آراء

أجيال وخصال

الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: في حديث صريح جمعني بسيدات بلغن الستين أو تجاوزنها، قلت فيما يشبه "فشة الخلق" إنني أجدهم جيلًا يشعر بالاستحقاق والتميز، لديه شعور دائم بأنه مناضل وقدم العديد من التضحيات، وكاد أن يستشهد على أرض معارك العزة والكرامة والجهاد.. في حين أنه في الواقع جيل مدلل، ابتعث لأفضل الجامعات والتخصصات في الخارج بمجموع متواضع في الثانوية العامة، وتعين بمناصب عالية فور تخرجه من الجامعة، حتى وإن بتقدير مقبول! جيل حصد التكريم والجوائز والمنح، رغم تطرفه في كل الاتجاهات، تاركًا وسطيتنا غارقة في بحر من الذهول! وكان جدير بي أن أحزرَ أنه سيتوج "كبار مواطنين" عندما يبلغ الستين، ويحظى بالدلال والتميز والعناية الاجتماعية والصحية، والإعفاءات المالية، وتذاكر الدخول المجانية للمتاحف والمعارض والمناسبات العامة، وغيرها من مزايا.. دعونا نأمل ونتفاءل أن يحظى بها أو ببعضها جيلي وما يليه من أجيال عندما تبلغ السن ذاتها. المفارقة هي أن ما ظننته أنا ملاحظة واستنتاجًا شخصيًا على جيل سابق، تبين أنه حقيقة…

محمد خميس
محمد خميس
كاتب إماراتي

الخليج، الدائرة المكتملة التي لا تحتاج إلى مغادرة

الجمعة ١٧ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: في كل قصة بطل يسعى وراء المعنى، وفي كل مغترب رواية إنسان عاش رحلة الاكتشاف والثمن والتغيير، غير أن بين كل تلك الحكايات يظل الخليج استثناء جميل، حيث يتحقق الحلم دون مغادرة الوطن. في عالم الكتابة توجد هيكلة للقصة تسمى "دائرة دان هيرمان للقصة"، وضعها المخرج والكاتب الأمريكي دان هيرمان، المعروف بأعماله الشهيرة مثل "ريك ومورتي" والمسلسل الكوميدي "المجتمع"، هذه الهيكلة تركز على الشخصية الرئيسية في القصة، وهي كالآتي: أنت: الشخصية الرئيسية في منطقة الراحة، المنطقة التي تعوّد عليها تحتاج: الشخصية الرئيسية تحتاج إلى شيء ما تذهب: الشخصية الرئيسية تذهب للبحث عمّا تحتاجه تبحث: الشخصية الرئيسية تجابه العقبات اثناء البحث تعثر: الشخصية الرئيسية تعثر على ما تبحث عنه تأخذ: لكنها تدفع ثمنا غاليا ترجع: تعود إلى المنطقة التي خرجت منها تتغير: لكنها لم تعد كما كانت حين نتأمل طبيعة الحياة وسير قصص البشر، ندرك أن رحلة المغترب تجسد تماما ما تصفه هذه الدائرة من تحول وثمن…

المناقشات العلمية..بين النقد والهيمنة .. تأمل في مأزق الضمير الأكاديمي

الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:       ليست جلسات مناقشة الرسائل العلمية مجرد إجراءٍ أكاديمي يختتم به الباحث سنوات بحثه، بل هي مرآة للوعي العلمي في مؤسساتنا الجامعية ومراكزنا البحثية، وميزان دقيق يزن نضج الفكر الأكاديمي ومقدار التزامه بأخلاقيات البحث والعدل والإنصاف، وهي لحظات وجودية يتقاسمها الباحث والمناقش والمؤسسة التعليمية، وتُعد فرصة سانحة لإعادة النظر، وتعديل الاتجاهات، وإضاءة الواقع العلمي الراقي، غير أنّ هذه الجلسات-في كثير من الأحيان- تتحول من فضاءٍ لتداول المعرفة إلى ساحةٍ لتمركز الذات الأكاديمية، ومن حوارٍ بحثيّ (أنيق) إلى عرضٍ سلطويّ (تسلطي) يتخفّى في عباءة النقد العلمي.      و-هنا- يكمن الخطر، فحين تنحرف المناقشة عن مقاصدها الأصيلة، لا تتأذى الرسالة وحدها، بل تتصدع فلسفة البحث العلمي نفسها، فما يبدو مجرد ممارسات فردية، هو في جوهره خلل في البنية الفكرية التي تنظّم الفعل العلمي وتضبط روحه.      وحين ينسى المناقش موقعه التربوي يتحول من شريك في العملية النقدية إلى قاضٍ يُحاكم وفق ما يراه دون تمييز بين ما…

دينامية الاستباق والعمل القاعدي في مجال الثقافة؛ أوجه الريادة في التجربة الإماراتية

الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      لا شك أن إشاعة التسامح الديني، على نحو جماهيري، عمل شاق يستدعي جهودا يتضافر فيها الخطاب الإعلامي مع الخطاب الثقافي والديني والسياسي والتربوي. ويتطلب تعاون الفرد مع المجتمع، والشعب مع القانون، والدولة مع الدستور. إنه عمل جذري يستهدف البنى الفكرية والعقدية للمجتمع، وإعادة صيغ العقل والأولويات والوعي، وتقديم فهم عصري للدين والرسالة والهدف، ونقد للمفاهيم والقيم والسلوك، ورسم مستقبل جديد للفرد والشعب والوطن، وقراءة متفهمة للتراث والتاريخ، وعودة إلى القرآن والعقل، والتخلي عن العنف والتنابذ، والتمسك بالاحترام والتسامح، وفهم آخر للحياة والعمل الصالح.      يتأسس التسامح الديني على ذلك كله، إلى حد يتعذر معه بلوغ هذا المرمى العزيز في غياب أي من الشروط المذكورة. لكن تركيب القول يقتضي أن نقول إن كثيرا من هذه الشروط متعالقة يتأسس بعضها على بعض، أو يؤدي بعضها إلى بعض، على نحو يتحول فيه ما كان سببا إلى نتيجة، وما كان نتيجة يصبح سببا داعيا لنشوء شرط آخر.…

مكتبة محمد بن راشد تأسر قلبي!

الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

في يومٍ ما، كانت المكتبة مكانًا لقراءة الكتب وإجراء بعض الدراسات، لكن دور المكتبات اليوم، بوجود محركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، اختلف تمامًا، فهي الذاكرة الباقية لكل أمة، وهي جسر وصلٍ حضاري وفكري وثقافي وفني بين أي أمة وباقي شعوب العالم. وإذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه، فإن مكتبة «محمد بن راشد»، تدلُّ على نفسها لكل من ينظر إليها وحيثما كان، فلقد جاء تصميمها المعماري على هيئة صفحتي كتاب مفتوحتين تملآن الفضاء بقرب مياه بحرٍ يزغرد بزرقته! بدعوة كريمة من «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»، شاركت في الاجتماع الخامس للجمعية العمومية لـ«منتدى الجوائز العربية» ممثّلًا عن جائزة «الملتقى للقصة القصيرة العربية»، وكم سعدتُ بأن تحتضن مكتبة محمد بن راشد محاضرة عن روايتي الجديدة «دوخي.. تقاسيم الصَبا»، بمشاركة الأستاذ عبدالحميد أحمد من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. تبدو المكتبة للرائي هادئة تُجاور موجات البحر، لكن لحظة يضع رجله داخلًا يشعر بهيبة المكان، المفتوح على إضاءات طبيعية،…

جواحظ وبورخيسيون!

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      دعونا نعترف؛ يشعر جل مهووسي القراءة، الواقعين في غرام الأحرف والكلمات، ورائحة الحبر المعتق، وحواف الورق الجارحة، وردهات المكتبات ومنعطفاتها وأماكنها السرية، ومسراتها الخفية، أنهم مدينون بضريبة ما لكل هذه المتعة. يتوقعون حاصباً من السماء، أو على أقل تقدير يقدمون الضحايا والقرابين لمعبد القراءة من حقبة لأخرى. شخصياً، أصدق تماماً أن الجاحظ المأسوف على جحوظ عينيه، لقي حتفه تحت أنقاض مكتبته، أرى أنه بلغ بذلك منتهى كماله، ولست أعبأ بالأقوال المشككة في ذلك. أما تبرّأت منه أمّه لكثرة قراءته؟ أما أثْرى هذا العبقري خفيف الظل، المكتبة العربية والإسلامية، بمؤلفات لا تعد ولا تحصى في كل شيء تقريباً؟ لا تبدأ عند البيان والتبيان بأجزائه الأربعة، ولا تتوقف عند البخلاء، ولا تنتهي عند الحيوان بمجلداته الثمانية! وليس قوله: «لا أعلم قريناً أحسن موافاة، ولا أعجل مكافأة، ولا شجرة أطول عمراً، ولا أجمع أمراً، ولا أطيب ثمرة، ولا أقرب مُجتنىً، ولا أسرع إدراكاً، من كتاب» بأعظم ما قال في الكتب.…

محمد بن سلمان: جدل الوعي والتاريخ في تأسيس الممكن الجديد

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      يعد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- فاعلاً سياسياً في مرحلة انتقالية تخوضها المملكة العربية السعودية، فخطاباته تشكل تحوّلاً عميقاً وتحدث أفعاله هزات ارتدادية في وعي الدولة والمجتمع السعودي والعالم كافة.  فالقادة اليوم لا يوصفون بأنهم إداريون أو مصلحون فقط، بل هم فلاسفة الوجود العملي، لا يكتبون رؤاهم على الورق، إنما في نسيج الكينونة نفسها، فلا يُقاس التحول التاريخي بحجم القرارات السياسية المتبعة فحسب، وإنما بما يُحدثه من تغيرات في بنية الوعي الجمعي، وبما يقدّمه -أيضاً-من إعادة تعريف لحدود الممكن والمفكَّر فيه، فخطابه اليوم تحرّر من سطحية الشعارات، ولم يعد بياناً تواصلياً مع شعبه فقط، إنما أصبح أنطولوجيا جديدة للوجود الوطني السعودي، لأن كلمته لا تُقال لتُسمع، بل تُقال لتُغيّر وتحدث أثرا ملموساً. في قلب هذا التحوّل الوطني السعودي، يبرز ولي العهد بوصفه صانع قرار، وصانع وعي، وفاعلًا مغيراً في التاريخ، لا مجرّد زعيم سياسي؛ لأنه لم يكتفِ بإنتاج خطاب إصلاحي أو…

نهاية الحرب في غزة.. وبداية الحقيقة

السبت ١١ أكتوبر ٢٠٢٥

     انتهت الحرب في غزة ومات الأبرياء وتحول المشهد إلى اتفاق وهدنةٍ مؤقتة، لكن الحقيقة أن ما جرى ليس نهاية الحرب والدمار، بل بداية مرحلةٍ أكثر تعقيدًا من القتال نفسه. فالاتفاق الذي أُعلن عنه بالأمس لا يمنح أي طرف صكّ انتصار أو الرقص على جثث الشهداء، بل يفتح باب الأسئلة الكبرى ماذا بعد الاتفاق؟ وكيف ستُدار مرحلة ما بعد الصمت المدفوع بثمن الدماء؟ إسرائيل، رغم قوتها العسكرية الهائلة، خرجت من الحرب وهي تحمل معها ألمها الداخلي والمثقل بالشكوك الداخلية، وخسرت جزءًا من صورتها المهيمنة أمام العالم.      أما غزة المنتصرة بصراخها وجراحها دمارها، فقد أثبتت أنها قادرة على الصمود كأرض لمستحقيها، وأما حماس التي كانت تناور من تحت الأنفاق وتدفع بدماء الأبرياء وخسرت ثمنًا إنسانيًا باهظًا من الأرواح والدمار والمعاناة. لا غالب ولا مغلوب في هذه المعركة الدموية؛ فالقوة الميدانية لم تغيّر شيئًا من جوهر المأساة السياسية الفلسطينية ما بين سلطة والجماعات والإنسانية تأتي بعد ذلك.    …

العشق بوصفه تفكيرًا: قراءة في جدلية المعنى الشعري عند بدر بن عبد المحسن

الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:        ليس الشعر عند الأمير بدر بن عبد المحسن تعبيرًا عن العاطفة، بل تفكيرٌ بالعاطفة، واستنطاقٌ للوجود من داخل اللغة، في شعره تداخل بين حدود الحس والعقل، ليولد المعنى العميق من التوتر بينهما، فقصيدته لا تبحث عن الجمال بوصفه زينةً للقول، بل عن الحقيقة بوصفها جوهر الوجد، في شعره تتقاطع الأسئلة الكبرى: من أين يأتي المعنى؟ وما جوهر العشق؟ .       يكتب البدر من أعماق الفكر والوجدان معًا، من منطقةٍ مشتعلةٍ يتداخل فيها الحسّ بالحدس، والحنين بالوعي، إنّه لا يصف الواقع، بل يعيد بناءه لغويًّا، كما لو أنّ القصيدة مختبرٌ أنطولوجيّ يعيد تعريف الإنسان في مواجهة ذاته والآخر والمطلق، ومن -هنا- تتولّد جدليته الشعرية: إن العشق ليس شعورًا، بل طريقة في الوجود ورؤية فلسفية، وأن اللغة ليست وسيلة، بل كينونة تتفكّر بذاتها.      إن الذات في شعر البدر ليست مركزًا مغلقاً، بل كائنٌ مفتوح على العالم، إنّها ذاتٌ تُعرّف نفسها من خلال علاقتها بالوجود، لا من…

زرع بذور التسامح بمشاتل التنشئة الاجتماعية بدولة الإمارات العربية المتحدة

الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:            يسجل النموذج الإماراتي، في هذا الصدد، فرادة وتميزا لافتا قياسا بنماذج الجوار الإقليمي. إذ يراهن على المؤسسة التعليمية، متخذا إياها مطية رئيسية لتعزيز القيم وترسيخها لدى الناشئة، منسجما مع ما يدعو إليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يقول في مادته السادسة والعشرين (26): «يجب أن يستهدف التعليمُ التنميةَ الكاملةَ لشخصية الإنسان وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما يجب أن يعزِّز التفاهمَ والتسامحَ والصداقةَ بين جميع الأمم وجميع الفئات العنصرية أو الدينية، وأن يؤيِّد الأنشطةَ التي تضطلع بها الأممُ المتحدةُ لحفظ السلام». universal-declaration-human-rights      من مكامن التميز والفرادة ذات الصلة بموضوع القيم، يسجل الدارس إقرار وزارة التربية والتعليم الإماراتية لمادة التربية الأخلاقية منذ موسم 2017/2018، هدفها تربية الناشئة على القيم السامية، فضلا عن تأسيس ثقافة تحافظ على سمات التسامح والانفتاح التي طورها المجتمع الإماراتي على مدى العقود القليلة الماضية، وهي احترام الآخر والحفاظ على عادات وتقاليد وتراث وثقافة وقيم دولة الإمارات…

عشرة على عشرة!

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      على أعتاب اليوم العالمي للصحة النفسية 10/10، وبصرف النظر عن الشعار والرسالة التي يحملها كل عام، يبقى النداء العام والفائق الأهمية: لنعتنِ بعقولنا كما نعتني بأجسادنا. ثمة مفارقة مؤلمة يعيشها العالم اليوم؛ لم يسبق أن توفّر هذا الكمّ من وسائل الراحة، ومع ذلك لم يسبق أن شعر الإنسان بهذا القدر من الإنهاك والاحتراق الداخلي. يمكن أن نعزو ذلك ببساطة إلى تسارع وتيرة الحياة وضغوط العمل والانْعزال الاجتماعي، والأوضاع الاقتصادية والسياسية والإنسانية العصيبة، من كوارث ومعارك وحروب وخيبات، ناهيك عن تزايد التعرّض لعشوائيات المحتوى الرقمي الذي سبق وتحدثنا عنه. ويمكن أن نضيف إليها هنا البون الشاسع بين عالمٍ وهميٍّ برّاق يستعرضه البعض، وواقعٍ مغايرٍ قاتم يعيشه البعض الآخر، فيغرق في بحرٍ من المقارنات والضيق والقلق والاكتئاب. تحضرني الآن مقولة الكاتب السوداوي فرانز كافكا: «ليس الجنون أن تكون مريضًا، بل أن تتظاهر بالعافية في عالمٍ ينهار من الداخل.» ولعله لخص بذلك جوهر المعاناة المعاصرة، حين يضطر…

المعجم العربي بين الذاكرة والوعي الآلي.. تأملات في حوسبة المعنى وجدلية الوجود اللغوي

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي أعادت تشكيل البنية المعرفية للغة في عصر الذكاء الاصطناعي، غدت حوسبة المعاجم العربية مشروعًا علميًّا يتجاوز مجرد رقمنة المادة اللغوية إلى إعادة هندسة الوعي المعجمي نفسه وفق منطق البيانات والخوارزميات، فالمعجم لم يعد وعاءً تقليديًا لتوثيق الألفاظ، بل أصبح منظومة معرفية متكاملة، تتفاعل مع أنظمة التعلم العميق ومعالجات اللغة الطبيعية في بناء نماذج تفهم العربية ليس على مستوى الشكل فحسب، بل على مستوى الدلالة والسياق والتداول، ومن -هنا- تبرز إشكالية مركزية: كيف يمكن مواءمة البنية المعجمية العربية – بما تحمله من تراث صرفي ودلالي عميق – مع منطق الخوارزميات الاصطناعية التي تستند إلى الإحصاء والتعلّم الذاتي؟. إن الإجابة عن هذا السؤال تقتضي استراتيجيات متعددة تجمع بين النمذجة اللغوية والتحليل الخوارزمي والتصميم البنيوي للبيانات، في إطار مشروع معرفي يسعى إلى تحويل المعجم العربي من مخزون وصفي إلى كيان ذكي قادر على الفهم والإنتاج والمقارنة، وبذلك تنتقل العربية من مرحلة…