الإثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥
جولات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد الأخيرة في مرافق دبي وأسواقها ومعالمها القديمة والحديثة تُثلج صدر كل محب لدبي و الإمارات. ها هو بو راشد يقطف ثمار جهد كبير ومشوار طويل من التفكير والصبر والعمل والإصرار. لم تكن الرحلة سهلة. لكن إيمان محمد بن راشد بدبي وبمشروعه التنموي وعزيمته المعروفة وتحديه لكل الصعاب كانت خلف هذا الإنجاز الضخم. [video width="478" height="850" mp4="http://hattpost.com/wp-content/uploads/2025/07/WhatsApp-Video-2025-07-28-at-3.52.07-PM.mp4"][/video] كان الشيخ محمد يثبت، مرة تلو المرة، أن رؤيته ثاقبة وأن مشروعه سينجح بل سينعكس بالخير على بلاده وكل دول المنطقة. لم يأبه بإرجاف المشككين ولم يستسلم للأزمات المالية العالمية والمشاكل السياسية الإقليمية. بل صنع من كل أزمة فرصة. حتى من شكك في مشاريع دبي تراجع ثم استثمر فيها ولم يندم. فنادقها اليوم الأعلى في نسب الإشغال عالمياً. مطارها تجاوز مطار هيثرو في الحجم وآلية العمل. خدماتها الأفضل بلا منازع. عوائد الاستثمار فيها من الأفضل عالمياً. أناقة ونظافة شوارعها ومعالمها، سرعة الإنجاز وكفاءة الأداء، مرونة الإجراءات وغياب…
السبت ٢٦ يوليو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: صيف 1972 لم يكن عابراً على عائلة الرحباني. فيه، سقط عاصي فجأة — الجلطة كانت أسرع من الوعي، وأقسى من خشبة المسرح. توقّف قلب الإبداع لحظة، لكن الصوت ظلّ واقفًا… لأن فيروز غنّت، ولأن زياد لحّن للمرة الأولى. وفي صيف 2025… رحل زياد، بصمت لا يُشبه ضجيج عبقريته، وكأنّ القدر أراد أن يُقفل الدائرة التي فُتحت هناك، على خشبة بعلبك، بعد مرور أكثر من نصف قرن على تلك اللحظة التي عزف فيها ابن السابعة عشر حزنه الأول. عاصي مرض… فابتدأ زياد. وزياد رحل… فكأنّ شيئًا فينا انتهى. لنعد بالزمن إلى صيف عام 1972، كانت فيروز تستعد للوقوف على خشبة مهرجانات بعلبك في عرض مسرحية “المحطة”. كلّ شيء كان كما اعتاده الناس: فيروز على المسرح، عاصي ومنصور في الكواليس، وزياد، الشابُّ الهادئ، يتنقّل بين البروفات، يحمل في عينيه موسيقى لم تُكتب بعد. ثم… سقط عاصي. جلطة دماغية أقعدته، شلّت جانبه الأيمن، وأخذته من مكانه الأزلي خلف الستارة…
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: في متحف دمشق الوطني توجد منحوتة ضخمة لأسد نقلت من معبد بل في تدمر، نقش عليها بالآرامية منذ مئات السنين: "تبارك اللات كل من لا يسفك دماً". قبل أن تعرف بلادنا الأديان السماوية عرفنا أن "دم السوري على السوري حرام"، لكن يبدو أن بعضنا ينسى. يحدث أن يقتتل الناس فيما بينهم، خلافاً على نفوذ أو أراض أو مصالح عامة، لطالما كانت الحروب عبر التاريخ كذلك، رغم أن معظمها كان فيه طرف أكثر قوة وجبروت من الآخر، ظالم ومظلوم لا يتساوون في الدرجة، لكن أقسى الحروب تلك هي الأهلية، بين أفراد الشعب الواحد، الإخوة حتى إشعار آخر، إشعار ما يلبث أن يأتي ليشعل جمراً ظنناه مطفأً فيما هو مختبىء تحت الرماد، فما بالكم إن كان ذاك الإشعار يحمل اسم الله؟ إذا كنا نحن البشر نتبرأ ممن يقتل باسمنا وتحت راية انتماءاتنا، دينية أم قومية أم وطنية، فما بالكم بالله الرؤوف الرحيم؟ كيف لأحد تصديق أن قتل عائلات…
الإثنين ٢١ يوليو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: عام من الإنجازات مضى على تولي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع في دولة الإمارات، لم يكن هذا العام مجرد فترة زمنية زمنية انقضت بما فيها، بل هي فترة وعلامة فاصلة في تجديد المفهوم القيادي لدولة الإمارات، وتجسيد حي لاستمرار نهج المؤسسين في صناعة رجال وقادة الدولة وفق رؤية واضحة وفكر مستنير وقيم راسخة. ولفهم شخصية سمو الشيخ حمدان بن محمد القيادية والإنسانية علينا أولاً أن نعي أنه نتاج وخريج مدرستين: الأولى، مدرسة المؤسسين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان وأخيه الشيخ راشد بن سعيد "جد الشيخ حمدان"، الذين وضعوا النهج والقيم الكبرى في تأسيس وبناء الدولة التي تركز على الإنسان أولاً واتصف قادتها بالاحترام وحب الخير وتحمل المسؤولية والحس الإنساني والرؤية المستقبلية والأمانة والاخلاص. الثانية، مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم، القائد الملهم الذي لا يكل ولا يمل الذي يواصل الليل بالنهار من أجل وطنه…
الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: تتضافر البنية الفكرية في خطاب العلامة الشيخ عبدالله بن بيه؛ بوشائج منطقية/عقلانية في عملية بناء الإنسان، كما يجب أن يكون (بالمعنى الفلسفي)، أو بأقرب صورة ممكنة من الكمال العُلوي؛ بالمعنيين الديني والأخلاقي؛ باعتبار أن الإطار العلمي الناظم لمشروعه الثقافي؛ يتكامل بمنهجية مُبسّطة في سياق نسق مفهومي، يجمع عقلانياً وإيمانياً ما بين "كلّي القرآن"، و"كلّي العصر والزمان"، ليس في قراءة النصوص واستنباط فقه الواقع، وملاحظة أو رصد تحوّلات الإنسان واختلاف الأزمنة وتباين الأمكنة فحسب، وإنما أيضاً؛ في عملية بناء إطار فكري، متماسك بنظام لغوي، دلالي/تأويلي، إسلامي/ثقافي جديد، مفتوح على المستقبل؛ من خلال نحت مفاهيم ومقولات جديدة في سياق إمكانية تحرير النصوص من راهنيتها الزمانية والمكانية؛ طالما أن غرضها بالمعنى الإسلامي الصرف، هو تحصيل السعادتين للإنسان في العاجلة والآجلة. وهي مفاهيم ومقولات جديدة لا تخرج عن سياق مفهوم "كلّي القرآن"؛ بقدر ما تندرج فيه ضمنياً في الخطاب، الذي يعني النظر إلى القرآن الكريم؛ باعتباره رؤية حياة…
الأحد ١٣ يوليو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: لا أنفي أن في هذه الأرض تراثًا، ولا أنكر أن التاريخ مرّ من هنا. لكن ما مرّ، لم يكن حضارةً بالمفهوم المتحفي، ولا مدينةً بمعايير الأثر الرسمي، بل مرّ إنسان… وحسب. وما الحياة، وما التراث، وما التاريخ، إن لم تكن كلها من الإنسان ولأجله؟ الفاية — في مداها، وفي صخورها التي لم يُنقش عليها اسم إنسان، بل رسم عليها التاريخ خطوط الجيولوجيا، وفي تربتها التي لم تُبنَ عليها المعابد — تحمل أثرًا آخر: أثر الإنسان حين يكون العبور نفسه هو الحدث، والنجاة هي القصة، والبقاء بصمت هو النقش الوحيد. لم تترك تلك الجماعات ذهبًا، ولا نُظم ريّ، ولا معابد، ولا تباهيًا في البناء، بل تركت شظايا من حجر، وطريقة نحت، وموقع مأوى. تركت ما يكفي ليقول لنا العلم: نعم، كان الإنسان هنا. ليست الفاية شاهدًا على “حضارة” بالمقاييس المتداولة، لكنها شاهدٌ على ما هو أعمق: أن الوجود الإنساني لا يُقاس بما بُني، بل أحيانًا بما تُرك، وما…
الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠٢٥
يتواءم خطاب العلامة الشيخ عبدالله بن بيه مع مقتضيات "بذل السلام للعالم" المفهومية والدلالية بالمعنى الإسلامي العميق، ومقتضيات المعرفة العقلانية؛ بالمعنى الفلسفي الرائج ثقافياً في الوعي المعاصر، ومقتضيات فلسفة الفقه المقاصدي في إطار ما يسميه الخطاب منهجية "التبيين"، أي أن واجب العلماء أو الفقهاء "التبيين"، ومعنى ذلك أن كل حكم يتعلّق بثلاث جهات، هي جهات التبيين والتعيين والتمكين: فالتبيين هو موقف لإظهار الحكم للناس، أما التعيين فيتعلّق بأعيان من يتجه الحكم إليه، فالأول هو مهمة العلماء والفقهاء، وأما الثاني فهو مهمة القضاة، وأما الثالث فهو مهمة الجهات التنفيذية". يتركز جوهر مفهوم ودلالات "بذل السلام للعالم" في الخطاب بشكل رئيس على ثلاثة محاور: - تأصيل السلم ومبدأ أو ثقافة الحوار والمصالحات. - الحفر المعرفي بإرث السلم في الإسلام وتصحيح المفاهيم؛ ممّا لحقها من تجريف أو ما طالها من تحريف، وإعادتها إلى طبيعتها الرحمانية، حيث تكون كما في أصلها؛ سياجاً للمحبة والسلام. - صناعة نموذج ثقافي عربي إسلامي؛ في الردّ على خطاب…
الجمعة ٢٧ يونيو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: لم تكن الهجرة لحظة انتقال من مكان إلى آخر، بل كانت انقلابًا في بنية الزمن. فلم يعد يُقاس بالدقائق، بل بالمعنى. ولم تعد الشهور تُحتسب بترتيبها، بل بما تُحدثه فينا من تحوّل. حين بدأت دولة الإسلام تتّسع، برزت الحاجة إلى تقويمٍ يُضبط به الزمن، فجمع عمر بن الخطاب كبار الصحابة، وسألهم: من أين نبدأ تاريخ أمتنا؟ تعدّدت الاقتراحات: من المولد؟ من البعثة؟ من الوفاة؟ لكنّ الآراء اجتمعت على الهجرة. تلك اللحظة التي اختار فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ من جديد، أن يترك خلفه أرضًا أحبّها… ليصون ما هو أسمى. لم يختر عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم لحظة مجد، بل لحظة تحوّل، لأن الأمة التي تُؤرّخ بالمعاني لا بالأحداث، هي أمة لا تخشى أن تعيد خلق نفسها كلما ضاق بها الزمن. ومن هنا، بدأ التاريخ… من الهجرة النبوية الشريفة، ومن محرم، لا من ربيع. كأن الزمن نفسه خضع لأولوية النيّة على التوقيت،…
الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: إن الحوار واجب ديني، وضرورة إنسانية، وليس أمراً موسمياً. ولذا أمر به الباري عزّ وجلّ فقال، "وجادلهم بالتي هي أحسن". إذ بالحوار يتحقَّق التعارف والتعريف القرآني، فهو مفتاح لحل مشاكل العالم؛ حيث يقدم كما يقول أفلاطون البدائل عن العنف؛ لأنه بالحوار يُبحث عن المشترك، وعن الحلّ الوسط الذي يضمن مصالح الطرفين، وعن تأجيل الحسم العنيف، وعن الملائمات والمواءمات، التي هي من طبيعة الوجود، ولهذا أقرّها الإسلام، وأتاح الحلول التوفيقية التي تراعي السياقات، وفق موازين المصالح والمفاسد المعتبرة. فاعتماد الحوار لحلّ المشكلات القائمة، يوصل إلى إدراك أن الكثير منها وهمي، لا تنبني عليه مصالح حقيقية. وبهذه الحلول التوفيقية التي يثمرها الحوار، تَفقد كثير من القطائع والمفاصلات والأسئلة الحدّية مغزاها، وتتعزز ثقافة التسامح وقبول الآخر في النفوس؛ قبل النصوص. ويفصِّل خطاب الشيخ عبدالله بن بيه الأسس المنهجية التي عليها ينبني ومن خلالها يتجذّر مفهوم التسامح والتعايش السعيد في التصور الإسلامي، وهي على ثلاث مراحل: 1- جمع النصوص المتعلقة…
الإثنين ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: في حادثة مكررة، لكنها الأولى من نوعها في سورية، أقدم إرهابي إنتحاري على تفجير نفسه داخل كنيسة عامرة بالمصلين في دمشق، مما أودى بحياة عشرات الأبرياء، إضافة للعديد من الجرحى. لا تكفي كلمات العزاء لمواساة أهالي الشهداء، فالمصاب كبير والألم شديد، ولا نملك نحن السوريين إلا الالتفاف حول إخوتنا المسيحيين ليشعروا أننا عائلة واحدة، لا فرق في الإنسانية وفي الوطن بين ملل وطوائف، وفي الواقع أننا لطالما عشنا سوية كأهل نتشارك الأفراح والأتراح، لكنك بشكل تلقائي كما في كل حادثة مشابهة، سواء مذبحة طالت أهل الساحل أو أهل السويداء لانتمائهم، أو طعن في مكان قصي من العالم، تجد نفسك كمسلم بحاجة للتذكير أنك تتبرأ من هؤلاء الإرهابيون. وفيما توجهت أصابع الاتهام نحو تنظيم "داعش"، خلص بعض المحللين إلى البحث عن جهات مستفيدة من إثارة البلبلة في المجتمع السوري، إلا أن سؤالاً يطرح نفسه بقوة: هل جميع التنظيمات "الإسلامية" الأخرى لا توافق على ما تم فعله؟ هل…
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: الخبير الفقاعة: حين يرتدي الجهل قناع المعرفة كيف نعرف أن من أمامنا جاهل؟ قد يبدو السؤال بسيطًا، لكن الإجابة أعمق مما نتصوّر. فالجهل لا يتمثّل دائمًا في صمتٍ أو عجزٍ عن الفهم، بل قد يتجلى في ثقةٍ مفرطة وصوتٍ صاخب. الجاهل، في أخطر حالاته، لا يدرك جهله؛ والأسوأ من ذلك، أنه يظن نفسه مرجعًا في كل ما لا يعلم. عندها تتحوّل الثقة إلى قيدٍ يغلف العقل، ويغدو الحوار معه سجالًا عقيمًا. برتراند راسل لخّص هذه المفارقة بجملة خالدة: “مشكلة العالم أن الحمقى واثقون من أنفسهم دائمًا، أما الأذكياء فتملؤهم الشكوك.” ليست هذه المقولة توصيفًا معرفيًا فحسب، بل كشفٌ لاختلالٍ عميق في ميزان الوعي؛ فبينما يتواضع العالِم أمام اتساع المجهول، يتعالى الجاهل وكأن الحقيقة قد تجلّت له وحده. وفي زمن التواصل الاجتماعي وتسخيف المعلومة، تضخّمت هذه الظاهرة أكثر، فصار الجهل يُبثّ على مدار الساعة، بثقة لا تعرف التردد. هكذا وُلد ما أسميه الخبير الفقاعة؛ شخص يطفو على…
الجمعة ٢٠ يونيو ٢٠٢٥
الأسبوعَ الماضي دارَ الحديثُ وتَكرَّرَ عن عزمِ إسرائيلَ على استهدافِ المرشد الأعلى في إيران، كمَا لو كان مجردَ هدفٍ عسكري هيّنٍ آخرَ في الحرب الضَّروس بين إسرائيلَ وإيران، التي قد تلتحق بهَا الولاياتُ المتحدة لاحقاً. وقد حرصَ الرئيس الأميركي على أن يباعدَ بينه وبين التخطيطِ الإسرائيلي، معلناً أنَّ القائدَ الإيراني الأعلى على رأسِ قائمة الأهداف الإسرائيلية، وقد أصبحَ على مرمى هدفِهم. وأوضحَ ترمب أنَّه ضد مسعى إسرائيل هذا، ويعارضُه. القضيةُ أبعدُ من كونِه مجردَ هدف آخر، حيث قد يتحوَّل إلى قضيةٍ عقائديةٍ ويخلقُ ثاراتٍ عميقةً بالغة الخطورة. كانت هناك حالاتٌ امتنعَ فيها المتحاربون عن استهدافِ القياداتِ والرُّموز لاعتباراتٍ تتجاوزُ الحساباتِ العسكريةَ المباشرة. كانَ الإمبراطور الياباني هيروهيتو حاكماً ورمزاً مقدساً، وهناك وثائقُ تؤكّد أنَّه أذن لقادتِه العسكريين بدخولِ الحرب وغزوِ منشوريا وقصفِ «بيرل هاربر» التي تسبَّبت في دخولِ الولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ الحربَ العالميةَ الثانية. مع هذَا قرَّرتِ الحكومةُ الأميركية خلال الحربِ وبتوصيةٍ من الجنرال دوغلاس مكارثر عدمَ استهدافه. وكذلك امتنعتْ عن…