السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: لعل الشعار الأكثر جماهيرية في عالمنا الإسلامي عامة، وفي سورية اليوم خاصة هو "قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد"، فما عليك إذا أردت تجييش الناس إلا أن تطلقه، ليلتم حولك الآلاف حتى لو لم تحدد الهدف من نداءك، أو ماذا تريد. والعكس صحيح، فما أهون أن تستثير الحشود، وتطلقهم من عقالهم بكلمة واحدة، تستهتر بالإسلام أو بالرسول (ص) يطلقها أرعن ما، أنى وجد. وإذا كانت المؤامرات تجري في الخفاء، فهذه التركيبة لم تعد سرية، وإنما جاهزة للإستخدام دائماً، من قبل من يراهن على أن هذه الجموع تلدغ من جحرها آلاف المرات ولا تتعلم، لذلك لا يحتاج الأعداء للتآمر علينا، فيكفي أن ترسل تسجيل صوتي لأحمق يظن أنه ينال من رسولنا حتى نشعل فتنة بأيدينا، ويقتل بعضنا بعضاً، فيما يبقى صوت العقلاء خافتاً أمام أزيز الرصاص، وقس على ذلك. في الواقع، جميل لو أننا نقتدي برسولنا الكريم محمد (ص) ونهتدي بما جاء به، فهو نفذ أوامر الله تعالى…
السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: نحن في زمنٍ تتسارع فيه خطوات الذكاء الاصطناعي، وتغلغلت فيه التقنية في كل تفاصيل الحياة، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة بنموذج فريد يُعيد الاعتبار للإنسان بوصفه جوهر التنمية ومحورها. وبينما تستثمر الدولة في أعقد أنظمة الذكاء، فإنها في ذات الوقت تستثمر في أعمق العلوم: العلوم الإنسانية ومهارات الحياة، في رؤية متكاملة تؤمن بأن الإنسان هو البداية والنهاية، فهو المنبع والمصبّ. فمن منطلق أن “رحلة الفضاء تبدأ بالإنسان”، تنظر الإمارات إلى العلوم الإنسانية لا كمجال ثانوي، بل كأصل من أصول المعرفة، وروح لكل مشروع حضاري. وفي هذا السياق، برزت جهود الدولة جليّة في إنشاء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، التي تُعد أول جامعة متخصصة في هذا المجال على مستوى المنطقة، وتعكس إيمان القيادة بأهمية تعزيز التسامح، والفلسفة، والحوار الثقافي، والتعايش السلمي. ولأن التقدّم لا يكتمل إلا بالتوازن، فقد جاء إنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مكمّلًا لمسار التقدّم العلمي، لتشكّل الجامعتان معًا قلب الرؤية الإماراتية لغدٍ يتقدّم فيه الإنسان والتقنية جنبًا إلى جنب. ويُترجَم هذا التوجّه…
الثلاثاء ٢٩ أبريل ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: يعد التأويل في النحو العربي(interpretation) من المفاهيم الواسعة المتجددة الأشكال والآليات والأنساق، إذ يقوم عند المحدثين على جملة من الوسائط يتعين معها مفهوم التأويل وآلياته بما لا ينفي الخلاف بينهم كما اختلف القدماء، فتجاذبه المقام (situation) والنص أو الشاهد العربي (الفصيح)، واهتمامات المؤول، ويتفاعل معه الأثر (النصي) و(المنهج). واهتم العلماء -خاصة أصحاب التفسير وعلم البيان وغيرهم- بإبراز أهمية (التأويل) في الدرس القرآني والبلاغي وآلياته، واتجهوا لدراسة التركيب وما يعترضه من أوجه تفسيرية تأويلية، وما يحدث له من تحولات لغوية وبنيوية، وتتحدد إشكالية التأويل من خلال تباين القراءة للنص، وإشكالية تحديد أبعاده ومفاهيمه. وحين نتحدث عن (التأويل) بوصفه آلية من آليات تخريج النص وتوجيهه، أو كما يعده البيانيون (انزياحاً) عن السياق، إنما نركز على آلية اللغة وعلاقتها بالأنظمة النصية المختلفة التي تراعي المواقف ومقتضى الحال، كما تركز على تناسب المفهوم مع القواعد المقررة دون خروج أو مخالفة، وتؤكد مفاهيم عدة ذات صلة بالتأويل كالاتساع الذي يحققه الكلام…
الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: العالم اليوم يُفترض أنه يتجه نحو العدالة والمساواة، ما زالت بعض المصطلحات تتسلّل إلينا من بوابات العلم والنظرية، لتزرع أحكامًا مسبقة في وعينا، وتكرّس صورًا نمطية على نحو ناعم وخفي. من بين هذه المصطلحات، يبرز ما يُعرف بـ”اضطراب ملكة النحل” أو Queen Bee Syndrome، الذي يُستخدم غالبًا للإشارة إلى النساء القياديات اللواتي لا يدعمن زميلاتهنّ أو يظهرن نوعًا من الصرامة والتفرد في بيئات العمل. لكن، ما الذي تخفيه هذه التسمية؟ ولماذا تبدو أكثر إيذاءً مما تبدو عليه في ظاهرها؟ يشير هذا المفهوم إلى ظاهرة تُلاحظ – وفقًا للبعض – بين النساء في المناصب القيادية، حيث يُفترض أن المرأة التي وصلت إلى موقع قوة قد تُظهر سلوكًا تنافسيًا مفرطًا تجاه النساء الأخريات، وقد تتجنب دعمهن خوفًا من التهديد أو المنافسة. لكن هذا الطرح يُغفل السياق الأكبر، ويُحمّل المرأة وحدها المسؤولية. وكأنها قررت بإرادتها الكاملة أن تكون “ملكة” لا تريد لأحد أن يقترب من عرشها، دون الالتفات إلى…
الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: إن اللغة في جوهرها لا تعني مجرد نظام من العلامات، بل هي في الأساس نشاط تواصلي يقوم على استعمال العلامة اللغوية لإنجاز أفعال تواصلية، لأن وظيفتها الأساسية هي: (التواصل)، ومن ثم حظيت باهتمام كبير منذ عقود طويلة، ظهرت خلالها مدارس عديدة، ومن أحدثها المدرسة (النصية)، هذه المدرسة الحديثة التي أحدثت نقلة عملاقة تتجلى في تجاوزها التحليلات اللغوية للنظم المعهودة التي ألفتها المدارس اللغوية القديمة. لقد انكب اهتمام تلك المدارس على (الجملة) بوصفها أعلى وحدة لغوية محورية انطلاقا من أن الجملة وحدة نظرية نظامية إطارها اللغة، تنطلق من كفاءة لغوية. وتمثل هذه المدارس اتجاها في اللسانيات هو: (لسانيات الجملة)، كما حظيت الجملة باهتمام اللسانيين فلا تخلو نظرية لسانية بنيوية أو غير بنيوية من تصور محدد لتحليل الجملة. وليست التحليلات الصوتية والصرفية التي قامت بها اللسانيات عموماً واللسانيات البنيوية الأميركية خصوصا، والنتائج التي توصلت إليها سوى مدخل لدراسة بنية الجملة. فالجمل ليست ألفاظاً وضعت جنباً إلى جنب اعتباطياً،…
الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥
هل يستطيع الباحث في التراث اللامادي الإماراتي أن يباشر عمله دون أن يضطر، كل مرة، إلى تبرير خياراته البحثية؟ أي دونما حاجة إلى بيان النفع الذي يرتجيه من الخوض في هذه التعبيرات؟ الحقيقة الساطعة هي أنه لا يستطيع ذلك. فهو ملزم، على خلاف الباحث في التراث المادي، بقياس الجدوى وعرض الغايات وبيان أثر إنتاجه العلمي الرقمي على مشاريع تنمية المجالات وتأهيلها. لا جدوى من الخوض المفصل في أهمية الأدب، وإطالة الحديث عن وظائفه المختلفة، إلا في سياقات إيديولوجية صريحة الدعوى، تسائل قيمته الأخلاقية، وتنظر إليه من زاوية الفائدة التي يفترض أن تجتنى من إنتاجه وقراءته وتدريسه في محاضن التنشئة. أما في غير ذلك من السياقات، فإن الحديث يمكن أن يجري في ترتيبات جمالياته وأسئلة أجناسه، وإيحاءات مواضيعه وتيماته، وغيرها من أسئلة الإبداع الشكلية والمضمونية. إن الأدب، في عموم معناه، وجهة نظر إلى الوجود، تصف تعقيدات الحياة، وترسم أشكال التخيل البشري، وتفسر مختلف المجريات النفسية والمجتمعية التي تميز الوجود الإنساني، تماما…
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: يعد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، من الشخصيات البارزة التي قدمت جهودًا جبارة للمحافظة على اللغة العربية، وتعزيز مكانتها، ودورها الفاعل في المجتمع الإماراتي على وجه الخصوص والعربي بوجه عام، لأن إيمانه القوي بمبادئه الخاصة، جعله يعد اللغة العربية "أمانة في أعناق الجميع"، لذا كرس نفسه شخصيا ليكون حارسا أمينا على رفعتها وسمو مكانتها في المجتمع على مر الأيام والأزمان. ولسان حاله يقول: "لابد من إعادة الزخم الذي كان للغتنا ولمعطياتها في الآداب من الشعر والقصة والرواية وغيرها في السابق، لابد من إحيائها مرة أخرى بجهود الفضلاء والعلماء". لقد تفانى سمو الشيخ القاسمي واهتم اهتماما بالغا بالتراث العربي اللغوي، فتم الترويج للغة العربية بوصفها وسيلة حضارية وثقافية، لها دور محوري في الحفاظ على الهوية العربية، لأن اللغة تشكّل أبرز ركائز الهوية، وتأتي في مقدمة الحضارة، لذا سعى دائماً إلى تعزيز مكانتها، فسلامتها سلامة الفكر وسلامة الثقافة، وهذا ما أكده مراراً وتكراراً…
السبت ١٢ أبريل ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: لا خلاف في القول إن الثورة الرقمية الجارية قد أحدثت تحولات كبرى في مضمار تعليميات (Didactics) العلوم واللغات المختلفة، إذ سمحت بتجاوز كثير من الطرائق والوسائل والوسائط التعليمية، كما أتاحت أسنادا (Supports) جديدة لتعليم المعارف والمهارات والقيم المتنوعة، علاوة على فتحها آفاقا بحثية واعدة أمام المشتغلين في مضمار البيداغوجيا وما يتصل بها من علوم، وهي آفاق أخذت في بعض الأحيان أوجها من التنافس الحامي، بسبب ارتباط الثورة الرقمية المذكورة بمصالح مادية، وكذا بسبب علاقتها القوية بمستويات التنمية التي تسجلها البلدان الرائدة في هذا المجال. وهكذا فقد سارعت المؤسسات المسؤولة عن صياغة السياسات التربوية والثقافية لمختلف بلدان العالم، ونظيراتها المشتغلة بقضايا اللغويات، واللسانيات التطبيقية، إلى البحث في مضمار الرقميات، وتوظيف التقنيات المستجدة، لا لتحسين اكتساب اللغات وتسريع وتيرتها لدى الصغار والكبار، بل لتشبيك العلاقات بين اللغات عبر جسور الترجمة والتواصل الرقمي، مع ما ينتج عن ذلك من عائدات حضارية تعود على متكلمي لغات العالم المختلفة، ولا…
الجمعة ١١ أبريل ٢٠٢٥
من المؤسف، أن تتحوّل كارثة إنسانية يعاني منها الشعب السوداني الشقيق إلى «لعبة سياسية» بيد قواته المسلحة، التي تحاول تشتيت الانتباه عن جرائمه وفظائعه الموثقة. نقول ذلك، ونحن نتابع فصول الدعوى التي تقدمت بها القوات المسلحة السودانية إلى محكمة العدل الدولية ضد الإمارات، والتي تضمنت مزاعم بعيدة كل البعد عن الواقع، ودون أيّ أساس أو مستند قانوني، فيما لم يقدم البرهان أي برهان. ولعلّ المتابع للشأن السوداني يدرك إلى أي مدى وصلت إليه الأمور من جرائم حرب ارتكبتها قواته المسلحة، ووثّقتها العديد من السلطات الدولية، بما في ذلك تحقيقات الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، ووصلت إلى حد القتل الجماعي للمدنيين، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والهجمات العشوائية على مناطق آهلة بالسكان، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الأساسية، وتجنيد الأطفال والزج بهم في مناطق القتال. علاوة على ذلك، فإنّ العالم يعرف كيف تسبّبت هذه القوات في أزمة إنسانية، طالت أكثر من 30 مليون شخص، ووضعت أكثر من 600 ألف أمام ظروف المجاعة…
الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥
عامان من القسوة والظروف الإنسانية الكارثية مرّا على الشعب السوداني، عانى خلالهما الأشقاء ويلات الحرب وتبعاتها من قتلٍ ونزوحٍ وندرةٍ في مقومات الحياة الأساسية. وفي ظل هذه الحالة الإنسانية الحرجة، واللحظة المفصلية التي تستوجب مسارًا جادًا نحو السلام، لا تزال القوات المسلحة السودانية تتهرّب من أيّ مساعٍ لإنهاء الحرب، وتواصل تصعيدها، لقناعاتها بإمكانية الحسم العسكري، دون اعتبار لحجم المعاناة الإنسانية التي تجاوزت كل الحدود، مع الاستمرار في محاولاتها تحميل الآخرين مسؤولية ما اقترفته، ماضية في مسار لن يفضي إلّا إلى تمزيق السودان وتحويله إلى دولة فاشلة. وفي هذا السياق، يواصل الجيش السوداني حملته الممنهجة ضد دولة الإمارات بحجج مكررة وواهية، في مسعى لصرف الأنظار عن إخفاقاته الداخلية والتهرب من مسؤولياته تجاه الأحداث التي قادت إلى هذه الحرب العبثية، التي جاءت بقرار من الجيش والمليشيات الإخوانية المساندة له، وانقلابه على الحكم المدني الانتقالي في 25 أكتوبر 2021، واختيار الحرب لحسم الخلاف المتفاقم مع قوات الدعم السريع، ثم الرفض المتكرر لوقف إطلاق…
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠٢٥
الذين يستغلون كل حدث سياسي أو عسكري في المنطقة للتطاول على الإمارات ورموزها، في معظمهم خصوم «مؤدلجين» احترفوا الفجور في الخصومة. لم تكن الإمارات يوماً ضد استقرار أي بلد، ولم تكن يوماً خاضعة لخطاب العنتريات ونظرية المؤامرة، لأنها دولة تؤمن بالعقل، وتعيش الراهن، وتخطط بوعي للمستقبل. الإمارات كانت ولا تزال مع وحدة الصف العربي، وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة كلها. كل ما يقال ضد الإمارات لا يستند إلى أي دليل، ولا ينطلق من معلومة واحدة مثبتة ومؤكدة. هل يُعقل أن يسكت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعتبرة عن أي سلوك سياسي أو عسكري مخالف للقانون الدولي، خصوصاً لو كان المتهم دولة عربية؟ معظم من يردد إشاعات «الإخوان» ضد الإمارات أما منخرط في نشاط إسلاموي معادٍ للإمارات أو من فئة تُصدق كل إشاعة وكل خبر بلا دليل. كم مرة نفت الإمارات رسمياً أي تدخل عسكري أو سياسي في شأن أي بلد يمر باضطراب أو يخوض نزاعات، وجهودها لا تخرج عن نطاق الجهد الإغاثي…
الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥
في مجلة «هارفارد غازيت» بتاريخ 20 مارس، قرأت مقالاً عن آدم رودمان، طالب في سنواته الأولى في كلية الطب، كان يبحث عن معلومة تنقذ مريضاً أرهق الأطباء. استغرقت رحلته ساعتين في دهاليز مكتبة جامعة هارفارد، لكنه اليوم لا يحتاج إلا لـ15 ثانية، بفضل رفيقه الرقمي الجديد: الذكاء الاصطناعي. اليوم، يحمل رودمان في جيبه مكتبة طبية بأكملها، تطبيق «OpenEvidence»، الذي يقوم بدور الصيدلي الحكيم والطبيب المستشار، يفرز الأبحاث ويستخرج منها جوهرها، تماماً كما يستخرج الغيص اللؤلؤ من كومة الأصداف. لكن السؤال يظل معلقاً: كيف نستخدم هذه الأداة لإحداث تحوّل حقيقي في الطب؟ الذكاء الاصطناعي في الطب ليس وليد اليوم، لكنه بات الآن أشبه بطبيب خارق يمتلك خبرات آلاف الأطباء في ذاكرته الرقمية. يتوقع الخبراء أن يكون له أثر كاكتشاف الجينوم البشري، فهو قادر على تخفيف الأعباء الإدارية، وتقليل الأخطاء الطبية. لكن، الذكاء الاصطناعي قد يحمل في طياته تحديات كبيرة، فالبيانات التي تغذيه قد تكون مملوءة بتحيزات البشر، فتصبح قراراته منحازة دون…