسة وصفها سموه بالمخيفة، أكدت أن تركيز الأطفال في المدارس تراجع إلى 7 دقائق فقط مقارنة بـ18 دقيقة. وجاءت ثورة المعرفة والتقنيات الحديثة لتضاعف حجم المعرفة وسرعة الحصول عليها،…

أدمغة تتعفن في عتمة مبهرة

الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      أنتَ تستيقظ من نوم قلق، تتلمس يدُك طريقها في العتمة إلى هاتفك. كنت قد وعدت نفسك بالأمس أن تمارس بعض التأمل فور يقظتك، وأن تستخدم تقنيات استذكار الحلم، قلت إنك ستعود لتمارينك الصباحية وفطورك الصحي، لكنك تريد فقط أن تتبين الوقت أو تطفئ المنبه. لا تعرف كيف ومتى وجد إصبعك السبابة طريقه إلى تصفح عشوائي لبعض المواقع: كلاب ترقص، أسعار ذهب تتقافز، مشايخ تلقي مواعظها، أشلاء ودماء وبكاء، دروس في الطهي، أطفال مولودون بالذكاء الاصطناعي يفرّون من مستشفى للولادة! أنت الآن ترمي هاتفك بغيظ وتنظر إلى سقف غرفتك الذي أضحى لسبب ما أبعد من المعتاد، ولا تكاد تذكر آخر مرة تأملته، بادلته حفنة من الأسرار الطازجة، وطبعت قبلة على جبينه، وما عاد عندك متسع من الوقت لتسمع عتابه، ولا حتى لتتناول فنجان قهوتك المختصة بهدوء. تسرع إلى عملك وأنت ناقم ومشوش وشاعر بالغبن، لكنك لا تعلم على من؟ ولماذا؟ تجلس في اجتماع مجلس الإدارة…

العربية بين جدلية الهوية وأفق الكونية

الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      تشغل اللغة العربية موقعًا متميزًا في البنية الجمالية والثقافية للإنسانية، حيث تتجاوز وظيفتها التواصلية لتُشكّل نظامًا دلاليًا وجماليًا فريدًا؛ فمن الناحية التاريخية، مثلت العربية وعاءً لحفظ التراث الفكري والأدبي والعلمي، فهي لغة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، لذا أسهمت مفرداتها الغنية وتراكيبها البلاغية المعقدة في صياغة وعي جمالي قائم على الإيقاع الصوتي والدقة التعبيرية والعمق الدلالي. وقد تجلّى هذا في النصوص المؤسسة من شعر جاهلي ونصوص دينية وفلسفية، حيث أصبحت العربية لغةً حاملةً لمنظومة قيم جمالية وأخلاقية معًا. فليست اللغة العربية مجرد أداة اتصال؛ بل هي وعاء حيوي للفكر والجمال، وحاضنة للإبداع الإنساني عبر العصور، إذ تمتلك نسيجاً لغوياً فريداً يجمع بين البلاغة والإيجاز، ويستوعب -أيضاً- أشكال التعبير المعاصرة في الرواية والشعر الحديث والإعلام والفنون البصرية والرقمية، وظلّت قادرةً على استيعاب مستجدات العصر عبر عمليات توليد المصطلحات وتكييف البنى النحوية، مما يفتح آفاقاً جديدة لإحياء جمالياتها في الفضاء الإلكتروني، وتعزيز حضورها في…

العزلة الإسرائيلية

الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥

     مع صيف عالي الحرارة وتقلبات الطقس الغريبة، والأحداث السياسية الساخنة، ومع اتساع أحداث الحرب على غزة ونزوح الآلاف من القطاع، اتسعت بشكل أكبر دائرة مظاهر تنامي العزلة الدولية التي تواجهها إسرائيل بسبب جرائمها جراء الحرب، في ظل تصاعد الانتقادات الرسمية والشعبية الدولية، وازدياد الدعوات للاعتراف بدولة فلسطينية لتشمل أكثر من 12 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، خلال اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك. عواقب وأزمات تعيشها إسرائيل خلال السنتين الماضيتين وحالة غير مسبوقة من الانقسام الداخلي، والعزلة السياسية والأخلاقية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وهي التي كانت تسوّق نفسها بجانب أمريكا لعقود باعتبارها " النموذج الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط"، تحوّلت صورتها إلى دولة متهمة بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، الإبادة والتجويع والاعتماد المفرط على القوة العسكرية، ورفض أي حلول عادلة للوصول لوقف إطلاق النار أو التهدئة وإنهاء المعناة مع الشعب الفلسطيني. حشود حول العالم، في إيطاليا، اسبانيا، اليونان، حتى رؤساء الدول، هتفوا باسم فلسطين ورفعوا اعلامها ومنهم من…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

نزعة الارتقاء الطبقي: ثمن الصعود

الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: “الإنسان ليس سوى ما يصنع بنفسه” ..جان بول سارتر هل المعرفة والتعليم تذكرة صعود حقيقية؟ وهل تكفي الشهادة وحدها كي نعبر نحو طبقة أعلى؟ السؤال في ظاهره بسيط، لكنه في جوهره يشبه متاهة لا يخرج منها المسافر بسهولة. في أعماقه يختبئ هاجس قديم: مكانك ليس ثابتًا. هناك صوت خفي يذكّرك دائمًا أن قيمتك تُقاس بالمسافة التي تقطعها عن بيتك الأول. من وعد "تحقيق الذات" ولدت فكرة الصعود الطبقي، ليست مجرد ثروة أو وظيفة عليا، بل وهم بالتحرر وخلاص يُمنَح لنا بشرط أن نصعد. الصين قدّمت أول نسخة من هذا الوعد. أتذكر حين زرت معبد كونفوشيوس في بكين، وإلى جانبه الكلية الإمبراطورية التي تحوّلت اليوم إلى متحف يعرض تاريخ الامتحانات القديمة. بين الألواح الحجرية وأدوات الحبر، بدا لي وكأن المعرفة هناك كانت جواز العبور الأول إلى السلطة. كان ذلك إعلانًا مبكرًا بأن الحبر قد يتفوق على الدم، وأن الكفاءة يمكن أن تهزم السلالة. لكن السؤال الأعمق هو:…

الشكل أم الجوهر؟

الإثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:    تنص رسالة حملتها وسائل التواصل الاجتماعي على مقارنة بين تارك الصلاة من جهة والمغتصب الزاني من جهة أخرى، ليخلص المتلقي إلى نتيجة مفادها أن الأول عند الله خارج عن الإسلام، فيما الثاني قد يكون مسلماً مؤمناً، إنما آثم يمكن له أن يتوب. إذا كنت تؤمن بنظرية المؤامرة، لن يتبادر إلى ذهنك سوى أن رسائل كتلك هي محض مؤامرة، الهدف منها تشويه صورة الإسلام، لتجعل منه دين يقبل المجرمين تحت رايته، فما إن تبحث لتجد أصول اعتمد عليها من صاغ منشوراته على سبيل التشجيع على الصلاة، لكنه أغفل، سهواً أو عمداً، التذكير أن المغتصب مدان لدى السلف والخلف، حتى لو كانت الإدانة بدرجة أقل من تارك الصلاة. قد يخطر في بالك أن كل هذه الأحكام لا تطبق اليوم، فلا أهمية لها، إنما في الواقع ليس سهلاً اتهام أحد بالخروج عن الإسلام، فهذا تكفير يبيح القتل، بناءً على النصوص ذاتها التي أقرت حيثيات الاتهام، ناهيك عن الظروف…

بين زمنين

الإثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥

العاشرة صباحاً في مطار واشنطن، كنت أهرول إلى بوابة طيران الإمارات بعد الإعلان الأخير عن الرحلة. ربما كنت آخر مسافر يركب الطائرة، وكأنني أُسابق الزمن كي لا يفوتني هذا الموعد الطويل مع السماء. جلست في مقعدي وأنا أتهيأ لرحلة تقارب خمس عشرة ساعة إلى دبي، رحلة تمتد على خط الزمن كما تمتد على خط الطول. كنت قد استيقظت من النوم قبل ساعات قليلة، فلا مجال للنعاس. ولقتل الوقت شاهدت ثلاثة أفلام متتالية، لكن ما إن نظرت إلى زاوية الشاشة حتى وجدت أن أمامي تسع ساعات أخرى. شعرت بالملل، وكنت أسافر وحيداً، فقررت الذهاب إلى الصالة لطائرة الإيرباص A380، لعلّي أجد بعض الصحبة التي تسرّع عقارب الساعة. في الصالة لم يكن سوى راكبين: أحدهما منهمك بالحديث مع مضيفة تقف خلف الكاونتر، والآخر جالس بصمت يشرب كوب شاي أخضر، تبدو على ملامحه آثار الملل ذاته الذي يسكنني. اقتربت منه وبادرت بالحديث: رحلة طويلة، أليس كذلك؟ ابتسم بخفة وأجاب: نعم، ولكن على الأقل…