آراء

أمن الإمارات

الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤

تفاعل شعبي واسع مع خطوة النائب العام للدولة المستشار الدكتور حمد الشامسي، بإجراء تحقيق فوري مع المقبوض عليهم من الجنسية البنغالية الذين تجمهروا وأثاروا الشغب في عدد من شوارع الدولة يوم الجمعة الماضي. وأظهرت التحقيقات التي باشرها فريق من أعضاء النيابة العامة مع المتهمين المقبوض عليهم، التي جرت بإشراف مباشر من النائب العام عن أنهم ارتكبوا «جرائم التجمهر في مكان عام والتظاهر ضد حكومة بلدهم، بقصد الشغب ومنع وتعطيل تنفيذ القوانين واللوائح، وتعطيل مصالح الأفراد وإيذائهم وتعريضهم للخطر والحيلولة دون ممارستهم لحقوقهم وتعطيل حركة المرور والاعتداء على المارة، فأمرت النيابة العامة بحبسهم احتياطيا على ذمة التحقيق»، وأمر النائب العام بإحالة المتهمين لمحاكمة عاجلة. كانت رسالة النائب العام واضحة للجميع، حرص خلالها على تذكير كل من يقيم على أراضي الدولة الالتزام بقوانينها. وكما قال معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة «الإمارات دولة مؤسسات ونظام يحمي الجميع ضمن نموذج قائم على القانون والتنوع والأمان»، وأن «قرار النائب العام…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

سر الكتابة وسر الطبخة!

الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤

يقول الكاتب البريطاني نيل جايمان: «الكتابة تشبه الطبخ كثيراً، أحياناً لا تنفش الكيكة التي تعدها مهما حاولت، لكن من وقت إلى آخر ستجد أن طعم كعكتك أحلى من كل توقعاتك وأحلامك بها»! ولقد أصاب الهدف تماماً، وعليه ليس غريباً إذا سمعت صحفياً يحدثك عن مطبخ الجريدة، باعتباره المكان الذي يضم كبار الصحفيين من أهل الحرفة والخبرة، حيث تتخذ القرارات الخاصة بكل ما سيظهر في الجريدة صباح الغد. لذلك فمن الملاحظ جداً براعة الكثير من الكتاب والصحفيين في فن الطهي، وشغفهم به والتفاتهم الدقيق لمضامين وتفاصيل الوصفات، الخلاصة إذن: إن الكتّاب يطبخون كما يكتبون تماماً، لأن الكتابة عندهم تشبه الطبخ كثيراً، ولكلا الفنين أسرار ومعادلات لا يعرفها إلا أصحابها! يؤكد الكاتب المصري محمد عبدالنبي في كتابه «الحكاية وما فيها» أن أي شخص يهتم بالكتابة لا بد أن يكون مهتماً بالطبخ كذلك، ولو على سبيل الفضول، لأن إنتاج طعام طيب وشهي ومفيد لا يبتعد كثيراً عن إنتاج عمل فني طيب وشهي ومفيد!…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

إغواء المريخ

الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤

يحمل الدكتور غسان سلامة سيرة أكاديمية نادرة في العالم العربي، وخبرة دولية حافلة، يضاف إليهما منصبه وزيراً للثقافة في لبنان، يوم كانت مهمته الأهم إعداد مؤتمر القمة العربي الذي حمل مبادرة المملكة العربية السعودية لقيام الدولة الفلسطينية. ودرّس سلامة العلوم السياسية طوال ثلث قرن في الجامعة الأميركية (بيروت)، والجامعة اليسوعية، وفي معهد العلوم السياسية في باريس، حيث كان أشهر تلامذته شاب يدعى إيمانويل ماكرون. وعمل مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في العراق وليبيا وغيرهما. منذ أسابيع صدر للدكتور سلامة كتابه الثالث عن «وضع العالم» كما رآه وعايشه، دبلوماسياً وأستاذاً، بعنوان «إغواء المريخ». ولا يترك بقعة نزاع من بقاع الأرض من دون أن يتناولها بجهده البحثي الصعب. يتهيأ لي أن غسان سلامة هو توأم أمين معلوف في عناصر شتى: كلاهما حقق نجاحه في فرنسا، وباللغة الفرنسية. كلاهما نقل قضاياه وقضايا العالم أجمع إلى المسرح الإنساني العالمي. كلاهما كتب باللغة العربية قبل الفرنسية. كلاهما جاء من بيئة ثقافية واحدة في لبنان. وكلاهما جعل…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

المحظوظ!

السبت ٢٠ يوليو ٢٠٢٤

فقط مليمترات قليلة بين الرصاصة ودماغ السيد دونالد ترمب كانت هي الفارق بين الحياة والموت، ربما شبه معجزة، لم يكن كثيرون ليصدقوها، حتى ذهب بعضهم إلى القول إن المحاولة على حياة الرئيس السابق ليست حقيقة بل هي مسرحية. وأُوضّح أنها حقيقة، وأن ما أنقذه هو الحظ. قبل أزيز تلك الرصاصة حول أذن ترمب، كانت النخبة الأميركية قد وصلت إلى شبه اتفاق على أن أيّاً من الرجلين، جو بايدن ودونالد ترمب، لا يصلح - كلٌّ لأسباب مختلفة - أن يقود هذه الأمة الكبيرة، ولكن منذ متى كانت النتيجة النهائية في الانتخابات تقررها النخب، من يقرر النتيجة في أي انتخابات وفي أي بلد هم العامة، فمزاج العوام هو الفيصل، وكثيراً ما يختلف مع العقل والمنطق، يحكم المزاج الشعور العام بالرفض أو القبول، وتقرره العواطف التي يدغدغها الإعلام المدفوع بالمصالح. مع إطلاق الرصاص على منصة ترمب، والصور المصاحبة في تلك اللحظة، سجل ترمب انتصاره شبة المؤكد - إلا إذا حدثت معجزة - فلم…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

ضربة تسلل

السبت ٢٠ يوليو ٢٠٢٤

وسط أعلى أصوات وضوضاء الحرب منذ 1948، صوَّت الكنيست الإسرائيلي ضد قيام دولة فلسطينية «لكونها تشكل خطراً على وجود إسرائيل ومواطنيها». الذين كانوا يعتقدون أن فائدة الحرب الطاحنة في غزة هي إقامة الدولة أبلغهم البرلمان الإسرائيلي أن الموقف العام لا يختلف إطلاقاً عن موقف نتنياهو، وغانتس، ويوآف، وغفير، والحريديم وسائر العصابيين. لم ينتبه العالم الذي كان يتحدث بكل ثقة عن الدولة أن إسرائيل ترى فيها خطراً عليها، وليس حلاً للشعب الفلسطيني الذي طردته من أرضه، ومنزله، وشردته في الخيام وأراضي الآخرين. بعد حرب غزة، كان جو بايدن أول من وعد بالدولة الفلسطينية. وبدا للحظات أن الشرق الأوسط المزروع بالألغام في كل بوصة منه يشهد بصيص أمل بعيد، وأن الثمن الرهيب المدفوع في غزة أدى إلى فتح ثغرة في جدار الموت واليأس. لكن الرد الإسرائيلي جاء بالإجماع: 68 نائباً يهودياً ضد، مقابل 9 نواب عرب. في هذه الطريقة وهذا التوقيت، أبلغت إسرائيل من يهمه الأمر أن المظاهرات ضد نتنياهو في تل…

زاهي حواس
زاهي حواس
وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق

التنقيب الأثري في حليت بالسعودية

الخميس ١٨ يوليو ٢٠٢٤

أعلنت المملكة العربية السعودية عن الانتهاء من مشروع التنقيب الأثري في موقع حليت، الواقع في محافظة الدوادمي بمنطقة الرياض. وفي الحقيقة يعد موقع حليت من أكثر المواقع الأثرية التي أجريت به أعمال التنقيب الأثري، ما يدل على مدى أهمية الموقع الذي يعد من أقدم مستوطنات التعدين في الجزيرة العربية، ويعود تاريخه إلى العصر الإسلامي المبكر. وعلى الرغم من أن مساحة الموقع حوالي 200 متر طولاً و100 متر عرضاً، فإن الشواهد الأثرية تنتشر على سطحه بشكل ملحوظ، خصوصاً مع وجود كسر الأواني والأدوات الفخارية والزجاجية، وكذلك الكم الكبير من الرحى والمدقات الحجرية المستخدمة في تطويع المعادن... وظل موقع حليت أحد مواقع التعدين خلال العصرين الأموي والعباسي. وقد ورد ذكره في المصادر التاريخية ‏المبكرة باسم «معدن النجادي»؛ نسبة إلى مالكيه من أبناء «نجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص» (رضي الله عنه). ‏وقد أظهرت نتائج الأبحاث الكشف عن سوق المستوطنة، والمكون من وحدات معمارية وغرف متلاصقة ذات مداخل جانبية بالقرب من…

دولة السلام

الخميس ١٨ يوليو ٢٠٢٤

وأنت تقرأ في الصباح الباكر صحيفتك اليومية.. وأثمد السلام يمشط جفنيك.. ترى كلمة لها وقع الرنين المغناطيسي في شأنك وفنك وتشعر أننا أصبحنا محطة استراحة لمشاعر كل من طاردتهم وحشية الغابات الضارية وكل من أنهكتهم ضربات شمس الحروب المفزعة وقضت على أحلامهم شعارات صفراء باهتة استولت على مصائرهم وباعت في السوق السوداء دماءهم واستباحت حقوقهم الإنسانية. الإمارات تقدم دروساً في الرحمة والتواصل وحفظ حقوق الإنسان والعناية بشأنه وفنه ورعايته وحمايته وتطويقه بسلسال الذهب وتقليده قلادة الفرح. الإمارات في المحيط العالمي مثال للدولة الراعية لمشاعر الناس الحامية لحقوق الإنسان، وهي الأنامل المدوزنة لمعايير العلاقات بين الدول لذلك نرى في كل دولة من عالمنا المعاصر هناك معلَماً إماراتياً يشير إلى وجود اسم الإمارات كصديقة للآخر تحمل راية الشفافية بحزم وترفع علم التناغم مع الصديق والشقيق على حد سواء؛ لأن الإيمان لدى قيادتنا الرشيدة أن العالم يسكن غرفة واحدة وما الصدام إلا قنبلة تدميرية شاملة لا تبقي ولا تذر ولا منتصر في الكراهية،…

محاولة الاغتيال في الوقت الحرج

الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠٢٤

الاغتيال الجسدي أو المعنوي، أبرزُ الأسلحةِ التي تشهر في وجهِ الشخصيات المؤثرة في أي حقل. من السياسيين إلى العلماءِ إلى رجال الدين وحتى الفنانين. ورغم أنَّه يستهدف الموت، مثله مثل القتل، لكن لفظة «اغتيال» ارتبطت بقتل الشخصياتِ البارزة والمعروفة بتأثيرها في مجتمعاتها. والتاريخ سجَّل قوائم من الرؤساء ذهبوا غدراً نظيرَ مواقفهم الفكرية أو السياسية، ومن التاريخ الحديث أسماء مثل الرئيس الأميركي جون كيندي، ورفيق الحريري، ومحمد أنور السادات. ارتكاب القتل لا يعني أن أسباب الاستهداف ذات قيمة أو معنى، مثل كل الجرائم الجنائية قد يكون خلف كل هذا العناء من التخطيط والتنفيذ، أسباب تافهة وحسابات شخصية لجذب الانتباه كما حصل مع المهووس بالممثلة الأميركية جودي فوستر، الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي رونالد ريغان لإثارة إعجابها، أو هذا الأخير توماس ماثيو كروكس الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الأقوى اليوم دونالد ترمب. كروكس شاب مراهق، أرعن، لا يملك رؤية سياسية أو هدفاً عميقاً، تائهٌ وبسيط، سجَّل نفسَه ضمن قوائم الجمهوريين،…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

الصيف والمعارك والكهرباء

الإثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤

أفتح صفحات أصدقائي على الفيسبوك، أو على منصة إكس، فأجدهم إما غارقون في خلافات ومعارك عبثية، يسمونها خطأ خلافات ثقافية، أو أنهم يشتكون ويتذمرون من كل شيء تقريباً: ارتفاع الأسعار، انقطاع الكهرباء، الكلفة الباهظة لقضاء العطلة، الزحام، ضغوطات الحياة، يشتكي الرجال من طلبات النساء، والنساء يشتكين من سلبية الرجال وتحرشاتهم، الآباء والأمهات يشتكون من ضغوطات امتحانات الثانوية على أبنائهم، وتعقيدات التقدم للجامعات، الأبناء متمردون دائماً، و.. وهكذا كل يغني على ليلاه! أما أصحاب الخلافات الثقافية، التي تعكس صراعات شخصية في الأساس، فإنهم يُذكّرونني بعبارة تنسب للروائي «غارسيا ماركيز»، الذي يقول: «عندما لا تكون السياسة ممكنة، تحوَّل إلى الثقافة»، ما يعني أن كل خلاف أو معركة ثقافية، هي في أصلها محاولة للوصول إلى مطالب واحتياجات وانتقادات ومعارضات وأهداف سياسية، فشل أصحابها في الوصول إلى ما يريدون، فتحولوا بها إلى الثقافة، لتكون المعارك بذلك محاولة تنفيس لمآزق سياسية ليس إلا، وباختصار، كما قال ماركيز (ما لا تستطيعه في السياسة، حققه بالثقافة)! أما…

هل يصل؟

الإثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤

وما زال السؤال مطروحاً، أما الإجابة فهي في علم الغيب، بينما الاحتمالات والتوقعات كثيرة، وقد تصل إلى الحد الأقصى، وواقعة أول من أمس كانت قريبة جداً من ذلك الحد، ولولا التفاتة عفوية، وفارق زمني لا يتجاوز اللحظة، لكانت النتيجة أكثر مأساوية. وقبل الخوض في التفاصيل وتفاصيلها، وحتى لا نضيع بين مفرداتها وتضارب معلوماتها، نهنئ الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب على السلامة، فهو ورغم كل ما قلناه وسنقوله عنه يبقى الأفضل للموقع الأخطر في العالم، مقارنة بمنافسه جو بايدن، وأعيد تأكيد ما ذكرت من قبل بأن ترامب هو «أحلى الأمرّين». ونعود إلى سؤالنا، وهو مكرر، ذكرناه قبل عدة أسابيع، ونستعيده اليوم لأنه يفرض نفسه، ويقربنا من حقيقة كنا نحاول استبعادها، حتى لا نتهم بالترويج لنظرية المؤامرة، التي لا أعرف لماذا يكرهها الليبراليون، يومها قلنا إن كم القضايا التي رفعت ضد ترامب، ومحاولات إيصاله إلى مرحلة اليأس والإحباط، ليست عشوائية، بل هي منظمة من قبل جهات متنفذة، تملك السلطة،.…

مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

أسطورة أميركية جديدة اسمها ترمب

الإثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤

بمحاولة الاغتيال الفاشلة، دخل دونالد ترمب التاريخَ الأميركيَّ، بل العالمي للأبد، بصرف النظر عن فوزه من عدمه بالانتخابات الرئاسية المقبلة. لا شيء مثل الدَّم المُهراق على مذبح السياسة ومَنحر الجماهير يجلب ذئابَ الإعلام وقروش المؤرخين. ستظلُّ صورةُ وجهِ ترمب وقطراتُ الدماء تنساب على صدغه، وهو يرفع قبضةَ النصر وفوقه يحلّق العلَم الأميركي، ستظل خالدة تالدة فاعلة في الناس الأفاعيل. إن نجح ترمب في الوصول للبيت الأبيض من جديد، هذه المرة، فسيكون أشبهَ بالقدّيس الجمهوري، حالة تشبه حالة مارتن لوثر كينغ بالنسبة لحركة الحقوق المدنية السوداء، بل إن زادت أسطورته الجماهيرية الأميركية، فقد يراه البعض مؤسساً جديداً، أو مصححاً في أقل الأحوال، للانحراف والانجراف اليساري الأوبامي في أميركا. على فكرة، لو رجعنا لسيرة الرئيس الأميركي التاريخي الرمز، إبراهام لنكولن، في وقته، وبمنظار خصومه، حتى بعض أنصاره حينها، فلن نرى القداسة نفسها التي حَظِيَ بها المحامي النحيل صاحبُ الوجه المنحوت، لنكولن. الرمزية تُصنع مع تعاقب الأجيال، وفي معامل الزمن المتوالي، ومن يدري،…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

متاهات من الأنقاض

الإثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤

أول سؤال يطرحه الكاتب على نفسه كل صباح: ماذا نكتب اليوم؟ ماذا يستحب القارئ؟ أن نبقى في الأحداث والآلام والخوف، أو أن نبتعد قليلاً، ونوفّر عليه المزيد من الأحزان والقلق والتوتر؟ ولكن إذا ابتعدنا ألا يبدو هارباً من عالمه، وهو عالم حافل باللؤم والجريمة وهزائم القيم جميعها؟ أم أن كل ما عليك، كل صباح، أن تستعرض صورة العالم، ثم تنقلها كما هي: أطلال رفح ورمادها، أخطار أوكرانيا واحتمالات الحرب العالمية؟ أنا الذي عشت عمري بين الورق، تمنيت اليوم لو أن العصر الورقي انقضى. الصفحة الأولى من «الفيغارو» مثل ورقة نعي معلقة على جدار فرنسا: أسود، كل شيء أسود. مجلة «لوبوان» تندب الآمال في صوت عالٍ ونوح شديد: السياسة محنة، والانتخابات مصائب، والرئيس ماكرون «طفل مدلل» أساء إدارة البلاد. كأن ما رأيناه حتى الآن من صور غزة وأطفالها لا يعطي فكرة كافية عن الحالة البشرية برمّتها، وتدخل الصحافة إلى رفح بعد السماح لها: لم يعد هناك شيء اسمه رفح. هناك مشهد…